█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ تكملة هديه ﷺ في الحج
فلما أكمل رسولُ اللهِ ﷺ نحره ، استدعى بالحلاق ، فحلق رأسه ، فَقَال لِلحلاق وهو مَعْمر بن الله وهو قائم على رأسه بالموسى ونظر في وَجْهِهِ وَقَالَ ( يَا مَعْمَرُ ! أَمْكَنَكَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ وفِي يَدِكَ المُوسَى ، فقال معمر : أمَا وَاللَّهِ يا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ ذلك لَمِنْ نِعْمَةِ اللَّهِ عَلَيَّ وَمَنْهِ . قال : أَجَلْ إِذا أَقَرُّ لَكَ ) ، ودعا للمحلِّقِينَ بالمَغْفِرَةِ ثَلاثاً ، وَلِلمُقَصِّرِينَ مَرَّةً ، وحلق كثير من الصحابة ، بل أكثرهم ، وقصر بعضُهم ، وهذا مع قوله تعالى : ( لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إن شَاءَ اللهُ عَامِنين تحلقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ) ومع قول عائشة رضي الله عنها ، طيبتُ رسول الله ﷺ لإحرامه قبل أن يُحْرِمَ ، ولإحلاله قَبْلَ أن يَحلَّ ، دليل على أن الحلق نُسُك وليس بإطلاق من محظور ، ثم أفاض ﷺ إلى مكة قبل الظهر راكباً ، فطاف طواف الإفاضَةِ ، وهو طوافُ الزيارة ، وهو طواف الصدر ، ولم يطف غيره ، ولم يسع معه ، ثم أتى ﷺ زمزم بعد أن قضى طوافه وهم يسقون ، فقال ( لَوْلَا أَنْ يَغْلِبَكُم النَّاسُ ، لَنَزَلْتُ فَسَقَيْتُ مَعَكُمْ ، ثُمَّ ناولُوه الدَّلْوَ ، فَشَرِبَ وَهُوَ قَائِم ) فقيل : هذا نسخ لنهيه عن الشرب قائماً ، وقيل : بل بيان منه أن النهي على وجه الاختيار وترك الأولى ، وقيل : بل للحاجة ، وهذا أظهر ، ثم رجع ﷺ إلى مِنى فبات بها ، فلما أصبَحَ ، انتظر زوالَ الشَّمْسِ ، فلما زالت ، مشى مِن رحله إلى الحِمَارِ ، ولم يَرْكَبْ ، فبدأ بالجمرة الأولى التي تلي مَسْجِدَ الخَيْفِ ، فرماها بسبع حَصَياتٍ واحدةً بعد واحدة ، يقول مع كُل حصاة ( اللَّهُ أَكْبَرُ ) ، ثم تقدَّم على الجمرة أمامها حتى أسهل ، فقام مستقبل القبلة ، ثم رفع يديهِ وَدَعَا دُعَاءً طَوِيلاً بقدر سُورَةِ ،البقرة ، ثم أتى إلى الجمرة الوسطى ، فرماها كذلك ، ثم انحدر ذاتَ اليَسَارِ مما يلي الوادي ، فوقف مستقبل القبلة رافعاً يديه يدعو قريباً من وقوفه الأول ، ثم أتى الجمرة الثالثة وهي جمرة العقبة ، فاستبطن الوادي ، واستعرض الجمرة ، فجعل البَيْتَ عَن يساره ، ومِنى عن يمينه ، فرماها بسبع حصيات كذلك ، ولم يرمها من أعلاها كما يفعل الجهال ، ولا جعلها عن يمينه واستقبل البيت وقت الرمي كما ذكره
غير واحد من الفقهاء ، فلما أكمل الرمي ، رجع من فوره ولم يقف عندها . ❝