📘 ❞ الأمير عبد القادر الجزائري المجاهد الصوفي ❝ كتاب ــ بركات محمد مراد

كتب السير و المذكرات - 📖 ❞ كتاب الأمير عبد القادر الجزائري المجاهد الصوفي ❝ ــ بركات محمد مراد 📖

█ _ بركات محمد مراد 0 حصريا كتاب الأمير عبد القادر الجزائري المجاهد الصوفي عن جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 2024 الصوفي: ابن محي الدين المعروف بـ ولد قرية القيطنة قرب مدينة معسكر بالغرب يوم الثلاثاء 6 سبتمبر 1808 الموافق لـ 15 رجب 1223 هـ هو قائد سياسي وعسكري مجاهد عرف بمحاربته للاحتلال الفرنسي للجزائر قاد مقاومة شعبية لخمسة عشر عاما أثناء بدايات غزو فرنسا يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة ضد الاستعمار والاضطهاد نفي إلى دمشق حيث تفرغ للتصوف والفلسفة والكتابة والشعر وتوفي فيها 26 مايو 1883 عندما تولى الإمارة كانت الوضعية الاقتصادية والاجتماعية صعبة لم يكن له المال الكافي لإقامة دعائم إضافة وجود معارضين لإمارته ولكنه يفقد الامل إذ كان يدعو باستمرار وحدة الصفوف وترك الخلافات الداخلية ونبذ الأغراض الشخصية منصبه تكليفا لا تشريفا وفي نداء بمسجد خطب قائلا:«إذا كنت قد رضيت بالإمارة فإنما ليكون لي حق السير الطليعة والسير بكم المعارك سبيل ”الله“ ليست هدفي فأنا مستعد لطاعة أيّ آخر ترونه أجدر منّي وأقدر قيادتكم شريطة أن يلتزم خدمة الدّين وتحرير الوطن» إن الأمة جعلها هي الأساس لنهضة دولته واجتهد تحقيق هذه الوحدة رغم عراقيل والصعوبات التي تلقاها من بعض رؤساء القبائل الذين وعيهم السياسي مستوى عظمة المهمة وكانت طريقة الإقناع أولا والتذكير بمتطلبات الإيمان والجهاد لقد كلفته حملات التوعية جهودًا كبيرة لأن أكثر اعتادت حياة الاستقلال ولم تألف الخضوع لسلطة مركزية قوية بفضل إيمانه القوي انضمت اليه قبائل كثيرة بدون يطلق رصاصة واحدة لإخضاعها بل بلاغته وحجته كافيتين ليفهم الناس أهدافه ومحاربة العدو لكن عندما ينفع أسلوب التذكير والإقناع يشهر سيفه ضدّ يخرج صفوف المسلمين أو يساعد العدوّ لتفكيك وقد استصدر فتوى العلماء تساعده محاربة أعداء والوطن سياسة التقشف لقد قام بإصلاحات اجتماعية فقد حارب الفساد الخلقي بشدّة ومنع الخمر والميسر منعًا باتا التدخين ليبعد المجتمع التبذير كما منع استعمال الذهب والفضة للرّجال لأنّه يكره البذخ والميوعة بناء الجيش كان يرمي هدفين: تكوين جيش منظم وتأسيس دولة موحّدة وكان مساعدوه مخلصون بذل وأعوانه جهدًا كبيرا لاستتباب الأمن فبفضل نظام الشرطة الذي أنشأه قُضِي قُطّاع الطرق كانوا يهجمون المسافرين ويتعدّون الحرمات فأصبح يتنقّلون أمان وانعدمت السرقات تنظيم إدارة الدولة علم قسّم التراب الوطني 8 وحدات مقاطعات هي: مليانة تلمسان الأغواط المدية برج بوعريريج حمزة (البويرة) بسكرة سطيف) كما أنشأ مصانع للأسلحة وبنى الحصون والقلاع (تاقدمت سعيدة) ولقد شكل وزارته تتكون 5 وزارات وجعل مقرّا لها واختار أفضل الرجال ممّن تميّزهم الكفاءة العلمية والمهارة السياسية جانب فضائلهم الخُلُقِية ونظّم ميزانية وفق مبدأ الزكاة لتغطية نفقات الجهاد اختار رموز العلم وشعار للدولة(نصر الله وفتح قريب) وكان أحمد بن سالم خليفة "مقاطعة الجبال" ضمن المقاطعات الثمانية ولبطولة اضطرت عقد اتفاقية هدنة معه وهي "دي ميشيل" عام 1834 وبمقتضى الاتفاقية اعترفت بدولة وبدأ يتجه أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها نجح تأمين بلاده الدرجة عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل يطوف ملكه منفردًا رأسه تاج ذهب دون يصيبه أذى!!» انشأ عاصمة متنقلة كأي أوروبية متطورة آنذاك سميت الزمالة أسّس قبلها وذلك بعد الجيش لمدينة الحملة قادها كلوزيل وضع خطة تقضي بالانسحاب أطراف الصحراء خطوطه الدفاعية وهناك شيد العاصمة الصحراوية «تكدمت» العمل بإقامة ثلاث حصون عسكرية ثم أعقبها بالمباني والمرافق المدنية والمساجد وغيرها أموال صارت مأمن غوائل الغزاة ومفاجئاتهم جلب إليها سكانا مختلف المناطق الكلغوليين وسكان أرزيو ومستغانم ومسرغين والمدية وقبل يمر نقض القائد الهدنة وناصره المرة مواجهة فنادى قومه بالجهاد ونظم الجميع القتال الأولى رسالة لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم ولكن أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة واستطاعت القوات دخول "معسكر" وأحرقتها ولولا مطر غزير أرسله هذا اليوم ما بقى حجر ولكن استطاع مجموعة الانتصارات دفعت لتغيير القيادة جديد ليأتي الماكر الجنرال "بيجو" إحراز نصر الجديد منطقة "وادي تافنة" أجبرت معاهدة عُرفت باسم "معاهدة 1837 م وعاد لإصلاح حال وترميم أحدثته بالحصون وتنظيم شؤون نفس الوقت يستعد بجيوش ويكرر الفرنسيون المعاهدة 1839 يلجأ الوحشية هجومه المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ وحرق القرى والمدن تساند واستطاع يحقق عدة انتصارات ويضطر اللجوء بلاد المغرب الأقصى ويهدد السلطان المغربي يستجب لتهديدهم أول الأمر وساند حركته أجل استرداد وطنه الفرنسيين ضربوا طنجة وبوغادور بالقنابل البحر وتحت وطأة الهجوم يضطر توقيع لالة مغنية عدم مساعدة استسلام يوم: 23 ديسمبر 1847 رسم قبل أوغسطين ريجيس قاد ووالده حملة عنيفة ضدها فبايعه الأهالي 1832 عمل تنظيم المُجاهدين وإعداد وتحفيزهم لمقاومة حتى استقر وقويت شوكته فألحق بالفرنسيين الهزيمة تلو الأخرى مما اضطر توقع (دي ميشيل) فبراير معترفة بسلطته غرب الجزائر السلطات تلتزم بتلك اضطره الاصطدام بهم مرة أخرى فعادت المفاوضات وعقدت تافنة أتاح لعبد الفرصة لتقوية نفوذه وتحصين المدن وبث الروح الوطنية والقضاء الخونة والمتعاونين مع سرعان خرق فاشتبك معهم ورجاله أواخر فدفعت بالقائد (بيجو) لتولي الأمور فعمل السيطرة الوضع بإتباع سياسة الأرض المحروقة فدمر وأحرق المحاصيل وأهلك الدواب إلا ورفاقه استطاعوا الصمود أمام تلك الشعواء مُحققين مستعينين ذلك بالمساعدات والإمدادات المغربية لهم لذا عملت تحييد وإخراجه حلبة الصراع فأجبرت المولى الرحمن سلطان تعهد بعدم الجزائريين والقبض وتسليمه للسلطات التجائه للأراضي كان لتحييد ووقف مساعداته للمجاهدين دور كبير إضعاف حد حركة قواته ورجح كفة فلما نفد لدى إمكانيات يبق أمامه سوى الاستسلام حقناً لدماء تبقى المجاهدين والأهالي وتجنيباً بطش اقتيد أحد السجون بفرنسا بداية الخمسينات أفرج عنه ألا يعود فسافر تركيا ومنها 1855 وصل وعائلته إلي أسس برباط المغاربة حي السويقة وهو زال موجوداً وسرعان أصبح ذا مكانة بين علماء ووجهاء الشام وقام بالتدريس المدرسة الأشرفية الجامع الأموي أكبر مدرسة دينية سافر للحج عاد ليتفرغ للعبادة والعلم والأعمال الخيرية توفي ودفن سوريا لم جهاد قوى بالجزائر كل رصيده الإنساني ترك العديد المؤلفات القيمة ترجمت لغات وعقب حصول تم نقل رفاته حوالي قرن قضاه خارج 3 أبريل 2006 افتتحت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بجنيف معرضاً خاصاً للأمير جنيف إحياءً لذكراه شرعت سورية ترميم منزله متحفاً يُجسد تجربته الجهادية استقلال مدينة القادر كانت إليشا بوردمان وهوراس برونسون المزارعين الأوائل استقروا 1836 نهر المنطقة القريبة بلدة رفقة مزارعي أولى المدارس في 1846 وعندما التجمع ينشأ صمم تيموثي ديفيز وجون تومسون وسيج تشيستر لبناء كنيسة إن تأسست رسميا يونيو ليقرر الثلاثة فيما تسميت نسبة يقود شعبه شرسة للاستعمار استولى صار إسمها تقع ولاية آيوا الأمير في منفاه بدمشق استقر 1856 وفاته أي 27 سنة ومنذ قدومه إسطنبول تبوأ تليق به كزعيم وديني وأديب وشاعر شهرته سبقته فأخذ مكانته والوجهاء فكانت مشاركة بارزة الحياة والعلمية وبعد أربعة أعوام استقراره حدثت فتنة 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية ولعب رجل الإطفاء بجدارة فتح بيوته للاجئين إليه المسيحيين كخطوة رمزية وعملية احتضانهم مأثرة تزال تذكر كفاحه حمايته للمسيحيين بالإضافة الوجاهية مارس الشاعر المتصوف فنجده سيما (الجزائر) متجولاً المشرق وتركيا اختياره لدمشق موطناً الموت وربما ليس باب المصادفة يدفن بجانب ضريح الشيخ الأكبر حضن جبل قاسيون يرى الكثيرمن المثقفين ينل حقه الإنصاف وقلما يذكر كمجاهد قديم جاء ليستريح أفياء غوطتها الغناء بينما حقيقة يرون أنه أعلام المرحلة وأنه وأحفاده دخلوا التاريخ السوري بابه الواسع حادثة توما بسوريا الأمير حاملا النياشين أرسلته إياه ممالك ودول العالم إثر حادثة إنقاذ 1860 وستظل الخصوص قصة "باب تومة " أنقذ بدمشق الدروز آواهم قصره مقتلة والموارنة خلال الأحداث إقترفت جماعات شبه درزية ومسلمة مذابح بالتواطؤ العسكرية العثمانية واستمرت ثلاثة أيام (9 11 تموز) قتل خلالها 25,000 مسيحي بما أفراد البعثات الأجنبية بها كالقنصل الأمريكي والهولندي حرقت الكنائس والمدارس التبشيرية أواهم مقر إقامته قلعة نظير مواقفه الإنسانية حماية الطوائف المسيحية بغض النظر جنسياتهم فقط الدفاع حقوق بينهم رعايا الجاليات ٌلدته الدول والمماليك بنياشن وأوسمة هدايا قيمة منها : وسام المجيدية العثماني وسام المنقذ قلده ملك اليونان النسر الأسود بروسيا الأبيض قيصر روسيا نيشان بيوس التاسع البابا وآخرها وسام الشرف درجة الصليب الإمبراطور نابليون يشبه منح قبلا أهدته الملكة فكتوريا بندقية ماسورتين مرصعة بالذهب وأهداه أبراهام لينكون رئيس الولايات المتحدة زوج مسدس مذهب الأمير الأسير ظل سجون يعاني الإهانة والتضييق 1852 استدعاه الثالث توليه الحكم وأكرم نزله وأقام المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ويتناول كافة الشؤون والعسكرية أثار إعجاب بذكائه وخبرته ودُعي لكي يتخذ وطنًا ثانيًا رفض ورحل الشرق براتب الحكومة توقف المجيد والتقى بسفراء المقام منذ وفيها أخذ الوجهاء والعلماء المسجد الحقيقية وفي 1276 1860م تتحرك شرارة الفتنة والمسيحيين ويكون فعال ألف استضافهم منازله وفاته وافاه الأجل منتصف ليلة 19 1300 عمر يناهز 76 دفن بجوار عربي بالصالحية لوصية تركها جثمانه 1965 مقبرة العالية مربع الشهداء فيه الشخصيات الكبيرة كالرؤساء ترميم آثار بدمشق أدرج احتفالية «دمشق للثقافة العربية» وتأهيل وبالاتفاق المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة السورية تأهيل بيت الواقع ضاحية دمر والقصر مصيف «الربوة» ضفاف بردى بناؤه 140 سكنه عائلته 1871 أبناء آخرهم سعيد مجلس الوزراء عهد حكومة الملك فيصل الحرب العالمية وصار القصر مهملاً مهجوراً متهدم 1948 مملوك لصالح محافظة لأغراض ثقافية وسياحية تبلغ مساحة المؤلف طابقين متراً مربعاً المنزل الوحيد محل الدائم فمن منحته العمارة القديمة والمعروف بـ«حارة النقيب» الحي ضم آل قيل عنه كتبت نيويورك تايمز "يستحق يُصنف العظماء القلائل القرن" قال بريطانيا الأسبق ويليام كلادستون) : حاولت بكل أملك أقنع السيد عبدالقادر_الجزائري بمنصب إمبراطور_العرب نوظفه ونستغله العثمانيين وبالرغم العداء الشديد بينه وبين الأتراك فإنني أفلح بالرغم الإغراءات والوعود والمزايا وضعتها فوق الطاولة وخروج المحتل لكنه يرفض جملة وتفصيلا ومن نقاش دخلني اليأس العرب يمكن توظيفهم استغلالهم واستعمالهم كلمة أثرت مسامعي وبقيت تدوي عقلي وأخبرني أنقلها ستتحرر وتنال استقلالها معروف وبركة طرف أجنبي ولن تجد جزائري بعدي ولا قبلي سيقبل يكون خادم عندكم وكيل لمخططاتكم وسيكون العائق تطيقونه لعقود الزمن أرضنا ستتعثر مشاريعكم فلست بحاجة أكون إمبراطور فما يهمني بالدرجة أواجه وتغلغلكم الإسلامية الخلافة الفاسدة تستعمل لتحقيق أطماعهم مؤلفات القادر لم قائدا عسكريا وحسب له مؤلفات وأقوال الشعر تبرز إبداعه ورقة إحساسه زوجه ومكانته الأدبية والروحية له أيضا "المواقف" كتاب السيرة الذاتية كتبه الأسر 1849 "ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" بروسة (تركيا) عبارة "رسالة الفرنسيين" موجه لأعضاء المجمع الآسيوي بطلب الجمعية منحه العلمي بقليل العضوية تاريخ تأليف الرسالة 14 رمضان 1271 ترجمها "قوستاف دوقا" 1858 القنصل يحتوي الكتاب أبواب (في فضل والعلماء) وبه تعريف العقل وتكملة وخاتمة و(في إثبات الشرعي) يتحدث النبوة واحتياج العقلاء علوم الأنبياء وفصل ثالث الكتابة) المقراض الحاد لقطع لسان منتقض دين الإسلام بالباطل والالحاد رائع للامير يبرز الامير فلسفته ونظرته شتى المجلات والميادين نحاول هنا نميط اللثام شخصية مرحلتي جهاده الأصغر والأكبر الأوربي الحديث ومعلم ومربي مجال التصوف الإسلامي فنلقي الضوء تصوفه وأفكاره الصوفية وممارساته الروحية الحية والإيجابية خاصة الحقبة الحالكة حقب العربي صوفية متحررة قيود التقليد والتبعية ومتطلعة صفاء الشريعة وجوهرها النق كتب المذكرات مجاناً PDF اونلاين هى كتبها أصحابها أشخاص آخرون تجارب شخصيات رسمت وأسست قواعد هامة حياتنا تستوجب القراءة والتفكّر

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الأمير عبد القادر الجزائري المجاهد الصوفي
كتاب

الأمير عبد القادر الجزائري المجاهد الصوفي

ــ بركات محمد مراد

الأمير عبد القادر الجزائري المجاهد الصوفي
كتاب

الأمير عبد القادر الجزائري المجاهد الصوفي

ــ بركات محمد مراد

عن كتاب الأمير عبد القادر الجزائري المجاهد الصوفي:
الأمير عبد القادر ابن محي الدين المعروف بـ عبد القادر الجزائري ولد في قرية القيطنة قرب مدينة معسكر بالغرب الجزائري يوم الثلاثاء 6 سبتمبر 1808 الموافق لـ 15 رجب 1223 هـ هو قائد سياسي وعسكري مجاهد عرف بمحاربته للاحتلال الفرنسي للجزائر قاد مقاومة شعبية لخمسة عشر عاما أثناء بدايات غزو فرنسا للجزائر، يعتبر مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورمز للمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار والاضطهاد الفرنسي، نفي إلى دمشق حيث تفرغ للتصوف والفلسفة والكتابة والشعر وتوفي فيها يوم 26 مايو 1883.

عندما تولى عبد القادر الإمارة كانت الوضعية الاقتصادية والاجتماعية صعبة، لم يكن له المال الكافي لإقامة دعائم الدولة إضافة إلى وجود معارضين لإمارته، ولكنه لم يفقد الامل إذ كان يدعو باستمرار إلى وحدة الصفوف وترك الخلافات الداخلية ونبذ الأغراض الشخصية...كان يعتبر منصبه تكليفا لا تشريفا. وفي نداء له بمسجد معسكر خطب قائلا:«إذا كنت قد رضيت بالإمارة، فإنما ليكون لي حق السير في الطليعة والسير بكم في المعارك في سبيل ”الله“...الإمارة ليست هدفي فأنا مستعد لطاعة أيّ قائد آخر ترونه أجدر منّي وأقدر على قيادتكم شريطة أن يلتزم خدمة الدّين وتحرير الوطن»

إن وحدة الأمة جعلها الأمير هي الأساس لنهضة دولته واجتهد في تحقيق هذه الوحدة رغم عراقيل الاستعمار والصعوبات التي تلقاها من بعض رؤساء القبائل الذين لم يكن وعيهم السياسي في مستوى عظمة المهمة وكانت طريقة الأمير في تحقيق الوحدة هي الإقناع أولا والتذكير بمتطلبات الإيمان والجهاد، لقد كلفته حملات التوعية جهودًا كبيرة لأن أكثر القبائل كانت قد اعتادت حياة الاستقلال ولم تألف الخضوع لسلطة مركزية قوية. بفضل إيمانه القوي انضمت اليه قبائل كثيرة بدون أن يطلق رصاصة واحدة لإخضاعها بل كانت بلاغته وحجته كافيتين ليفهم الناس أهدافه في تحقيق الوحدة ومحاربة العدو، لكن عندما لا ينفع أسلوب التذكير والإقناع، يشهر سيفه ضدّ من يخرج عن صفوف المسلمين أو يساعد العدوّ لتفكيك المسلمين، وقد استصدر الأمير فتوى من العلماء تساعده في محاربة أعداء الدّين والوطن.

سياسة التقشف
لقد قام الأمير بإصلاحات اجتماعية كثيرة، فقد حارب الفساد الخلقي بشدّة، ومنع الخمر والميسر منعًا باتا ومنع التدخين ليبعد المجتمع عن التبذير، كما منع استعمال الذهب والفضة للرّجال لأنّه كان يكره حياة البذخ والميوعة.

بناء الجيش
كان الأمير يرمي إلى هدفين: تكوين جيش منظم وتأسيس دولة موحّدة، وكان مساعدوه في هذه المهمة مخلصون..لقد بذل الأمير وأعوانه جهدًا كبيرا لاستتباب الأمن، فبفضل نظام الشرطة الذي أنشأه قُضِي على قُطّاع الطرق الذين كانوا يهجمون على المسافرين ويتعدّون على الحرمات، فأصبح الناس يتنقّلون في أمان وانعدمت السرقات.

تنظيم إدارة الدولة

علم دولة الأمير عبد القادر.
قسّم الأمير التراب الوطني إلى 8 وحدات أو مقاطعات هي: مليانة، معسكر، تلمسان، الأغواط، المدية، برج بوعريريج، برج حمزة (البويرة)، بسكرة، سطيف).

كما أنشأ مصانع للأسلحة وبنى الحصون والقلاع (تاقدمت، معسكر، سعيدة).

ولقد شكل الأمير وزارته التي كانت تتكون من 5 وزارات وجعل مدينة معسكر مقرّا لها، واختار أفضل الرجال ممّن تميّزهم الكفاءة العلمية والمهارة السياسية إلى جانب فضائلهم الخُلُقِية، ونظّم ميزانية الدولة وفق مبدأ الزكاة لتغطية نفقات الجهاد، كما اختار رموز العلم الوطني وشعار للدولة(نصر من الله وفتح قريب).

وكان أحمد بن سالم خليفة على "مقاطعة الجبال" ضمن هذه المقاطعات الثمانية في دولة الأمير عبد القادر الجزائري.


ولبطولة الأمير اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه وهي اتفاقية "دي ميشيل" في عام 1834. وبمقتضى هذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها. وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: «يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!». وكان الأمير قد انشأ عاصمة متنقلة كأي عاصمة أوروبية متطورة آنذاك سميت الزمالة. وكان قد أسّس قبلها عاصمة وذلك بعد غزو الجيش الفرنسي لمدينة معسكر في الحملة التي قادها كلوزيل. وضع الأمير خطة تقضي بالانسحاب إلى أطراف الصحراء لإقامة آخر خطوطه الدفاعية وهناك شيد العاصمة الصحراوية «تكدمت». وبدأ العمل فيها بإقامة ثلاث حصون عسكرية، ثم أعقبها بالمباني والمرافق المدنية والمساجد وغيرها. وهناك وضع أموال الدولة التي صارت في مأمن من غوائل الغزاة ومفاجئاتهم. وقد جلب إليها الأمير سكانا من مختلف المناطق من الكلغوليين وسكان أرزيو ومستغانم ومسرغين والمدية.

وقبل أن يمر عام على الاتفاقية نقض القائد الفرنسي الهدنة، وناصره في هذه المرة بعض القبائل في مواجهة الأمير عبد القادر. فنادى الأمير في قومه بالجهاد ونظم الجميع صفوف القتال، وكانت المعارك الأولى رسالة قوية لفرنسا وخاصة موقعة "المقطع" حيث نزلت بالقوات الفرنسية هزائم قضت على قوتها الضاربة تحت قيادة "تريزيل" الحاكم الفرنسي.

ولكن فرنسا أرادت الانتقام فأرسلت قوات جديدة وقيادة جديدة. واستطاعت القوات الفرنسية دخول عاصمة الأمير مدينة "معسكر" وأحرقتها، ولولا مطر غزير أرسله الله في هذا اليوم ما بقى فيها حجر على حجر، ولكن الأمير استطاع تحقيق مجموعة من الانتصارات دفعت فرنسا لتغيير القيادة من جديد ليأتي القائد الفرنسي الماكر الجنرال "بيجو". ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تافنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهدة تافنة" في عام 1837 م.

وعاد الأمير لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، وفي نفس الوقت كان القائد الفرنسي "بيجو" يستعد بجيوش جديدة، ويكرر الفرنسيون نقض المعاهدة في عام 1839 م، وبدأ القائد الفرنسي يلجأ إلى الوحشية في هجومه على المدنيين العزل فقتل النساء والأطفال والشيوخ، وحرق القرى والمدن التي تساند الأمير، واستطاع القائد الفرنسي أن يحقق عدة انتصارات على الأمير عبد القادر، ويضطر الأمير إلى اللجوء إلى بلاد المغرب الأقصى، ويهدد الفرنسيون السلطان المغربي، ولم يستجب السلطان لتهديدهم في أول الأمر، وساند الأمير في حركته من أجل استرداد وطنه، ولكن الفرنسيين ضربوا طنجة وبوغادور بالقنابل من البحر، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان إلى توقيع معاهدة لالة مغنية و عدم مساعدة الأمير من المغرب الأقصى.


استسلام الأمير عبد القادر، يوم: 23 ديسمبر 1847. رسم من قبل أوغسطين ريجيس
قاد عبد القادر ووالده حملة مقاومة عنيفة ضدها، فبايعه الأهالي بالإمارة عام 1832 م، عمل عبد القادر على تنظيم المُجاهدين، وإعداد الأهالي وتحفيزهم لمقاومة الاستعمار، حتى استقر له الأمر وقويت شوكته فألحق بالفرنسيين الهزيمة تلو الأخرى، مما اضطر فرنسا إلى أن توقع معه معاهدة (دي ميشيل) في فبراير 1834 م، معترفة بسلطته غرب الجزائر، لكن السلطات الفرنسية لم تلتزم بتلك المعاهدة، الأمر الذي اضطره إلى الاصطدام بهم مرة أخرى، فعادت فرنسا إلى المفاوضات، وعقدت معه معاهدة تافنة في مايو 1837 م، مما أتاح لعبد القادر الفرصة لتقوية منطقة نفوذه، وتحصين المدن وتنظيم القوات، وبث الروح الوطنية في الأهالي، والقضاء على الخونة والمتعاونين مع الاستعمار. لكن سرعان ما خرق الفرنسيين المعاهدة من جديد، فاشتبك معهم عبد القادر ورجاله أواخر عام 1839 م، فدفعت فرنسا بالقائد الفرنسي (بيجو) لتولي الأمور في الجزائر، فعمل على السيطرة على الوضع بإتباع سياسة الأرض المحروقة، فدمر المدن وأحرق المحاصيل وأهلك الدواب، إلا أن الأمير ورفاقه استطاعوا الصمود أمام تلك الحملة الشعواء، مُحققين عدة انتصارات، مستعينين في ذلك بالمساعدات والإمدادات المغربية لهم، لذا عملت فرنسا على تحييد المغرب وإخراجه من حلبة الصراع، فأجبرت المولى عبد الرحمن سلطان المغرب، على توقيع اتفاقية تعهد فيها بعدم مساعدة الجزائريين، والقبض على الأمير عبد القادر وتسليمه للسلطات الفرنسية، حال التجائه للأراضي المغربية.

كان لتحييد المغرب ووقف مساعداته للمجاهدين الجزائريين دور كبير في إضعاف قوات الأمير عبد القادر، الأمر الذي حد من حركة قواته، ورجح كفة القوات الفرنسية، فلما نفد ما لدى الأمير من إمكانيات لم يبق أمامه سوى الاستسلام حقناً لدماء من تبقى من المجاهدين والأهالي، وتجنيباً لهم من بطش الفرنسيين، وفي ديسمبر 1847 م اقتيد عبد القادر إلى أحد السجون بفرنسا، وفي بداية الخمسينات أفرج عنه شريطة ألا يعود إلى الجزائر، فسافر إلى تركيا ومنها إلى دمشق عام 1855 م، عندما وصل الأمير وعائلته وأعوانه إلي دمشق، أسس ما عرف برباط المغاربة في حي السويقة، وهو حي ما زال موجوداً إلي اليوم، وسرعان ما أصبح ذا مكانة بين علماء ووجهاء الشام، وقام بالتدريس في المدرسة الأشرفية، ثم الجامع الأموي، الذي كان أكبر مدرسة دينية في دمشق آنذاك، سافر الأمير للحج ثم عاد ليتفرغ للعبادة والعلم والأعمال الخيرية، وفي مايو 1883 م توفي الأمير عبد القادر الجزائري ودفن في سوريا.

لم يكن جهاد الأمير عبد القادر ضد قوى الاستعمار بالجزائر، هو كل رصيده الإنساني، فقد ترك العديد من المؤلفات القيمة ترجمت إلى عدة لغات، وعقب حصول الجزائر على الاستقلال تم نقل رفاته إلى الجزائر بعد حوالي قرن قضاه خارج بلاده، وفي 3 أبريل 2006 م افتتحت المفوضة السامية لحقوق الإنسان بجنيف معرضاً خاصاً للأمير في جنيف إحياءً لذكراه، كما شرعت سورية في ترميم وإعداد منزله في دمشق ليكون متحفاً يُجسد تجربته الجهادية من أجل استقلال بلاده.

مدينة القادر
كانت إليشا بوردمان وهوراس برونسون المزارعين الأوائل الذين استقروا في عام 1836 على نهر تركيا في المنطقة القريبة من بلدة القادر، كان برونسون رفقة مزارعي المنطقة من شيد أولى المدارس.

في عام 1846 وعندما كان التجمع ينشأ صمم تيموثي ديفيز وجون تومسون وسيج تشيستر خطة لبناء كنيسة ما إن تأسست رسميا في يونيو 1846، ليقرر الثلاثة فيما بعد تسميت التجمع نسبة إلى القائد الجزائري الأمير عبد القادر الذي كان يقود شعبه في مقاومة شرسة ضد للاستعمار الفرنسي الذي استولى على الجزائر. و صار إسمها مدينة القادر و تقع في ولاية في آيوا.


الأمير عبد القادر.
في منفاه بدمشق
استقر الأمير عبد القادر الجزائري في دمشق من عام 1856 إلى عام وفاته عام 1883، أي 27 سنة. ومنذ قدومه إليها من إسطنبول تبوأ فيها مكانة تليق به كزعيم سياسي وديني وأديب وشاعر.. وكانت شهرته قد سبقته إلى دمشق، فأخذ مكانته بين العلماء والوجهاء، فكانت له مشاركة بارزة في الحياة السياسية والعلمية. قام بالتدريس في الجامع الأموي، وبعد أربعة أعوام من استقراره في دمشق، حدثت فتنة في الشام عام 1860 واندلعت أحداث طائفية دامية، ولعب الأمير عبد القادر دور رجل الإطفاء بجدارة، فقد فتح بيوته للاجئين إليه من المسيحيين في دمشق كخطوة رمزية وعملية على احتضانهم. وهي مأثرة لا تزال تذكر له إلى اليوم إلى جانب كفاحه ضد الاستعمار الفرنسي في بلاده الجزائر.


الأمير عبد القادر أثناء حمايته للمسيحيين في دمشق.
بالإضافة إلى مكانة الأمير عبد القادر الوجاهية في دمشق، فقد مارس حياة الشاعر المتصوف، فنجده لا سيما في قدومه من بلاد المغرب (الجزائر) متجولاً في المشرق وتركيا، ثم اختياره لدمشق موطناً حتى الموت. وربما ليس من باب المصادفة أن يدفن الأمير عبد القادر بجانب ضريح الشيخ الأكبر في حضن جبل قاسيون. . يرى الكثيرمن المثقفين أن الأمير عبد القادر لم ينل حقه من الإنصاف، وقلما يذكر إلا كمجاهد قديم، جاء من الجزائر إلى الشام ليستريح في أفياء غوطتها الغناء بينما في حقيقة الأمر، يرون أنه كان من أحد أكبر أعلام تلك المرحلة، وأنه هو وأحفاده فيما بعد، دخلوا التاريخ السوري من بابه الواسع.

حادثة باب توما بسوريا

الأمير عبد القادر في دمشق حاملا النياشين التي أرسلته إياه ممالك ودول العالم إثر حادثة إنقاذ المسيحيين في دمشق 1860
وستظل في هذا الخصوص قصة "باب تومة " التي أنقذ فيها الأمير المسيحيين بدمشق من الدروز عام 1860 عندما آواهم في قصره، في أحداث مقتلة الدروز والموارنة 1860 ، خلال هذه الأحداث إقترفت جماعات شبه عسكرية درزية ومسلمة مذابح بالتواطؤ من السلطات العسكرية العثمانية، واستمرت ثلاثة أيام (9-11 تموز)، قتل خلالها 25,000 مسيحي بما في ذلك بعض أفراد البعثات الأجنبية بها كالقنصل الأمريكي والهولندي. و حرقت الكنائس والمدارس التبشيرية. وقام عبد القادر الذي أواهم في مقر إقامته وفي قلعة دمشق.

نظير مواقفه الإنسانية في سوريا في حماية الطوائف المسيحية في سوريا بغض النظر عن جنسياتهم، فقط في الدفاع عن حقوق الإنسان، حيث كان من بينهم رعايا الجاليات الأجنبية ٌلدته الدول والمماليك بنياشن وأوسمة و هدايا قيمة منها :

وسام المجيدية من السلطان العثماني،
وسام المنقذ الذي قلده إياه ملك اليونان،
وسام النسر الأسود من ملك بروسيا،
وسام النسر الأبيض من قيصر روسيا،
نيشان بيوس التاسع من البابا،

وآخرها وسام الشرف درجة الصليب الأكبر من الإمبراطور الفرنسي نابليون في 1860 الذي لم يشبه أي وسام منح قبلا.
أهدته الملكة فكتوريا بندقية من ماسورتين مرصعة بالذهب وأهداه أبراهام لينكون رئيس الولايات المتحدة زوج مسدس مذهب
الأمير الأسير
ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852 م ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق براتب من الحكومة الفرنسية. توقف في إسطنبول حيث السلطان عبد المجيد، والتقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، ثم استقر به المقام في دمشق منذ عام 1856 م وفيها أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.

وفي عام 1276 هـ/1860م تتحرك شرارة الفتنة بين الدروز والمسيحيين في منطقة الشام، ويكون للأمير دور فعال في حماية أكثر من 15 ألف من المسيحيين، إذ استضافهم في منازله.

وفاته
وافاه الأجل بدمشق في منتصف ليلة 19 رجب 1300 هـ / 23 مايو 1883 عن عمر يناهز 76 عاما، وقد دفن بجوار الشيخ ابن عربي بالصالحية بدمشق لوصية تركها. وبعد استقلال الجزائر نقل جثمانه إلى الجزائر عام 1965 ودفن في مقبرة العالية في مربع الشهداء الذي لا يدفن فيه إلا الشخصيات الوطنية الكبيرة كالرؤساء.

ترميم آثار الأمير بدمشق
أدرج ضمن خطة احتفالية «دمشق عاصمة للثقافة العربية»، ترميم وتأهيل وبالاتفاق بين المفوضية الأوروبية والإدارة المحلية والبيئة السورية ، تأهيل بيت الأمير عبد القادر الجزائري الواقع في ضاحية دمر، غرب دمشق، والقصر هو مصيف كان للأمير في «الربوة»، على ضفاف بردى، يعود بناؤه إلى حوالي 140 سنة، سكنه الأمير عبد القادر مع عائلته عام 1871، ثم سكنه أبناء الأمير وأحفاده، وكان آخرهم الأمير سعيد الجزائري، رئيس مجلس الوزراء في عهد حكومة الملك فيصل، بعد الحرب العالمية الأولى. وصار القصر مهملاً مهجوراً، شبه متهدم، منذ عام 1948. والقصر اليوم مملوك لصالح محافظة دمشق لأغراض ثقافية وسياحية. تبلغ مساحة القصر المؤلف من طابقين 1832 متراً مربعاً. لم يكن المنزل الوحيد للأمير، ولم يكن محل إقامته الدائم. فمن المعروف أن منزله هو الذي منحته إياه السلطات العثمانية في حي العمارة بدمشق القديمة، والمعروف بـ«حارة النقيب» وهو الحي الذي ضم آل الجزائري حتى اليوم.

قيل عنه
كتبت نيويورك تايمز عنه في 1883 "يستحق أن يُصنف من بين أفضل الرجال العظماء القلائل في هذا القرن"
قال رئيس وزراء بريطانيا الأسبق ويليام كلادستون) عنه : حاولت بكل ما أملك أن أقنع الأمير السيد عبدالقادر_الجزائري بمنصب إمبراطور_العرب لكي نوظفه ونستغله ضد العثمانيين، وبالرغم من العداء الشديد الذي كان بينه وبين الأتراك فإنني لم أفلح بالرغم من كل الإغراءات والوعود والمزايا التي وضعتها فوق الطاولة للأمير بما فيها استقلال الجزائر وخروج المحتل الفرنسي من الجزائر، لكنه كان يرفض ذلك جملة وتفصيلا ومن دون نقاش .... حتى دخلني اليأس أن العرب لا يمكن توظيفهم و استغلالهم واستعمالهم، ولكن آخر كلمة أثرت في مسامعي وبقيت تدوي في عقلي وأخبرني أن أنقلها إلى الفرنسيين، أن الجزائر ستتحرر وتنال استقلالها من دون معروف وبركة طرف أجنبي ولن تجد جزائري بعدي ولا قبلي سيقبل أن يكون خادم عندكم أو وكيل لمخططاتكم وسيكون استقلال الجزائر العائق الذي لا تطيقونه لعقود من الزمن ومن أرضنا ستتعثر مشاريعكم. فلست بحاجة لأن أكون ملك أو إمبراطور أو سلطان، فما يهمني بالدرجة الأولى هو أن أواجه المحتل الفرنسي وتغلغلكم في البلاد الإسلامية وفي نفس الوقت الخلافة الفاسدة التي تستعمل الدين لتحقيق أطماعهم الشخصية الفاسدة.


مؤلفات الأمير عبد القادر
لم يكن الأمير عبد القادر قائدا عسكريا وحسب،

له مؤلفات وأقوال كبيرة في الشعر تبرز إبداعه ورقة إحساسه مع زوجه في دمشق ومكانته الأدبية والروحية.
له أيضا كتاب "المواقف"
كتاب السيرة الذاتية لعبد القادر بن محي الدين كتبه في الأسر في 1849
"ذكرى العاقل وتنبيه الغافل" في بروسة (تركيا) أثناء إقامته بها عبارة عن "رسالة إلى الفرنسيين"، وهو كتاب موجه لأعضاء المجمع الآسيوي بطلب من الجمعية، وذلك بعد أن منحه هذا المجمع العلمي الفرنسي قبل ذلك بقليل العضوية فيه. وكان تاريخ تأليف الرسالة في 14 رمضان 1271 / 1855 م، ثم ترجمها الفرنسي "قوستاف دوقا" إلى الفرنسية في عام 1858 م وهو القنصل الفرنسي بدمشق آنذاك. يحتوي الكتاب على ثلاثة أبواب (في فضل العلم والعلماء) وبه تعريف العقل وتكملة وتنبيه وخاتمة، و(في إثبات العلم الشرعي) يتحدث فيه عن إثبات النبوة واحتياج كافة العقلاء إلى علوم الأنبياء. وفصل ثالث (في فضل الكتابة).
المقراض الحاد لقطع لسان منتقض دين الإسلام بالباطل والالحاد وهو كتاب رائع للامير عبد القادر الجزائري يبرز الامير فلسفته في الحياة ونظرته في شتى المجلات والميادين.




نحاول هنا أن نميط اللثام عن شخصية الأمير في مرحلتي جهاده الأصغر والأكبر أي كمجاهد للاستعمار الأوربي الحديث، ومعلم ومربي في مجال التصوف الإسلامي، فنلقي الضوء على تصوفه وأفكاره الصوفية وممارساته الروحية الحية والإيجابية، خاصة في هذه الحقبة الحالكة من حقب التاريخ العربي، فقد كان للأمير شخصية صوفية متحررة من قيود التقليد والتبعية، ومتطلعة إلى صفاء الشريعة الإسلامية وجوهرها النق.
الترتيب:

#3K

2 مشاهدة هذا اليوم

#31K

22 مشاهدة هذا الشهر

#31K

8K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 92.
المتجر أماكن الشراء
بركات محمد مراد ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث