📘 ❞ حياة عباقرة العلم ماري كوري ❝ كتاب ــ حسن أحمد جغام

كتب السير و المذكرات - 📖 كتاب ❞ حياة عباقرة العلم ماري كوري ❝ ــ حسن أحمد جغام 📖

█ _ حسن أحمد جغام 0 حصريا كتاب ❞ حياة عباقرة العلم ماري كوري ❝ عن دار المعارف 2024 كوري: سكوودوفسكا (7 نوفمبر 1867 – 4 يوليو 1934) عالمة فيزياء وكيمياء بولندية المولد اكتسبت الجنسية الفرنسية فيما بعد عرفت بسبقها وأبحاثها مجال اضمحلال النشاط الإشعاعي وهي أول امرأة تحصل جائزة نوبل والوحيدة التي حصلت عليها مرتين وفي مجالين مختلفين (مرة الفيزياء وأخرى الكيمياء) تتبوأ رتبة الأستاذية جامعة باريس اكتشفت مع زوجها بيار عنصري البولونيوم والراديوم وليحصلا مشاركةً كما الكيمياء عام 1911 بمفردها وقد اقتسمت ابنتها إيرين جوليو وزوج فردريك أيضًا لعام 1935 ولدت باسم ماريا مدينة وارسو (التي كانت آنذاك تابعة لمنطقة فستولا وهو الاسم الذي كان يطلق بولندا تحت حكم الإمبراطورية الروسية) وعاشت فيها حتى بلغت الرابعة والعشرين سنة 1891 لحقت بأختها الكبرى برونسوافا (بالبولندية Bronisława) سافرت إلى للدراسة من إنجازاتها وضع نظرية للنشاط (وإليها ينسب مصطلح "نشاط إشعاعي") ابتكرت تقنيات لفصل النظائر المشعة واكتشفت عنصرين كيميائيين هما وتحت إشرافها أجريت دراسات لمعالجة الأورام باستخدام أسست معهدي وراسو خلال الحرب العالمية الأولى مراكز إشعاعية عسكرية ورغم حصولها لم تفقد إحساسها بهويتها البولندية فقد علمت بناتها اللغة واصطحبتهم زيارات لبولندا أطلقت عنصر كيميائي اكتشفته اسم عزلته للمرة 1898 نسبة بلدها الأصل وخلال أصبحت عضوًا منظمة الحرة معهدًا مخصصًا للعلاج بالراديوم 1932 (يسمى حاليًا معهد للأورام) والذي ترأسته شقيقتها الطبيبة توفيت 1934 بمرض فقر الدم اللاتنسجي أصيبت به نتيجة تعرضها للإشعاع لأعوام ببولندا 7 وكانت الابنة الصغرى من بين خمسة أطفال لأبوين المعلمين المعروفين برونيسلافا وفلاديسلاف سكوودوفسكي جدها لأبيها جوزيف معلمًا لوبلين وكان تلامذته الأديب البولندي بوليسلاف بروس والدها فلاديسلاف للرياضيات والفيزياء ومديرًا لصالتي ألعاب رياضية للفتيان أما والدتها فكانت تدير مدرسة داخلية للفتيات تعاني الدرن أودى بحياتها عندما الثانية عشرة عمرها لا دينيًا بينما ـ النقيض كاثوليكية متدينة وبعد عامين وفاة تسوفيا بوالدتها متأثرة التيفوس ووفقًا لروبرت وليم ريد نبذت الكاثوليكية صدمة وأختها وتحولت اللاأدرية صورة تجمع الأب وبناته وبرونسلافا وهيلينا (من اليسار اليمين) 1890 التحقت العاشرة بالمدرسة الداخلية تديرها ثم التحقت بمدرسة أخرى للبنات تخرجت 12 يونيو 1883 قضت عامًا الريف أقارب وبعدها انتقلت لتعمل بالتدريس الخاص عائلتا ووالدتها قد فقدتا ممتلكاتهما وثرواتهما انخراطهما العمل الوطني مما جعل وإخوتها يعانون ماديًا لمواصلة طريقهم الحياة أبرمت اتفاقًا بمقتضاه تسافر لدراسة الطب أن تنفق تتبادل الأختان المواقع فعملت مربية لدى أسرة أحد المحامين كراكوفيا تسورافسكي (وهي عائلة ميسورة تمت بصلة قرابة أبيها) تشيخانوف وهناك وقعت حب شباب تلك الأسرة كازيمير (الذي صار كبار علماء الرياضيات) غير أسرته رفضت زواجه الفتاة المعدمة ولم يكن للفتى القدرة الاعتراض ونتيجة لذلك استغنت خدمات فاتجهت للعمل فوكس سوبوت الواقعة بحر البلطيق شمال حيث تتخل طوال الفترة إعانة وفي مطلع 1890 شهور قليلة زواج الفيزيائي والناشط السياسي ديوسكي وجهت الدعوة لأختها للحاق بهما أحجمت ذلك لعدم قدرتها توفير نفقات الدراسة بالجامعة ولرغبتها الزواج فعادت ظلت معه خريف وبدأت التدريس الخصوصي والتحقت بالدراسة سرية تسمى العائمة التدرب مختبر متحف الصناعة والزراعة قرب القديمة المعمل يديره قريبها بوغوسكي سبق له مساعدًا للكيميائي الروسي ديميتري مندلييف سانت بطرسبرغ وفي أكتوبر رضخت لإصرار أختها وقررت السفر فرنسا وخاصة وصلها خطاب أنهى كل آمالها الارتباط أقامت لفترة قصيرة قبل تقوم باستئجار حجرة بسيطة سطح المنازل وانهمكت دراستها للفيزياء والكيمياء والرياضيات بجامعة السوربون بها نهاية في السوربون كانت تواصل نهارًا وتقوم بإعطاء الدروس لتغطية نفقاتها تكفي احتياجاتها بصعوبة مساءً 1893 درجة علمية بالعمل بأحد المختبرات الصناعية وواصلت نفس الوقت الرياضيات 1894 العام دخل فيه بيير حياتها إذ يعمل (بالفرنسية: École Supérieure de Physique et Chimie Industrielles la Ville Paris ESPCI)‏ بدأت عملها العلمي بأبحاث حول الخواص المغناطيسية لأنواع الفولاذ المختلفة الاهتمام المشترك لماريا وبيير بالمغناطيسية هو ما جمعهما سويًا زاد سفر لقضاء الصيف العواطف المتبادلة بينهما تعمل دافع رغبتها العودة لتمارس أبحاثها مجالها إلحاقها لديها لمجرد كونها أقنعتها رسالة لها بالعودة لمتابعة شهادة الدكتوراه وبإصرار كتب أبحاثه وحصل الخاصة مارس 1895؛ وتمت ترقيته لدرجة أستاذ المدرسة 26 تزوجت هي زواجًا مدنيًا جعلهما مرتبطين ارتباطًا دائمًا المختبر تشاركا هوايتي ركوب الدراجات لمسافات طويلة والسفر الخارج زاد تقاربهما اكتشاف عناصر جديدة في 1895 اكتشف فيلهلم كونراد رونتغن وجود الأشعة السينية إلا أنه يتوصل التقنية يمكن إنتاج 1896 هنري بيكريل أملاح اليورانيوم تنبعث منها إشعاعات تشبه اختراق الأجسام واكتشف هذا الإشعاع يختلف الفسفوري ينتج تلقائيًا ذاته ولا يستمد طاقته أي مصدر خارجي قررت تتخذ موضوعًا لرسالتها البحثية فقامت جهاز يسمى الإلكترومتر وأخوه ابتكراه 15 لقياس الشحنة الكهربية تجعل الهواء المحيط بالعينة قابلاً لتوصيل الكهرباء وعن طريق الجهاز استنبطت نتائج بحثها نشاط مركبات يعتمد فقط كمية الموجودة أثبتت الفرضية القائلة بأن تفاعل يحدث الجزيئات بل يأتي الذرة نفسها خطوة هامة دحض الافتراض القديم الذرات قابلة للانقسام 1897 أنجبت ولتساعد الأساتذة العليا للزوجين متخصص قاما بمعظم أبحاثهما غرفة مسقوفة بجوار الغرفة تشريح سابقة ملحقة سيئة التهوية وتنفذ إليها مياه الأمطار تقدم تمويل لأبحاثهما لكنهما حصلا بعض الدعم شركات الصناعات المعدنية والتعدينية وبعض المنظمات والحكومات تركزت أبحاث مدام اثنين خامات البتشبلند والتوربرنايت الإلكتروميتر خام أكثر نشاطاً بأربعة أضعاف كذلك التوربرنايت أنشط بضعفين وتوصلت استنتاج مبني ملاحظتها السابقة اعتماد هذه الخامات تكون محتوية كميات مواد مشعة تفوق أثناء لمركبات بخلاف الثوريوم أيضاً مشع مع مرور ازداد إعجاب بعمل زوجته منتصف ترك البلورات وانضم معها تدرك أهمية المسارعة بنشر اكتشافاتها لتسجيل سبقها فلو سارع بتقديم اكتشافه الأكاديمية للعلوم بمجرد توصله إليه لربما فضل السبق اكتشاف سيذهب الإنجليزي سيلفانوس طومسون بدلاً منه ولذلك اقتدت ببكريل وسجلت اكتشافها صورة ورقة مختصرة قدمها بالنيابة عنها أستاذها السابق غبريال ليبمان أبريل وكما بإعلانه جيرهارد شميدت فبراير برلين للخواص الاشعاعية لعنصر نشر الزوجان وماري بحثية مشتركة أعلنا أطلقا عليه "البولونيوم" تكريمًا لبلدها الأصلي لعشرين مقسمة الامبراطوريات الثلاث تقاسمتها قرن ديسمبر أعلن ثانٍ اسموه "الراديوم" ذو الكبير والاسم صياغتهما لإثبات اكتشافاتهم دون أدنى شك الزوجين فصل صورتهما العنصرية النقية نظرًا لكون خامة معقدة مكوناته الكيميائية مهمة شاقة سهلاً نسبيًا؛ فهو كيميائيًا يشبه البزموت المادة الوحيدة الشبيهة بالبزموت الخامة الراديوم عنصرًا مراوغة يرتبط وثيقًا بعنصر الباريوم وخامة تحتوي العنصرين حصول ملموسة مختلطة أمرًا يزال بعيد المنال أجرى المهمة الشاقة المتمثلة ملح خلال عمليات بلورة متعددة ومن طن فصلا جزء أجزاء الجرام كلوريد 1902 1910 فصلت النقي أنها تنجح أبدًا تبلغ فترة عمر نصفه 138 يوم 1900 عضوة لكلية زارت لوفاة 1903 إشراف تم منح الشهر دعيت المعهد الملكي لندن لإلقاء كلمة الإشعاعي؛ منعت التحدث المنتدى لكونها أنثى وسمح لبيير وحده بالحديث غضون صناعة جديدة الظهور استنادًا للراديوم ونظرًا يسجلا براءة اختراع باكتشافهما لذا يحققا سوى استفادة مادية المشروع الحصول جائزتي نوبل في منحت الملكية السويدية كلاً وهنري "اعترافًا بالفضل لأبحاثهم المشتركة دراسة ظاهرة المؤين اكتشفها البروفيسور بيكريل" البداية هناك نية لتكريم أعضاء اللجنة المدافع العلماء النساء عالم السويدي ماجنوس جوستا ميتاج ليفلر نبّه للموقف تظلم أضيف للجائزة لتصبح تفوز بجائزة ولم تتمكن وزوجها ستوكهولم لتسلم الجائزة بشكل شخصي لانشغالهما بأعمالهما ولإحساس يحب الاحتفالات العامة بالمرض اقتسما ريعها يعرفون المحتاجين ومنهم طلبتهم جرت العادة الحائزين قام أخيرًا برحلة السويد 1905 محاضرة الموضوع مكنت أموال توظيف مساعد لهما معملهما ومع ارتفاع شهرتهما الأوساط العلمية الفوز بالجائزة قدمت جنيف عرضًا منحته وشغل كرسي معمل خاص بالزوجين اللحظة بشكوى للجامعة صرحت بتأسيس الجامعة لكنه يصبح جاهزًا حلول 1906 1904 وضعت مولودتها إيف استأجرت لتعليم لغتها الأم ترسلهم أو تصطحبهم 19 قُتل حادث سير يعبر شارع دوفين وسط أمطار غزيرة ضربته عربة تجرها الخيول وسقط عجلاتها فتكسرت جمجمته انهارت بسبب 13 مايو قرر قسم الإبقاء الكرسي وعرضه قبلت أمل إنشاء عالمي كتحية فأصبحت شهادة لماري كوري لم تقبل طلب بإنشاء جديد أعوامها الأخيرة ترأست يعرف الآن بمعهد أسسه باستير وجامعة أجلها جاءت المبادرة 1909 بول إميل رو مدير شعر بخيبة تقديم المناسب واقترح تنتقل عندئذ بتهديد بالاستقالة النهاية أصبح مبادرة ومعهد نجحت الراديوم؛ تعريفًا لمعيار دولي الانبعاثات الإشعاعية سميّ وحدة الكوري صوت واحد صوتين انتخابات وانتخب إدوارد برانلي المخترع ساعد غولييلمو ماركوني تطوير التلغراف اللاسلكي العضوية أية 1962 انضمت مارغريت بيري للأكاديمية طالبة دكتوراه تنتخب الرغم شهرة كعالمة لفرنسا موقف الجمهور يميل تجاه كراهية الأجانب الأمر ثائرًا قضية دريفوس انتقدتها الصحافة اليمينية أجنبية وملحدة علقت النفاق قائلةً: «الصحافة عادةً تصور يتم ترشيحها فرنسي صورتها كبطلة فرنسية فازت كجوائز » في مؤتمرات سولفاي (جالسة بوانكاريه (واقفًا الرابع وإرنست رذرفورد (الثاني وألبرت أينشتاين وبول لانجفان (في أقصى في أشيع الماضي علاقة بالفيزيائي التلميذ لزوجها متزوجًا ونافرًا تسبب فضيحة صحفية استخدمت ضدها الترشيحات أكبر بخمسة أعوام وصورتها الصحف اليهودية الأجنبية هدّامة الزيجات بلجيكا لحضور مؤتمر أثيرت الفضيحة عودتها وجدت تجمهرًا غاضبًا أمام منزلها فلجأت بابنتيها منزل صديق الطريف حفيدة هيلين حفيد ميشيل ورغم التقدير الدولي لأعمالها منحتها المرة بفضلها باكتشافها وفصلها لمعدن ودراستها لطبيعة ومركبات العنصر الهام " يفوز يتشارك شخصين فازا والشخص الآخر لينوس باولنغ (واحدة والأخرى السلام) شجعها وفد رجال البولنديين برئاسة الروائي هنريك سينكيفيتش ومواصلة مكنت الحديث الحكومة دعم بني 1914 للأبحاث مجالات والطب شهر نيلها لجازة أدخلت المستشفى مصابة باكتئاب ومرض كلوي معظم 1912 تجنبت وقضت إنجلترا صديقتها الفيزيائية هرثا أيرتون تعد مختبرها توقف دام نحو 14 شهرًا عرضت جمعية إدارة لكنها للتركيز استكمال اكتمل أغسطس وأطلق "شارع كوري" 1913 ترحيب شعبي وتجاهل السلطات الروسية أوقفت الأنشطة التحق الباحثين بالجيش الفرنسي عاد ليستئنف كامل أنشطته 1919 يروي الكتيب الموجز قصة إمرأة عاشت شعار إن هدفنا الأسمى خدمة الإنسانية فعاشت سبيل تتقن 5 لغات وتعمل وتدخر المال أجل مساعدة نفقتها ظروف قاسية فيروي لنا الكتاب كيف ليالي الشتاء القارسة تستطيع دفع ثمن وسائل التدفئة إحدى الليالي كدست فوق جسدها الهزيل ماكانت تحتويه غرفتها أغطية ثياب أثاث بما المقعد الوحيد وكيف تحصلت منحة تبرعت بالمال لبعض الطلبة الفقراء أصابتها نوبة إغماء المحاضرات تبين سببها الجوع بغسل الزجاجات وأنابيب الإختبار مراقبة أفران النفقة وغير الأحداث الحافلة يرويها وصولًا لحصولها السير المذكرات مجاناً PDF اونلاين هى كتبها أصحابها أشخاص آخرون تجارب شخصيات رسمت التاريخ وأسست قواعد حياتنا تستوجب القراءة والتفكّر

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
حياة عباقرة العلم ماري كوري
كتاب

حياة عباقرة العلم ماري كوري

ــ حسن أحمد جغام

عن دار المعارف
حياة عباقرة العلم ماري كوري
كتاب

حياة عباقرة العلم ماري كوري

ــ حسن أحمد جغام

عن دار المعارف
حول
حسن أحمد جغام ✍️ المؤلف
المتجر أماكن الشراء
دار المعارف 🏛 الناشر
مناقشات ومراجعات
QR Code
عن كتاب حياة عباقرة العلم ماري كوري:
ماري سكوودوفسكا كوري (7 نوفمبر 1867 – 4 يوليو 1934) عالمة فيزياء وكيمياء بولندية المولد، اكتسبت الجنسية الفرنسية فيما بعد. عرفت بسبقها وأبحاثها في مجال اضمحلال النشاط الإشعاعي وهي أول امرأة تحصل على جائزة نوبل والوحيدة التي حصلت عليها مرتين وفي مجالين مختلفين (مرة في الفيزياء وأخرى في الكيمياء)، وهي أول امرأة تتبوأ رتبة الأستاذية في جامعة باريس. اكتشفت مع زوجها بيار كوري عنصري البولونيوم والراديوم وليحصلا مشاركةً على جائزة نوبل في الفيزياء، كما حصلت على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1911 بمفردها، وقد اقتسمت ابنتها إيرين جوليو-كوري وزوج ابنتها فردريك جوليو-كوري أيضًا جائزة نوبل لعام 1935.

ولدت ماري كوري باسم ماريا سكوودوفسكا في مدينة وارسو (التي كانت آنذاك تابعة لمنطقة فستولا، وهو الاسم الذي كان يطلق على بولندا تحت حكم الإمبراطورية الروسية) وعاشت فيها حتى بلغت الرابعة والعشرين. وفي سنة 1891، لحقت بأختها الكبرى برونسوافا (بالبولندية Bronisława) التي سافرت إلى باريس للدراسة.

من إنجازاتها وضع نظرية للنشاط الإشعاعي (وإليها ينسب مصطلح "نشاط إشعاعي"). كما ابتكرت تقنيات لفصل النظائر المشعة، واكتشفت عنصرين كيميائيين هما البولونيوم والراديوم، وتحت إشرافها أجريت أول دراسات لمعالجة الأورام باستخدام النظائر المشعة. كما أسست معهدي كوري في باريس وفي وراسو.

خلال الحرب العالمية الأولى، أسست أول مراكز إشعاعية عسكرية. ورغم حصولها على الجنسية الفرنسية، لم تفقد ماري سكوودوفسكا كوري إحساسها بهويتها البولندية، فقد علمت بناتها اللغة البولندية، واصطحبتهم في زيارات لبولندا. كما أطلقت على أول عنصر كيميائي اكتشفته اسم البولونيوم، الذي عزلته للمرة الأولى عام 1898، نسبة إلى بلدها الأصل. وخلال الحرب العالمية الأولى أصبحت عضوًا في منظمة بولندا الحرة. كما أسست معهدًا مخصصًا للعلاج بالراديوم في مدينة وارسو سنة 1932 (يسمى حاليًا معهد ماريا سكوودوفسكا كوري للأورام)، والذي ترأسته شقيقتها الطبيبة برونسوافا.

توفيت ماري كوري عام 1934، بمرض فقر الدم اللاتنسجي الذي أصيبت به نتيجة تعرضها للإشعاع لأعوام.

ولدت ماريا سكوودوفسكا في وارسو ببولندا في 7 نوفمبر 1867، وكانت ماريا الابنة الصغرى من بين خمسة أطفال لأبوين من المعلمين المعروفين برونيسلافا وفلاديسلاف سكوودوفسكي. كان جدها لأبيها جوزيف سكوودوفسكي معلمًا في لوبلين، وكان من تلامذته الأديب البولندي بوليسلاف بروس، والدها فلاديسلاف سكوودوفسكي كان معلمًا للرياضيات والفيزياء ومديرًا لصالتي ألعاب رياضية للفتيان في وارسو، أما والدتها برونيسلافا سكوودوفسكي فكانت تدير مدرسة داخلية للفتيات في وارسو وكانت تعاني من الدرن، الذي أودى بحياتها عندما كانت ماريا في الثانية عشرة من عمرها. كان والدها لا دينيًا، بينما كانت والدتها ـ على النقيض ـ كاثوليكية متدينة. وبعد عامين من وفاة والدتها، لحقت شقيقتها الكبرى تسوفيا بوالدتها متأثرة بمرض التيفوس. ووفقًا لروبرت وليم ريد، فقد نبذت ماريا الكاثوليكية تحت صدمة وفاة والدتها وأختها، وتحولت إلى اللاأدرية.

صورة تجمع الأب فلاديسلاف سكوودوفسكي وبناته ماريا وبرونسلافا وهيلينا (من اليسار إلى اليمين) سنة 1890
التحقت ماريا وهي في العاشرة من عمرها بالمدرسة الداخلية التي كانت تديرها والدتها، ثم التحقت بمدرسة أخرى للبنات تخرجت فيها في 12 يونيو 1883، ثم قضت عامًا في الريف مع أقارب والدها، وبعدها انتقلت إلى وارسو لتعمل بالتدريس الخاص. كانت عائلتا والدها ووالدتها قد فقدتا ممتلكاتهما وثرواتهما نتيجة انخراطهما في العمل الوطني، مما جعل ماريا وإخوتها يعانون ماديًا لمواصلة طريقهم في الحياة.

أبرمت ماريا مع شقيقتها برونيسلافا اتفاقًا بمقتضاه تسافر برونيسلافا لدراسة الطب في باريس على أن تنفق عليها ماريا، ثم تتبادل الأختان المواقع بعد عامين. فعملت ماريا مربية لدى أسرة أحد المحامين في كراكوفيا، ثم لدى أسرة تسورافسكي (وهي عائلة ميسورة تمت بصلة قرابة إلى أبيها) في مدينة تشيخانوف، وهناك وقعت في حب أحد شباب تلك الأسرة وهو كازيمير تسورافسكي (الذي صار فيما بعد من كبار علماء الرياضيات)، غير أن أسرته رفضت زواجه من تلك الفتاة المعدمة. ولم يكن للفتى كازيمير القدرة على الاعتراض، ونتيجة لذلك استغنت الأسرة عن خدمات ماريا، فاتجهت للعمل لدى أسرة فوكس في مدينة سوبوت الواقعة على بحر البلطيق في شمال بولندا، حيث قضت عامًا ولم تتخل طوال تلك الفترة عن إعانة شقيقتها ماديًا.

وفي مطلع عام 1890، وبعد شهور قليلة من زواج برونيسلافا من الفيزيائي والناشط السياسي كازيمير ديوسكي، وجهت برونيسلافا الدعوة لأختها ماريا للحاق بهما في باريس، غير أن ماريا أحجمت عن ذلك لعدم قدرتها على توفير نفقات الدراسة بالجامعة، ولرغبتها في الزواج من كازيمير تسورافسكي. فعادت إلى والدها في وارسو، حيث ظلت معه حتى خريف 1891، وبدأت في التدريس الخصوصي والتحقت بالدراسة في جامعة سرية كانت تسمى آنذاك بالجامعة العائمة، وبدأت في التدرب في مختبر متحف الصناعة والزراعة قرب مدينة وارسو القديمة، وهو المعمل الذي كان يديره قريبها جوزيف بوغوسكي، الذي سبق له العمل مساعدًا للكيميائي الروسي ديميتري مندلييف في سانت بطرسبرغ.

وفي أكتوبر 1891، رضخت ماريا لإصرار أختها وقررت السفر إلى فرنسا، وخاصة بعد أن وصلها خطاب من تسورافسكي أنهى كل آمالها في الارتباط به. وفي باريس، أقامت ماريا لفترة قصيرة مع أختها وزوج أختها قبل أن تقوم باستئجار حجرة بسيطة على سطح أحد المنازل، وانهمكت ماريا في دراستها للفيزياء والكيمياء والرياضيات بجامعة السوربون في باريس التي التحقت بها في نهاية عام 1891.

في جامعة السوربون

كانت ماريا تواصل دراستها نهارًا وتقوم بإعطاء الدروس لتغطية نفقاتها ـ التي كانت تكفي احتياجاتها بصعوبة ـ مساءً. وفي سنة 1893، حصلت على درجة علمية في الفيزياء، والتحقت بالعمل بأحد المختبرات الصناعية، وواصلت دراستها في السوربون في نفس الوقت حتى حصلت على درجة علمية في الرياضيات سنة 1894، وهو نفس العام الذي دخل فيه بيير كوري حياتها، إذ كان يعمل بالتدريس في مدرسة الفيزياء والكيمياء الصناعية في مدينة باريس (بالفرنسية: École Supérieure de Physique et de Chimie Industrielles de la Ville de Paris - ESPCI)‏، وكانت ماريا قد بدأت عملها العلمي في باريس بأبحاث حول الخواص المغناطيسية لأنواع الفولاذ المختلفة، وكان الاهتمام المشترك لماريا وبيير بالمغناطيسية هو ما جمعهما سويًا.

زاد سفر ماريا لقضاء الصيف في وارسو من العواطف المتبادلة بينهما. وكانت ماريا تعمل تحت دافع رغبتها في العودة إلى بولندا لتمارس فيها أبحاثها في مجالها العلمي، غير أن جامعة كراكوفيا رفضت إلحاقها بالعمل لديها لمجرد كونها امرأة، بعد أن أقنعتها رسالة من بيير لها بالعودة إلى باريس لمتابعة شهادة الدكتوراه، وبإصرار من ماري، كتب بيير أبحاثه عن المغناطيسية، وحصل على الدكتوراه الخاصة به في مارس 1895؛ وتمت ترقيته أيضًا لدرجة أستاذ في المدرسة. وفي 26 يوليو من ذلك العام، تزوجت هي وبيير زواجًا مدنيًا، مما جعلهما مرتبطين ارتباطًا دائمًا بالعمل في نفس المختبر، وقد تشاركا هوايتي ركوب الدراجات لمسافات طويلة والسفر إلى الخارج، وهو ما زاد من تقاربهما.

اكتشاف عناصر جديدة

في عام 1895، اكتشف فيلهلم كونراد رونتغن وجود الأشعة السينية، إلا أنه لم يتوصل إلى التقنية التي يمكن بها إنتاج تلك الأشعة. وفي سنة 1896، اكتشف هنري بيكريل أن أملاح اليورانيوم تنبعث منها إشعاعات تشبه الأشعة السينية في قدرتها على اختراق الأجسام، واكتشف أن هذا الإشعاع يختلف عن الإشعاع الفسفوري في أنه ينتج تلقائيًا من اليورانيوم ذاته ولا يستمد طاقته من أي مصدر خارجي.

قررت ماري كوري أن تتخذ من إشعاعات اليورانيوم موضوعًا لرسالتها البحثية، فقامت باستخدام جهاز يسمى الإلكترومتر - كان زوجها وأخوه قد ابتكراه قبل 15 سنة لقياس الشحنة الكهربية - واكتشفت أن إشعاعات اليورانيوم تجعل الهواء المحيط بالعينة قابلاً لتوصيل الكهرباء، وعن طريق هذا الجهاز استنبطت أول نتائج بحثها، وهي أن نشاط مركبات اليورانيوم يعتمد فقط على كمية اليورانيوم الموجودة بها، وقد أثبتت الفرضية القائلة بأن الإشعاع لا ينتج عن تفاعل ما يحدث بين الجزيئات، بل يأتي من الذرة نفسها. كانت تلك الفرضية خطوة هامة في دحض الافتراض القديم بأن الذرات غير قابلة للانقسام.

في عام 1897، أنجبت ماري ابنتها إيرين. ولتساعد في نفقات الأسرة، بدأت ماري في التدريس في مدرسة الأساتذة العليا. لم يكن للزوجين كوري مختبر متخصص، وقد قاما بمعظم أبحاثهما في غرفة مسقوفة بجوار مدرسة الفيزياء والكيمياء. كانت تلك الغرفة غرفة تشريح سابقة ملحقة بمدرسة الطب، وكانت سيئة التهوية وتنفذ إليها مياه الأمطار. لم تقدم مدرسة الأساتذة العليا أي تمويل لأبحاثهما، لكنهما حصلا على بعض الدعم من شركات الصناعات المعدنية والتعدينية، وبعض المنظمات والحكومات.

تركزت أبحاث مدام كوري على اثنين من خامات اليورانيوم هما البتشبلند والتوربرنايت، واكتشفت باستخدام جهاز الإلكتروميتر أن خام البتشبلند أكثر نشاطاً من اليورانيوم ذاته بأربعة أضعاف، كذلك التوربرنايت أنشط بضعفين، وتوصلت من ذلك إلى استنتاج مبني على ملاحظتها السابقة حول اعتماد نشاط مركبات اليورانيوم على كمية اليورانيوم الموجودة بها، أن هذه الخامات قد تكون محتوية على كميات قليلة من مواد مشعة أخرى تفوق اليورانيوم في النشاط الإشعاعي وفي عام 1898، أثناء دراستها لمركبات مشعة أخرى بخلاف أملاح اليورانيوم، اكتشفت كوري أن عنصر الثوريوم أيضاً هو عنصر مشع.

مع مرور الوقت، ازداد إعجاب بيير بعمل زوجته، حتى أنه في منتصف عام 1898، ترك أبحاثه حول البلورات وانضم للعمل معها في أبحاثها. كانت ماري كوري تدرك أهمية المسارعة بنشر اكتشافاتها لتسجيل سبقها العلمي، فلو لم يكن بيكريل قد سارع بتقديم اكتشافه للنشاط الإشعاعي إلى الأكاديمية الفرنسية للعلوم بمجرد توصله إليه، لربما كان فضل السبق في اكتشاف نشاط النشاط الإشعاعي سيذهب إلى الفيزيائي الإنجليزي سيلفانوس طومسون بدلاً منه. ولذلك اقتدت كوري ببكريل وسجلت اكتشافها ـ في صورة ورقة علمية مختصرة قدمها إلى الأكاديمية بالنيابة عنها أستاذها السابق غبريال ليبمان في 12 أبريل 1898. وكما سبق بيكريل طومسون بإعلانه اكتشاف النشاط الإشعاعي، سبق جيرهارد شميدت ماري كوري بإعلانه في فبراير 1898 في برلين عن اكتشافه للخواص الاشعاعية لعنصر الثوريوم.

في يوليو 1898، نشر الزوجان بيير وماري كوري ورقة بحثية مشتركة، أعلنا فيها عن وجود عنصر أطلقا عليه اسم "البولونيوم"، تكريمًا لبلدها الأصلي بولندا، التي ظلت لعشرين عامًا أخرى مقسمة بين الامبراطوريات الثلاث التي تقاسمتها قبل قرن. وفي 26 ديسمبر 1898، أعلن الزوجان كوري عن وجود عنصر ثانٍ، اسموه "الراديوم" ذو النشاط الإشعاعي الكبير، والاسم كان من صياغتهما.

لإثبات اكتشافاتهم دون أدنى شك، كان على الزوجين فصل البولونيوم والراديوم إلى صورتهما العنصرية النقية. نظرًا لكون البتشبلند خامة معقدة، فقد كان فصل مكوناته الكيميائية مهمة شاقة. كان اكتشاف البولونيوم سهلاً نسبيًا؛ فهو كيميائيًا يشبه عنصر البزموت، كما كان البولونيوم فقط المادة الوحيدة الشبيهة بالبزموت في الخامة. إلا أن الراديوم، كان عنصرًا أكثر مراوغة، فهو يرتبط ارتباطًا كيميائيًا وثيقًا بعنصر الباريوم، وخامة البتشبلند تحتوي على العنصرين. في عام 1898، كان حصول الزوجين كوري على كميات ملموسة من الراديوم غير مختلطة مع الباريوم، أمرًا لا يزال بعيد المنال. أجرى الزوجان كوري المهمة الشاقة المتمثلة في فصل ملح الراديوم من خلال عمليات بلورة متعددة. ومن طن من البتشبلند، فصلا جزء من عشرة أجزاء من الجرام من كلوريد الراديوم عام 1902. في عام 1910، فصلت ماري عنصر الراديوم النقي. إلا أنها لم تنجح أبدًا في فصل عنصر البولونيوم، الذي تبلغ فترة عمر نصفه 138 يوم فقط.

في عام 1900، أصبحت ماري أول امرأة عضوة في مدرسة الأساتذة العليا، وانضم بيير لكلية في جامعة السوربون. وفي عام 1902، زارت ماري بولندا، لوفاة والدها. وفي يونيو 1903، وتحت إشراف هنري بيكريل، تم منح ماري درجة الدكتوراه من جامعة باريس. وفي نفس الشهر، دعيت هي وبيير إلى المعهد الملكي في لندن لإلقاء كلمة عن النشاط الإشعاعي؛ منعت ماري من التحدث في المنتدى، لكونها أنثى، وسمح لبيير وحده بالحديث. في غضون ذلك، بدأت صناعة جديدة في الظهور استنادًا على اكتشاف الزوجين كوري للراديوم. ونظرًا لكون الزوجان كوري لم يسجلا براءة اختراع باكتشافهما، لذا لم يحققا سوى استفادة مادية قليلة من هذا المشروع.

الحصول على جائزتي نوبل

في ديسمبر 1903، منحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم كلاً من بيير وماري كوري وهنري بيكريل جائزة نوبل في الفيزياء "اعترافًا بالفضل الكبير لأبحاثهم المشتركة في دراسة ظاهرة الإشعاع المؤين التي اكتشفها البروفيسور بيكريل". في البداية، كان هناك نية لتكريم بيير وهنري فقط، إلا أن أحد أعضاء اللجنة المدافع عن العلماء من النساء، وهو عالم الرياضيات السويدي ماجنوس جوستا ميتاج-ليفلر نبّه بيير للموقف، وبعد تظلم بيير، أضيف اسم ماري للجائزة، لتصبح ماري أول امرأة تفوز بجائزة نوبل.

ولم تتمكن ماري كوري وزوجها من السفر إلى ستوكهولم لتسلم الجائزة بشكل شخصي لانشغالهما بأعمالهما، ولإحساس بيير الذي لم يكن يحب الاحتفالات العامة بالمرض. لكنهما اقتسما ريعها مع من يعرفون من المحتاجين، ومنهم بعض طلبتهم. كما جرت العادة مع الحائزين على جائزة نوبل، قام الزوجان أخيرًا برحلة إلى السويد عام 1905، لإلقاء محاضرة عن الموضوع.

مكنت أموال الجائزة الزوجين كوري من توظيف أول مساعد لهما في معملهما، ومع ارتفاع شهرتهما في الأوساط العلمية بعد الفوز بالجائزة، قدمت جامعة جنيف عرضًا لبيير للعمل بها، كما منحته جامعة السوربون درجة الأستاذية وشغل كرسي الفيزياء بالجامعة. ونظرًا لعدم وجود معمل خاص بالزوجين حتى تلك اللحظة، تقدم بيير بشكوى للجامعة، التي صرحت له بتأسيس معمل خاص به في الجامعة، لكنه لم يصبح جاهزًا إلا مع حلول عام 1906.

وفي ديسمبر 1904، وضعت ماري مولودتها الثانية إيف. ثم استأجرت مربية بولندية بعد ذلك لتعليم بناتها لغتها الأم، كما كانت ترسلهم أو تصطحبهم في زيارات لبولندا.

في 19 أبريل 1906، قُتل بيير في حادث سير، وهو يعبر شارع دوفين وسط أمطار غزيرة، حيث ضربته عربة تجرها الخيول وسقط تحت عجلاتها، فتكسرت جمجمته. انهارت ماري بسبب وفاة زوجها. في 13 مايو 1906، قرر قسم الفيزياء في جامعة السوربون الإبقاء على الكرسي الذي جعل لبيير وعرضه على ماري. قبلت ماري ذلك، على أمل إنشاء مختبر عالمي كتحية لبيير، فأصبحت أول امرأة تحصل على الأستاذية في جامعة السوربون.

شهادة جائزة نوبل التي منحت لماري كوري
لم تقبل السوربون طلب ماري بإنشاء معمل جديد. وفي أعوامها الأخيرة، ترأست ماري معهد الراديوم الذي يعرف الآن بمعهد كوري وهو المعمل الإشعاعي الذي أسسه معهد باستير وجامعة باريس من أجلها. جاءت تلك المبادرة في عام 1909 من بيير بول إميل رو مدير معهد باستير، الذي شعر بخيبة أمل لعدم تقديم السوربون المختبر المناسب لماري، واقترح أن تنتقل إلى المعهد. عندئذ، بتهديد من ماري بالاستقالة، رضخت جامعة السوربون، وفي النهاية أصبح معهد كوري مبادرة مشتركة بين جامعة السوربون ومعهد باستير.

وفي عام 1910، نجحت ماري في فصل عنصر الراديوم؛ كما وضعت تعريفًا لمعيار دولي لقياس الانبعاثات الإشعاعية، والذي سميّ باسم الزوجين وحدة الكوري. ومع ذلك، في عام 1911 لم تحصل ماري سوى على صوت واحد أو صوتين في انتخابات الأكاديمية الفرنسية للعلوم، وانتخب بدلاً منها إدوارد برانلي، المخترع الذي ساعد غولييلمو ماركوني في تطوير التلغراف اللاسلكي، وهي العضوية التي لم تحصل عليها أية امرأة حتى عام 1962، عندما انضمت مارغريت بيري للأكاديمية وهي التي كانت طالبة دكتوراه تحت إشراف ماري كوري نفسها، لتصبح أول امرأة تنتخب عضوًا في الأكاديمية. على الرغم من شهرة كوري كعالمة تعمل لفرنسا، إلا أن موقف الجمهور كان يميل تجاه كراهية الأجانب - كان الأمر ثائرًا بسبب قضية دريفوس. خلال انتخابات الأكاديمية الفرنسية للعلوم، انتقدتها الصحافة اليمينية، لكونها أجنبية وملحدة. وقد علقت ابنتها فيما بعد على النفاق العام قائلةً: «الصحافة الفرنسية التي عادةً ما كانت تصور ماري على أنها أجنبية عندما يتم ترشيحها لتكريم فرنسي، هي نفسها التي صورتها كبطلة فرنسية عندما فازت بجائزة أجنبية، كجوائز نوبل.»

في أول مؤتمرات سولفاي عام 1911، كوري (جالسة، الثانية من اليمين) مع هنري بوانكاريه (واقفًا، الرابع من اليمين) وإرنست رذرفورد (الثاني من اليمين) وألبرت أينشتاين وبول لانجفان (في أقصى اليمين).
في عام 1911، أشيع أن خلال العام الماضي، كانت ماري على علاقة بالفيزيائي بول لانجفان، التلميذ السابق لزوجها. كان لانجفان متزوجًا ونافرًا من زوجته، مما تسبب في فضيحة صحفية استخدمت ضدها أثناء الترشيحات للأكاديمية. كانت ماري أكبر من لانجفان بخمسة أعوام، وصورتها الصحف في صورة اليهودية الأجنبية هدّامة الزيجات. كانت ماري في بلجيكا لحضور مؤتمر عندما أثيرت تلك الفضيحة، وبعد عودتها، وجدت تجمهرًا غاضبًا أمام منزلها، فلجأت بابنتيها إلى منزل صديق. ومن الطريف أنه حفيدة كوري هيلين لانجفان-جوليو تزوجت من حفيد لانجفان ميشيل لانجفان.

ورغم ذلك، تواصل التقدير الدولي لأعمالها عندما منحتها الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم عام 1911، جائزة نوبل أخرى، هذه المرة في الكيمياء. كانت الجائزة "اعترافًا بفضلها في تقدم الكيمياء باكتشافها عنصري الراديوم البولونيوم، وفصلها لمعدن الراديوم، ودراستها لطبيعة ومركبات هذا العنصر الهام." كانت ماري أول من يفوز أو يتشارك في جائزتي نوبل، كما أنها أحد شخصين فقط فازا بالجائزة في مجالين، والشخص الآخر كان لينوس باولنغ (واحدة في الكيمياء والأخرى في السلام). وقد شجعها وفد من رجال العلم البولنديين برئاسة الروائي هنريك سينكيفيتش، على العودة إلى بولندا ومواصلة أبحاثها في بلدها الأصلي. كما مكنت جائزة نوبل الثانية ماري من الحديث مع الحكومة الفرنسية حول دعم معهد الراديوم، الذي بني عام 1914 للأبحاث في مجالات الكيمياء والفيزياء والطب. وبعد شهر من نيلها لجازة نوبل الثانية أدخلت كوري إلى المستشفى مصابة باكتئاب ومرض كلوي. في معظم عام 1912، تجنبت ماري الحياة العامة، وقضت بعض الوقت في إنجلترا مع صديقتها الفيزيائية هرثا أيرتون. ولم تعد إلى مختبرها إلا في ديسمبر بعد توقف دام نحو 14 شهرًا.

في عام 1912، عرضت جمعية وارسو العلمية عليها إدارة مختبر جديد في وارسو، لكنها رفضت للتركيز على استكمال معهد الراديوم، الذي اكتمل في أغسطس 1914، وأطلق على شارع جديد اسم "شارع بيير كوري". زارت ماري بولندا عام 1913، وسط ترحيب شعبي في وارسو، وتجاهل من قبل السلطات الروسية. أوقفت الحرب العالمية الأولى الأنشطة في المعهد، حيث التحق معظم الباحثين بالجيش الفرنسي، ثم عاد ليستئنف كامل أنشطته في عام 1919.

يروي هذا الكتيب الموجز قصة حياة إمرأة عاشت تحت شعار إن هدفنا الأسمى هو خدمة الإنسانية، فعاشت حياتها في سبيل العلم، فكانت تتقن 5 لغات، وتعمل وتدخر المال من أجل مساعدة أختها الكبرى على السفر الى فرنسا لدراسة الطب على نفقتها، ثم سافرت ماري للدراسة في باريس و عاشت في ظروف قاسية، فيروي لنا الكتاب كيف كانت في ليالي الشتاء القارسة لا تستطيع دفع ثمن وسائل التدفئة حتى و في إحدى الليالي كدست فوق جسدها الهزيل كل ماكانت تحتويه غرفتها من أغطية و ثياب و أثاث بما في ذلك المقعد الوحيد، وكيف تحصلت على منحة من بلدها للدراسة لعام كامل لكنها تبرعت بالمال لبعض الطلبة الفقراء، وكيف أصابتها نوبة إغماء أثناء إحدى المحاضرات تبين أن سببها هو الجوع، وكيف كانت تقوم بغسل الزجاجات وأنابيب الإختبار و مراقبة أفران معمل المعهد من أجل النفقة على دراستها، وغير ذلك من الأحداث الحافلة التي يرويها لنا الكتاب وصولًا لحصولها على نوبل للعلوم.
الترتيب:

#8K

0 مشاهدة هذا اليوم

#18K

24 مشاهدة هذا الشهر

#26K

9K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 28.