ليس شيء أدعى إلى ضرورة العناية بعلم الإملاء أو ماكان يعرف عند الأقدمين بالخط القياسي من تعظيم علماء العربية ولهذا العلم والتأكيد على أهميته وفضله في إحكام أصول الكتابة وشرط هذا الإحكام في أداء المعاني وإصابة القصد من التعبير والكلام. ويقول المؤلف عمر فاروق الطباع: إن كتابنا هذا يستجيب أول ما يستجيب لهذه الغاية المثلى التي لا غنى عنها للمنشئ ووالأديب وجميع الذين يتعاطون صناعة الحرف أيا كان الموضوع الذي يتناولونه في تآليهم ومصنفاتهم.. عن إتقانهم والعناية بها. وليس من باب الصدفة أن يجمع هذا الكتاب بين الإملاء والإنشاء، في إطار واحد، فالإنشان الصحيح في عبارته وأدائه إنما يستمد أسباب صحته من اللغة والإملاء باب بارز من أبوابها. والكتاب مقسم إلى جزءين، الجزء الأول في الإملاء، ويحتوي على مدخل للتعريف بالعلم وأقسامه الأساسية، حيث يتناول المؤلف الإبدال والهمزة، والزيادة بعامة، والإنقاص بعامة، والوصول والفصل بعامة. والجزء الثاني في علم الإنشاء، فيحدثنا عن فنونه وماهيته وموضوعه وأركانه ويسلط الضوء على المراسلة والوصف، والقصة والحوار.