📘 ❞ بحوث في تدبر القرآن الكريم ❝ كتاب

كتب علوم القرآن - 📖 ❞ كتاب بحوث في تدبر القرآن الكريم ❝ ــ مجموعة من المؤلفين 📖

█ _ مجموعة من المؤلفين 0 حصريا كتاب بحوث تدبر القرآن الكريم 2024 الكريم: العظيم لا تنقضي عجائبُه ولا تُحصَى معانِيهِ وفوائدُه فهو كلامُ اللهِ العليمِ الخبيرِ الذي يأتيه الباطل بين يديه خلفه ولهذا حثنا اللهُ سبحانَهُ قراءته وتدبره ففي تدبُّرِ القرآنِ والعملِ بِهِ شفاءٌ للفردِ وللمجتمع أمراضه الحسية والمعنوية وتلبيةٌ لحاجاتِهِ الدنيوية والأخروية قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) فالله خلق عباده هو أعلم بما يصلحهم (ألا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) وقال سبحانه: (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ) فمَنْ عَرَفَ فَضْلَ تلهَّفَ إليه تَلَهُّفَ الظمآنِ إلى الماء والزُّروعِ السَّماء والمريضِ الشفاء والغريقِ الهواء والمسجونِ الحرية والفضاء والذي يعيش بدون والعمل به والاستهداء بهديه فإنَّ حياتَه (كَظُلُمَاتٍ بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ يَجْعَلِ لَهُ نُوراً فَمَا نُورٍ) وقد بيَّنَ الغايةَ إنزالِ فقال (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) فالتفكر آيات الله والتدبر لها يوصل الهداية بكتاب (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) فتدبر مفتاحٌ للعلوم والمعارف وبه يزداد الإيمان القلب وكلما ازداد العبد تأملاً فيه علماً وعملاً وبصيرة نعى المشركين إعراضَهم عن وعدمَ استفادَتِهم عِبَره وهديه (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ) إِنَّ التأمُّلُ لفهم المعنى والتوصُّلُ معرفةِ مقاصدِ الآياتِ وأهدافها وما ترمي المعاني والحِكَمِ والأحكام وذلك بقصد الانتفاع فيها العلم والإيمان والاهتداء بها والامتثال تدعو ولكن كيف يمكن الكريم؟ هناك خُطُواتٌ عمليةٌ ووسائلُ تعين منها: 1ـ تنويرُ البصيرةِ بالإقبالِ تعالى والقُرْبِ مما يحبُّه والامتثالِ لأمره والابتعادِ عما نهى عنه (وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً) فالعلمُ نورٌ والمعصيةُ ظُلْمَةٌ بدَّ لمن يريدُ النورَ أنْ يبتعدَ كلِّ ما ظُلْمَة فكلما ابتعدَ المسلمُ المعاصي كان أقربَ التوفيقِ والسداد 2ـ ومما يعين القرآن: استشعارُ عَظَمَةِ باليقينِ التام بأنك مع حيٌّ وبدونه ميت ومع مُبْصِرٌ أعمى مُهْتَدٍ ضَال والاستشعارُ بأن كلام وأنه رسائلُ أرسَلَها لهدايتهم لأفضل السُّبُل التي نفعهم الدنيا والآخرة فالإسلام أكملُ نظامٍ عرفته البشرية لإصلاح الناس وخيرُ يعبِّرُ الإسلام فالقرآن أمراض الشهوات والشبهات والقرآن يعطي منهجاً سليماً الحياة ويُصْلِحُ الفردَ والمجتمع وكيف يَسْتَشْعِرُ عَظَمَةَ أنَّ القرآنَ فإذا القرآنُ سبحانه فضلَ سائر الكلام كفضلِ خلقه لقد وصف تأثُّرَ المؤمنين بالقرآن (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ ذُكِرَ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً) (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ ذَلِكَ هُدَى يَشَاءُ يُضْلِلِ هَادٍ) فقد وَصَفَ الذين يخشونه بأنهم جلودُهُم هذا تعظيماً له بعثهم الخضوع والانقياد ولذلك بعدها: (ثُمَّ اللهِ) فالتدبر يكون إلا بالتعظيم لله ولكتابه 3ـ ومن الوسائل يَحْسَبَ أنه المخاطب فماذا لو حَسِبَ كلٌّ منَّا قد أنزل عليه فكيف سيَتَلَقَّى رسائلَهُ ومواعظَهُ وأوامرَهُ ونواهيَهُ فما أنفسَها أعظمَها رسائلَ قالها الخالقُ العظيمُ لخلقه وعباده يعرفون الخير عرَّفهم ربهم نجاة لهم الشرور والآثام بابتعادهم قال الحسن بن علي رضي عنهما: (إنَّ قَبْلَكُمْ رأوا ربِّهِمْ فكانوا يتدبَّرونها بالليل ويَتَفَقَّدُونَها النهار) 4ـ المعينة التدبر: معرفةُ عجائبُهُ فلا يَقْتَصِرُ وردَ تفسيرِ الآية بل يُعْمِلُ الفِكْرَ والنَّظَرَ ويَتَأمَّلُ تَدُلُّ وبهذا تُفْهَمُ الآيةُ أوسع معانِيها تدل عليها تُقْصَرُ معنىً واحدٍ فالآيةُ تُفهم معانٍ كثيرةٍ تعارض بينها فمعرفةُ سببِ النزولِ يُفِيدُنَا فهم لكنه يعني قَصْرَ مَفْهُومِ الآيةِ وَرَدَ سبب النزول فالعبرةُ بعمومِ اللفظِ بخصوصِ السبب فيُمْكِنُ تُحمَلَ الكثيرِ الحقيقية والمجازية ويَسمح التركيب إذا لم يكن تعارضٌ هذه 5ـ تَكْرارُ وتَرديدُها والعَوْدَةُ المُتَجَدِّدَةُ للآياتِ فذلك أثرٌ عظيمٌ حضورِ القلبِ واستحضارِ والتأثُّرِ ففي التَّكْرَارِ تقريرٌ للمعاني النفس وتثبيتٌ الصدر وسكينةٌ وطمأنينةٌ للقلب ورد ذلك النبي صلى وسلم وعن السلف بعده أَبي ذَرٍّ أن النَّبِيَّ صَلَّى عَليْهِ وسَلَّمَ قَامَ بِآيَةٍ يُرَدِّدُهَا حَتَّى أَصْبَحَ وهي قوله (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) رواه النسائي وابن ماجه كتب علوم مجاناً PDF اونلاين لعلوم فوائد عظيمة وآثار إيجابية الفرد معاً فبفضل العلوم مثلا يستطيع المسلم وفهم آياته واستنباط غاياته ومقاصده وأحكامه وبدون الاطلاع يصعب تكوين كامل وشامل لكتاب لأننا حينها نعرف أسباب أحكام النسخ مكامن الإعجاز ومن كذلك التسلح بمعرفتها يساعد محاججة غير المسلمين ومجادلتهم بالتي هي أحسن والدفاع ضد الشبهات تثار حوله أيضا أنها بتنوعها وغناها وبما تشتمل المعارف والفنون اللغوية والكلامية تساهم تطوير ثقافة فتسمو بروحه وتغذي عقله وتهذب ذوقه وترقى سماء وفضاء المعرفة فالقرآن خير الكون والاطلاع علومه بطريقة أو بأخرى واجب كل مسلم ومسلمة لذلك فإن القسم يحتوى ومباحث قرآنية عامة متنوعة تتحدث ( الكريم) وتدابيره , اسألة واجوبة وتأملات دراسات تهدف الدراسات القرآنية وخدمة الباحثين

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
بحوث في تدبر القرآن الكريم
كتاب

بحوث في تدبر القرآن الكريم

ــ مجموعة من المؤلفين

بحوث في تدبر القرآن الكريم
كتاب

بحوث في تدبر القرآن الكريم

عن كتاب بحوث في تدبر القرآن الكريم:
القرآن العظيم لا تنقضي عجائبُه، ولا تُحصَى معانِيهِ وفوائدُه، فهو كلامُ اللهِ العليمِ الخبيرِ، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولهذا حثنا اللهُ سبحانَهُ على قراءته وتدبره، ففي تدبُّرِ القرآنِ والعملِ بِهِ شفاءٌ للفردِ وللمجتمع من أمراضه الحسية والمعنوية، وتلبيةٌ لحاجاتِهِ الدنيوية والأخروية، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ) فالله الذي خلق عباده هو أعلم بما يصلحهم، قال تعالى: (ألا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)، وقال سبحانه: (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ).

فمَنْ عَرَفَ فَضْلَ القرآنِ تلهَّفَ إليه تَلَهُّفَ الظمآنِ إلى الماء، والزُّروعِ إلى السَّماء، والمريضِ إلى الشفاء، والغريقِ إلى الهواء، والمسجونِ إلى الحرية والفضاء..

والذي يعيش بدون القرآن والعمل به والاستهداء بهديه، فإنَّ حياتَه (كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ).

وقد بيَّنَ اللهُ سبحانَهُ الغايةَ من إنزالِ القرآنِ فقال سبحانه: (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)، فالتفكر في آيات الله والتدبر لها يوصل إلى الهداية بكتاب الله (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ).

فتدبر القرآن هو مفتاحٌ للعلوم والمعارف، وبه يزداد الإيمان في القلب. وكلما ازداد العبد تأملاً فيه ازداد علماً وعملاً وبصيرة.

وقد نعى الله على المشركين إعراضَهم عن القرآن وعدمَ استفادَتِهم من عِبَره وهديه فقال سبحانه: (أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ).

إِنَّ تدبر القرآن هو التأمُّلُ لفهم المعنى، والتوصُّلُ إلى معرفةِ مقاصدِ الآياتِ وأهدافها، وما ترمي إليه من المعاني والحِكَمِ والأحكام، وذلك بقصد الانتفاع بما فيها من العلم والإيمان، والاهتداء بها والامتثال بما تدعو إليه..

ولكن كيف يمكن تدبر القرآن الكريم؟ هناك خُطُواتٌ عمليةٌ ووسائلُ تعين على تدبر القرآن الكريم، منها:

1ـ تنويرُ البصيرةِ بالإقبالِ على الله تعالى والقُرْبِ مما يحبُّه الله والامتثالِ لأمره، والابتعادِ عما نهى عنه، قال سبحانه: (وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً)، فالعلمُ نورٌ، والمعصيةُ ظُلْمَةٌ، ولا بدَّ لمن يريدُ النورَ أنْ يبتعدَ عن كلِّ ما فيه ظُلْمَة، فكلما ابتعدَ المسلمُ عن المعاصي كان أقربَ إلى التوفيقِ والسداد.

2ـ ومما يعين على تدبر القرآن: استشعارُ عَظَمَةِ القرآنِ وذلك باليقينِ التام بأنك مع القرآن حيٌّ وبدونه ميت، ومع القرآن مُبْصِرٌ وبدونه أعمى، ومع القرآنِ مُهْتَدٍ وبدونه ضَال.

والاستشعارُ بأن القرآن كلام الله تعالى وأنه رسائلُ أرسَلَها الله إلى عباده لهدايتهم لأفضل السُّبُل التي فيها نفعهم في الدنيا والآخرة، فالإسلام هو أكملُ نظامٍ عرفته البشرية لإصلاح الناس، وخيرُ ما يعبِّرُ عن الإسلام هو القرآن العظيم.

فالقرآن شفاءٌ من أمراض الشهوات والشبهات، والقرآن يعطي منهجاً سليماً في الحياة ويُصْلِحُ الفردَ والمجتمع.

وكيف لا يَسْتَشْعِرُ عَظَمَةَ القرآن مَنْ عَرَفَ أنَّ القرآنَ هو كلامُ الله تعالى، فإذا كان القرآنُ هو كلامُ اللهِ سبحانه فإنَّ فضلَ القرآنِ على سائر الكلام كفضلِ اللهِ تعالى على خلقه.

لقد وصف الله تعالى تأثُّرَ المؤمنين بالقرآن فقال سبحانه: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً)، وقال تعالى: (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ).

فقد وَصَفَ اللهُ المؤمنين الذين يخشونه بأنهم تَقْشَعِرُّ جلودُهُم من هذا القرآن الكريم تعظيماً له، وذلك الذي بعثهم على الخضوع له والانقياد، ولذلك قال بعدها: (ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ). فالتدبر لا يكون إلا بالتعظيم لله ولكتابه العظيم.

3ـ ومن الوسائل التي تعين على تدبر القرآن: أنْ يَحْسَبَ أنه هو المخاطب بالقرآن الكريم، فماذا لو حَسِبَ كلٌّ منَّا أنَّ القرآن قد أنزل عليه، وأنه هو المخاطب به، فكيف سيَتَلَقَّى رسائلَهُ ومواعظَهُ، وأوامرَهُ ونواهيَهُ، فما أنفسَها وما أعظمَها مِنْ رسائلَ قالها الخالقُ العظيمُ لخلقه وعباده الذين لا يعرفون من الخير إلا ما عرَّفهم به ربهم، ولا نجاة لهم من الشرور والآثام إلا بابتعادهم عما نهى الله عنه.

قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: (إنَّ مَنْ كان قَبْلَكُمْ رأوا القرآنَ رسائلَ مِنْ ربِّهِمْ، فكانوا يتدبَّرونها بالليل، ويَتَفَقَّدُونَها في النهار).

4ـ ومن الوسائل المعينة على التدبر: معرفةُ أنَّ القرآنَ لا تنقضي عجائبُهُ، فلا يَقْتَصِرُ على ما وردَ في تفسيرِ الآية، بل يُعْمِلُ الفِكْرَ والنَّظَرَ ويَتَأمَّلُ في الآياتِ وما تَدُلُّ عليه، وبهذا تُفْهَمُ الآيةُ على أوسع معانِيها التي تدل عليها، ولا تُقْصَرُ الآيةُ على معنىً واحدٍ من المعاني، فالآيةُ تُفهم على معانٍ كثيرةٍ لا تعارض بينها، فمعرفةُ سببِ النزولِ يُفِيدُنَا في فهم الآية، لكنه لا يعني قَصْرَ مَفْهُومِ الآيةِ على ما وَرَدَ في سبب النزول، فالعبرةُ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السبب، فيُمْكِنُ أنْ تُحمَلَ الآيةُ على الكثيرِ من المعاني الحقيقية والمجازية التي تُفْهَمُ من الآية، ويَسمح بها التركيب، إذا لم يكن هناك تعارضٌ بين هذه المعاني.

5ـ ومما يعين على التدبر: تَكْرارُ الآيةِ وتَرديدُها، والعَوْدَةُ المُتَجَدِّدَةُ للآياتِ، فذلك له أثرٌ عظيمٌ في حضورِ القلبِ واستحضارِ الآياتِ والتأثُّرِ بها..
ففي التَّكْرَارِ تقريرٌ للمعاني في النفس، وتثبيتٌ لها في الصدر، وسكينةٌ وطمأنينةٌ للقلب.

وقد ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن السلف من بعده، عن أَبي ذَرٍّ أن النَّبِيَّ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ قَامَ بِآيَةٍ يُرَدِّدُهَا حَتَّى أَصْبَحَ وهي قوله تعالى: (إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ). رواه النسائي وابن ماجه.

الترتيب:

#8K

0 مشاهدة هذا اليوم

#73K

9 مشاهدة هذا الشهر

#36K

7K إجمالي المشاهدات
المتجر أماكن الشراء
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث