█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ قصة« الغيوم المتحركة»
في رحلة قطار، جلس شاب جوار النافذة يبتسم من أذن لأذن، كان متحمسًا جدًا لدرجة أنه كاد يقفز من مقعده، بينما كان يشير بإصبعه إلى نافذة القطار وهو يصيح بسرور:
“بابا، انظر بابا! الأشجار والمنازل تسير وراءنا! ”
ابتسم والده ذو اللحية البيضاء لحماس ابنه الشاب.
كان هناك ركّاب يراقبون الموقف باستغراب من تصرفات هذا الشاب الكبير الذي يصيح بحماسة كالأطفال.
فجأة!، صرخ الشاب مرة أخرى:“بابا انظر إلى الغيوم تجري! الغيوم تسير معنا”
عندها قال أحد الركاب لوالد الشاب بصوت خافت جدًا: “أنا لا أقصد أن أكون وقحًا يا أخي. لكن… ربما ليست فكرة سيئة أن تأخذ ابنك المسكين إلى طبيب جيد إن شاء الله؟ ”
هنا كان الراكب يظن أن الشاب في غير كامل صحته العقلية لأنه يصيح وبه تلك الحماسة والفرحة الطفولية.. لكن هل الأمر كذلك؟
ابتسم الأب ورد على الراكب وقال: “قد فعلت. ونحن قادمون للتو من المستشفى حيث ظل ابني محتجزًا لمدة 7 أيام. يا أخي، لقد كان ابني أعمى منذ ولادته ولقد استعاد بصره بعد جراحة أجراها منذ أسبوع “.
الحكمه:
إن كل شيء وكل شخص لديه قصة، هذا الفتى كان متحمسا لرؤية كل شيء للمرة الأولى ولم يكن مريضًا، لكن الرجل الذي تسرع في الحكم لم يعرف تلك القصة، فدعونا نحاول ألا نحكم على الناس من بعيد، يجب أن نكون مهذبين وألا نعلق على تصرفات الآخرين دون داع.
وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إلى جارِهِ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَنْ كانَ يُؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصمتْ”
لذلك علينا أن نحاول التزام الصمت إذا كان لدينا شيء غير مهذب لمشاركته مع الآخرين، وعلينا أن نحاول ألا نقول رأينا في أي شيء قبل أن نعرف القصة كاملة.
لـ/وفاء ابو خطيب . ❝