█ جرّبْتَ يوماً أن تذهبَ وَحدكَ لمقهىَ؟! أو لأي مَكانٍ مُزدحمٍ وتجلسَ دونَ تفعلْ شيئاً سِوى الإستِماعِ فبينما تُدقق كمّيّةِ التِبغِ المَحروقِ سَتسمعُ الكثيرَ مِن الثَرثَرة المُواساةِ والمُجاملة سَتَلمحُ وابِلاً الكذبِ بَينَ السطور وإن أمْعَنْتَ سَتَرى مَدىَ قابليةِ البشرِ علىَ تَصنُّعِ الوِدِّ وتزييفهِ سَتلاحظُ علاقتُهُم اللامُتناهية مع الضجيجِ الفارِغِ بل وَسَتجدُهُم يُمَجِدونَ هذا الفراغِ وليسَ من الغريبِ عَلَيهِم يُعظمِوا التفاهةَ ويُسَلِطُوا الأضوَاءَ عَلَى التَافهينَ بَل ويَترِكونَ المنبرَ لَهُم فالإنسانُ منذُ القِدَمِ وَعَلَىَ الأغلَب كانَت التفاهةُ وسِيلتَه المُفضلة إمضاءِ يَومه لِذا نَجِدُ توَارثَ هذهِ الصفة جيلاً بعدَ جيل لطالما فضّلْتُ الجلوسَ صامتاً معَ نفسيَ لسَاعاتٍ طويلة عَلَىَ أخالطَ أحدَ أصحابَ الجماجِم الفارغة تِلك أحمد عادل عثمان كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ˝إنّهم يرفضون الإعتراف بأنَّ الحياة هي أشبه بمذبحةٍ جماعية، أنّ الحياة في ذاتها وحشيّة، ومأساوية، وهي أشبه في كلِّيتها بمسرحيةٍ خرقاء.
إنَّ الإنسان لا يحتاج إلى قراءة كتب كُثُر ليعي مدى فداحة الحياة، يكفيهِ فقط أنْ ينظر حوله، أنْ ينظر إلى المذابح، الحرائق، الحروب، المستقبل المجهول، والماضي المشوّه بالنكبات.
ليعي الإنسان فداحة الحياة، يكفي فقط أنْ ينظر إلى حقوقه نظرة المتسوّل المقهور.˝ . ❝
❞ أما أنا فملحد بكل العادات و التقاليد التي توارثناها بغباءٍ مفرط، أنا لاتمثلني العادات و التقاليد والاعراف التي وضعها إنسان ميت بقبره ليميت بها إنسان على قيد الحياة، فيكسر إرادةً، ويحطم أملاً، ويستعصي حباً، ويثقل كاهلاً، ويسرق فرحةً، ويلغي حلماً، ويبعثر إنساناً . ❝