█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ وأما ترحالنا أيها المسلمون المصدقون بلقاء ربهم وكتبه ورسله ، فإلى نعيم دائم ، وخلود متصل ، ومقام كريم ، وجنة عرضها السموات والأرض في جوار رب العالمين ، وأرحم الراحمين ، وأقدر القادرين ، وأحكم الحاكمين ، الذي له الخلق والأمر ، وبيده النفع والضر ، الأول بالحق ، الموجود بالضرورة ، المعروف بالفطرة ، الذي أقرت به العقول ، ودلت عليه كل الموجودات ، وشهدت بوحدانيته وربوبيته جميع المخلوقات ، الذي خلق السموات والأرض ، الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، ويغيث الملهوف إذا ناداه ، ويكشف السوء ويفرج الكربات ، ويقيل العثرات ، الذي يهدي خلقه في ظلمات البر والبحر ، ويرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ، فيحي الأرض بوابل القطر ، ويرزق من في السموات والأرض من خلقه وعبيده ، الذي عنت له الوجوه ، وخشعت له الأصوات ، وسبحت بحمده الأرض والسموات ، الذي لا تسكن الأرواح الا بحبه ، ولا تطمئن القلوب إلا بذكره ، ولا تزكوا العقول إلا بمعرفته ، ولا يُدرك النجاح إلا بتوفيقه ، ولا يقع أمر إلا بإذنه ، ولا يهتدي ضال إلا بهدايته ، ولا يفتتح أمر إلا بإسمه ، ولا يتم إلا بحمده ، ولا يُدرك مأمول إلا بتيسيره ، ولا تُنال سعادة إلا بطاعته ، ولا طابت الجنة إلا بسماع خطابه ورؤيته ، فهو الإله الحق ، والرب الحق ، والملك الحق ، والمنفرد بالكمال المطلق من كل الوجوه ، المبرأ من النقائص والعيوب من كل الوجوه ، لا يبلغ المثنون وإن إستوعبوا جميع الأوقات بكل أنواع الثناء .. ثناءا عليه ، بل ثناؤه أعظم من ذلك ، فهو كما أثنى على نفسه ...
هذا الجار .
وأما الدار ، فلا تعلم نفس حسنها وبهاؤها ، وسمتها ونعيمها ، وبهجتها وروحها وراحتها ، فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فيها ما تشتهي الأنفس ، وتلذ الأعين ، فهي الجامعة لجميع أنواع الأفراح والمسرات ، الخالية من جميع المنكدات والمنغصات ، ريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، وزوجة حسناء ، وفاكهة نضيجة .
فتر حالنا أيها الصادقون المصدقون إلى هذه الدار بإذن ربنا وتوفيقه وإحسانه ، آمين . ❝