أيها القارئ العزيز .. في هذا الكتاب الذي بين يديك .. تجد مزيجا من النماذج التي قرَّت بين قمتين سامقتين بين طموح يرمون إليه و عظمة تهيأت لهم بعد سعي و جد حثيثين . فتجد حديثا عن البداية و ما تشمله " من أين .. و إلى أين ”. و عن الطموح ما هو و كيف يكون و ما هي مشتملاته و الخطوات التي تنزع بالمريد إليه . و في هذا السِّفر أنت واجد .. أن العظمة الحقيقية إنما هي في رحاب الإسلام الذي يتواءم مع روح الإنسانية السامية العلياء . و كيف قسمت هذه العظمة إلى أنواع .. و أن أجلها مكاناً و أرفعها منزلاً تلك المكتسبة بالمعاناة و الكدح و الكدِّ لها ما قام هذا الجسد على روح . و أنت واجد فيه التغير و كيف أنه يفارق التغيير في محاور عدَّة . و فيه إنك واجد بإذن الله الروح التي تغذي طموحك و ترقي عظمتك و تبعث نهارا في أرجاء حياتك ينتشر بضياءه ماحيا هذه الظلمة التي عمَّت وطمَّت و أنَّت تحت وطأتها النُّفوس أياما بل أعواما . لعلك أيها النِّبراس .. تخرج في ثوبٍ قشيبٍ بُعيد قراءتك له بتمعنٍ و تفحصٍ و تدبُّر .. لعلَّك .. و أودُّ ذلك لك أن تكون صانعاً لعظمتك .. باثَّاً رُوح العظمة في هذه النُّفوس التي كاد يلتهمها اليأس من الآتي و يبتلعها التسليم للعَياء و الإخفاق .