📘 ❞ قضية التنوير ❝ كتاب ــ محمد قطب

قضايا معاصرة - 📖 ❞ كتاب قضية التنوير ❝ ــ محمد قطب 📖

█ _ محمد قطب 0 حصريا كتاب قضية التنوير 2024 التنوير: فى القرنين الأخيرين كانت حال الأمة الإسلامية قد وصلت إلى حد من السوء لم تبلغه قبل قط فقد مرت بالأمة فترات الضعف والاضمحلال – تعود بعدها القوة والتمكين ولكنها تكن تضمحل مجموعها بل كان يحتل جانبا الساحة بينما يكون جانب آخر ما زال ممكنا الأرض فحينما اجتاحت جحافل التتار الدولة العباسية المشرق المغرب والأندلس تزال قائمة وحين سقطت الأندلس العثمانية استولت القسطنطينية وبدأت تتوغل شرق أوربا0 أما استولى العالم الإسلامى كله وتمكن الصليبيون جولتهم الثانية الاستيلاء معظم أجزاء ثم استطاعوا بمعاونة الصهيونية العالمية إزالة الوجود0 وما يساورنا الشك أن فترة الاضمحلال الحالية ستنتهى كما انتهت سابقاتها وستعود التمكين مرة أخرى وعد الله ورسوله –ووعده الحق ولو احتاج الأمر وقت أطول وجهد أكبر مما إليه أى سابقة بالنظر وحال الأعداء00 ولكنا هنا نرصد حركة التاريخ الماضيين لنتتبع خطوطا معينة ذلك التاريخ0 لقد أدى الحال السيئ الذى واجتياح الأعداء لها كل قيام حركتين تصحيحيتين تحاولان إصلاح الأحوال وإعادة الحياة ((الغثاء)) صارت أخبر الصادق المصدوق أربعة عشر قرنا حين قال : ((يوشك تداعى عليكم الأمم الأكلة قصعتها قالوا أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن المهابة صدور أعدائكم وليقذفن قلوبكم الوهن قالوا: وما حب الدنيا وكراهية الموت))( )0 حركة التصحيح الأولى هى ((التنوير)) الإصلاح النسق الغربى المستفاد أوربا والحركة الأخرى الحركة العودة الإسلام0 بدأت مصر وتركيا منذ قرنين الزمان وجه التقريب سرت بقية عن قرن كامل وقامت أكثر بلد بلاد الجزيرة العربية ومصر والشمال الأفريقى والهند ولا يقل تاريخها بقعة نصف التقريب0 وفى ناقشنا لنرى عليها وكان منهج النقاش أننا عرضنا الأمراض التى تعانى منها ظهور والأسلوب حاولت به تواجه تلك وتعالجها والجوانب نجحت فيها أخفقت ومدى مسئوليتها الفشل فيما فشلت علاجه ولم نكن نقاشنا مجاملين للحركة لأنه لا مجال للمجاملة أمر جاد يتوقف عليه مستقبل فلئن قائل إن كثيرة وإن لاقت مقاومة هذا الجانب أو ذاك فكل إصلاحية واجهت هذه المشكلات ذاتها: وتوغلها جسم وقلة المصلحين والمقاومة تلقاها ولكن قدر إيمان بما تقوم وعلى صحة الأدوات تستخدمها عزيمتها ومثابرتها مدى نجاحها فشلها وقد قلنا مناقشتنا إنها تعجلت مسيرتها وأغفلت جوانب ينبغى توجه إليها عنايتها التعجل أثر ذاتها وإنها تراجع لتصحح مسارها وتستدرك وقعت فيه أخطاء وتعوض وقع تقصير( )0 وقد آن لنا الآن نناقش ذات المنهج فنذكر سمت نفسها أحيانا النهضة وأحيانا (وهو أحب أسمائها الوقت الحاضر) ا لفشل الأمراض0 وكما نجامل فكذلك أولاً: ليكون عادلا ومتوازنا وثانياً: لأن مجاملة أساس كثرة سلاح يمكن لأى تبرر أخطاءها وتقصيرها أسهل التبرير! ولكن هناك نقطة واقعية لابد نضعها اعتبارنا ونحن كلتا الحركتين مبدأ أمرها فإن فرقا مهم القضية هو تشجيعا كبيرا السلطات سواء المحلية وجدت –وما تجد عنيدة وهذا يوضع الحسبان عند استخلاص النتائج النهائية لكلتا الحركتين0 وليس الهدف مجرد المقارنة بين منهجين مختلفين إنما لتحدد لنفسها اتجاهها أمة حية الحين والحين لتعرف تقدمت الأمام أم انتكست الخلف أنها واقفة مكانها تتحرك0 وحين الحية بهذه المراجعة فإنها تنظر حاضرها لتقوم مساره أنه يحقق آمالها تخطط لمستقبلها ضوء مراجعتها لحاضرها فتحاول تتدارك النقص الأعوجاج0 وأحد أمراض وقتها الحاضر مسيرتها! خطواتها الماضى لمستقبلها! تذهب حسبما يجرفها التيار! ونعتقد اعتقادا جازما تفلح النحو00 وأنه يقوم نفر أبناء تؤهله قدرته واجتهاده بعملية والتقويم ليرفعوا أمام أمتهم المرآة ترى حقيقتها لتقرر بصيرة أين تضع أقدامها وكيف تكون خطوتها القادمة00 فرض كفاية يقم القادرون أثمت كلها تصديقا لقوله تعالى: ((واتقوا فتنة تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة))( )0 ولنعلم كذلك محاسبون يوم القيامة عملنا وأن موقفنا واقعنا المعاصر: ارتضيناه كرهناه؟ وهل حاولنا تغييره استسلمنا له؟ شاركنا أمراضه علاجها؟ المسئولية تشمل الناس جميعاً بحسب موقعه منحه قدرات يقبل أحد يقول إننى أكن المسئولين ! والله سبحانه وتعالى ((بل الإنسان نفسه بصيرة* ألقى معاذيره))( ) ويقول الرسول  (( تكونوا إمعة تقولون أحسن أحسنا أساءوا أسأنا!))( )0 ولنتدبر عبرة 00 فالأمور تجرى بلا ضابط00 تحكم سنن ربانية يشذ عنها شىء يخرج مقتضياتها وهى حاسمة صارمة تجامل تحابى تتخلف والفلاح والآخرة مرهون باتباعها والعمل بمقتضياتها0 اللهم أرنا حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا اجتنابه ووفقنا بفضلك ورحمتك تحبه وترضاه قضايا معاصرة مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
قضية التنوير
كتاب

قضية التنوير

ــ محمد قطب

قضية التنوير
كتاب

قضية التنوير

ــ محمد قطب

عن كتاب قضية التنوير:
فى القرنين الأخيرين كانت حال الأمة الإسلامية قد وصلت إلى حد من السوء لم تبلغه من قبل قط. فقد مرت بالأمة من قبل فترات من الضعف والاضمحلال – كانت تعود بعدها إلى القوة والتمكين – ولكنها لم تكن تضمحل فى مجموعها، بل كان الضعف يحتل جانبا من الساحة بينما يكون جانب آخر ما زال ممكنا فى الأرض، فحينما اجتاحت جحافل التتار الدولة العباسية فى المشرق، كانت الدولة الإسلامية فى المغرب والأندلس ما تزال قائمة، وحين سقطت الأندلس كانت الدولة العثمانية قد استولت على القسطنطينية وبدأت تتوغل فى شرق أوربا0
أما فى القرنين الأخيرين فقد استولى الضعف والاضمحلال على العالم الإسلامى كله، وتمكن الصليبيون فى جولتهم الثانية من الاستيلاء على معظم أجزاء العالم الإسلامى، ثم استطاعوا – بمعاونة الصهيونية العالمية – إزالة الدولة الإسلامية من الوجود0
وما يساورنا الشك فى أن فترة الاضمحلال الحالية ستنتهى كما انتهت سابقاتها، وستعود الأمة الإسلامية إلى التمكين مرة أخرى كما وعد الله ورسوله –ووعده الحق- ولو احتاج الأمر إلى وقت أطول وجهد أكبر مما احتاج إليه الأمر فى أى مرة سابقة، بالنظر إلى حال الأمة وحال الأعداء00
ولكنا هنا نرصد حركة التاريخ فى القرنين الماضيين، لنتتبع خطوطا معينة فى ذلك التاريخ0
لقد أدى الحال السيئ الذى وصلت إليه الأمة، واجتياح الأعداء لها من كل جانب، إلى قيام حركتين تصحيحيتين، تحاولان إصلاح الأحوال، وإعادة الحياة إلى ((الغثاء)) الذى صارت إليه الأمة كما أخبر الصادق المصدوق قبل أربعة عشر قرنا حين قال : ((يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها. قالوا : أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال : بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل. ولينزعن الله المهابة من صدور أعدائكم، وليقذفن فى قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال : حب الدنيا وكراهية الموت))( )0
حركة التصحيح الأولى هى حركة ((التنوير)) أى حركة الإصلاح على النسق الغربى، المستفاد من أوربا، والحركة الأخرى هى الحركة الإسلامية، أى حركة العودة إلى الإسلام0
بدأت الأولى فى مصر وتركيا منذ قرنين من الزمان على وجه التقريب، ثم سرت فى بقية العالم الإسلامى عن قرن كامل. وقامت الأخرى فى أكثر من بلد من بلاد العالم الإسلامى، فى الجزيرة العربية، ومصر، والشمال الأفريقى، والهند، ولا يقل تاريخها فى أى بقعة من العالم الإسلامى عن نصف قرن على وجه التقريب0
وفى أكثر من كتاب ناقشنا الحركة الإسلامية لنرى ما لها وما عليها، وكان منهج النقاش أننا عرضنا الأمراض التى كانت تعانى منها الأمة وقت ظهور الحركة الإسلامية، والأسلوب الذى حاولت به الحركة أن تواجه تلك الأمراض وتعالجها، والجوانب التى نجحت فيها، والجوانب التى أخفقت فيها، ومدى مسئوليتها عن الفشل فيما فشلت فى علاجه من الأمراض. ولم نكن فى نقاشنا مجاملين للحركة الإسلامية، لأنه لا مجال للمجاملة فى أمر جاد يتوقف عليه مستقبل الأمة. فلئن قال قائل إن الأمراض كانت كثيرة، وإن الحركة لاقت مقاومة من هذا الجانب أو ذاك، فكل حركة إصلاحية فى التاريخ قد واجهت هذه المشكلات ذاتها: كثيرة الأمراض، وتوغلها فى جسم الأمة، وقلة المصلحين، والمقاومة التى تلقاها الحركة من هذا الجانب أو ذاك. ولكن على قدر إيمان كل حركة بما تقوم به، وعلى قدر صحة الأدوات التى تستخدمها، وعلى قدر عزيمتها ومثابرتها، يكون مدى نجاحها أو فشلها فى الإصلاح. وقد قلنا فى مناقشتنا للحركة الإسلامية إنها قد تعجلت فى مسيرتها، وأغفلت جوانب كان ينبغى أن توجه إليها عنايتها، وإن هذا التعجل قد أثر على الحركة ذاتها، وإنها ينبغى أن تراجع مسيرتها لتصحح مسارها، وتستدرك ما وقعت فيه من أخطاء، وتعوض ما وقع منها من تقصير( )0
وقد آن لنا الآن أن نناقش الحركة الأخرى لنرى ما لها وما عليها، على ذات المنهج الذى ناقشنا به الحركة الإسلامية، فنذكر الأمراض التى كانت تعانى منها الأمة الإسلامية وقت ظهور الحركة التى سمت نفسها أحيانا حركة النهضة، وأحيانا حركة الإصلاح، وأحيانا حركة التنوير (وهو أحب أسمائها إليها فى الوقت الحاضر)، والأسلوب الذى حاولت به الحركة أن تواجه تلك الأمراض وتعالجها، والجوانب التى نجحت فيها، والجوانب التى أخفقت فيها، ومدى مسئوليتها عن ا لفشل فيما فشلت فى علاجه من الأمراض0
وكما أننا لم نجامل الحركة الإسلامية، لأنه لا مجال للمجاملة فى أمر يتوقف عليه مستقبل الأمة، فكذلك لا ينبغى أن نجامل الحركة الأخرى، أولاً: ليكون النقاش عادلا ومتوازنا، وثانياً: لأن أى مجاملة على أساس كثرة الأمراض، وتوغلها فى جسم الأمة، وقلة المصلحين، والمقاومة التى تلقاها الحركة، هى سلاح يمكن لأى حركة إصلاحية أن تبرر به أخطاءها وتقصيرها، وما أسهل التبرير!
ولكن هناك نقطة واقعية لابد أن نضعها فى اعتبارنا ونحن نناقش كلتا الحركتين، فلئن كانت كلتا الحركتين قد لاقت مقاومة فى مبدأ أمرها من هذا الجانب أو ذاك، فإن هناك فرقا فى جانب مهم من القضية، هو أن حركة التنوير قد لاقت تشجيعا كبيرا من السلطات سواء المحلية أو العالمية، بينما الحركة الإسلامية قد وجدت –وما تزال تجد- مقاومة عنيدة من كل السلطات، سواء المحلية أو العالمية، وهذا أمر لابد أن يوضع فى الحسبان عند استخلاص النتائج النهائية لكلتا الحركتين0
وليس الهدف على أى حال هو مجرد المقارنة بين منهجين مختلفين فى الإصلاح. إنما الهدف أن تراجع الأمة مسيرتها لتحدد لنفسها اتجاهها. فكل أمة حية لابد أن تراجع مسيرتها بين الحين والحين، لتعرف هل تقدمت إلى الأمام، أم انتكست إلى الخلف، أم أنها واقفة مكانها لا تتحرك0
وحين تقوم الأمم الحية بهذه المراجعة فإنها تنظر فى حاضرها لتقوم مساره إن وجدت أنه لم يحقق آمالها، ثم تخطط لمستقبلها على ضوء مراجعتها لحاضرها، فتحاول أن تتدارك النقص، أو تقوم الأعوجاج0
وأحد أمراض الأمة الإسلامية فى وقتها الحاضر أنها لا تراجع مسيرتها! ولا تنظر فى حاضرها على ضوء خطواتها فى الماضى، ولا تخطط لمستقبلها! إنما تذهب حسبما يجرفها التيار!
ونعتقد اعتقادا جازما أنه لا تفلح أمة على هذا النحو00 وأنه لابد أن يقوم نفر من أبناء هذه الأمة – كل حسبما تؤهله قدرته واجتهاده – بعملية المراجعة والتقويم، ليرفعوا أمام أمتهم المرآة التى ترى فيها نفسها على حقيقتها، لتقرر على بصيرة أين تضع أقدامها وكيف تكون خطوتها القادمة00 وهذا فرض كفاية إن لم يقم به القادرون عليه أثمت الأمة كلها، تصديقا لقوله تعالى: ((واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة))( )0
ولنعلم كذلك أننا محاسبون أمام الله يوم القيامة عن عملنا كله فى الحياة الدنيا، وأن من بين ما نحن محاسبون عليه موقفنا من واقعنا المعاصر: هل ارتضيناه أم كرهناه؟ وهل حاولنا تغييره أم استسلمنا له؟ وهل شاركنا فى أمراضه أم حاولنا علاجها؟ وأن المسئولية تشمل الناس جميعاً، كل بحسب موقعه وما منحه الله من قدرات، ولا يقبل من أحد أن يقول يوم القيامة إننى لم أكن من المسئولين ! والله سبحانه وتعالى يقول : ((بل الإنسان على نفسه بصيرة* ولو ألقى معاذيره))( ) ويقول الرسول  : (( لا تكونوا إمعة، تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن أساءوا أسأنا!))( )0
ولنتدبر عبرة التاريخ 00 فالأمور لا تجرى فى الحياة الدنيا بلا ضابط00 إنما تحكم الحياة سنن ربانية، لا يشذ عنها شىء، ولا يخرج عن مقتضياتها شىء . وهى سنن حاسمة صارمة، لا تجامل ولا تحابى ولا تتخلف، والفلاح فى الدنيا والآخرة مرهون باتباعها، والعمل بمقتضياتها0
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، ووفقنا بفضلك ورحمتك إلى ما تحبه وترضاه
الترتيب:

#2K

0 مشاهدة هذا اليوم

#110K

5 مشاهدة هذا الشهر

#49K

6K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 18.
المتجر أماكن الشراء
محمد قطب ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث