█ _ زكي نجيب محمود 2000 حصريا كتاب قيم من التراث عن دار الشروق للنشر والتوزيع: مصر لبنان 2024 التراث: قيمة تستحق البقاء هي حقيقة توشك أن تكون واضحة بذاتها ليست بحاجة إلى برهان يقام صوابها لأنها يدركها الإنسان بفطرته إدراكا مباشرا أو تكاد؛ وأعني بها الولد إذا أراد يحيا نهج والده فهو لا يطالب تجيء المحاكاة قولا بقول وفعلا بفعل فذلك منطق الحياة ضرب المحال فشجرة الورد صورة شجرة التي سبقتها لكنها مطابقة لها كاملة فروعها وأوراقها وورودها؛ وإن أصحاب المعرفة بدنيا النبات ليزعمون لنا بأنك لن تجد ملايين الملايين وحدات ورقتين تطابق إحداهما الأخرى كل أجزائها؛ وذلك هو سر شتى كائناتها: يكون لكل كائن حدة فردية يشاركه فيها آخر؛ وحتى التوائم فمهما بلغ التشابه بينهم فيكفي لاختلافهم اختلاف البصمات وإذا كان ذلك مبدأ فى تصويرها للأحياء أدناها أعلاها فكيف بالإنسان الذى جعله الله مسؤولاً عما يفعل يشفع له قد رجى فعله مجرى السالفين وإنذ فهي كما قلت البدائه الأولية المقصود بمحاكاة والأخر للأوائل محكاة تدع مجالاً للابداع وللإرادة الحرة تختار لتقع عليها تبعة اختيارها كتب الادب والتراث مجاناً PDF اونلاين تاريخ الأدب التطور التاريخي للكتابة النثريه والشعريه تقدم للقارئ اوالمستمع اوالمشاهد المتعه والثقافة والعلم فضلا التقنيات الأدبية المستخدمة ايصال هذه القطع ببعضها الكتابات ادباً كتب التاريخ لنشأة وتطور والعصور التاريخية ألمت العربي
❞ أمكن القول بأن هدوء العقل ف تقليب الأمور قبل الأخذ فى رد الفعل على الموقف المطروح هو مؤشر دال علي ارتقاء صاحبه بقدر ما يكون المنفعل الهائج السريع مؤشراً دالاً علي فجاجه صاحبه . ❝
❞ ان العابد لا يسأل عن عبادته ليغير منها شيئا بل انه يسأل الفهم والفرق بينهما كبير
فمقيم الصلاه اذا سأل ليفهم سر التكبير ف اول الصلاه وعند كل ركوع وسجود وقيام لزاده هذا الفهم امعاناً ف مقومات الصلاه من قول ومن حركه فتصبح الصلاه احدي الوسائل الفعاله ف تربيه الضمير الديني وإلا فكيف تنهي الصلاه عن الفحشاء والمنكر والبغي اذا لم يكن المصلي قد خرج من صلاته حاملاً ف صدره ضميرا يردعه عن تلك الآثام . ❝
❞ نحن امام كتاب ˝القرأن الكريم˝ جعل للعلم والفكر منزله هيهات ان تجد لهما منزله اعلي منها فى اي مصدر اخر انه لم يرد للانسان علماً مجرد العلم بل اراد له رسوخاً فيه وهداه الي وجوب التفرقه بين العلم والظن فليس المراد معرفه تقام علي ظنون بل المراد معرفه تقام علي علم وليس المراد للانسان ان ينساق مع الهوي بل المراد له ان يهتدي بالعلم الذي لا يعرف الهوي . ❝
❞ كنا ف الطليعه يوم كنا نفرز افكارنا كنا يتفصد العرق من جلودنا ثم تخلفنا حين تركنا لسوانا ان يغامر ويغامر حتي شق بصواريخه اجواز الفضاء بينما جلسنا نحن القرفصاء ننظر اليه بأفواه فاغره انتظاراً لما يلقي به الينا من فتات كان الفرق بيننا وبينهم ذات يوم فرق غرب يتعلم ليغزو الدنيا بعلمه وشرق يتصوف لتخبو شعله الحياه بزهده فما كدنا نستيقظ لنبرهن لهم الا فرق بين الشرق والغرب حتي فصل بيننا فارق جديد فأصبح الفرق بيننا شمال وجنوب فالشمال يزداد ثراء بعلمه نره وبسطوته الباغيه مره بينما الجنوب يزداد فقراً بجهله مره وبضعفه مره الذي مكن الشمال ان يستذله ويستغله وها نحن هؤلاء نشهد علي مسرح الاحداث صراعاً بين غرب وشرق ونسمع حواراً بين شمال وجنوب لكن الغرب الشمال ف مركز القوي والشرق الجنوب ف مركز الضعيف ولو سألتني لألخص لك الفرق بين الجانبين ف كلمه قلت إن الغرب الشمال يغامر بينما الشرق الجنوب يجلس القرفصاء . ❝
❞ إذا أردنا الكشف عن الأهتمامات الحقيقيه التي تشغل شعباً معيناً من الشعوب فما علينا الا أن نراجع ما كتبه الكاتبون من أبناء ذلك الشعب لنري أي الأفكار يتردد أكثر من سواه فيكون هو موضع الأهتمام الأول . ❝
❞ هل يحق لنا بعد ذلك بعد ان اصبح محور اهتمامتنا الدينيه تفصيلات شكليه عجيبه لا تمس روح الدين وجوهره ولا تحرك الضمير الديني عند الانسان من قريب ولا من بعيد اقول هل يحق لنا بعد ذلك ان نسأل ماذا اصاب شباب المسلمين ليصبحوا علي ما اصبحوا عليه من هزال وضعف وانحراف؟ . ❝
❞ الإنسان مسؤول عن إعلان رأيه أمام ضميره لأنه مسؤول عن ذلك امام الله فليس الرأي من الإنسان كالقطعة من ملابسه يلبسها الناس أو يخفيها في خزائنه تبعاً لمزاجه المتقلب يوماً بعد يوم بل الرأي هو صميمه هو لُباب كيانه هو فؤاده . ❝
❞ إنك تقرأ لتضيف إلي عمرك المحدود عشرة أمثال أو مائة أو ألفاً بحسب القدر الذي تقرؤه والطريقه الي تقرأ بها لماذا؟ لأنك خلال عمرك المحدود ستجمع خبرات وأفكار عن العالم و عن الناس و عن حقيقه نفسك لكن تلك الخبرات والافكار سيكون مداها مرهوناً كذلك بعدد السنين التي كتب لك أن تحياها . ❝
❞ الولد إذا أراد أن يحيا على نهج والده، فهو لا يطالب أن تجيء المحاكاة قولا بقول وفعلا بفعل، فذلك في منطق الحياة ضرب من المحال، فشجرة الورد تجيء على صورة شجرة الورد التي سبقتها، لكنها لا تجيء مطابقة لها مطابقة كاملة في فروعها وأوراقها وورودها . ❝
❞ لن يكون لنا احساس حي بوجودنا وقدره على المشاركه الايجابيه ف حضاره عصرنا إلا إذا أستطاع حاضرنا أن يبتلع ماضينا أبتلاعاً ينقل ذلك الماضي من حاله كونه تحفه نتفرج عليها وعبارات نرددها إلي حاله كونه غذاء للدماء ف شرايينها أي أن ينتقل الماضي من خارجنا إلي داخلنا ليصبح فينا ضميراً حاكماً وموجهاً لسلوكنا لا بمحاكاتنا لما قد كان محاكاه حرفيه كما يقولون بل بإبداعنا للجديد الذي يتناسب مع عصرنا كما كان اسلافنا يبدعون ما كان متناسباً مع عصرهم . ❝
❞ لماذا لا نري فى الفن العربي أو الأسلامي فن تشكيلي او صور منحوته
لأن الفن الاسلامي هو فن ˝فكره˝ قبل أن يكون فناً مراده أن يعكس الكائنات على الخامه التي يستخدمها بكل تفصيلاتها أو ببعضها علي سبيل المحاكاه للمحاكاه ذاتها وإذا قلنا انه فن ˝فكره˝ فقد قلنا بالتالي أنه فن للمبادئ المجرده لا للمخلوقات المجسده . ❝
❞ ألا حياك الله يامصر فهو جل جلاله الذي شاء لك ان تكوني ملاذ ابراهيم وموطن موسي ومنجاه عيسي ثم حافظه الاسلام منذ اريد بالاسلام شر ونكر علي ايدي التتار فلو كان فى الدنيا بأسرها موقع واحد يصلح للبشر علي اختلاف ديانتهم الثلاث كنيساً وكنيسه ومسجداً لكان هذا الموقع هو انت يامصر يامن اسماك رسول الله ارض الكنانه مريداً بذلك ارض العتاد الذي يصان به حمي الاسلام . ❝
❞ المبادئ والقيم والمثل العليا لن تبلغ غايتها ف حياه الانسان الا اذا غاصت ف نفسه الي اعماقها وتحولت عنده من حاله الوعي بها الي حاله اللاوعي بحيث تفعل فعلها فيه وكأنها جزء لا يتجزأ من فطرته وعندئذ لا تسمع مثل ذلك الانسان يقولها لفظاً ولكنك تراه ف اوجه نشاطه يحياها سلوكاً . ❝
❞ اقرأ لمن يضيف إلى خبراتك وأفكارك إضافة توسع من آفاق دنياك، فما كل قراءة ككل قراءة، وإنما القراءة التي نعنيها هي قراءة الأفذاذ في كل ميدان، فهل يعقل في ميدان الفلسفه مثلًا أن أترك أفلاطون وأرسطو وبن سينا وبن رشد وديكارت وهيجل لأقرأ فلانًا وعلانًا وفي الشعر هل يعقل أن اترك البحتري والمتنبي وأبا العلاء لأقرأ فلانًا وعلانًا
نعم قد نقرأ للأوساط بل وللصغار أحيانًا لنتسلى. إنني أذكر سؤالاً وجهته لأستاذ كبير في الفلسفة ف انجلترا، وكنت أزوره لأودعه، إذ سألته كيف ترى جان بول سارتر فنظر إليّ نظره الذاهل للسؤال وقال سارتر ثم أشار بيده نحو رفوف مكتبته وقال وهل فرغت من هؤلاء السادة القادة لأنفق ساعاتي في قراءة سارتر . ❝
❞ ما من مخلوق بشري شهدته الدنيا الا وقد تنازعت فيه قوتان احدهما تدفعه نحو اشباع دواعي الفطره المغروزه ف جبله الانسان والتي لا حيله للانسان ف وجودها، والاخري فهي الشكائم التي نلجم بها تلك الفطره عند جموحها لكي نسير بها ف الطريق المشروع ولئن كنت تؤدي فرائض الله وتقرأ كتابه ثم تري نفسك علي شئ من ضعف الاراده قد ينتهي بك الي زلل فإنك فى كل ذلك انما تفصح عما يكتمه الاخرين وحسبك هذه اليقظه المؤرقه من ضميرك الحي اللوام لتكون علي يقين بأن السفينه لابد راسيه آخر الامر في مرفأ الامان . ❝
❞ ليس حرص الأنسان علي حياته عيباً يؤاخذ عليه لكن يعلم أنه ف اراده الحياه ليس وحيداً ولا فريداً بل يشاركه الحيوان كله والنبات كله واما الذي يتميز الأنسان به فهو أن يمتد بحرصه ذاك ليشمل الحياه ف درجاتها العليا التي هي حياه مقرونه بمجموعه من القيم التي جعلت من الأنسان انساناً وف مقدمتها الحريه والعداله
وانظر إلي الأيه الكريمه˝ ولتجدنهم أحرص الناس علي حياه ˝ انظر لكلمه حياه وقد تجردت من اداه التعريف لتعني مجرد حياه نكره خلت مما يكرم الانسان وها هنا يأتي الواجب الصعب الذي ينقض الظهر بحمله الثقيل وهو ان يتصدي الانسان للدفاع عن حياته انساناً بكل تكاليفها ولا يكتفي بمجرد حياه يحافظ فيها علي قوته وقوت عياله مهما بهظ الثمن الذي يدفع من حريته وكرامته . ❝
❞ ولكن كيف تقرأ؟
اقرأ وكأن الذي معك ليس كتاب من صفحات مرقومة بحروف وكلمات بل كأنك تتحدث مع مؤلف الكتاب، اقرأ وكأن الذي معك هو الرجل الحي يعرض عليك فكرته أو خبرته بصوت مسموع ففي هذه الحالة ستجد نفسك مدفوعاً إلي مراجعته ومساءلته ومراجعته جزءاً جزءاً ومعني معني وهكذا تكون القراءه الحية بفاعليتها الذهنية، فلا تجعل من نفسك أثناء القراءة شريطاً من أشرطة الكاسيت يتلقي ولا حيلة له فيما يتلقاه،بل تمهل هنا وقف هناك واسأل وحاور ووافق واعترض فالذي معك هو إنسان حي بفكره ووجدانه وقد يكون إنساناً أطول منك باعاً وأقدر منك علي الغوص وراء الحقائق لكنك لن تبلغ منه كل ما تريد إلا إذا وقفت منه موقف الأحياء من الأحياء إذ يلتقون في دروب الحياة ومسالكها . ❝
❞ إذا قرأنا ف كتاب الله أن يتفكر الأنسان ف خلق السموات والأرض فإننا لا نفعل إلا قليل القليل
القليل إذا نحن أقتصرنا ع حفظ الأيه وتلاوتها وترتيلها مرات تعد بملايين الملايين وانما يكمل إيماننا بالايه الكريمه حين ننتقل من لفظها ألي ما وراء ذلك اللفظ حقائق السموات والأرض
فإذا سألتني الا يكفينا اسلامنا ويغنينا عن الغرب
فأجيبك نعم يكفينا، شريطه أن نَنفذ خلال كلماته إلي ما ترشد إليه تلك الكلمات فلنحفظ تلك الكلمات الكريمه ولنعلم أطفالنا أن يحفظوها ولنتلها تلاوه لا تنقطع بالليل والنهار لكن كل ذلك لا يجعلنا من العلماء الذين عرفوا شيئاً عن خلق السموات والأرض الا إذا أضفنا إلي الكلمه ما وراءها . ❝