📘 ❞ لقاءات الحج ❝ كتاب ــ محمد بن صالح العثيمين اصدار 2017

الحج والعمرة - 📖 ❞ كتاب لقاءات الحج ❝ ــ محمد بن صالح العثيمين 📖

█ _ محمد بن صالح العثيمين 2017 حصريا كتاب لقاءات الحج عن مؤسسة الشيخ ابن 2024 الحج: الإسلام هو حج المسلمين إلى مدينة مكة موسم محدد من كل عام وله شعائر معينة تسمى مناسك وهو واجب لمرة واحدة العمر لكل بالغ قادر الركن الخامس أركان لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «بني خمس: شهادة أن لا إله إلا وأن محمداً رسول وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت استطاع إليه سبيلا» والحج فرض عين مسلم لما ذكر القرآن: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ فَجٍّ عَمِيقٍ تبدأ الثامن شهر ذي الحجة بأن يقوم الحاج بالإحرام مواقيت المحددة ثم التوجه ليقوم بطواف القدوم منى لقضاء يوم التروية عرفة بعد ذلك يرمي الجمرات جمرة العقبة الكبرى ويعود بـ طواف الإفاضة يعود أيام التشريق مرة أخرى الوداع ومغادرة الأماكن المقدسة الحج طقس ديني شائع وموجود كثير الديانات وكذلك بيوت كانت موزعة مختلف مناطق الجزيرة العربية سميت كعبات ومنها الكعبة أو ما يشار اليه بالبيت الحرام تحديداً فالحج موجود قبل ويعتقد المسلمون أنه شعيرة فرضها أمم سابقة مثل الحنيفية أتباع ملة إبراهيم مستشهدين بالقرآن: وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ويقرون الناس كانوا يؤدونها ومن بعده لكنهم خالفوا بعض وابتدعوا فيها ويردون الحين الذي ظهرت الوثنية وعبادة الأصنام يد عمرو لحي بحسب الرواية الدينية وقد حجّ فقط هي حجة 10 هـ ويمارس المأخوذة تلك بإعتبارها المناسك الصحيحة بقوله: «خذوا عني مناسككم» كما ألقى خطبته الشهيرة التي أتم قواعد وأساسات الدين الإسلامي فرض السنة التاسعة للهجرة ويجب المسلم يحج عمره فإذا مرات كان تطوعا منه فقد روى أبو هريرة قال: «يا أيها قد عليكم فحجوا» فقال رجل الصحابة: "أيجب علينا يا الله؟" فسكت فأعاد الرجل سؤاله مرتين النبي: «لو قلت نعم لوجبت وما استطعتم» «ذروني تركتكم» شروط خمسة؛ الشرط الأول بمعنى يجوز لغير أداء الثاني العقل فلا مجنون حتى يشفى مرضه الثالث البلوغ يجب الصبي يحتلم الرابع الحرية المملوك يعتق أما الاستطاعة شخص ومستطيع يؤمن للحج منافع روحية كثيرة وفضل كبير والطوائف الإسلامية المختلفة سنة وشيعة تؤدي بنفس الطريقة ولكن يختلف الشيعة أهل ناحية استحباب زيارة قبور الأئمة المعصومين وفق المعتقد الشيعي وأضرحة وقبور المعروفة وبعض الصحابة الذين يجلونهم يرجع تاريخ فترة بعثة بآلاف السنين وبالتحديد عهد الخليل تنص المصادر نازلا بادية الشام فلما ولد له جاريته هاجر إسماعيل اغتمت زوجته سارة غما شديدا لأنه لم يكن منها فكانت تؤذي وتغمه فشكا فأمره يخرج وأمه عنها فقال: "أي رب أي مكان؟" "إلى حرمي وأمني وأول بقعة خلقتها أرضي وهي مكة" وأنزل جبريل بالبراق فحمل وإسماعيل وإبراهيم فكان يمر بموضع حسن فيه شجر ونخل وزرع "يا ها هنا هنا" فيقول جبريل: "لا إمض إمض" وافى فوضعه موضع عاهد ينزل يرجع إليها نزلوا المكان فألقت الشجر كساء معها فاستظلت تحته سرحهم ووضعهم وأراد الانصراف عنهم قالت هاجر: "لم تدعنا هذا الموضع ليس أنيس ولا ماء زرع؟" إبراهيم: "ربي أمرني أضعكم المكان" انصرف بلغ كدى جبل بذي طوى التفت إليهم رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ مضى وبقيت رسم عثماني للمسلمين وهم يطوفون بالكعبة فتحهم ويبدو غطي وجهه بقماش أبيض لما ارتفع النهار عطش فقامت الوادي صارت المسعى فنادت: "هل أنيس؟" فغاب فصعدت الصفا ولمع لها السراب وظنت فنزلت بطن وسعت بلغت المروة غاب لمع وهبطت تطلب الماء عادت فنظرت فعلت سبع الشوط السابع نظرت ظهر تحت رجليه فعدت جمعت حوله رملا وكان سائلا فزمته بما جعلت فلذلك زمزم وكانت قبيلة جرهم نازلة المجاز وعرفات بمكة عكفت الطيور والوحوش تعكف الطير فاتبعوها نظروا امرأة وصبي نزول استظلوا بشجرة لهم جرهم: "من أنت شأنك وشأن الصبي؟" قالت: "أنا أم خليل الرحمن وهذا ابنه أمره ينزلنا فقالوا لها: "أتأذنين نكون بالقرب منكم؟" فقالت: "حتى أسأل إبراهيم" فزارهما فاستأذنته ببقاء فقبل بذلك فنزلوا منهم وضربوا خيامهم وأنست بهم زارهم المرة الثانية ونظر كثرة حولهم سر سرورا عاش مع مبلغ الرجال فأمر يبني البقعة حيث أنزلت آدم القبة فلم يدر مكان كون سالفة الذكر استمرت قائمة الطوفان زمان نوح غرقت الدنيا رفعها فبعث فخط لابراهيم القواعد الجنة فبنى ونقل الحجر فرفعه السماء تسعة أذرع دله الأسود فاستخرجه ووضعه موضعه وجعل بابين: بابا المشرق وبابا المغرب فالباب يسمى المستجار الشيح والأذخر وعلقت بابه فكانوا يكونون بناه وفرغ ونزل عليهما لثمان خلت قم فارتو الماء" بمنى فسميت لذلك أخرجه فبات بها ولما فرغ بناء ﴿رب اجعل بلدا آمنا وارزق أهله الثمرات آمن بالله واليوم الآخر قال كفر فأمتعه قليلا أضطره عذاب النار وبئس المصير﴾ أخذ المؤمنون برسالة خلفهما الأنبياء يحجون سنويا واستمر الأمر المنوال انتشرت بين العرب سيد الخزاعي يعتبر أول أدخل عبادة شبه وغير دين الحنيفي وقام مرور الزمن بنصب والأوثان الممثلة لآلهتهم حول وأخذت قبائل تتاجر فسمحت لأي جماعة بغض النظر دينها آلهتها تحج العتيق استمر الأحناف والمسيحيون انتشار وبعد بتسع سنوات عشر بدعوته ورسالته وذلك سورة آل عمران: ﴿ولله سبيلا﴾ لم 631 فتحها الرسول دمر كافة وطاف معه وأدوا الأخرى استقرت منذ النحو فضل الحج حاج يدعو المسجد وردت العديد الأحاديث النبوية تتحدث فضل وعن الثواب يجنيه جراء أبرز هذه الأحاديث: ورد سنن الترمذي عبد مسعود « تابعوا والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب الجنة» صحيح البخاري أبي "أن سئل العمل أفضل؟ إيمان ورسوله» قيل: ماذا؟ الجهاد قي سبيل الله» قيل: مبرور»" سمعت يقول: يرفث ولم يفسق رجع ذنوبه كيوم ولدته أمه» العمرة كفارة بينهما والحج المبرور جزاء النسائي جهاد الكبير والضعيف والمرأة: والعمرة» عائشة أنها لرسول نرى أفضل أفلا نجاهد؟ لكن مبرور» أكثر عبدا عرفة» مجاناً PDF اونلاين ركن والعمرة: يشمل جميع الكتب التى تخص والمعتمر والتى تعينيه فى رحلته وتشمل (فضل الحج أنواع نسك الإحرام عيد الأضحى المنظور ) الحج الإسلام: المسلمين الحج كعبات فرض من الأحاديث: ما وسلم الجنة» مواقيت : تنقسم زمانية ومواقيت مكانية المواقيت الزمانية الشهور لتكون زمنا وهذه شوال ذو القعدة وذو وتحديدا العاشر المكانية فهي حددها لمن أراد يحرم لأداء والعمرة العمرة – اسم الاعتمار اللغة القصد والزيارة الاصطلاح الشرعي فالعمرة خاصة كالطواف السعي والحلق مشروعة بأصل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
لقاءات الحج
كتاب

لقاءات الحج

ــ مُحمَّد بِنْ صَالِح العَثِمين

صدر 2017م عن مؤسسة الشيخ محمد ابن صالح العثيمين
لقاءات الحج
كتاب

لقاءات الحج

ــ مُحمَّد بِنْ صَالِح العَثِمين

صدر 2017م عن مؤسسة الشيخ محمد ابن صالح العثيمين
عن كتاب لقاءات الحج:
الحج في الإسلام هو حج المسلمين إلى مدينة مكة في موسم محدد من كل عام، وله شعائر معينة تسمى مناسك الحج، وهو واجب لمرة واحدة في العمر لكل بالغ قادر من المسلمين. وهو الركن الخامس من أركان الإسلام، لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

«بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا»

والحج فرض عين على كل مسلم بالغ قادر لما ذكر في القرآن: وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ، تبدأ مناسك الحج في الثامن من شهر ذي الحجة بأن يقوم الحاج بالإحرام من مواقيت الحج المحددة، ثم التوجه إلى مكة ليقوم بطواف القدوم، ثم التوجه إلى منى لقضاء يوم التروية ثم التوجه إلى عرفة لقضاء يوم عرفة، بعد ذلك يرمي الحاج الجمرات في جمرة العقبة الكبرى، ويعود الحاج إلى مكة ليقوم بـ طواف الإفاضة، ثم يعود إلى منى لقضاء أيام التشريق، ويعود الحاج مرة أخرى إلى مكة ليقوم بطواف الوداع ومغادرة الأماكن المقدسة.

الحج طقس ديني شائع وموجود في كثير من الديانات، وكذلك الحج إلى بيوت كانت موزعة في مختلف مناطق الجزيرة العربية سميت كعبات، ومنها الكعبة في مكة أو ما يشار اليه بالبيت الحرام تحديداً، فالحج إليه موجود من قبل الإسلام، ويعتقد المسلمون أنه شعيرة فرضها الله على أمم سابقة مثل الحنيفية أتباع ملة النبي إبراهيم، مستشهدين بالقرآن: وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ، ويقرون أن الناس كانوا يؤدونها أيام النبي إبراهيم ومن بعده، لكنهم خالفوا بعض مناسك الحج وابتدعوا فيها، ويردون ذلك إلى الحين الذي ظهرت الوثنية وعبادة الأصنام في الجزيرة العربية على يد عمرو بن لحي بحسب الرواية الدينية.

وقد حجّ النبي مرة واحدة فقط هي حجة الوداع في عام 10 هـ، ويمارس المسلمون مناسك الحج المأخوذة عن تلك الحجة بإعتبارها المناسك الصحيحة، مستشهدين بقوله: «خذوا عني مناسككم»، كما ألقى النبي خطبته الشهيرة التي أتم فيها قواعد وأساسات الدين الإسلامي.

فرض الحج في السنة التاسعة للهجرة، ويجب على المسلم أن يحج مرة واحدة في عمره، فإذا حج المسلم بعد ذلك مرة أو مرات كان ذلك تطوعا منه، فقد روى أبو هريرة أن النبي محمداً قال: «يا أيها الناس، قد فرض عليكم الحج فحجوا». فقال رجل من الصحابة: "أيجب الحج علينا كل عام مرة يا رسول الله؟"، فسكت النبي، فأعاد الرجل سؤاله مرتين، فقال النبي: «لو قلت نعم لوجبت، وما استطعتم»، ثم قال: «ذروني ما تركتكم». شروط الحج خمسة؛ الشرط الأول الإسلام بمعنى أنه لا يجوز لغير المسلمين أداء مناسك الحج. الشرط الثاني العقل فلا حج على مجنون حتى يشفى من مرضه. الشرط الثالث البلوغ فلا يجب الحج على الصبي حتى يحتلم. الشرط الرابع الحرية فلا يجب الحج على المملوك حتى يعتق. أما الشرط الخامس الاستطاعة بمعنى ان الحج يجب على كل شخص مسلم قادر ومستطيع.

يؤمن المسلمون أن للحج منافع روحية كثيرة وفضل كبير، والطوائف الإسلامية المختلفة، من سنة وشيعة، تؤدي مناسك الحج بنفس الطريقة، ولكن يختلف الشيعة عن أهل السنة من ناحية استحباب زيارة قبور الأئمة المعصومين وفق المعتقد الشيعي، وأضرحة وقبور أهل البيت المعروفة، وبعض الصحابة الذين يجلونهم.

يرجع تاريخ الحج في الإسلام إلى فترة سابقة على بعثة النبي محمد بآلاف السنين، وبالتحديد إلى عهد النبي إبراهيم الخليل. تنص المصادر الإسلامية إلى أن إبراهيم كان نازلا في بادية الشام، فلما ولد له من جاريته هاجر إسماعيل، اغتمت زوجته سارة من ذلك غما شديدا لأنه لم يكن له منها ولد فكانت تؤذي إبراهيم في هاجر وتغمه، فشكا إبراهيم ذلك إلى الله، فأمره أن يخرج إسماعيل وأمه عنها، فقال: "أي رب إلى أي مكان؟" قال: "إلى حرمي وأمني وأول بقعة خلقتها من أرضي وهي مكة"، وأنزل عليه جبريل بالبراق فحمل هاجر وإسماعيل وإبراهيم، فكان إبراهيم لا يمر بموضع حسن فيه شجر ونخل وزرع إلا قال: "يا جبريل إلى ها هنا إلى ها هنا" فيقول جبريل: "لا إمض لا إمض" حتى وافى مكة فوضعه في موضع البيت، وقد كان إبراهيم عاهد سارة أن لا ينزل حتى يرجع إليها، فلما نزلوا في ذلك المكان كان فيه شجر فألقت هاجر على ذلك الشجر كساء كان معها فاستظلت تحته فلما سرحهم إبراهيم ووضعهم وأراد الانصراف عنهم إلى سارة قالت له هاجر: "لم تدعنا في هذا الموضع الذي ليس فيه أنيس ولا ماء ولا زرع؟"، فقال إبراهيم: "ربي الذي أمرني أن أضعكم في هذا المكان"، ثم انصرف عنهم فلما بلغ كدى وهو جبل بذي طوى التفت إليهم إبراهيم فقال: رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ، ثم مضى وبقيت هاجر.

رسم عثماني للمسلمين وهم يطوفون بالكعبة بعد فتحهم مكة، ويبدو النبي محمد وقد غطي وجهه بقماش أبيض.

لما ارتفع النهار عطش إسماعيل، فقامت هاجر في الوادي حتى صارت في موضع المسعى فنادت: "هل في الوادي من أنيس؟" فغاب عنها إسماعيل، فصعدت على الصفا ولمع لها السراب في الوادي وظنت أنه ماء فنزلت في بطن الوادي وسعت فلما بلغت المروة غاب عنها إسماعيل، ثم لمع لها السراب في ناحية الصفا وهبطت إلى الوادي تطلب الماء فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتى بلغت الصفا فنظرت إلى إسماعيل، حتى فعلت ذلك سبع مرات فلما كان في الشوط السابع وهي على المروة نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه فعدت حتى جمعت حوله رملا وكان سائلا فزمته بما جعلت حوله فلذلك سميت زمزم، وكانت قبيلة جرهم نازلة بذي المجاز وعرفات فلما ظهر الماء بمكة عكفت الطيور والوحوش على الماء فنظرت جرهم إلى تعكف الطير على ذلك المكان فاتبعوها حتى نظروا إلى امرأة وصبي نزول في ذلك الموضع قد استظلوا بشجرة قد ظهر لهم الماء فقال لهم كبير جرهم: "من أنت وما شأنك وشأن هذا الصبي؟"

قالت: "أنا أم ولد إبراهيم خليل الرحمن وهذا ابنه أمره الله أن ينزلنا ها هنا"، فقالوا لها: "أتأذنين أن نكون بالقرب منكم؟" فقالت: "حتى أسأل إبراهيم"، فزارهما إبراهيم يوم الثالث فاستأذنته هاجر ببقاء قبيلة جرهم، فقبل بذلك، فنزلوا بالقرب منهم وضربوا خيامهم وأنست هاجر وإسماعيل بهم، فلما زارهم إبراهيم في المرة الثانية ونظر إلى كثرة الناس حولهم سر بذلك سرورا شديدا.

عاش إسماعيل وأمه مع قبيلة جرهم إلى أن بلغ مبلغ الرجال، فأمر الله إبراهيم أن يبني البيت الحرام في البقعة حيث أنزلت على آدم القبة، فلم يدر إبراهيم في أي مكان يبني البيت، كون القبة سالفة الذكر استمرت قائمة حتى أيام الطوفان في زمان نوح فلما غرقت الدنيا رفعها الله، وفق المعتقد الإسلامي، فبعث الله جبريل فخط لابراهيم موضع البيت وأنزل عليه القواعد من الجنة، فبنى إبراهيم البيت ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوى، فرفعه في السماء تسعة أذرع، ثم دله على موضع الحجر الأسود، فاستخرجه إبراهيم ووضعه في موضعه الذي هو فيه وجعل له بابين: بابا إلى المشرق وبابا إلى المغرب، فالباب الذي إلى المغرب يسمى المستجار، ثم ألقى عليه الشيح والأذخر وعلقت هاجر على بابه كساء كان معها فكانوا يكونون تحته، فلما بناه وفرغ حج إبراهيم وإسماعيل ونزل عليهما جبريل يوم التروية لثمان خلت من ذي الحجة، فقال: "يا إبراهيم قم فارتو من الماء"، لأنه لم يكن بمنى وعرفات ماء فسميت التروية لذلك، ثم أخرجه إلى منى فبات بها ولما فرغ إبراهيم من بناء البيت قال: ﴿رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير﴾.

أخذ المؤمنون برسالة إبراهيم وإسماعيل ومن خلفهما من الأنبياء يحجون إلى الكعبة سنويا، واستمر الأمر على هذا المنوال حتى انتشرت الوثنية بين العرب أيام سيد مكة عمرو بن لحي الخزاعي، الذي يعتبر أول من أدخل عبادة الأصنام إلى شبه الجزيرة العربية، وغير دين الناس الحنيفي. وقام العرب مع مرور الزمن بنصب الأصنام والأوثان الممثلة لآلهتهم حول الكعبة، وأخذت بعض قبائل مكة تتاجر بها، فسمحت لأي قبيلة أو جماعة أخرى، بغض النظر عن دينها أو آلهتها، أن تحج إلى البيت العتيق. استمر بعض الأحناف والمسيحيون يحجون إلى الكعبة بعد انتشار الوثنية، وبعد بعثة محمد بتسع سنوات، أو عشر، فرض الحج على من آمن بدعوته ورسالته، وذلك في سورة آل عمران: ﴿ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا﴾.

لم يحج المسلمون إلى مكة قبل عام 631، أي سنة فتحها على يد الرسول محمد، الذي دمر كافة الأصنام والأوثان، وطاف بالكعبة هو ومن معه وأدوا كافة المناسك الأخرى التي استقرت منذ ذلك الحين على هذا النحو.

فضل الحج

حاج يدعو الله في المسجد الحرام.
وردت عن النبي محمد العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل أداء مناسك الحج وعن الثواب الذي يجنيه المسلم جراء أداء هذا الركن من أركان الإسلام، ومن أبرز هذه الأحاديث: ما ورد في سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود أنه قال: أن رسول الله قال: « تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة» وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: "أن رسول الله سئل أي العمل أفضل؟ فقال: « إيمان بالله ورسوله».

قيل: ثم ماذا؟ قال: « الجهاد قي سبيل الله». قيل: ثم ماذا؟ قال: « حج مبرور»". وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: سمعت رسول الله يقول: « من حج، فلم يرفث ولم يفسق، رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه». وما ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة أنه قال: أن رسول الله قال: « العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». وما ورد في سنن النسائي عن أبي هريرة أنه قال: أن رسول الله قال: « جهاد الكبير والضعيف والمرأة: الحج والعمرة».

وما ورد في صحيح البخاري عن عائشة أنها قالت: قلت لرسول الله "يا رسول الله، نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: « لكن أفضل من الجهاد حج مبرور». وما ورد في صحيح مسلم عن عائشة أنها قالت: أن رسول الله قال: « ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة».
الترتيب:

#2K

0 مشاهدة هذا اليوم

#48K

13 مشاهدة هذا الشهر

#45K

6K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 320.
المتجر أماكن الشراء
محمد بن صالح العثيمين ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
مؤسسة الشيخ محمد ابن صالح العثيمين 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث