❞ أعدُكِ لا أحد يعلم بها ❝ 💬 في اقتباسات الكتب 📖

قراءة المزيد .. ❞ كانت تستيقظ مُبكرًا في كل صباح، لتُصلي صلاة الضحىٰ ˝الشروق˝ اسمع صوتها عندما تقول: يا الله كُن مع أولاد أبنائي، وهذه الجملة كانت تتكرر كل يوم، وتقوم في الساعة السادسة والنصف صباحًا، لتحضير الطعام وتجلس، ويتجمع الكُل حولها وتقول: أتمنى من الله أن يُديم الفرح في البيت دائمًا والسعاده في قلوبكم، هل تعلموا يا أطفال أننا نأتي على هذه الحياة ضيوف؟ وفي يوم من الأيام سنذهب إلىٰ الله؟ لا أحد ينساني أبدًا؛ أنني أخافُ من الظلام تذكروني بالدعاء، أنظر الى عينيها التي كانت كالجوهرة ولونها الأزرق، وشعرها الحرير الابيض أنظر إلى عينيها التي تبوح بالوجع، جدتي أنتِ مريضة أم حزينة، بوحي إليَّ بأسرارك، أعدُكِ لا أحد يعلم بها، وكانت تضحك وبشدة، وهذه الضحكة كانت من قلبها لأول مرة أراها، ذهبت وضعت رأسي على صدرها، وضعت يديها على رأسي، جدتي تعلمين أن الحياة ليس حياة بدونك، وأن ضحكتك تجعل قلبي يرفرف في السماء، تعلمين يا عزيزتي أرى في منامي أشياء جميلة، عليكِ بأن تذكُريني بالدعاء عندما أذهب إلى الله، جدتي أنتِ لن تذهبِ ستظلِ معي طول الحياة، وفي منتصف الحديث سألتها جدتي حقًا أنتِ تخاف من الظلام؟

نعم ياعزيزتي ثم
ضحكت، أنتِ لستِ صغيرة أنتِ كبيرة، يا ليتها كانت بهذا التفكير يا ابنتي، نامي الآن ونتحدث في الصباح قبل الذهاب إلى المدرسة، استيقظت على صوت أمي وهي وتقول: إنَ لله وإنَ إليه راجعون، لن استوعب كل هذا، جالسة على فراشي منتظرة أن استيقظ من هذا الكابوس، أصوات، أشجار، سرعات،
كفاكِ، كفاكِ يا مريم، كل هذا كابوس، مجرد كابوس استيقظِ جدتك نائمه بجانبك،
ومرة ثلاث أعوام على هذا الكابوس ولم تستيقظ حتى الآن.
#زينب_السيد . ❝