█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إن العبد إذا لاحظ مافيه من الألطاف ، وشهده من عين المِنِّة ومحض الجود ، شهد مع ذلك فقره إليه في كل لحظة ، وعدم إستغنائه عنه طرفة عين ، فكان ذلك من أعظم أبواب الشكر وأسباب المزيد وتوالي النعم عليه ، وكلما توالت عليه النعم أنشأت في قلبه سحائب السرور ، وإذا إنبسطت هذه السحائب في سماء قلبه وإمتلأ بها أفقه أمطرت عليه وابل الطرب بما هو فيه من لذيذ السرور ، فإن لم يصبه وابل فطل ، وحينئذ يجري على لسانه وظاهره نهر الإفتخار من غير عجب ولا فخر ، بل فرحا بفضل الله ورحمته ، فالإفتخار على ظاهره والإفتقار والإنكسار في باطنه ، ولا ينافي أحدهما الآخر ، وتأمل قول النبي ﷺ ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) فكيف أخبر بفضل الله ومنته عليه ، وأخبر أن ذلك لم يصدر منه إفتخارا به على من دونه ، ولكن إظهارا لنعمة الله عليه ، وإعلاما للأمة بقدر إمامهم ومتبوعهم عند الله ، وعلو منزلته لديه ، لتعرف الأمة نعمة الله عليه وعليهم . ❝