█ _ د عبد الرحمن عمر محمد اسبينداري 0 حصريا كتاب الطغيان السياسي وسبل تغييره من المنظور القرآني 2024 القرآني: السياسة مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
❞ بعض المؤرخين المسلمين كثيراً ما يطلقون الأحكام العامة بناء على وقائع جزئية، وكثيراً ما أدى عدم دقتهم في ذلك وفي نقل الروايات إلى خلق فجوات وترك ثغرات استغلها المستشرقون ومن لف لفهم بإثارة الشبهات، بحيث تمس صلب عقيدة الإسلام والقرآن الكريم وشخص النبي الكريم . ويظهر التناقض واضحاً في أقوال كثير منهم حيث يدعي أحدهم في موضع قولاً ثم يناقض نفسه في مواضع أخرى بما يخالفه تمام المخالفة. يضاف إلى ذلك عدم موضوعية المستشرقين ودقتهم وفرضيتهم فيما يتعلق بالإسلاميات . ❝
❞ القرآن المكي المكتوب كان يتم ابتعاثه من القيادة المتمثلة في النبي في مكة عن طريق الصحابة الذين كانوا ينتقلون بين مكة والمدينة من الأنصار، أمثال : رافع بن مالك ومصعب معلم القرآن وغيرهما، إلى المسلمين في المدينة الذين كانوا يسيرون على خطى النبي و ما كان يرسمه القرآن النازل. وعليه فإن الرسول كان يبلغهم الآيات النازلة التي تحمل أموراً جديدة متعلقة بالدين باستمرار . ❝
❞ لم يكن المسلمون ليفرطوا في أمر القرآن المكي بحيث يأتي في عصر من العصور من يدعي أن مفهوم القرآن كان حاضراً في أذهان المسلمين المكيين ليس إلا، وعليه فقد توصلت الدراسة إلى أن القرآن المكي مثله مثل القرآن الذي نزل في المدينة قد كتب كله، وأن النبي كان له في مكة عدد من الكتبة إلى درجة أن الباحثين اختلفوا في تحديد أسبقهم كتابة للنبي . والأدلة متضافرة على أن المكي كله قد كتب من خلال الآيات المكية التي تلمح أحياناً وتصرح أحيانا أخرى بذلك، إضافة إلى أدلة أخرى كثيرة حوتها بطون كتب التراث تدل بوضوح على أن كتابة القرآن الكريم كانت تسير متوازية مع الحفظ بعد نزول الآية أو الآيات غير متخلفة، تنضاف إليها أدلة عقلية عدة. فما ذهب إليه بعض الباحثين من أن الظروف الأمنية الحرجة بسبب الملاحقة المستمرة حالت دون إمكان كتابة القرآن الكريم في مكة، لم يكن مستندا إلى أدلة بل هو مجرد تكهنات غير مؤسسة على قواعد علمية. والأدلة قائمة على أن النبي كان يصطحب معه أدوات الكتابة ولم يهمل الكتابة في فترة من الفترات، بل وفي ظروف أشد حرجاً، كما كان الحال في هجرته حيث جلب معه ما يحتاج إليه من أدوات الكتابة إضافة إلى أن مُرافِقَيْه كانا من الكتبة . ❝
❞ إن المسلمين قد استخدموا نوعاً من الورق ولاسيما الورق البردي المصري وقد جاء ذكره في الشعر الجاهلي، وأن ما يذكر من عدم معرفة المسلمين للورق إلا في القرن الثاني الهجري محمول على الورق الذي أدخله الصينيون إلى العالم الإسلامي . ❝
❞ ما اشتهر من أن القرآن الكريم كان يكتب على أدوات خشنة مثل الأحجار والأكتاف وجريد النخل لا يمثل كل الحقيقة. وإنما يمثل جزءاً من حقيقة الأدوات التي كتب عليها القرآن الكريم. وما جاء في البخاري على لسان زيد بن ثابت (فتتبعت القرآن أجمعه من الأعساب...الخ) إنما جاء في مجال تتبع القرآن وجمعه في عهد الصديق. وذلك لإشهاد وإشراك كل من عنده شيء ولو كان مكتوباً على قطعة عظم أو حجر أو نحوه، ويحمل على صعوبة ودقة المنهج المتبع من قبل اللجنة بريادة زيد وحرصهم على ألا يتركوا شيئاً كتب عليه القرآن ولو قطعة حجر أو عظم كتب عليه القرآن لطارئ طرأ أو كتبه صحابي لنفسه بحالة فردية بعيداً عن مؤسسة كُتَّاب الوحي التي كان يشرف عليها النبي بنفسه، ولم يصدر ذلك منه في مجال التأليف والجمع في العهد النبوي، حيث ثبت عنه في مجال التأليف في عهد النبي قوله >كنا عند رسول الله نؤلف القرآن من الرقاع< والرقاع كما فسرها العلماء جمع رقعة وهي إما من جلد أو ورق أو كاغد . ❝
❞ القرآن قد جمع في عهد النبي كتابة كما جمع حفظاً، وأن الاعتماد في حفظ القرآن الكريم كان على الوسيلتين معاً على السواء من قِبَلِ النبي . وما تواتر في الكتب من أن الكتابة كانت شيئاً ثانوياً، أمر يفتقر إلى برهان، فقد ثبت أن زيد بن ثابت ومن كُلِّفَ معه للقيام بجمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق لم يقبلوا من أحد شيئاً إلا جاء به مكتوباً، حتى الآية التي فقدها زيد ثم وجدها مع أبي خزيمة لم يكن المقصود بفقدها حفظاً بل فقدها كتابةً . ❝
❞ العرب قد استخدموا الكتابة لأغراض عدة وإن كانت النسبة في ذلك متفاوتة بحيث يقف في القمة المراسلات بأنواعها المختلفة، ومن ثم كتابة العهود والمواثيق والحقوق ويقف في الأخير كتابة الشعر . ❝
❞ ماذكره المؤرخون كالبلاذري والقلقشندي وغيرهم من أن الإسلام دخل مكة وفيها بضعة عشر رجلا يكتبون لم يكن وصفاً دقيقاً ولا علمياً لما كانت عليه حالة الكتابة في مكة، ولم يكن مبنياً على الجرد والاستقصاء، ولا سيما أنها كانت ذات مركز تجاري مزدهر وديني مرموق . ❝
❞ استناد كثير من المؤرخين والباحثين ولا سيما المعاصرين في إلصاق صفة الجهل بالقراءة والكتابة بالعرب في ردودهم على المستشرقين القائلين بمعرفة العرب لهما على لفظ (الأمي) و(الأميين) في القرآن الكريم ولفظة (أمية) في الحديث النبوي المشهور، استناد يرده السياق الواضح لتلك الآيات القرآنية. والحديث محمول على نفي نوع خاص من الكتابة والحساب وهو نفي افتقار العرب في معرفة عباداتهم إلى كتابة وحساب، وليس النفي العام للكتابة. وحمل الحديث على النفي العام يعارض أحاديث أخرى صحيحة وصريحة . ❝
❞ ما ذهب إليه الإخباريون العرب من أن الخط العربي توقيفي محاولة منهم إضفاء نوع من القدسية على الخط العربي أو حروفه لم يستند إلى أسس علمية أو أخبار صحيحة، و ما ورد في ذلك من أخبار جلها إن لم نقل كلها موضوع أو ضعيف. والكتابة العربية المعروفة اليوم إنما اشتقت من الكتابة النبطية والتي انحدرت بدورها من الكتابة الآرامية المتطورة عن الكتابة الفينيقية، ومع ذلك فهذا لا ينفي احتمال استخدام العرب قبله لأقلام أخرى كالقلم الحميري أو المسند . ❝
❞ ما ادَّعاه بعض المؤرخين أمثال ابن قتيبة الدينوري وبعض المعاصرين من أن الصحابة عليهم الرضوان لم يكن يعرف منهم الكتابة والقراءة إلا الواحد أو الاثنان ولا سيما في المدينة، كلام غير صحيح ومناقض تماماً لما كان عليه حال الصحابة من معرفة العديد منهم للكتابة ولا سيما بعد غزوة بدر، ولما ثبت من أن النبي كان له من الكتبة قرابة الأربعين . ❝