█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ابيضّ شعر يوسف في عمر السابعة حين شاهد الثلج يهدم حجرة أخيه الأكبر، فيسقط السقف عليه وزوجته وتوأميه، الأجساد الأربعة يراها يوسف بعد ذلك ممدة على السرير الحديد في القبو. وتظلّ تزوره في أحلامه حتى عمرٍ متقدّمة. كان يقضي يومه متأملاً ويفكّر إمّا مُعلّقًا على غصن التينة ومأرجحًا أحد ساقيه، أو تحت ظلّ شجرة التوت بجوار قبر أمّه سارة.تعلّم يوسف إبراهيم خاطر جابر الكتابة، أراد أن يشغله والده عن ساعات التفكير الطويلة. “تعلّم يوسف كيف يكتب اسمه، تعلّم كيف يكتب الأرقام، تعلّم كيف يكتب “الله جلّ جلاله” تعلّم كيف يكتب إبراهيم بالألف الطويلة كشجرة في الوسط، تعلّم كيف يكتب سارة بالراء التي تكرج كالمياه من “هارب قناة المير” وبالتاء المربوطة التي نلفظها كالألف بعد راء إبراهيم، تعلّم كيف يكتب نور الدين، وأحسّ حين كتب اسم أخيه الصغير أنه يسمع صوت بكاءه خارجًا من الحروف”. كان يمرر يده على الحروف بعد أن يكتبها فيشعر أنها تتنفس تحت أصابعه . ❝