📘 ❞ الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ❝ كتاب ــ علي محمد الصلابي

كتب السير و المذكرات - 📖 ❞ كتاب الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ❝ ــ علي محمد الصلابي 📖

█ _ علي محمد الصلابي 0 حصريا كتاب الحسن بن أبي طالب رضي الله عنه 2024 عنه: أبو الهاشمي القرشي (15 رمضان 3 هـ 49 أو 50 51 4 مارس 625 م 670 م) هو سبط الرسول وصَحابيّ وخامس الخلفاء الراشدين عند أهل السنة والجماعة والإمام الثاني الشيعة أطلق عليه النبي لقب سيد شباب الجنة فقال: «الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ» وهو رابع أصحاب الكساء أبوه ابن عم أمه: فاطمة بنت وقيل إنه أشبه الناس بالنبي ولد النصف من شهر عام وكان يحبه كثيرًا ويقول: «اللهم إني أحبه فأحبه» يأخذه معه إلى المسجد النبوي أوقات الصلاة فيصلي بالناس يركب ظهره ساجد ويحمله كتفيه ويُقبّله ويداعبه ويضعه حجره ويَرْقِيه كما كان يعلمه الحلال والحرام توفي جده سنة 11 وكذلك توفيت أمه نفس شارك الجهاد عهد عثمان فشارك فتح إفريقية تحت إمرة عبد سعد السرح وشارك طبرستان وجرجان جيش سعيد العاص معركة الجمل ومعركة صفين بويع بالخلافة أواخر 40 بعد وفاة الكوفة واستمر بيعته خليفة للمسلمين نحو ستة أشهر ثم تنازل عنها لصالح معاوية سفيان أن صالحه عدد الأمور وانتقل ذلك المدينة المنورة وعاش فيها بقية حياته حتى لخمسِ ليالٍ خَلَونَ ربيع الأول ودفن بالبقيع يعتبره خامس وأن بشّر أنه سيصلح به بين فئتين المسلمين وبسببه انتهت الفتنة ويعتقد الاثنا عشرية الإمام الأئمة الاثني عشر ومن المعصومين الأربعة قيل إنّ كثير الزواج والطلاق وشكك البعض بذلك ولا يُعرف أسماء زوجاته إلا إحدى عشرة زوجة بما فيهنّ أمهات الأولاد ذكر الذهبي للحسن اثني ابنًا ذكرًا وذكر ولم يُعقِب منهُم سِوى المثنى وزيد الفخر الرازي له ثلاثة وست بنات المفيد خمسة ولدًا وأنثى لما قُتل يد الرحمن ملجم المرادي بُويع ابنه للخلافة وذلك اختاره وقد 40هـ الموافق لشهر يناير 661م تنص مصادر لم يعين أحد بعده طلب منه يستخلف أحدًا رفض فقال لهم : «لَا؛ وَلَكِنِّي أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرْكَكُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ » أي بغير استخلاف وسأل "عبد جندب" عليًا عن بيعة «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ فَقَدْنَاكَ وَلَا نَفْقُدُكَ فَنُبَايِعُ الْحَسَنَ؟ قَالَ: آمُرُكُمْ أَنْهَاكُمْ أَنْتُمْ أَبْصَرُ بينما المصادر الشيعية قد نص وعينهم بأسمائهم بينهم وتنص كذلك أوصى قبل وفاته ولده أشهد وصيته جميع أولاده وأهل شيعته بيته وعهد إليه بكتابه وسلاحه وأمره بأن يدفعها لأخيه الحسين إذا حضرته الوفاة لكن يردون قضية النص خلافة بالبطلان ويعتبرون هذا الأمر المفتريات ويذكرون يصح وفي العام بُويعَ بإيلياء يدعى الأمير الشام فلما قٌتل دعي بأمير المؤمنين أخرج طبقاته عددًا المرويات التي تحدثت منها عامر الشعبي قال: «أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَكَبَّرَ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ وَدُفِنَ عَلِيٌّ بِالْكُوفَةِ عِنْدَ مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ فِي الرَّحَبَةِ مِمَّا يَلِي أَبْوَابَ كِنْدَةَ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ النَّاسُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ ثُمَّ انْصَرَفَ الْحَسَنُ بْنُ دَفْنِهِ فَدَعَا النَّاسَ بَيْعَتِهِ فَبَايَعُوهُ وَكَانَتْ خِلَافَةُ سِنِينَ وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ » الدولة الإسلامية خلال الخليفة اللون الأخضر الباهت يظهر المناطق تكن خاضعة لسيطرة بالكامل تنص السنية والشيعية أول بايع قيس الانصاري وقال له: «ابسط يدك أبايعك اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وسنة نبيه وقتال المحلين فَقَالَ لَهُ الْحَسَن رَضِيَ عَنْهُ: فإن ذَلِكَ يأتي وراء كل شرط فبايعه وسكت وبايعه الخبر أورده الأثير الجزري والطبري وابن الجوزي وتزيد عباس حفز مبايعته «معاشر إن نبيكم ووصي إمامكم فبايعوه فاستجابوا وقالوا: «ما إلينا وأحقه فتبادر اشترط العراق عندما أرادوا بالسمع والطاعة يسالموا سالم يحاربوا حارب ينقل الطبري كتابه الزهري «بَايَعَ أَهْلُ الْعِرَاقِ بِالْخِلافَةِ فَطَفِقَ يَشْتَرِطُ عَلَيْهِمُ الْحَسَنُ: إِنَّكُمْ سَامِعُونَ مُطِيعُونَ تُسَالِمُونَ مَنْ سَالَمْتُ وَتُحَارِبُونَ حَارَبْتُ فَارْتَابَ أَمْرِهِمْ حِينَ اشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ هَذَا الشَّرْطَ وَقَالُوا: لَكُمْ بِصَاحِبٍ وَمَا يُرِيدُ الْقِتَالَ أخرج عساكر طريق بمثله وأورده بنحوه ونقل طبقات قول خالد مضرب «سمعت يقول: والله لا أبايعكم ما أقول لكم قالوا: هو؟ تسالمون سالمت وتحاربون حاربت وقول ميمون مهران: «إن بيعتين بايعهم الإمرة وبايعهم يدخلوا فيما دخل فيه ويرضوا أيضًا يقول الشيخ المفيد: «ولما قبض أمير السلام خطب حقه أبيه حرب وسلم » اختُلِف زمن وأكثر الآراء الواقدي وخليفة خياط المدائني الكلبي والزبير بكار إسماعيل البخاري ورجََّحه الغيث ومات سبع وأربعين ثمان ورُوى مماته رأى رؤيا كأنّ عينيه مكتوبٌ Ra bracket png قُلْ هُوَ أَحَدٌ Aya 1 La ففسرها المسيب أجله اقترب قال نعيم الأصبهاني: «لما اشتد بالحسن الوجع جزع فدخل رجل يا أبا الجزع؟ تفارق روحك جسدك فتقدم أبويك وفاطمة وعلى جديك صلى وخديجة أعمامك حمزة وجعفر أخوالك القاسم الطيب ومطهر وإبراهيم خالاتك رقية وأم كلثوم وزينب فسُرّيَ رواية: القائل أخي أدخل أمر مثله وأرى خلقا خلق أر قط فبكى عنهما» قبر البقيع أوصى الحسنُ أخاه يدفنه حجرة عائشة مع وقال: «ادفني يعني تخافوا الدماء فادفني مقابر البر أنهم لما التمسوا يدفن حجرتها قالت: «نعم وكرامة ولكن منعهم مروان الحكم وراسل بالخبر واستعان بوالي يومئذٍ «لا ندعه رسول أيدفن ويدفن الحجرة فتنازع ومروان وكادا يتقاتلا خاف وقوع أشار وقاص وأبو هريرة وجابر عمر يقاتل هريرة: «أنشدك ووصية أخيك القوم لن يدعوك يكون بينكم دماء فدفنوه قبر أسد واجتمع لجنازته يسع الزحام وقدَّم والي للصلاة روى الثوري حفصة حازم «إني لشاهد يوم مات فرأيت لسعيد ويطعن عنقه: تقدم فلولا أنها قُدِّمت يُعتبر 28 صفر إيران عطلة رسمية لذكرى اليوم الذي تحدده الجمهورية لوفاة ويقيم مراسم العزاء العراق؛ 7 حددته الحوزة العلمية النجف أمّا سبب فالمشهور والشيعة مسمومًا قتادة دعامة: «قال للحسين: سقيت السم غير مرة أسق مثل هذه لأضع كبدي فعله؟ فأبى يخبره حجر العسقلاني: «يقال أما قاتله فاختُلف حيث تذكر أغلب زوجته جعدة الأشعث هي سقته بإيعاز يزيد نفسه ينكر خلدون: «وما نُقل دسَّ فهو أحاديث حاشا لمعاوية الذهبي: «هذا شيء يصح؛ فمن اطلع عليه!» الكتاب آخر إصدارات السلسلة الهامة أصدرها لنا المؤرخ عنوان: تاريخ وهذا يوثق سيرة عنهما يعرض لسيرة المبكرة أحضان النبوة ومكانته كذلك يستعرض المؤلف وأثر التربية الأسريـة حياة ينتقل بنا الصبا والشباب الراشديـن ومواقفه الحكيمة آنذاك ثـم دوره والده وموقفـه ويوم وبيعته ومشروعه الإصلاحي توج بوحدة الأمة العديدة مـع أيامه الأخيرة ووفاته رحمه تعالى ورضي كتب السير المذكرات مجاناً PDF اونلاين هى تلك كتبها أصحابها أشخاص آخرون تجارب شخصيات رسمت التاريخ وأسست قواعد هامة حياتنا تستوجب القراءة والتفكّر

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
كتاب

الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

ــ علي محمد الصلابي

الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
كتاب

الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه

ــ علي محمد الصلابي

عن كتاب الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي (15 رمضان 3 هـ - 49 هـ، أو 50 هـ، أو 51 هـ / 4 مارس 625 م - 670 م)، هو سبط الرسول محمد، وصَحابيّ، وخامس الخلفاء الراشدين عند أهل السنة والجماعة، والإمام الثاني عند الشيعة، أطلق عليه النبي محمد لقب سيد شباب أهل الجنة فقال: «الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ»، وهو رابع أصحاب الكساء. أبوه علي بن أبي طالب ابن عم النبي محمد، أمه: فاطمة بنت النبي محمد، وقيل إنه أشبه الناس بالنبي.

ولد في النصف من شهر رمضان عام 3 هـ، وكان النبي محمد يحبه كثيرًا ويقول: «اللهم إني أحبه فأحبه»، وكان يأخذه معه إلى المسجد النبوي في أوقات الصلاة، فيصلي بالناس، وكان الحسن يركب على ظهره وهو ساجد، ويحمله على كتفيه، ويُقبّله ويداعبه ويضعه في حجره ويَرْقِيه، كما كان يعلمه الحلال والحرام، توفي جده النبي محمد سنة 11 هـ وكذلك توفيت أمه فاطمة في نفس السنة، شارك الحسن في الجهاد في عهد عثمان، فشارك في فتح إفريقية تحت إمرة عبد الله بن سعد بن أبي السرح، وشارك في فتح طبرستان وجرجان في جيش سعيد بن العاص، كما شارك في معركة الجمل ومعركة صفين.

بويع بالخلافة في أواخر سنة 40 هـ بعد وفاة علي بن أبي طالب في الكوفة. واستمر بعد بيعته خليفة للمسلمين نحو ستة أشهر، ثم تنازل عنها لصالح معاوية بن أبي سفيان بعد أن صالحه على عدد من الأمور. وانتقل الحسن بعد ذلك من الكوفة إلى المدينة المنورة وعاش فيها بقية حياته حتى توفي في سنة 49 هـ، وقيل سنة 50 هـ لخمسِ ليالٍ خَلَونَ من شهر ربيع الأول، ودفن بالبقيع.

يعتبره أهل السنة والجماعة خامس الخلفاء الراشدين وأن النبي بشّر أنه سيصلح الله به بين فئتين من المسلمين، وبسببه انتهت الفتنة، ويعتقد الشيعة الاثنا عشرية أنه الإمام الثاني من الأئمة الاثني عشر، ومن المعصومين الأربعة عشر، ومن أصحاب الكساء. قيل إنّ الحسن كان كثير الزواج والطلاق، وشكك البعض بذلك، ولا يُعرف من أسماء زوجاته إلا إحدى عشرة زوجة بما فيهنّ أمهات الأولاد، ذكر الذهبي أن للحسن اثني عشر ابنًا ذكرًا، وذكر أنه ولم يُعقِب منهُم سِوى الحسن المثنى وزيد بن الحسن، وذكر الفخر الرازي أن له من الأولاد ثلاثة عشر ذكرًا وست بنات، وذكر المفيد خمسة عشر ولدًا ذكرًا وأنثى.

لما قُتل علي بن أبي طالب على يد عبد الرحمن بن ملجم المرادي، بُويع ابنه الحسن للخلافة وذلك بعد أن اختاره الناس. وقد كان ذلك في شهر رمضان من سنة 40هـ الموافق لشهر يناير من سنة 661م. تنص مصادر أهل السنة والجماعة على أن علي بن أبي طالب لم يعين أحد من بعده، وقد طلب منه الناس أن يستخلف أحدًا من بعده، إلا أنه رفض ذلك فقال لهم : «لَا؛ وَلَكِنِّي أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرْكَكُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.» أي بغير استخلاف. وسأل "عبد الله بن جندب" عليًا عن بيعة الحسن فقال: «يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنْ فَقَدْنَاكَ وَلَا نَفْقُدُكَ فَنُبَايِعُ الْحَسَنَ؟ قَالَ: مَا آمُرُكُمْ، وَلَا أَنْهَاكُمْ أَنْتُمْ أَبْصَرُ.» بينما تنص المصادر الشيعية على أن النبي محمد قد نص على الأئمة من بعده وعينهم بأسمائهم ومن بينهم الحسن، وتنص كذلك على أن عليًا قد أوصى قبل وفاته بالخلافة إلى ولده الحسن، وقد أشهد على وصيته جميع أولاده وأهل شيعته وأهل بيته، وعهد إليه بكتابه وسلاحه وأمره بأن يدفعها لأخيه الحسين إذا حضرته الوفاة. لكن أهل السنة والجماعة يردون على الشيعة في قضية النص على خلافة الحسن بالبطلان، ويعتبرون هذا الأمر من المفتريات، ويذكرون أن هذا لم يصح عن النبي ولا عن علي بن أبي طالب. وفي نفس العام بُويعَ معاوية بن أبي سفيان بإيلياء وكان قبل ذلك يدعى الأمير في الشام فلما قٌتل علي بن أبي طالب دعي بأمير المؤمنين.

أخرج ابن سعد في طبقاته عددًا من المرويات التي تحدثت عن بيعة الحسن، منها أن عامر الشعبي قال: «أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ صَلَّى عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ، وَدُفِنَ عَلِيٌّ بِالْكُوفَةِ عِنْدَ مَسْجِدِ الْجَمَاعَةِ فِي الرَّحَبَةِ مِمَّا يَلِي أَبْوَابَ كِنْدَةَ قَبْلَ أَنْ يَنْصَرِفَ النَّاسُ مِنْ صَلَاةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ انْصَرَفَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ مِنْ دَفْنِهِ فَدَعَا النَّاسَ إِلَى بَيْعَتِهِ فَبَايَعُوهُ، وَكَانَتْ خِلَافَةُ عَلِيٍّ أَرْبَعَ سِنِينَ وَتِسْعَةَ أَشْهُرٍ.»


الدولة الإسلامية خلال عهد الخليفة علي بن أبي طالب، اللون الأخضر الباهت يظهر المناطق التي لم تكن خاضعة لسيطرة الخليفة بالكامل.
تنص المصادر السنية والشيعية على أن أول من بايع الحسن بالخلافة هو قيس بن سعد الانصاري، وقال له: «ابسط يدك أبايعك عَلَى كتاب اللَّه، عَزَّ وَجَلَّ، وسنة نبيه وقتال المحلين، فَقَالَ لَهُ الْحَسَن، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَلَى كتاب اللَّه وسنة نبيه، فإن ذَلِكَ يأتي من وراء كل شرط، فبايعه وسكت وبايعه الناس.» هذا الخبر أورده ابن الأثير الجزري. والطبري، وابن الجوزي. وتزيد المصادر الشيعية على أن عبد الله بن عباس قد حفز المسلمين على مبايعته فقال: «معاشر الناس إن هذا ابن بنت نبيكم ووصي إمامكم فبايعوه.» فاستجابوا له، وقالوا: «ما أحبه إلينا وأحقه بالخلافة.» فتبادر الناس إلى بيعته. اشترط الحسن على أهل العراق عندما أرادوا بيعته بالسمع والطاعة، وأن يسالموا من سالم، وأن يحاربوا من حارب، ينقل الطبري في كتابه عن الزهري أنه قال: «بَايَعَ أَهْلُ الْعِرَاقِ الْحَسَن بْنَ عَلِيٍّ بِالْخِلافَةِ، فَطَفِقَ يَشْتَرِطُ عَلَيْهِمُ الْحَسَنُ: إِنَّكُمْ سَامِعُونَ مُطِيعُونَ، تُسَالِمُونَ مَنْ سَالَمْتُ، وَتُحَارِبُونَ مَنْ حَارَبْتُ، فَارْتَابَ أَهْلُ الْعِرَاقِ فِي أَمْرِهِمْ حِينَ اشْتَرَطَ عَلَيْهِمْ هَذَا الشَّرْطَ، وَقَالُوا: مَا هَذَا لَكُمْ بِصَاحِبٍ، وَمَا يُرِيدُ هَذَا الْقِتَالَ.» وقد أخرج ابن عساكر هذا الخبر من طريق الزهري بمثله، وأورده ابن كثير بنحوه. ونقل ابن سعد في طبقات قول خالد بن مضرب، قال: «سمعت الحسن بن علي يقول: والله لا أبايعكم إلا على ما أقول لكم. قالوا: ما هو؟ قال: تسالمون من سالمت وتحاربون من حاربت.» وقول ميمون بن مهران: «إن الحسن بن علي بن أبي طالب بايع أهل العراق بعد علي على بيعتين. بايعهم على الإمرة. وبايعهم على أن يدخلوا فيما دخل فيه. ويرضوا بما رضي به.» وتنص المصادر الشيعية على ذلك أيضًا، يقول الشيخ المفيد: «ولما قبض أمير المؤمنين عليه السلام خطب الناس الحسن عليه السلام وذكر حقه، فبايعه أصحاب أبيه على حرب من حارب وسلم من سالم.»

اختُلِف في زمن وفاة الحسن، وأكثر الآراء أنه توفي سنة 49 هـ وهو قول الواقدي وخليفة بن خياط، وقيل سنة 50 هـ وهو قول المدائني وابن الكلبي والزبير بن بكار، وقيل 51 هـ وهو قول محمد بن إسماعيل البخاري ورجََّحه خالد الغيث. ومات وهو ابن سبع وأربعين سنة، أو ثمان وأربعين سنة، ورُوى أنه قبل مماته رأى رؤيا كأنّ بين عينيه مكتوبٌ Ra bracket.png قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ Aya-1.png La bracket.png، ففسرها سعيد بن المسيب أن أجله قد اقترب، قال أبو نعيم الأصبهاني: «لما اشتد بالحسن بن علي الوجع جزع، فدخل عليه رجل فقال له: يا أبا محمد، ما هذا الجزع؟ ما هو إلا أن تفارق روحك جسدك، فتقدم على أبويك علي وفاطمة، وعلى جديك النبي صلى الله عليه وسلم وخديجة، وعلى أعمامك حمزة وجعفر، وعلى أخوالك القاسم الطيب ومطهر وإبراهيم، وعلى خالاتك رقية وأم كلثوم وزينب، قال: فسُرّيَ عنه. وفي رواية: أن القائل له ذلك الحسين، وأن الحسن قال له: يا أخي إني أدخل في أمر من أمر الله لم أدخل في مثله، وأرى خلقا من خلق الله لم أر مثله قط. قال: فبكى الحسين رضي الله عنهما».


قبر الحسن بن علي في البقيع.
أوصى الحسنُ أخاه أن يدفنه في حجرة عائشة مع النبي، وقال: «ادفني عند أبي، - يعني النبي - إلا أن تخافوا الدماء، فادفني في مقابر المسلمين.»، ونقل ابن عبد البر أنهم لما التمسوا من عائشة أن يدفن الحسن في حجرتها، قالت: «نعم وكرامة.»، ولكن منعهم مروان بن الحكم، وراسل معاوية بالخبر، واستعان بوالي المدينة المنورة يومئذٍ سعيد بن العاص، وقال: «لا ندعه يدفن مع رسول الله، أيدفن عثمان بالبقيع، ويدفن الحسن بن علي في الحجرة.»، فتنازع الحسين ومروان، وكادا يتقاتلا، فلما خاف الناس وقوع الفتنة أشار سعد بن أبي وقاص، وأبو هريرة، وجابر، وابن عمر على الحسين أن لا يقاتل، وقال له أبو هريرة: «أنشدك الله ووصية أخيك، فإن القوم لن يدعوك حتى يكون بينكم دماء.»، فدفنوه بالبقيع عند قبر فاطمة بنت أسد. واجتمع الناس لجنازته حتى ما كان البقيع يسع أحدًا من الزحام. وقدَّم الحسين والي المدينة المنورة سعيد بن العاص للصلاة على الحسن، روى سفيان الثوري عن سالم بن أبي حفصة عن أبي حازم أنه قال: «إني لشاهد يوم مات الحسن، فرأيت الحسين يقول لسعيد بن العاص، ويطعن في عنقه: تقدم، فلولا أنها سنة ما قُدِّمت.».

يُعتبر يوم 28 صفر في إيران عطلة رسمية لذكرى وفاة الإمام الحسن وهو نفس اليوم الذي تحدده الجمهورية لوفاة النبي محمد، ويقيم الشيعة في إيران مراسم العزاء في ذلك اليوم، بينما في العراق؛ يوم 7 صفر هو يوم العزاء الذي حددته الحوزة العلمية في النجف.

أمّا عن سبب وفاته، فالمشهور عند السنة والشيعة أنه قُتل مسمومًا، قال قتادة بن دعامة: «قال الحسن للحسين: قد سقيت السم غير مرة، ولم أسق مثل هذه، إني لأضع كبدي. فقال: من فعله؟ فأبى أن يخبره.»، وقال ابن حجر العسقلاني: «يقال إنه مات مسمومًا.»، أما عن قاتله فاختُلف في ذلك، حيث تذكر أغلب المصادر الشيعية أن زوجته جعدة بنت الأشعث هي من سقته السم بإيعاز من يزيد بن معاوية، وقيل بإيعاز من معاوية نفسه، بينما ينكر أهل السنة هذا الخبر، يقول ابن خلدون: «وما نُقل من أن معاوية دسَّ إليه السم مع زوجته جعدة بنت الأشعث، فهو من أحاديث الشيعة، حاشا لمعاوية من ذلك.»، وقال الذهبي: «هذا شيء لا يصح؛ فمن الذي اطلع عليه!».



هذا الكتاب هو آخر إصدارات السلسلة الهامة التي أصدرها لنا المؤرخ علي محمد الصلابي، تحت عنوان: تاريخ الخلفاء الراشدين. وهذا الكتاب يوثق لنا سيرة الإمام الحسن بن علي رضي الله عنهما. وهو يعرض لسيرة حياته المبكرة في أحضان النبوة، ومكانته عند جده النبي صلى الله عليه وسلم. .

كذلك يستعرض لنا المؤلف وأثر التربية الأسريـة على حياة الحسن رضي الله عنه. ثم ينتقل بنا إلى عهد الصبا والشباب، ومكانته عند الخلفاء الراشديـن ومواقفه الحكيمة آنذاك، ثـم دوره في عهد والده وموقفـه يوم صفين ويوم الجمل، وبيعته، ومشروعه الإصلاحي الذي توج بوحدة الأمة، ومواقفه العديدة مـع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما. ثم أيامه الأخيرة في المدينة ووفاته رحمه الله تعالى ورضي عنه
الترتيب:

#11K

0 مشاهدة هذا اليوم

#65K

10 مشاهدة هذا الشهر

#44K

6K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 236.
المتجر أماكن الشراء
علي محمد الصلابي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث