📘 ❞ رسالة إلى القضاة ❝ كتاب ــ عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله

كتب إسلامية متنوعة - 📖 ❞ كتاب رسالة إلى القضاة ❝ ــ عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله 📖

█ _ عبد الله بن جار إبراهيم الجار 0 حصريا كتاب رسالة إلى القضاة 2024 القضاة: تحتوي بعض النصائح والتوجيهات للقضاة فمن أهم الوسائل التي يتحقق بها القسط وتحفظ الحقوق وتُصان الدماء والأعراض والأموال هي إقامة النظام القضائي الذي فرضه الإسلام وجعله جزءًا من تعاليمه وركيزة ركائزه لابد منها ولا غنى عنها فإن الشريعة الإسلامية وسائر الشرائع الإلهية قد جاءت لتحقيق مصالح الناس ولا شك أن وجود القضاء المجتمع الإنساني هو إحدى المحققة لهذه المصالح؛ فبه تُحمى وتصان عن الانتهاك ويزال بواسطته تعدي بعضهم وهو أحد المناصب العظيمة تحقق العدل وتمنع الظلم وترسي الحق والعدل مقاصد الغراء قال تبارك وتعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) (الحديد:25) والقسط فهما كلمتان مترادفتان, وأي طريق أدى الوصول بين كان مطلوبًا الشرع وقد أمر تعالى بالعدل الحكم (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) (النساء:58) وقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة:8) والقضاء عمل الرسل عليهم الصلاة والسلام ؛ يدل ذلك قوله (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ) (الأنبياء:78) ورد القرآن الكريم غير ما آية يشير (احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا إِلَيْكَ) (المائدة:49) وقوله: (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (المائدة:42) وأما السنة المطهرة: فتدل لمشروعية أحاديث كثيرة منها: رواه عمرو العاص رضي عنه النبي صلى عليه وسلم أنه قال: (إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ أَخْطَأَ أَجْرٌ) (متفق عليه) وأول مَن تولى هذه الوظيفة الرسول فالقضاء مِن أجلِّ الوظائف وأسمى الأعمال ومِن أقوى الفرائض به جلَّ جلاله وبعث رسله فقاموا صلوات وسلامه أتم قيام وقام بعدهم أئمة العدل؛ امتثالاً لأمره سبحانه (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة:44) إِلَيْكَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ أَرَاكَ تكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) (النساء:105) ولم تكن السلطة التنفيذية منفصلة القضائية زمن فقد يتولى الفصل الخصومات بنفسه تطبيقًا لأحكام كما استعان ببعض أصحابه فبعث معاذًا اليمن قاضيًا ومعلِّمًا وكذلك بعث عليًّا عنهما ولما تولَّى عمر الخطاب وتوسَّعَتِ الدولة عهده واختلط العربُ بسكان البلاد المفتوحة وازدادَتِ القضايا الأمصار تعذر الخليفة النظر فيها الولاة فعمل فصل الولاية وشرع تعيين فولَّى أبا الدرداء قضاءَ المدينة وشريحًا الكندي قضاء الكوفة وعثمانَ أبي مصر وأبا موسى الأشعري البصرة أجرى الرواتب فجعل للقاضي سليمان ربيعة خمسمائة درهم كل شهر وجعل لشريح مائةَ ومؤْنته الحنطة وقد رهب الوظيفة: فعن هريرة رسول (مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني) وأخرج ابن عساكر مكحول "لو خيرت بيْن وبين ضرب عنقي لاخترت عنقي" زُرعة الثقفي "عرض يحيى خالد وهب المصري فكتب إليه: إني لم أكتب العلم أريد أحشر زمرة ولكني كتبت العلماء" رفض أبو حنيفة وسفيان الثوري رحمهما وغيرهما تولي منصب لشدة خطره رغب بالحق الغبطة: روى البخاري (لا حَسَدَ إِلا اثْنَتَيْنِ رَجُلٍ آتَاهُ مَالاً فَسَلَّطَهُ هَلَكَتِهِ الْحَقِّ وَرَجُلٍ الْحِكْمَة فَهُوَ يقْضِي بهَا وَيعلمهَا) ووعد القاضي العادل بالجنة: طَلَبَ قَضَاءَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَنَالَهُ غَلَبَ عَدْلُهُ جَوْرَهُ الْجَنَّةُ جَوْرُهُ عَدْلَهُ النَّارُ) وحسنه الحافظ حجر) وعن أوفى مَعَ القَاضِي يَجُرْ فَإِذَا جَارَ تَخَلَّى عَنْهُ وَلَزِمَهُ الشَّيْطَانُ) الترمذي وابن ماجه يقضي إلا عالمًا بالكتاب والسنة ذكر لنا المثل الأعلى فقال جل شأنه دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً الأَرْضِ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ سَبِيلِ يَضِلُّونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (ص:26) وإذا هذا موجهًا السلام فهو الواقع موجه ولاة الأمور؛ لأن يذكر ليبين وأن نبي معصوم يخاطبه بقوله: (وَلا اللَّهِ) وعن بريدة أبيه (الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ: وَاحِدٌ الْجَنَّةِ وَاثْنَانِ النَّارِ فَأَمَّا الَّذِي فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى وَرَجُلٌ فَجَارَ الْحُكْمِ قَضَى لِلنَّاسِ جَهْلٍ النَّارِ) فعلى يتقوا يكونوا يقين بأن سيسألهم أعمالهم وأحكامهم حكموا الدنيا فاحذر أيها تحكم بريء بالعقوبة وأنت تدري أو مذنب بالبراءة واعمل مرضاة واحذر قاضي السماء؛ فإنه لا يضيع عنده مثقال ذرة! كتب إسلامية متنوعة مجاناً PDF اونلاين المنهج وضعه للناس كي يستقيموا وتكون حياتهم مبنيةً والذي بيَّنه رسوله وسلّم لهم وإنّ للإسلام مجموعة المبادئ والأُسس يجب الإنسان حتى يكون مسلماً بحق الالتزام وهي اركان كتب فقه وتفسير وعلوم قرآن وشبهات وردود وملل ونحل ومجلات الأبحاث والرسائل العلمية, التفسير, الثقافة الاسلامية, الحديث الشريف والتراجم, الدعوة والدفاع الإسلام, الرحلات والمذكرات والكثير

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
رسالة إلى القضاة
كتاب

رسالة إلى القضاة

ــ عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله

رسالة إلى القضاة
كتاب

رسالة إلى القضاة

ــ عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله

عن كتاب رسالة إلى القضاة:
رسالة تحتوي على بعض النصائح والتوجيهات للقضاة.

فمن أهم الوسائل التي يتحقق بها القسط، وتحفظ بها الحقوق، وتُصان بها الدماء والأعراض والأموال هي إقامة النظام القضائي الذي فرضه الإسلام وجعله جزءًا من تعاليمه، وركيزة من ركائزه التي لابد منها ولا غنى عنها، فإن الشريعة الإسلامية وسائر الشرائع الإلهية قد جاءت لتحقيق مصالح الناس.

ولا شك في أن وجود القضاء في المجتمع الإنساني هو إحدى الوسائل المحققة لهذه المصالح؛ فبه تُحمى الحقوق وتصان عن الانتهاك، ويزال بواسطته تعدي الناس بعضهم على بعض، وهو أحد المناصب العظيمة التي تحقق العدل وتمنع الظلم، وترسي الحق، والعدل هو أحد مقاصد الشريعة الإسلامية الغراء، قال -تبارك وتعالى-: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) (الحديد:25).

والقسط هو العدل، فهما كلمتان مترادفتان, وأي طريق أدى إلى الوصول إلى العدل بين الناس كان مطلوبًا في الشرع، وقد أمر الله -تعالى- بالعدل في الحكم، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) (النساء:58)، وقال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة:8).

والقضاء من عمل الرسل -عليهم الصلاة والسلام-؛ يدل على ذلك قوله -تعالى-: (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ) (الأنبياء:78)، وقد ورد في القرآن الكريم في غير ما آية ما يشير إلى ذلك، منها قوله -تعالى-: (احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ) (المائدة:49)، وقوله: (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (المائدة:42).

وأما السنة المطهرة: فتدل لمشروعية القضاء أحاديث كثيرة، منها: ما رواه عمرو بن العاص -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ، فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ، فَلَهُ أَجْرٌ) (متفق عليه).

وأول مَن تولى هذه الوظيفة في الإسلام هو الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فالقضاء مِن أجلِّ الوظائف وأسمى الأعمال، ومِن أقوى الفرائض، قد أمر الله به -جلَّ جلاله-، وبعث بها رسله، فقاموا به -صلوات الله وسلامه عليهم- أتم قيام، وقام به مِن بعدهم أئمة العدل؛ امتثالاً لأمره -سبحانه وتعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة:44)، وقال -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلا تكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) (النساء:105).

ولم تكن السلطة التنفيذية منفصلة عن السلطة القضائية في زمن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقد كان يتولى الفصل في الخصومات بنفسه تطبيقًا لأحكام الشريعة الإسلامية، كما أنه استعان ببعض أصحابه في ذلك، فبعث معاذًا -رضي الله عنه- إلى اليمن قاضيًا ومعلِّمًا، وكذلك بعث عليًّا -رضي الله عنهما-.

ولما تولَّى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وتوسَّعَتِ الدولة في عهده واختلط العربُ بسكان البلاد المفتوحة، وازدادَتِ القضايا في هذه الأمصار - تعذر على الخليفة النظر فيها، وكذلك الولاة، فعمل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- على فصل القضاء عن الولاية، وشرع في تعيين القضاة في البلاد المفتوحة، فولَّى أبا الدرداء قضاءَ المدينة، وشريحًا الكندي قضاء الكوفة، وعثمانَ بن أبي العاص قضاء مصر، وأبا موسى الأشعري قضاء البصرة، وقد أجرى عمر -رضي الله عنه- عليهم الرواتب، فجعل للقاضي سليمان بن ربيعة خمسمائة درهم في كل شهر، وجعل لشريح مائةَ درهم ومؤْنته من الحنطة.

وقد رهب الإسلام مِن هذه الوظيفة: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا بَيْنَ النَّاسِ، فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

وأخرج ابن عساكر عن مكحول قال: "لو خيرت بيْن القضاء وبين ضرب عنقي لاخترت ضرب عنقي".

وأخرج ابن عساكر عن أبي زُرعة الثقفي قال: "عرض يحيى بن خالد القضاء على عبد الله بن وهب المصري فكتب إليه: إني لم أكتب العلم أريد أن أحشر في زمرة القضاة، ولكني كتبت العلم أريد أن أحشر به في زمرة العلماء"، وقد رفض أبو حنيفة وسفيان الثوري -رحمهما الله- وغيرهما تولي منصب القضاء لشدة خطره.

وقد رغب الإسلام في الحكم بين الناس بالحق وجعله من الغبطة: روى البخاري عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا حَسَدَ إِلا فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ مَالاً فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٍ آتَاهُ اللَّهُ الْحِكْمَة فَهُوَ يقْضِي بهَا وَيعلمهَا) (متفق عليه).

ووعد الإسلام القاضي العادل بالجنة: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ طَلَبَ قَضَاءَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَنَالَهُ، ثُمَّ غَلَبَ عَدْلُهُ جَوْرَهُ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ غَلَبَ جَوْرُهُ عَدْلَهُ فَلَهُ النَّارُ) (رواه أبو داود، وحسنه الحافظ ابن حجر).

وعن عبد الله بن أبي أوفى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ القَاضِي مَا لَمْ يَجُرْ، فَإِذَا جَارَ تَخَلَّى عَنْهُ وَلَزِمَهُ الشَّيْطَانُ) (رواه الترمذي وابن ماجه، وحسنه الألباني).

ولا يقضي بين الناس إلا مَن كان عالمًا بالكتاب والسنة، وقد ذكر الله لنا المثل الأعلى في القضاء فقال -جل شأنه-: (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (ص:26).

وإذا كان هذا الخطاب موجهًا إلى داود -عليه السلام- فهو في الواقع موجه إلى ولاة الأمور؛ لأن الله لم يذكر ذلك إلا ليبين لنا المثل الأعلى في الحكم، وأن داود -عليه السلام- وهو نبي معصوم يخاطبه الله بقوله: (وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)، وعن أبي بريدة عن أبيه -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ: وَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ وَاثْنَانِ فِي النَّارِ، فَأَمَّا الَّذِي فِي الْجَنَّةِ فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ، وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَجَارَ فِي الْحُكْمِ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ) (رواه أبو داود والترمذي، وصححه الألباني).

فعلى القضاة أن يتقوا الله -تعالى-، وأن يكونوا على يقين بأن الله -تعالى- سيسألهم عن أعمالهم وأحكامهم التي حكموا بها في الدنيا.

فاحذر أيها القاضي من أن تحكم على بريء بالعقوبة وأنت تدري، أو أن تحكم على مذنب بالبراءة وأنت تدري، واعمل على مرضاة الله واحذر مِن قاضي السماء؛ فإنه لا يضيع عنده مثقال ذرة!
#كتب_الدين_الاسلامى #كتب_الإسلام_. #كتب_الاسلام #كتب_الاسلام #كتب_إسلامية_متنوعة. #كتب_كتب_دينيه #كتب_الفقه_الإسلامي #كتب_كتب_إسلامية_. #كتب_اسلامية_متنوعة_. #كتب_فكر_اسلامى #كتب_أسلامي_. #كتب_اسلاميات #كتب__الدراسات_الإسلامية #كتب_فقه_إسلامى #كتب_كتاب_اسلامي #كتب_الاسلامية #كتب_فلسفة_إسلامية_. #كتب_المفهوم_الاسلامي #كتب_الإسلامية_. #كتب_دروس_اسلامية_. #كتب_هذا_هو_الإسلام_الذي_قالوا_عنه_(يحتوي_الكتاب_على_سبعين_درسا_) #كتب_لماذا_يخافون_من_الإسلام؟ #كتب_نظرات_فى_مسيرة_العمل_الإسلامى #كتب_إسلامية #كتب_كتب_إسلاميات_. #كتب_الفكر_الاسلامي_. #كتب_التربية_الإسلامية_. #كتب_الثقافه_الاسلاميه_العامة #كتب_القضايا_الاسلاميه #كتب_إنتشار_الإسلام_ #كتب_قواعد_الإسلام #كتب_الفقه_الاسلامى_. #كتب_نواقض_الإسلام #كتب_محاضرات_إسلامية #كتب_الوعي_الإسلامي_ #كتب_موسوعة_إسلامية_ #كتب_التربيه_الاسلاميه #كتب_التربية_الدينية_الاسلامية #كتب_التربيه_الدينيه_الاسلاميه #كتب_معالم_اسلامية #كتب__الفقه_الاسلامي_pdf #كتب_لفقه_الاسلامي_pdf #كتب_الفقه_الاسلامي_pdf #كتب_التربية_الاسلامية #كتب_التربيه_الاسلامية #كتب_منظور_اسلامي #كتب_التربية_الاسلاميه #كتب_محاضرة_اسلامية #كتب_التربية__الاسلامية #كتب_منهج_التربية_الاسلامية #كتب_التشريع_الاسلامي #كتب_اليقظة_الإسلامية #كتب_الفكر_العربي_الإسلامي #كتب_اليقظة_الاسلامية_وحركات_التحرير #كتب_اليقظه_الاسلامية #كتب_الموسوعة_الإسلامية_العربية #كتب_الفلسفة_الإسلامية #كتب_الموسوعة_الإسلامية
الترتيب:

#2K

0 مشاهدة هذا اليوم

#52K

14 مشاهدة هذا الشهر

#38K

7K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 63.
المتجر أماكن الشراء
عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية