█ _ عبد الله بن جار إبراهيم الجار 0 حصريا كتاب ❞ رسالة إلى القضاة ❝ 2025 القضاة: تحتوي بعض النصائح والتوجيهات للقضاة فمن أهم الوسائل التي يتحقق بها القسط وتحفظ الحقوق وتُصان الدماء والأعراض والأموال هي إقامة النظام القضائي الذي فرضه الإسلام وجعله جزءًا من تعاليمه وركيزة ركائزه لابد منها ولا غنى عنها فإن الشريعة الإسلامية وسائر الشرائع الإلهية قد جاءت لتحقيق مصالح الناس ولا شك أن وجود القضاء المجتمع الإنساني هو إحدى المحققة لهذه المصالح؛ فبه تُحمى وتصان عن الانتهاك ويزال بواسطته تعدي بعضهم وهو أحد المناصب العظيمة تحقق العدل وتمنع الظلم وترسي الحق والعدل مقاصد الغراء قال تبارك وتعالى : (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ) (الحديد:25) والقسط فهما كلمتان مترادفتان, وأي طريق أدى الوصول بين كان مطلوبًا الشرع وقد أمر تعالى بالعدل الحكم (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) (النساء:58) وقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) (المائدة:8) والقضاء عمل الرسل عليهم الصلاة والسلام ؛ يدل ذلك قوله (وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ) (الأنبياء:78) ورد القرآن الكريم غير ما آية يشير (احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا إِلَيْكَ) (المائدة:49) وقوله: (وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (المائدة:42) وأما السنة المطهرة: فتدل لمشروعية أحاديث كثيرة منها: رواه عمرو العاص رضي عنه النبي صلى عليه وسلم أنه قال: (إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ أَخْطَأَ أَجْرٌ) (متفق عليه) وأول مَن تولى هذه الوظيفة الرسول فالقضاء مِن أجلِّ الوظائف وأسمى الأعمال ومِن أقوى الفرائض به جلَّ جلاله وبعث رسله فقاموا صلوات وسلامه أتم قيام وقام بعدهم أئمة العدل؛ امتثالاً لأمره سبحانه (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ) (المائدة:44) إِلَيْكَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ أَرَاكَ تكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا) (النساء:105) ولم تكن السلطة التنفيذية منفصلة القضائية زمن فقد يتولى الفصل الخصومات بنفسه تطبيقًا لأحكام كما استعان ببعض أصحابه فبعث معاذًا اليمن قاضيًا ومعلِّمًا وكذلك بعث عليًّا عنهما ولما تولَّى عمر الخطاب وتوسَّعَتِ الدولة عهده واختلط العربُ بسكان البلاد المفتوحة وازدادَتِ القضايا الأمصار تعذر الخليفة النظر فيها الولاة فعمل فصل الولاية وشرع تعيين فولَّى أبا الدرداء قضاءَ المدينة وشريحًا الكندي قضاء الكوفة وعثمانَ أبي مصر وأبا موسى الأشعري البصرة أجرى الرواتب فجعل للقاضي سليمان ربيعة خمسمائة درهم كل شهر وجعل لشريح مائةَ ومؤْنته الحنطة وقد رهب الوظيفة: فعن هريرة رسول (مَنْ جُعِلَ قَاضِيًا فَقَدْ ذُبِحَ بِغَيْرِ سِكِّينٍ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه الألباني) وأخرج ابن عساكر مكحول "لو خيرت بيْن وبين ضرب عنقي لاخترت عنقي" زُرعة الثقفي "عرض يحيى خالد وهب المصري فكتب إليه: إني لم أكتب العلم أريد أحشر زمرة ولكني كتبت العلماء" رفض أبو حنيفة وسفيان الثوري رحمهما وغيرهما تولي منصب لشدة خطره رغب بالحق الغبطة: روى البخاري (لا حَسَدَ إِلا اثْنَتَيْنِ رَجُلٍ آتَاهُ مَالاً فَسَلَّطَهُ هَلَكَتِهِ الْحَقِّ وَرَجُلٍ الْحِكْمَة فَهُوَ يقْضِي بهَا وَيعلمهَا) ووعد القاضي العادل بالجنة: طَلَبَ قَضَاءَ الْمُسْلِمِينَ حَتَّى يَنَالَهُ غَلَبَ عَدْلُهُ جَوْرَهُ الْجَنَّةُ جَوْرُهُ عَدْلَهُ النَّارُ) وحسنه الحافظ حجر) وعن أوفى مَعَ القَاضِي يَجُرْ فَإِذَا جَارَ تَخَلَّى عَنْهُ وَلَزِمَهُ الشَّيْطَانُ) الترمذي وابن ماجه يقضي إلا عالمًا بالكتاب والسنة ذكر لنا المثل الأعلى فقال جل شأنه دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً الأَرْضِ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ سَبِيلِ يَضِلُّونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ) (ص:26) وإذا هذا موجهًا السلام فهو الواقع موجه ولاة الأمور؛ لأن يذكر ليبين وأن نبي معصوم يخاطبه بقوله: (وَلا اللَّهِ) وعن بريدة أبيه (الْقُضَاةُ ثَلاثَةٌ: وَاحِدٌ الْجَنَّةِ وَاثْنَانِ النَّارِ فَأَمَّا الَّذِي فَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى وَرَجُلٌ فَجَارَ الْحُكْمِ قَضَى لِلنَّاسِ جَهْلٍ النَّارِ) فعلى يتقوا يكونوا يقين بأن سيسألهم أعمالهم وأحكامهم حكموا الدنيا فاحذر أيها تحكم بريء بالعقوبة وأنت تدري أو مذنب بالبراءة واعمل مرضاة واحذر قاضي السماء؛ فإنه لا يضيع عنده مثقال ذرة! كتب إسلامية متنوعة مجاناً PDF اونلاين المنهج وضعه للناس كي يستقيموا وتكون حياتهم مبنيةً والذي بيَّنه رسوله وسلّم لهم وإنّ للإسلام مجموعة المبادئ والأُسس يجب الإنسان حتى يكون مسلماً بحق الالتزام وهي اركان كتب فقه وتفسير وعلوم قرآن وشبهات وردود وملل ونحل ومجلات الأبحاث والرسائل العلمية, التفسير, الثقافة الاسلامية, الحديث الشريف والتراجم, الدعوة والدفاع الإسلام, الرحلات والمذكرات والكثير