📘 ❞ الفكر الخلدوني من خلال المقدمة ❝ كتاب ــ د. محمد فاروق النبهان اصدار 1998

كتب السير و المذكرات - 📖 ❞ كتاب الفكر الخلدوني من خلال المقدمة ❝ ــ د. محمد فاروق النبهان 📖

█ _ د محمد فاروق النبهان 1998 حصريا كتاب الفكر الخلدوني من خلال المقدمة عن مؤسسة الرسالة 2024 المقدمة: عَبد الرَّحمن بن مُحَمَّد ابن خَلْدُون أبو زَيْد وَلْي الدِّين الْحَضْرَمِيّ الإَشبيلي المعروف بإبن (1332 1406م) ولد تونس وشبَّ وترعرع فيها وتخرّج جامعة الزيتونة وليَ الكتابة والوساطة بين الملوك بلاد المغرب والأندلس ثم انتقل إلى مصر حيث قلده السلطان برقوق قضاء المالكية استقال منصبه وانقطع التدريس والتصنيف فكانت مصنفاته مصادر العالمي ومن أشهرها العبر وديوان المبتدأ والخبر معرفة أيام العرب والعجم والبربر عاصرهم ذوي الأكبر (تاريخ خلدون) ابن خلدون مؤرخ شمال أفريقيا تونسي المولد أندلسي حضرمي الأصل عاش بعد تخرجه مختلف مدن رحل بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان وفاس كما تَوَجَّه أكرمه سلطانها الظاهر ووَلِيَ وظلَّ بها ما يناهز ربع قرن (784 808 هـ) تُوُفِّيَ عام 1406 عمر بلغ ثلاث وسبعين عامًا ودُفِنَ قرب باب النصر بشمال القاهرة تاركاً تراثاً زال تأثيره ممتداً حتى اليوم ويعتبر ابنُ خَلدون مؤسسَ علم الاجتماع الحديث علماء التاريخ والاقتصاد يرى أن الفلسفة العلوم التي استحدثت مع انتشار العمران وأنها كثيرة المدن ويعرفها قائلا: بأن قوما عقلاء النوع الإنساني زعموا الوجود كله الحسي منه وما وراء تدرك أدواته وأحواله بأسبابها وعللها بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وأن تصحيح العقائد الإيمانية قبل النظر لا جهة السمع فإنها بعض مدارك العقل وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف وهو باللسان اليوناني محب الحكمة فبحثوا ذلك وشمروا له وحوموا إصابة الغرض ووضعوا قانونا يهتدي به نظره التمييز الحق والباطل وسموه بالمنطق ويحذر الناظرين هذا العلم دراسته الاطلاع الشرعية التفسير والفقه فيقول: ¸وليكن نظر ينظر الامتلاء الشرعيات والاطلاع ولا يكبن أحد عليها خلو علوم الملة فقل يسلم لذلك معاطبها· لعل وابن رشد اتفقا البحث يستوجب الإلمام بعلوم الشرع يضل ويتوه مجاهل المجرد لأن يرد البسيط المعقد وإلى التجريب التجريد هنا كانت نصيحة هؤلاء العلماء دارسي يعرفوا والنقل يمعنوا العقلي فلسفة خلدون امتاز بسعة اطلاعه كتبه القدامى أحوال البشر وقدرته استعراض الآراء ونقدها ودقة الملاحظة حرية التفكير وإنصاف أصحاب المخالفة لرأيه وقد كان لخبرته الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء جانب أسفاره الكثيرة موطنه الأصيل وبقية بلدان أخرى مثل والحجاز والشام أثر بالغ موضوعية وعلمية كتاباته وملاحظاته بسبب فكر الدبلوماسي الحكيم أرسل أكثر مرة لحل نزاعات دولية فقد عينه الأحمر سفيرا أمير قشتالة لعقد الصلح وبعد بأعوام استعان أهل دمشق لطلب الأمان الحاكم المغولي تيمورلنك والتقوا بالفعل الفكر التربوي عند خلدون له مساهمة فعالة التربية والذي لم يكن معروفا كعلم أكاديمي مستقل عملت دراسات حول فكره ويمكن إجمال أفكاره التربوية التالي: أن ينقسم علمين نقلي وعلم عقلي التدرج التعليم البدء بالمحسوسات والتدرج الملموسات يكون تعليم الصبي بداية سور القرآن الكريم وبعض الأشعار تقوى ملكة الحفظ الغرب خلدون كثير الكتاب الغربيين وصفو تقديم للتاريخ بأنه أول ديني للتأريخ تقدير كبير عندهم ربما تكون ترجمة حياة ترجمات شخصيات الإسلامي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه ليؤرخ لحياته وتجاربه ودعاه التعريف بابن ورحلته شرقا وغربا تحدث الكثير تفاصيل حياته المهنية مجال السياسة والتأليف والرحلات ولكنه يضمنها كثيرا الشخصية والعائلية كان سقوط دولة الموحدين تحكمه أسر: تحت سيطرة المرينيين (1196 1464) غرب الجزائر آل عبد الودود (1236 1556) وشرق وبرقة الحفصيين (1228 1574) التصارع هذه الدول الثلاثة أشده للسيطرة أمكن الكبير ولكن تميزت فترة بإشعاع ثقافي باهر وكان المشرق العربي أحلك الظروف آنذاك يمزقه التتار والتدهور وظائف تولاها كان دبلوماسيا حكيما أيضا وظيفة دبلوماسية النزاعات زعماء الدول: مثلا للتوصل صلح بينهما صديقا مقربا لوزيره لسان الدين الخطيب وزيرا لدى أبي الله الحفصي سلطان بجاية عنان المرينى يسعى الوشاة القاسي وتم اللقاء وصف مذكراته إذ يصف رآه طباع الطاغية ووحشيته التعامل يفتحها ويقدم تقييما متميزا لكل شاهد رسالة خطها لملك الخصال الإسلامية لشخصية : أسلوبه تيمور لنك وذكائه وكرمه وغيرها الصفات أدت نهاية المطاف لنجاته المحنة تجعل عملا غيره نصوص أدب المذكرات العربية والعالمية فنحن نرى الملامح لعالم واجه المحن بصبر وشجاعة وذكاء ولباقة مؤسس ساهم الدعوة للسلطان حمو الزياني تلمسان القبائل يد قسنطينة العباس وأرسل أخاه يحيى ليكون وفاته طابع بريدي سنة 1980 يصور أبن خلدون توفي 1406م ودفن مقابر الصوفية والدار كائنة بنهج تربة الباي عدد 34 بتونس العاصمة بالمدينة العتيقة له قصيدة الحنين لموطنه تونس: أحن ألفي حال دونهم مهامه فيح دونهن سباسب شكل محوراً لدراسات الباحثين موضوعات متععدة تضمنتها (المقدمة) وعاء تميز بالابداع والابتكار جوانب قد اهتم الاجتماعيون ب (العمران البشري والاجتماع الانساني) واهتم الفلاسفة بموضوع (فلسفة التاريخ) وغير وأولئك عالجوا وآراء أدلى مقدمته إلا المؤرخين يولوا التاريخي لابن عناية كافية تبرز موقعه الأساس عامة وتوضح حقيقة ارتباط العالم المقام الأول بعلم وانتسابه إى زمرة فهو انتج فكرة الثاقب وسعة موضوع فلسفة وتمخض الدقة أرداها لكتابة ( العمران) فالعمران يعدو يكون معياراً للحكم صحة الأخبار التاريخية صاحب للمؤرخ ليعتمده كتابه يجدر بالمؤرخين اهتماماً يقل اهتمام غيرهم عالجت يعتري عمية كتابة أخطاء وأكاذيب معالجة تمكن استنباط منهج متميز وحاول يقوم بمهمة الاستنباط مما يمهد طريق صياغة (عربي) يبتعد محاكاة المناهج الغربية تامة وبدأ باستعراض التقسيمات الخلدونية للمؤرخين ناحية دقتهم وأمانتهم ومناهجهم والأساليب دعت للانصراف نحو وتحري أسباب تزويره وعرض استخلصه للبحث وقابله بالمنهج وخطواته تبدأ بصفات المؤرخ وتمر بالمراحل يجب يتبعها وأبرزها عملية النقد وإثبات الحقائق وتنظيم والتعليل والإيضاح المقدمة هو ألفه 1377م كمقدمة لمؤلفه الضخم الموسوم (الاسم الكامل للكتاب الأكبر) اعتبرت لاحقًا مؤلفًا منفصلًا ذا طابع موسوعي يتناول فيه جميع ميادين المعرفة الشريعة والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والعمران والسياسة والطب وقد تناول واختلافات طبائعهم والبيئة وأثرها الإنسان بالدراسة تطور الأمم والشعوب ونشوء الدولة وأسباب انهيارها مُرَكِّزًا تفسير مفهوم العصبية بهذا سبق المفكرين العديد والأفكار اعتبر مُؤَسِّسًا لعلم سابِقًا بذلك الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت ويمكن تلخيص مجموعة نظريات وأسس وضعها لتجعل المؤسس الحقيقي عكس يدعيه الغرب قراءة يمكن وضع ثلاثة مفاهيم أساسية تؤكد وهي بَيَّن المجتمعات البشرية تسير وتمضي وفق قوانين محددة وهذه القوانين تسمح بقدر التنبؤ بالمستقبل إذا دُرست وفُقهت جيدًا (علم أسماه) يتأثر بالحوادث الفردية وإنما بالمجتمعات ككل وأَخيرًا أَكَّدَ تطبيقها مجتمعات تعيش أزمنة مختلفة بشرط البُنى واحدة جميعها فَمَثَلًا المجتمع الزراعي نفس 100 أو العصر نفسه وبهذا الأسس الحقيقية مؤسّس وأوَّل أسسه الحديثة توصل نَظَريَّات باهرة ونظرية وبناء وأطوار عمارها وسقوطها سبقت آراؤه ونظرياته تَوَصَّلَ إليه بعِدَّةِ قرون مشاهير كالعالم كتب السير مجاناً PDF اونلاين هى تلك كتبها أصحابها أشخاص آخرون تجارب رسمت وأسست قواعد هامة حياتنا تستوجب القراءة والتفكّر

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الفكر الخلدوني من خلال المقدمة
كتاب

الفكر الخلدوني من خلال المقدمة

ــ د. محمد فاروق النبهان

صدر 1998م عن مؤسسة الرسالة
الفكر الخلدوني من خلال المقدمة
كتاب

الفكر الخلدوني من خلال المقدمة

ــ د. محمد فاروق النبهان

صدر 1998م عن مؤسسة الرسالة
عن كتاب الفكر الخلدوني من خلال المقدمة:
عَبد الرَّحمن بن مُحَمَّد ابن خَلْدُون أبو زَيْد وَلْي الدِّين الْحَضْرَمِيّ الإَشبيلي المعروف بإبن خَلْدُون.(1332 - 1406م)، ولد في تونس وشبَّ وترعرع فيها وتخرّج من جامعة الزيتونة، وليَ الكتابة والوساطة بين الملوك في بلاد المغرب والأندلس ثم انتقل إلى مصر حيث قلده السلطان برقوق قضاء المالكية. ثم استقال من منصبه وانقطع إلى التدريس والتصنيف فكانت مصنفاته من مصادر الفكر العالمي، ومن أشهرها كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في معرفة أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر (تاريخ ابن خلدون).

ابن خلدون مؤرخ من شمال أفريقيا، تونسي المولد أندلسي حضرمي الأصل. عاش بعد تخرجه من جامعة الزيتونة في مختلف مدن شمال أفريقيا، حيث رحل إلى بسكرة وغرناطة وبجاية وتلمسان وفاس، كما تَوَجَّه إلى مصر، حيث أكرمه سلطانها الظاهر برقوق، ووَلِيَ فيها قضاء المالكية، وظلَّ بها ما يناهز ربع قرن (784-808 هـ)، حيث تُوُفِّيَ عام 1406 عن عمر بلغ ثلاث وسبعين عامًا ودُفِنَ قرب باب النصر بشمال القاهرة تاركاً تراثاً ما زال تأثيره ممتداً حتى اليوم ويعتبر ابنُ خَلدون مؤسسَ علم الاجتماع الحديث ومن علماء التاريخ والاقتصاد

يرى ابن خلدون في المقدمة أن الفلسفة من العلوم التي استحدثت مع انتشار العمران، وأنها كثيرة في المدن ويعرفها قائلا: بأن قوما من عقلاء النوع الإنساني زعموا أن الوجود كله، الحسي منه وما وراء الحسي، تدرك أدواته وأحواله، بأسبابها وعللها، بالأنظار الفكرية والأقيسة العقلية وأن تصحيح العقائد الإيمانية من قبل النظر لا من جهة السمع فإنها بعض من مدارك العقل، وهؤلاء يسمون فلاسفة جمع فيلسوف، وهو باللسان اليوناني محب الحكمة. فبحثوا عن ذلك وشمروا له وحوموا على إصابة الغرض منه ووضعوا قانونا يهتدي به العقل في نظره إلى التمييز بين الحق والباطل وسموه بالمنطق. ويحذر ابن خلدون الناظرين في هذا العلم من دراسته قبل الاطلاع على العلوم الشرعية من التفسير والفقه، فيقول: ¸وليكن نظر من ينظر فيها بعد الامتلاء من الشرعيات والاطلاع على التفسير والفقه ولا يكبن أحد عليها وهو خلو من علوم الملة فقل أن يسلم لذلك من معاطبها·.

لعل ابن خلدون وابن رشد اتفقا على أن البحث في هذا العلم يستوجب الإلمام بعلوم الشرع حتى لا يضل العقل ويتوه في مجاهل الفكر المجرد لأن الشرع يرد العقل إلى البسيط لا إلى المعقد وإلى التجريب لا إلى التجريد. ومن هنا كانت نصيحة هؤلاء العلماء إلى دارسي الفلسفة أن يعرفوا الشرع والنقل قبل أن يمعنوا في التجريد العقلي.

فلسفة ابن خلدون
امتاز ابن خلدون بسعة اطلاعه على ما كتبه القدامى على أحوال البشر وقدرته على استعراض الآراء ونقدها، ودقة الملاحظة مع حرية في التفكير وإنصاف أصحاب الآراء المخالفة لرأيه. وقد كان لخبرته في الحياة السياسية والإدارية وفي القضاء، إلى جانب أسفاره الكثيرة من موطنه الأصيل تونس وبقية بلاد شمال أفريقيا إلى بلدان أخرى مثل مصر والحجاز والشام، أثر بالغ في موضوعية وعلمية كتاباته عن التاريخ وملاحظاته.

بسبب فكر ابن خلدون الدبلوماسي الحكيم، أرسل أكثر من مرة لحل نزاعات دولية، فقد عينه السلطان محمد بن الأحمر سفيرا إلى أمير قشتالة لعقد الصلح. وبعد ذلك بأعوام، استعان أهل دمشق به لطلب الأمان من الحاكم المغولي تيمورلنك، والتقوا بالفعل.

الفكر التربوي عند ابن خلدون
له مساهمة فعالة في علم التربية والذي لم يكن معروفا كعلم أكاديمي مستقل مثل اليوم، وقد عملت دراسات كثيرة حول فكره التربوي، ويمكن إجمال أفكاره التربوية في التالي:

أن العلم ينقسم إلى علمين علم نقلي وعلم عقلي.
التدرج في التعليم.
البدء بالمحسوسات والتدرج حتى الملموسات.
يكون تعليم الصبي بداية بعض سور القرآن الكريم وبعض الأشعار حتى تقوى ملكة الحفظ.
الغرب وابن خلدون
كثير من الكتاب الغربيين وصفو تقديم ابن خلدون للتاريخ بأنه أول تقديم لا ديني للتأريخ، وهو له تقدير كبير عندهم. ربما تكون ترجمة حياة ابن خلدون من أكثر ترجمات شخصيات التاريخ الإسلامي توثيقا بسبب المؤلف الذي وضعه ابن خلدون ليؤرخ لحياته وتجاربه ودعاه التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا، تحدث ابن خلدون في هذا الكتاب عن الكثير من تفاصيل حياته المهنية في مجال السياسة والتأليف والرحلات، ولكنه لم يضمنها كثيرا تفاصيل حياته الشخصية والعائلية.

كان شمال أفريقيا أيام ابن خلدون بعد سقوط دولة الموحدين تحكمه ثلاث أسر: المغرب كان تحت سيطرة المرينيين (1196 - 1464)، غرب الجزائر كان تحت سيطرة آل عبد الودود (1236 - 1556)، تونس وشرق الجزائر وبرقة تحت سيطرة الحفصيين (1228 - 1574). التصارع بين هذه الدول الثلاثة كان على أشده للسيطرة ما أمكن من المغرب الكبير ولكن تميزت فترة الحفصيين بإشعاع ثقافي باهر. وكان المشرق العربي في أحلك الظروف آنذاك يمزقه التتار والتدهور.

وظائف تولاها
كان ابن خلدون دبلوماسيا حكيما أيضا. وقد أرسل في أكثر من وظيفة دبلوماسية لحل النزاعات بين زعماء الدول: مثلا، عينه السلطان محمد بن الأحمر سفيرا له إلى أمير قشتالة للتوصل لعقد صلح بينهما وكان صديقا مقربا لوزيره لسان الدين ابن الخطيب. كان وزيرا لدى أبي عبد الله الحفصي سلطان بجاية، وكان مقربا من السلطان أبي عنان المرينى قبل أن يسعى بينهما الوشاة. وبعد ذلك بأعوام استعان به أهل دمشق لطلب الأمان من الحاكم المغولي القاسي تيمورلنك، وتم اللقاء بينهما. وصف ابن خلدون اللقاء في مذكراته. إذ يصف ما رآه من طباع الطاغية، ووحشيته في التعامل مع المدن التي يفتحها، ويقدم تقييما متميزا لكل ما شاهد في رسالة خطها لملك المغرب.

الخصال الإسلامية لشخصية ابن خلدون : أسلوبه الحكيم في التعامل مع تيمور لنك مثلا، وذكائه وكرمه، وغيرها من الصفات التي أدت في نهاية المطاف لنجاته من هذه المحنة، تجعل من التعريف عملا متميزا عن غيره من نصوص أدب المذكرات العربية والعالمية. فنحن نرى هنا الملامح الإسلامية لعالم كبير واجه المحن بصبر وشجاعة وذكاء ولباقة. ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع.

ساهم في الدعوة للسلطان أبي حمو الزياني سلطان تلمسان بين القبائل بعد سقوط بجاية في يد سلطان قسنطينة أبي العباس الحفصي وأرسل أخاه يحيى بن خلدون ليكون وزيرا لدى أبي حمو.

وفاته

طابع بريدي تونسي من سنة 1980 يصور أبن خلدون
توفي في مصر عام 1406م، ودفن في مقابر الصوفية عند باب النصر شمال القاهرة ، والدار التي ولد بها كائنة بنهج تربة الباي عدد 34 بتونس العاصمة بالمدينة العتيقة.

له قصيدة في الحنين لموطنه تونس:

أحن إلى ألفي وقد حال دونهم مهامه فيح دونهن سباسب



شكل فكر ابن خلدون محوراً لدراسات الباحثين في موضوعات متععدة تضمنتها (المقدمة) وعاء هذا الفكر الذي تميز بالابداع والابتكار في جوانب كثيرة منه.

قد اهتم الاجتماعيون ب (العمران البشري والاجتماع الانساني)، واهتم الفلاسفة بموضوع (فلسفة التاريخ) .

وغير هؤلاء وأولئك عالجوا موضوعات وآراء أخرى أدلى بها ابن خلدون في مقدمته .

إلا أن المؤرخين لم يولوا الفكر التاريخي لابن خلدون عناية كافية تبرز موقعه الأساس من الفكر الخلدوني عامة ، وتوضح حقيقة ارتباط هذا العالم في المقام الأول بعلم التاريخ وانتسابه إى زمرة المؤرخين. فهو مؤرخ انتج فكرة الثاقب وسعة اطلاعه على التاريخ موضوع فلسفة التاريخ .

وتمخض عن الدقة التي أرداها لكتابة التاريخ موضوع ( العمران).

فالعمران لا يعدو أن يكون معياراً للحكم على صحة الأخبار التاريخية وضعه صاحب المقدمة للمؤرخ ليعتمده في كتابه التاريخ . ومن ثم يجدر بالمؤرخين أن يولوا المقدمة اهتماماً لا يقل عن اهتمام غيرهم بها، فقد عالجت المقدمة ما يعتري عمية كتابة التاريخ من أخطاء وأكاذيب معالجة تمكن من استنباط منهج متميز في البحث التاريخي.

وحاول هذا البحث أن يقوم بمهمة الاستنباط هذه مما يمهد طريق صياغة منهج (عربي) في البحث التاريخي، يبتعد عن محاكاة المناهج الغربية محاكاة تامة .

وبدأ البحث باستعراض التقسيمات الخلدونية للمؤرخين من ناحية دقتهم وأمانتهم ومناهجهم، والأساليب التي دعت ابن خلدون للانصراف نحو التاريخ وتحري أسباب تزويره .

وعرض البحث بعد ذلك ما استخلصه من المقدمة من منهج للبحث التاريخي وقابله بالمنهج الحديث وخطواته التي تبدأ بصفات المؤرخ ، وتمر بالمراحل التي يجب أن يتبعها ، وأبرزها : عملية النقد، وإثبات الحقائق التاريخية، وتنظيم هذه الحقائق ، والتعليل والإيضاح.

المقدمة هو كتاب ألفه ابن خلدون سنة 1377م كمقدمة لمؤلفه الضخم الموسوم كتاب العبر (الاسم الكامل للكتاب هو كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر). وقد اعتبرت المقدمة لاحقًا مؤلفًا منفصلًا ذا طابع موسوعي إذ يتناول فيه جميع ميادين المعرفة من الشريعة والتاريخ والجغرافيا والاقتصاد والعمران والاجتماع والسياسة والطب.

وقد تناول فيه أحوال البشر واختلافات طبائعهم والبيئة وأثرها في الإنسان. كما تناول بالدراسة تطور الأمم والشعوب ونشوء الدولة وأسباب انهيارها مُرَكِّزًا في تفسير ذلك على مفهوم العصبية. بهذا الكتاب سبق ابن خلدون غيره من المفكرين إلى العديد من الآراء والأفكار حتى اعتبر مُؤَسِّسًا لعلم الاجتماع، سابِقًا بذلك الفيلسوف الفرنسي أوغست كونت.

ويمكن تلخيص المقدمة في مجموعة نظريات وأسس وضعها ابن خلدون لتجعل منه المؤسس الحقيقي لعلم الاجتماع على عكس ما يدعيه علماء الغرب أن المؤسس الحقيقي هو الفرنسي أوغست كونت ومن خلال قراءة المقدمة يمكن وضع ثلاثة مفاهيم أساسية تؤكد ذلك وهي أن ابن خلدون في مقدمته بَيَّن أن المجتمعات البشرية تسير وتمضي وفق قوانين محددة وهذه القوانين تسمح بقدر من التنبؤ بالمستقبل إذا ما دُرست وفُقهت جيدًا، وأن هذا العلم (علم العمران كما أسماه) لا يتأثر بالحوادث الفردية وإنما يتأثر بالمجتمعات ككل، وأَخيرًا أَكَّدَ ابن خلدون أن هذه القوانين يمكن تطبيقها على مجتمعات تعيش في أزمنة مختلفة بشرط أن تكون البُنى واحدة في جميعها، فَمَثَلًا المجتمع الزراعي هو نفس المجتمع الزراعي بعد 100 سنة أو في العصر نفسه.

وبهذا يكون ابن خلدون هو من وضع الأسس الحقيقية لعلم الاجتماع. اعتبر ابن خلدون مؤسّس علم الاجتماع وأوَّل من وضعه على أسسه الحديثة، وقد توصل إلى نَظَريَّات باهرة في هذا العلم حول قوانين العمران ونظرية العصبية، وبناء الدولة وأطوار عمارها وسقوطها. وقد سبقت آراؤه ونظرياته ما تَوَصَّلَ إليه لاحقًا بعِدَّةِ قرون عدد من مشاهير العلماء كالعالم الفرنسي أوغست كونت.
الترتيب:

#556

5 مشاهدة هذا اليوم

#47K

16 مشاهدة هذا الشهر

#54K

5K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 432.
المتجر أماكن الشراء
د. محمد فاروق النبهان ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
مؤسسة الرسالة 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث