ينتج الأفيون المؤامراتي وهما يرضي الغرور بشكل خاص، إذ يعطي الانطباع بأن إدراك العالم سهل من دون الحاجة إلى إنفاق جهد في سبيل ذلك. وسائل الإعلام تحب نظريات المؤامرة. شبكات التواصل الاجتماعي وخوارزمياتها تحت نظريات المؤامرة، الديماغوجيون والشعبويون وحاشيتيهما مـن الحمقى يحبون نظريات المؤامرة. إن ميزان القوى ليس في صالح من يقاومونهم ويرفضـون الاستعانة بأسلحتهم، فكما لا يمكن أن نحارب الظلام بالظلام، لا يمكن أن تحارب الكذب بالكذب. وما هـو مؤكد، أن للمؤامراتيـة أعداء معلنين وكثيرين. لكن إذا كانت مناهضة المؤامراتية على الطريقة الشعائرية والمرتعبة، هي الصرعة الطاغية، فإن مناهضيها على نحو عقلاني ومسؤول، هم أقلية في الوقت الحاضر. إنها معركة “سيزيفية” فيها الكثير من ضباط التبليغ والقليل من الجنود. وفي واقع الأمر، لا يوجد تاجر مخدرات واحد يحب أن يأتي أحدهم ويعطل أعماله. أما من تورطوا في هذه التجارة، فلن يغفروا لك البتة أنك كنت الضمير الذي أزعجهم. هكذا هو الأمر، لا أحد في وسعه أن ينفذ بجلده من دون عقاب إن هو عطل ضجيج مصنع نظريات المؤامرة.