█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ˝مخيفة تلك اللحظات التي نعيشها ولا نعلم أنها ستكون آخر عهد لنا بلقاء شخص قبل موته؟! فكيف تأتي لحظة تكون فيها الضحكة الأخيرة، والمزحة الأخيرة، والحكاية الأخيرة؟!˝.
خرجت شيرين إلى شرفتها ونظرت -كعادتها- إلى السماء، تتأمل النجوم والقمر، الذي تحدثت إليه وشكت وبكت كثيرًا، وانتظرت منه ردًا! واليوم كانت المفاجأة عندما رد القمر عليها بعد سنوات عجاف من الصمت:
نعم أنا القمر، يخالني الجميع صخرًا، لكنني أشد لينًا من بني البشر القاسية قلوبهم، سنوات مرت وأنا أنصت للجميع، وأبكي معهم كل ليلة، الكثير تغزلوا بي، وشبهوا أحبابهم بي، أعطيهم الضياء والونس، ولا أرى إلا دموعهم وعودتهم مخذولين من أحباب طالما وصفوهم بالقمر! ولا ذنب لي أبدًا غير أني شاهد على حبهم وفراقهم، وفرحهم وحزنهم، أشاهد في صمت كاد يقتلني، والآن جئت لأسرد الكثير لكِ، لا تتعجبي أنتِ لا تحلمين، أنا القمر وجئت لأقول لكِ، لا تبكي ولا تحزني وقري عينًا، فالله معكِ والقلب الذي تعذب كل ذاك العذاب لن يُترك دون عوضٍ جميلٍ، الفرح آتٍ لا محالة، ولكن صبرًا! انتبهت شيرين من شرودها وتأملاتها التي لا تنتهي، كل ليلة تجلس في شرفتها، تقرأ وتتأمل حتى يغلبها النوم!
في الصباح تستيقظ شيرين مفزوعة على صراخ والدتها، تنهض مسرعة إلى خارج غرفتها، تتجه إلى غرفة والدها المريض برعب تتطلع إليه، لتجد والدها بفراشه، فيذهب روعها قليلاً، تنظر إلى والدتها مستفسرة بقلق عن سبب الصراخ، من بين دموعها تجيبها: أحمد ابن خالتك مات!
يصيبها الفزع، تبكي بشدة وترتمي في حضن والدتها، تواسي كلتاهما الأخرى، تتجهان إلى شقة خالتها التي تسكن في الشارع الخلفي، كان وقع الصدمة شديدًا على خالتها مما جعلها تقع على الأرض فاقدة الوعي لفترة من الزمن ليصاب الجميع حولها بالهلع والخوف . ❝