█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ في وسط الظلام الحالِك، أجلس منزوة عن العالم في مكانٍ خالي من البشر، الدجن يُحاوط المكان، كريمتاي تذرف دمًا وليس دموعُ فقط، السَّديم يُزين السماء التي تتميز بالصفاء والنقاء، الأشجار تتمايل من حولي، والأوداق تهطُل بكثرةِ، يدايَ ترتجف من شدة البرد، الشَجن يُلاحقني ولا أستطيع التحرر منه، دوامة الذكريات التي تمر على عقلي تجعله يعتصر من كثرة الألم؛ فأنا حتى الآن لم أجد سوى ألمٍ يجتاح قلبي، كنت كالعصفور الذي يرفرف بجناحه فرحًا، وجاء أحدهم بتبديل هذا الجناح؛ ليحل الحزن الذي يجعل روحي تُسلب مني دون سابق إنذار، مثل ما سُلب كل ما تمنيته سابقًا؛ فلم أكن أفكر حتى في ذلك الأمر المرهق، ترقرق عيناي بالدمعِ عند تذكر كل ما مررت بهِ، تتسارع عيناي؛ لتذرف دموعًا، وكأنه شلال يتسارع في سخم الماء، لا أعلم ماذا أفعل؟
لأتخلص من هذه الذكرى التي بمثابة نقطة سوداء تلاحقني، كاد قلبي يتمزق بسببها؛ حتى أصابني الكلالة ولا أستطيع نسيانها، جلست وحيدة دون التحدث مع أحدٍ؛ لأستطيع المام ما تبقي من روحي المشتتة، ولكن كل هذا دون جدوىٰ.
تلك الذكرى التي تُعد مرهقة لي، أصوات التهاني تتعالى في كل مكان من حولي؛ حتى الآن لا أستطيع نسيان ذلك اليوم، الذي استطاع تدميري، ذلك اليوم الذي سُلب مني حلم طفولتي وجميع مراحل حياتي، كان ذلك الحلم بمثابة الحياة بالنسبة لي، كنتُ أتمنى أن أصبح طبيبة اخصائية في جراحة القلب؛لأساعد وأتفوق في هذا المجال، واكتشف أدوية جديدة تُعالج المرض، كنت أجتهد كثيرًا؛ لأستطيع تحقيق حلمي، ولكن دون جدوى؛ فهذا اليوم الذي انتظرته طيلة حياتي؛ كي أسعد بتحقيق حلمي، قُلب رأس علي عقبٍ، ولم أنساه حتى الآن، أصبح هذا اليوم وهذه الذكرى بمثابة سهم اخترق قلبي، ولا أستطيع مداواته.
لــ گ/إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝