█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ورأيت حولهم جمهرة من الخدم يحملون أكياسا معلقة في أطراف عصي صغيرة، وفي تلك الأكياس كثير من الحصى والمسامير. ولشد ما تملكتني الدهشة حين رأيتهم يضربون بها أفواه من يقتربون منهم أو آذانهم، من غير أن أعرف لذلك سببا. على أنني قد أدركت السر في ذلك؛ فقد علمت أن ذلك الشعب غارق في التفكير لا يكانُ يفيق، وهو دائم الصمت لا يكاد يصغي لما حوله، ولا يكاد يسمع ما يقال له، ولهذا يلجأ الخدم إلى إيقاظه بتلك الأكياس كلما أرادوا أن يفضوا إليه بخبر، أو يحدثوه بأمر من الأمور، ولا سبيل إلى إيقاظه – من تفكيره العميق – بغير هذه الوسيلة. ومن عادة كل خادم أن يصحب سيده كلما خرج، ويضربه بذلك الكيس على فمه كلما رأة يتعرض لخطر من الأخطار؛ ليوقظه من سباته وأحلامه، وينبهه إلى الخطر المحدق به، ويقيه شر السقوط في هوة أو غدير، أو الاصطدام بصخرة أو إنسان يعترضانه في الطريق . ❝