ملخص كتاب ❞ الشيخ الجليل عمر المختار❝ 💬 أقوال علي محمد الصلابي 📖 كتاب الشيخ الجليل عمر المختار - رحمه الله - نشأته ، وأعماله، واستشهاده

- 📖 من ❞ كتاب الشيخ الجليل عمر المختار - رحمه الله - نشأته ، وأعماله، واستشهاده ❝ علي محمد الصلابي 📖

█ ملخص كتاب ❞ الشيخ الجليل عمر المختار❝ المختار رحمه الله نشأته وأعماله واستشهاده مجاناً PDF اونلاين 2024 السيّد عُمر بن مُختار المنفي الهلالي (20 أغسطس 1858 الموافق 10 محرم 1275هـ 16 سبتمبر 1931 3 جمادى الأولى 1350هـ) الشهير بعُمر المُختار المُلقب بشيخ الشهداء وشيخ المُجاهدين وأسد الصحراء هو قائد أدوار السنوسية ليبيا وأحد أشهر المقاومين العرب والمُسلمين ينتمي إلى بيت فرحات من قبيلة منفة الهلالية التي تنتقل بادية برقة حارب الطليان "الإيطاليين" مذ كان عمره 53 عامًا لأكثر عشرين عدد كبير المعارك أن قُبض عليه قِبل الجنود وأُجريت له محاكمة صوريّة انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا فنُفذت فيه العقوبة الرغم أنه السن ومريضًا فقد بلغ حينها 73 وعانى الحمّى وكان الهدف إعدام إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء الحركات المناهضة للحُكم الإيطالي لكن النتيجة جاءت عكسيَّة ارتفعت حدَّة الثورات وانتهى الأمر بأن طُردت القوات الإيطالية البلاد حصد إعجاب وتعاطف الكثير الناس أثناء حياته وأشخاص أكثر بعد إعدامه فأخبار الطاعن الذي يُقاتل سبيل بلاده ودينه استقطبت انتباه المسلمين والعرب الذين كانوا يعانون نير الاحتلال الأوروبي وحثّت التحرّك وبعد وفاته حصدت صورته وهو مُعلّقٌ حبل المشنقة تعاطف أشخاص العالَمَين الشرقي والغربي حد سواء فَكَبُرَ أذهان وأصبح بطلًا شهيدًا رثا الشُعراء وظهرت شخصيَّته فيلم إخراج مصطفى العقَّاد عام 1981 حمل عنوان "أسد الصحراء" وفيه جسَّد الممثل المكسيكي الأمريكي أنطوني كوين دور نسبه هو محمد ابريدان امحمد مومن بوهديمه عبد – علم مناف محسن حسن عكرمه الوتاج سفيان خالد الجوشافي طاهر الأرقع سعيد عويده الجارح خافي (الموصوف بالعروة) هشام الكبير بريدان وهي بطن المنفة أو المنيف والتي ترجع هلال عامر صعصعة معاوية بكر هوازن أولى القبائل دخلت أمه هي عائشة بنت محارب نشأته وُلد البطنان ببرقة الجبل الأخضر 1862 وقيل وكفله أبوه وعني بتربيته تربيةً إسلاميَّة حميدة مستمدة تعاليم الحركة القائمة القرآن والسنَّة النبويَّة ولم يُعايش والده طويلًا إذ حدث توفي طريقه مدينة مكَّة لأداء فريضة الحج فعهد حالة المرض رفيقه أحمد الغرياني (شقيق شيخ زاوية جنزور) يُبلّغ شقيقه بأنَّه عهد إليه بتربية ولديه ومحمد عودة توجه فوراً حسين وأخبره بما حصل وبرغبة مختار يتولّى شؤون فوافق غير تردد وتولّى رعايتهما محققاً رغبة والدهما فأدخلهما مدرسة الكريم بالزاوية ثم ألحق بالمعهد الجغبوبي لينضم طلبة العلم أبناء الإخوان والقبائل الأخرى شيوخه صباه فهو اليتيم اليافع شجّع وحثهم العطف أمثاله كي تُخفف عنهم مرارة العيش كما أظهر ذكاءً واضحًا مما جعل يهتمون به معهد الجغبوب منارة للعلم وملتقى للعلماء والفقهاء والأدباء والمربين يشرفون تربية وتعليم وإعداد المتفوقين ليعدّوهم لحمل رسالة الإسلام يرسلوهم سنين عديدة والتلقي والتربية مواطن وأفريقيا لتعليم وتربيتهم مبادئ وتعاليمه مكث ثمانية أعوام ينهل العلوم الشرعية المتنوعة كالفقه والحديث والتفسير ومن تتلمذ أيديهم: الزروالي المغربي والسيّد الجوّاني والعلّامة فالح الظاهري المدني وغيرهم كثير وشهدوا بالنباهة ورجاحة العقل ومتانة الخلق وحب الدعوة يقوم واجبات عمليَّة أسوة بزملائه يؤدون أعمالًا مماثلة ساعات معينة جانب طلب مخلصًا عمله متفانيًا أداء ما يعرف عنه زملاؤه أجَّل عمل يومه غده وهكذا اشتهر بالجدية والحزم والاستقامة والصبر ولفتت شمائله أنظار أساتذته وزملائه لم يزل يافعاً الأساتذة يبلغون الإمام المهدي أخبار الطلبة وأخلاق كل واحد منهم فأكبر الأخير صفاته وما يتحلى أخلاق عالية ومع مرور الزمن أشدَّه اكتسب الدينية الشيء الدنيويَّة تيسَّر فأصبح إلمام واسع بشؤون البيئة تحيط وعلى الإدراك بأحوال الوسط يعيش معرفة واسعة بالأحداث القبلية وتاريخ وقائعها وتوسَّع الأنساب والارتباطات تصل هذه بعضها ببعض وبتقاليدها وعاداتها ومواقعها وتعلَّم بيئته نشأ فيها وسائل فض الخصومات البدوية يتطلبه الموقف آراء ونظريات أصبح خبيراً بمسالك وبالطرق يجتازها مصر والسودان الخارج وإلى والكفرة الداخل أنواع النباتات وخصائصها مختلف أنواعها دراية بالأدواء تصيب الماشية ومعرفة بطرق علاجها نتيجة للتجارب المتوارثة عند البدو اختبارات مكتسبة عن طريق التجربة الطويلة والملاحظة الدقيقة سمة السمات توضع الإبل والأغنام والأبقار لوضوح ملكيتها لأصحابها علاقته بالسنوسيين خلال السنوات قضاها حيث يكمل دراسته تمكَّن اكتساب سمعةٍ حسنةٍ وقوية شيوخ وقد بلغت تلك السمعة القوة قرَّر السنوسي ثاني زعماء أخذ معه سنة 1895 برحلته الكفرة جنوب شرق الليبية الرحلة اصطحبه مرة أخرى رحلة منطقة قرو غرب السودان فاصطحب وعيَّنه هناك شيخاً لزاوية عين كلك ويروى الطريق وبينما كانت تعبر قافلته أشار أحد المرافقين للقافلة وجود أسد مفترس بالجوار واقترح تقديم إحدى كفدية لاتّقاء شره إلا رفض وقال: «إن الإتاوات يفرضها القوي منا الضعيف قد أبطلت فكيف يصحّ نعيدها لحيوان؟ والله إنها علامة ذلٍّ وهوان إن خرج علينا لندفعه بسلاحنا» الأسد فذهب وقتله وسلخ جلده وعلَّقه لتراه القوافل ذلك ذُكِرَت القصة يقول: ﴿وَمَا رَمَيْتَ إِذْ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى﴾ بالسودان سنواتٍ طويلة نائباً حتى «لو عندنا عشرة مثل لاكتفينا بهم» عيَّنه 1897 لبلدة تسمى القصور تقع بمنطقة شمال قريباً المرج وأحسن الأداء هذا المنصب رغم البلدة كُلِّف بإدارتها تقطنها العبيد اشتهرت بشدة البأس وصعوبة الانقياد أدَّت علاقته الوثيقة بالسنوسيّين اكتسابه لقب سيدي يكن يحظى المعروفين عندما بدأ الفرنسي لتشاد 1900 ناصب الفرنسيون العداء وأخذوا يحاربونها فجيَّشت نفسها ضد الفرنسيين بدورها ممَّن اختيروا لقيادة كتائب ضدَّهم شارك خلال بالدَّعوة تشاد وخلال قتاله أصيبت إبل المقاتلين الأربعة آلاف بداء الجرب ووُكِّل بعلاجهم فأمر بأخذهم لأن مائها جيّد فتعافت توفي 1902 1321 هـ واستدعته القيادة إثر للعودة 1906 وهناك عُيِّن مجدداً وللمرة الثانية إدارتها أنَّ العثمانيين هنَّؤوه تمكِّنه جلب الهدوء والاستقرار إليها أعياهم ظلَّ مدَّة ثماني سنوات 1911 قاتل الفترة جيوش الانتداب البريطاني الحدود المصرية مناطق البردية والسلوم ومساعد خصوصاً معركة السلوم 1908 بوقوع بلدة أيدي البريطانيّين

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات

ملخص كتاب ❞ الشيخ الجليل عمر المختار❝

منقول من engzketab.com ، مساهمة من: MrMr
يعد (عمر المختار ) أحد أعظم المجاهدين والقادة في العصر الحديث؛ حيث أبهر القادة الذين تخرجوا من الكليات العسكرية، ويملكون كل التجهيزات والمعدات الحديثة، بل وهزمهم هو وإخوانه المجاهدون، وهو لم يملك إلا بندقيته، حتى شهد له أعداؤه بالشجاعة والقوة والدهاء. يعد (المختار ) مثلًا وقدوة للشباب والشيوخ على حد سواء، في البسالة والدفاع عن دينه ووطنه.

1- من هو (عمر المختار )؟

ولد الشيخ الجليل (عمر المختار ) من أبوين صالحين عام 1862، وقيل 1858، وكان والده (مختار بن عمر) من قبيلة (المنفة) من بيت (فرحات)، وكان مولده بـِِِِ (البطنان) في الجبل الأخضر. تُوفِّي والده في رحلته إلى (مكة) لأداء فريضة الحج؛ فعهد وهو في المرض إلى رفيقه (حسين الغرياني ) بأن يبلّغ شقيقه بأنه عهد إليه بتربية ولديه: (عمر ) و (محمد ). وتولى الشيخ (حسين الغرياني ) رعايتهما محققًا رغبة والدهما؛ فأدخلهما مدرسة القرآن الكريم بالزاوية، ثم أَلْحَقَ (عمر المختار ) بالمعهد الجغبوني؛ لينضم إلى طلبة العلم من أبناء الإخوان والقبائل الأخرى. وظهر منه نبوغ منذ صباه؛ مما جعل شيوخه يهتمون به في معهد الجغبوني الذي كان منارة للعلم، وملتقى للعلماء، والفقهاء والأدباء والمربين الذين كانوا يُشرفون على تربية وتعليم، وإعداد المتفوقين من أبناء المسلمين؛ ليعدوهم لحمل رسالة الإسلام الخالدة، ثم يرسلونهم بعد سنين عديدة من العلم والتربية إلى مواطن القبائل في (ليبيا) و (إفريقيا)؛ لتعليم الناس، وتربيتهم على مبادئ الإسلام وتعاليمه الرفيعة. ومكث في هذا المعهد ثمانية أعوام ينهل من مختلف العلوم الشرعية، وكان مشهودًا له من معلّميه بالذكاء والفطنة منذ شبابه.

كان (عمر المختار) متوسط القامة يميل إلى الطول قليلًا، ولم يكن بالبدين الممتلئ ولا بالنحيف الفراغ، رصين المنطق، صريح العبارة، لا يُمَلُّ حديثه، متَّزن في كلامه، كثيف اللحية، تبدو عليه صفات الوقار والجدية في العمل، والتعقل في الكلام والثبات عند المبدأ. وقد أخذت هذه الصفات تتقدم معه بتقدم السن. كان (عمر المختار) شديد الحرص على أداء الصلوات في أوقاتها، وكان يقرأ القرآن يوميًا؛ فيختم المصحف كل سبعة أيام منذ أن قال له الإمام (محمد المهدي السنوسي ): "يا (عمر) وردك القرآن." وقصة ذلك كما ذكرها (محمد الطيب الأشهب): أنه استأذن في الدخول على الإمام (محمد المهدي )، وعندما دخل على (المهدي ) تناول مصحفًا كان بجانبه وناوله لـ (المختار )، وقال: "هل لك شيء آخر تريده؟" فقال المختار له: "يا سيدي، إن الكثيرين من الإخوان يقرءون أورادًا معينة من الأدعية، وأنا لا أقرأ إلا الأوراد الخفيفة عقب الصلوات؛ فأطلب منكم إجازتي بما ترون." فأجابه: "يا (عمر ) وردك القرآن"، فقبّل يده وخرج يحمل هذه الهدية العظيمة - المصحف - ولم يزل يحتفظ به في حِلّيه وترحاله، ولم يفارقه ذاك المصحف منذ ذلك اليوم.

إن المحافظة على تلاوة القرآن والتعبد به تدل على قوة الإيمان، وتعمّقه في النفس؛ وبسبب هذا الإيمان الذي تحلى به (عمر المختار )، انبثق عنه صفات جميلة: كالأمانة والشجاعة، والصدق ومحاربة الظلم؛ فهذا المجاهد (محمود الجهمي ) -الذي حارب تحت قيادة (عمر ) وصاحَبَه كثيرًا -يذكر في مذكراته أنه كان يأكل معه وينام معه في مكان واحد ويقول: "لم أشهد قط أنه نام لغاية الصبح، فكان ينام ساعتين أو ثلاثًا على أكثر تقدير، ويبقى صاحيًا يتلو القرآن الكريم، وغالبًا ما يتناول الإبريق ويتوضأ بعد منتصف الليل ويعود إلى تلاوة القرآن، لقد كان على خُلُق عظيم يتميز بميزات التقوى والورع، ويتحلى بصفات المجاهدين الأبرار ". وقد كان - رحمه الله - شجاعًا لا يقبل الهوان حتى في صِغار الأمور.

رُوِي أنه كان مسافرًا مع قافلة من التجار، وكانوا على علم بالطرق الصحراوية. قال بعض التجار إننا سنمر بعد قليل بطريق وَعِر لا مسلك لنا غيره، ومن العادة يوجد فيه أسد ينتظر فريسته من القوافل التي تمر هناك، وتعودت القوافل أن تترك له بعيرًا كما يترك الإنسان اللحم إلى الكلاب والقطط، واقترح المتحدث أن تشترك القوافل في ثمن بعير ضعيف يتركونه له، ولكن (عمر المختار ) رفض بشدة قائلًا: "إن الإتاوات التي كان يفرضها القوي منا على الضعيف قد أُبْطلت، فكيف يصح بنا أن نعطيها للحيوان؟ إنها علامة الهوان والمذلة، إننا سندفع الأسد بسلاحنا إذا ما اعترض طريقنا " وحاول بعض المسافرين أن يثنيه عن ذلك، فرد عليهم: "إنني أخجل أن أرجع وأقول إنني تركت بعيرًا لحيوان اعترض طريقي، وإني على استعداد لحماية ما معي ، وكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، إنها عادة سيئة ينبغي أن نبطلها." بالفعل، خرج عليهم الأسد؛ فانبرى له (عمر المختار ) ببندقيته، وأصابه برصاصة ولكنها لم تكن في مقتل، ثم أصابه بالثانية فصرعته.

2- بداية الجهاد

تَفَوَّق (عمر المختار ) على أقرانه بصفات عدة منها: متانة الخلق، ورجاحة العقل، وحب الدعوة، ووصل أمره إلى الزعيم الثاني للحركة السنوسية (محمد المهدي) فقدّمه على على غيره، واصطحبه معه في رحلته الشهيرة من (الجعبوب ) إلى (الكفرة ) عام 1895. وفي عام 1897، أصدر (محمد المهدي ) قرارًا بتعيين (عمر المختار ) شيخًا لزاوية القصور بالجبل الأخضر قرب المرج. وكانت هذه الزاوية في أرض قبيلة (العبيد ) التي عرفت بقوة الشكيمة، وصعوبة المطاوعة، فوفّقه الله في سياسة هذه القبيلة، ونجح في قيادتها بفضل الله. وعندما زحف الاستعمار الفرنسي على مراكز الحركة السنوسية في (تشاد)، نظمت الحركة السنوسية نفسها وأعدت للجهاد عدتها، واختارت من القادة مَنْ هم أولى بهذا العمل الجليل، فكان (عمر المختار) منهم؛ فقاوم الاستعمار الفرنسي مع الحركة السنوسية في (تشاد)، وبذل ما في وسعه حتى لفت الأنظار إلى حَزمه وفِراسته وبُعد نظره وحُسْن قيادته؛ فقال عنه (محمد المهدي ): "لو كان لدينا عشرة مثل (المختار) لاكتفينا".

وفي عام 1906، رجع (المختار) بأمر من القيادة السنوسية إلى الجبل الأخضر ليستأنف عمله في زاوية (القصور)، ولكن ذلك لم يستمر طويلًا؛ فقد بدأت المعارك الضارية بين الحركة السنوسية والبريطانيين في منطقة (البردي) و (مساعد) و (السلّوم) على الحدود المصرية الليبية. ولقد شهد عام 1908 أشد المعارك ضراوة وانتهت بضم (السلوم) إلى الأراضي المصرية تحت ضغوط (بريطانيا) على الدولة العثمانية. وعاد الشيخ (عمر المختار) إلى زاوية (القصور) مرة أخرى. وعندما اندلعت الحرب الليبية الإيطالية عام 1911، كان (المختار) وقتها بواحة (جالو)؛ فذهب مسرعًا إلى زاوية (القصور)، وأمر بتجنيد كل من كان صالحًا للجهاد من قبيلة (العبيد ) التابعة لزاوية (القصور )؛ فاستجابوا لندائه، وأحضروا ما يحتاجونه، وحضر أكثر من ألف مقاتل، وكان عيد الأضحى من نفس السنة الهجرية على الأبواب، أي لم يبق إلا ثلاثة أيام، ولم ينتظر (المختار) عند أهله حتى يشاركهم فرحة العيد؛ فتحرك بجنده وقضوا يوم العيد في الطريق، وكانت الذبائح التي أكل المجاهدون لحومها يوم العيد من (المختار) شخصيًا.

وأشار الشيخ (محمد الأخضر) إلى إعجاب الضباط الأتراك به وبشجاعته وبالآراء السديدة التي تصدر عنه؛ فكأنما هي تصدر من قائد ممتاز تَخَرَّجَ من كلية عسكرية. سافر المختار في مارس 1923 إلى (مصر)، واستطاع (المختار) اجتياز الحدود المصرية ومقابلة السيد (إدريس) بـِِِِ (مصر الجديدة)، وكان المختار شديد الولاء للسنوسية وشيوخها وزعمائها، وحاول الإيطاليون إغراء (المختار) بالمال، كي يترك الجهاد ضدهم، إلا أن (المختار) كان يعتقد اعتقادًا راسخًا أن ما كان يقوم به من جهاد إنما هو فرض يؤديه وواجب ديني لابد منه، فكان يقول: "اللهم اجعل موتي في سبيل هذه القضية المباركة ". وعندما عُرض عليه أن يترك الجهاد، ويسافر إلى الحج قال: "لن أذهب ولن أبرح هذه البقعة حتى يأتي رسل ربي، وأن ثواب الحج لا يفوق ثواب دفاعنا عن الوطن والدين والعقيدة ". وتوالت المعارك التي كان المجاهدون فيها كالأسود يدافعون عن وطنهم، وذلك بشهادة أعدائهم أنفسهم، وفقد (المختار) عددًا كبيرًا من رفاقه الأبطال الذين وقعوا شهداء في المعارك.

3- مفاوضات الشيخ مع الإيطاليين
4- عمر المختار يغير استراتيجية الحرب
5- الأسد يقع في الأسر: أيام (المختار ) الأخيرة