█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ -هل جرّبْتَ يوماً أن تذهبَ وَحدكَ لمقهىَ؟!
أو لأي مَكانٍ مُزدحمٍ، وتجلسَ دونَ أن تفعلْ شيئاً، سِوى الإستِماعِ، فبينما تُدقق في كمّيّةِ التِبغِ المَحروقِ، سَتسمعُ الكثيرَ مِن الثَرثَرة، المُواساةِ والمُجاملة، سَتَلمحُ وابِلاً مِن الكذبِ بَينَ السطور، وإن أمْعَنْتَ، سَتَرى مَدىَ قابليةِ البشرِ علىَ تَصنُّعِ الوِدِّ وتزييفهِ، سَتلاحظُ علاقتُهُم اللامُتناهية مع الضجيجِ الفارِغِ، بل وَسَتجدُهُم يُمَجِدونَ هذا الفراغِ،
وليسَ من الغريبِ عَلَيهِم أن يُعظمِوا التفاهةَ،
ويُسَلِطُوا الأضوَاءَ عَلَى التَافهينَ،
بَل ويَترِكونَ المنبرَ لَهُم،
فالإنسانُ، منذُ القِدَمِ، وَعَلَىَ الأغلَب،
كانَت التفاهةُ وسِيلتَه المُفضلة،في إمضاءِ يَومه،
لِذا نَجِدُ توَارثَ هذهِ الصفة جيلاً بعدَ جيل، لطالما فضّلْتُ الجلوسَ صامتاً معَ نفسيَ لسَاعاتٍ طويلة،
عَلَىَ أن أخالطَ أحدَ أصحابَ الجماجِم الفارغة تِلك.
أحمد عادل عثمان . ❝