📘 ❞ نيتشه ❝ كتاب ــ جيل دولوز

كتب السير و المذكرات - 📖 ❞ كتاب نيتشه ❝ ــ جيل دولوز 📖

█ _ جيل دولوز 0 حصريا كتاب نيتشه عن المؤسسة الجامعية للدراسات النشر التوزيع 2024 نيتشه: فريدريش فيلهيلم (بالألمانية: Friedrich Nietzsche) ‏ (15 أكتوبر 1844 25 أغسطس 1900) فيلسوف ألماني ناقد ثقافي شاعر وملحن ولغوي وباحث اللاتينية واليونانية كان لعمله تأثير عميق الفلسفة الغربية وتاريخ الفكر الحديث بدأ حياته المهنية دراسة فقه اللغة الكلاسيكي قبل أن يتحول إلى بعمر الرابعة والعشرين أصبح أستاذ كرسي جامعة بازل 1869 حتى استقال عام 1879 بسبب المشاكل الصحية التي ابتلي بها معظم وأكمل العقد التالي من عمره تأليف أهم كتبه 1889 وفي سن والأربعين عانى انهيار وفقدان لكامل قواه العقلية عاش سنواته الأخيرة رعاية والدته وشقيقته توفي 1900 كان أبرز الممهّدين لعلم النفس وكان عالم لغويات متميز كتب نصوصاً وكتباً نقدية حول الدين والأخلاق والنفعية والفلسفة المعاصرة المادية والمثالية الألمانية وكتب الرومانسية والحداثة أيضاً بلغة ألمانية بارعة يُعدّ بين الفلاسفة الأكثر شيوعاً وتداولاً القراء كثيراً ما تُفهم أعماله أنها حامل أساسي لأفكار والعدمية ومعاداة السامية وحتى النازية لكن بعض الدارسين يرفضون هذه المقولات بشدة ويقولون بأنه ضد الاتجاهات كلها إلهاما للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة مجالي والأدب أغلب الأحيان روّج اعتقد كثيرون مع التيار اللاعقلاني استخدمت آرائه فيما أيديولوجيي الفاشية والنازية رفض المثالية الأفلاطونية والمسيحية والأديان والميتافيزيقيا بشكل ودعا تبني قيم أخلاقية جديدة وانتقد الكانتية والهيغلية سعى تبيان أخطار القيم السائدة عبر الكشف آليات عملها التاريخ كالأخلاق والضمير يعد أول درس الأخلاق تاريخية مفصلة قدم تصوراً مهماً تشكل الوعي فضلاً إشكالية الموت رافضاً للتمييز العنصري ولا سيما المسيحية لكنه المساواة بشكلها الاشتراكي أو الليبرالي بصورة عامة فلسفته أخلاق السادة وأخلاق العبيد يحتل بحث التاريخي تطور النظم والأحكام الأخلاقية الحديثة مكانة مركزية فلسفته خاصة كتابيه وراء الخير والشر وجينالوجيا رأى أنه قد حدث تحول البشري التفكير "الجيد والسيء" "الخير والشر" وكانت نتيجة هذا البحث "رأى هناك أنواعا عدة نشأت كون مصادر عديدة وأن المعايير والقيم يخلقها أناس مختلفون" تم تحديد الشكل الأولي للأخلاق المحاربين الأرستقراط وغيرهم الطوائف الحاكمة الحضارات القديمة عكست تلك الأرستقراطية (الجود والسوء) علاقات الطبقات العليا الدنيا كالعبيد يقدم النمط الأخلاقي الذي يسميه "أخلاق السادة" باعتباره النظام الأصلي وهذا يحيل هوميروس اليوناني تكون "جيدا" يعني سعيدا تحظى بالأشياء تجلب السعادة: الثروة والقوة والصحة والسلطة ذلك "سيئا" مثل العبيد الذين يحكمهم الأرستقراطيون فهم: فقراء ضعفاء مرضى مثيرون للشفقة؛ وهم موضع شفقة اشمئزاز لا كراهية تأتي أخلاق كرد فعل حيث تنبثق القيمة التباين والشر": فالخير يكون مرادفا لحسن العلاقة الآخر والصدقة والتقوى وضبط والذكاء والتقدم؛ أما الشر فيرادف الدنيوية والقسوة والأنانية والغنى والعدوانية يرى متشائمة وجبانة قيمهم تهدف إلا للتخفيف أنفسهم وعلى أولئك يعانون الشيء نفسه ويربط والتقاليد اليهودية ولدت حسد وحقد ورأى فكرة سمحت للعبيد بالتعايش وضعهم دون يكرهوا ومن خلال إنكارهم للتفاوت الطبيعي الناس (في النجاح القوة الجمال الذكاء) اكتسب طريقة للهروب طريق توليد ترفض يعتبر مصدرا للإحباط للتغلب شعورهم بالدونية تحت فيرى العبد ضعفه مسألة اختيار ويسمي "وداعة" "الرجل الجيد" نظام الشرير" و"الرجل السيء" يمثل "الخير" يرى هي مصدر العدمية شاعت أوروبا فأوروبا حالة النفاق الخلاف وهما قيمتان متناقضتان تحددان الأوروبيين يدعو الاستثنائيين ألا يخجلوا تفردهم مواجهة افتراض للجميع ويعتبرها ضارة لازدهار غير ينبه حد ذاتها ليست سيئة؛ لكنها جيدة للجماهير وينبغي تترك لهم الاستثنائيون ناحية أخرى فيجب عليهم يتبعوا "القانون الداخلي" الخاص بهم وشعار المفضل الجانب مأخوذ الشاعر بندار يقول: "كن أنت عليه" الاعتقاد السائد هو يفضل الباحث النيتشوي والتر كوفمان التفسير وقال تحليلات لم تورد هذين النوعين بالمعنى الوصفي والتاريخي فقط ولم تكن تقصد أي نوع القبول التمجيد يتضح كتابات أراد الانتصار لأخلاق ربطها "بخلاص مستقبل الجنس والهيمنة المحدودة" ووصف بأنها "قيم عليا ونبيلة تقول نعم للحياة وتضمن المستقبل" وذكر وجود "طبقات ورتب الرجل والرجل " طبقات "بين والأخلاق" وقد شن حربا فلسفية شعار "إعادة تقييم لجميع القيم" أجل تحقيق انتصار سادة أطلق عليها "فلسفة (العنوان الجانبي لكتاب "مقدمة لفلسفة المستقبل") نيتــشه والعــدمــية العدمية الاعتقاد بأن الحياة ليس لها معنى ورفض كل والدينية ويُمكن اعتبار نيتـشه عدمي رفضه لكل الاجتماعية والسياسية والأخلاقية ونقطة التقاء بالوجودية لذا يُعتبر الممهد لظهور آمن يوجد مقياس مطلق لهذه وهذه الموروثة تأثيرات سلبية علينا ولهذا بد التخلص منها تمامًا خاصةً الدينية فبالنسبة لنيتشه اعتقاد شيئًا صحيحٌ اعتقادٌ خاطئ وهو يعتقد المشكلة الأكبر للقيم وقيم عصر التنوير ترويجها أساس مطلقة صالحة مكان ولكل زمان وعدم التعامل معها وليدة للظروف التاريخية والفكرية حينئذٍ كتابه “إرادة القوة” يوضح “سؤال: لماذا له إجابة” ويؤكد إنهيار المعنى والهدف أكبر القوى المدمرة للبشرية هكذا تكلم زردشت دخل الفيلولوجيا كعالم لغوي وشاعر (وهي الكتب إطارها الصحيح ترجمة) ومكّنته دراسته تحصيل ثقافة كونية شاملة اهتمامه ومهنته الفلسفية اليونانية الرافد الأساسي سيقدمه الفلسفي الإغريقي القديم بالنسبة إليه الأشياء والذي خلاله انحطاط عصره لقد أقرب أخلاقياً فيلسوفاً المعروف عصره؛ إذ نظر وبحث فيها ينظر للماهيات! يُعدّ "هكذا زرادشت" بعده العديد ولكنها كانت تقريباً تعليقاً الكتاب يعتبره أنجيله الشخصي ولكنه واجه صعوبات كبيرة نشره يلقى ترحيباً كبيراً أوساط الجامعات المتمسكة بالمثالية الهغيلية يبدأ بقصة زرادشت نسبة الحكيم الإيراني نزل محرابه الجبل سنوات التأمل ليدعو الإنسان الأعلى وهي الرؤية المستقبلية للإنسان المنحدر الحالي رؤية وليست جسمانية إنسان قوي والمبدأ والجسم محارب ذكي والأهم شجاع ومخاطر يلتقي بعدها بعجوز يصلي ويدعو الله فيستغرب ويقول: "أيعقل العجوز يعلم مات جميع الإلهة ماتت؟!" يواجه البداية صعوبة جذب دعوته يتلهون عنه بمراقبة رجل يلعب حبل عالٍ يقع فيأخده يديه ويخاطبه يفضله الجميع ويحبه لأنه بخطر ورجولة وهكذا يتابع رحلته ودعوته ليعبر أفكار ربما البعض عنصرية أعمدة النزعة الفردية الأوروبية أعطى أهمية للفرد؛ واعتبر المجتمع موجود ليخدم وينتج أفراداً مميزين وأبطالاً وعباقرة ميّز الشعوب يعطها الأحقية المقدرة نفسها فضل الشعب الألماني شعوب الثقافة الفرنسية أرقى وأفضل الثقافات بينما يتمتع الإيطاليون بالجمال والعنف والروس بالمقدرة والجبروت وأحط برأيه الإنكليز أثارت الديموقراطية الإنكليزية واتساع الحريات الشخصية والانفتاح اشمئزازه واعتبرها دلائل افتقار للبطولة مؤلفاته نيتشه 1864م (20 عاماً) بالترتيب التاريخي: من حياتي 1858 عن الموسيقى 1858 نابليون الثالث كرئيس 1862 القدر والتاريخ 1862 الإرادة الحرة والقدر 1862 هل يستطيع الحسود سعيداً حقاً 1863 حياتي 1864 مولد التراجيديا 1872 مُناهض التعليم 1872 الفلسفة العصر المأساوي 1873 ديفيد شتراوس مُعترفاً وكاتباً 1873 محاسن ومساوئه 1874 شوبنهاور مربياً 1874 ريتشارد فاغنر بايرويت 1875 إنسان مفرط إنسانيته 1878 المسافر وظله 1879 الفجر 1881 العلم المرح 1882 هكذا 1883 1885 ما 1886 في جنيالوجيا 1887 هو ذا 1888 قضية 1888 أفول الأصنام 1888 المسيح الدجال 1888 نيتشه 1889 إرادة (مجموعة ملاحظات قدمتها أخته تعبر بالضرورة رأي نيتشه) 1901 قيل فيه «أنت الكسب الوحيد عادت به عليّ قرأتك جديد وأقسم لك أمام إنك يعرف ماذا أريد » ريتشارد فاغنر «نيتشه فكر فالأفق هائج عاصف؛ والسحب تتصارع كالجبابرة؛ وأديم السماء ينشق مزق كبير: فتترأرأ حقائق بعيدة تحرقها نار الشمس البازغة إن لفلسفته تصورها الأوكسجين والأوزون خصائص تنفسية حقاً؛ فلها الأجواء نقاؤها وبها تزيد الحيوية ريمي دي غورمون «كان يغار المسيح الجنون يعود وحده يعيد اكتشاف مسيح حقيقي يبعثه كفنه ولكن بدلاً ينضوي لواء يتفوق تعليمه يكبر إذا جابهه أندريه جيد «هذا وإنسانه قوة متكبرة يسوقها هذيانها المتعجرف القول بعبودية وهوانه لصالح من؟ مجنون بائس يصرخ ويستهل أيدي الممرضين سواريس «أرجح الظن صفة مرضه مدركاً تماماً لما مدين فمن المرض يستحدث ثملاً تنداح فيه أمواج السعادة والقدرة وتنتشي قوى ذاتياً وقبل يغرق ضحيته الليل العقلي ويقتله يمحضه تجارب وهمية القدرة واليسر والوحي والإشراق ويقتاده أداة الإله ووعاء النعمة بل إلهاً متجسداً توماس مان «من الممكن نجد لدى بصدد حكم نقيضه فلكأن طراً رأيين أمكن لمعظم الأطراف تختبئ خلف سلطته: الملحدون والمؤمنون المحافظون والثوريون الاشتراكيون والفرديون العلماء المنهجيون والحالمون السياسيون واللاسياسيون أحرار والمتعصبون كارل ياسبرز «مع تغدو نبوية وفيه تصير لأول مرة واعية تفحصها وكأنها واقعة سريرية شخَّص ولدى الآخرين عجزاً وزوال الأساس الأول إيمان بالحياة وبدلاً الشك المنهجي مارس النفي والتدمير النظامي يحجب "ومن يشاء خالقاً سواء أفي أم فعليه أولاً هداماً يحطم ألبير كامو «اعترض لأنها السبب أسماه العبيد" وعنده منحلة ومفعمة بالعناصر المفسدة العفنة ومنكرة لقيمة الكبرياء والاختلاف والمسؤولية العظمى والنزعة الحيوانية الرائعة وغرائز الحرب وتأليه العاطفة والثأر والغضب والشهوانية والمغامرة والمعرفة وكلها عناصر خير عنها إنها شر برتراند راسل «نيتشه مؤسس اللاعقلانية المرحلة الأمبريالية وربما تحليله السيكولوجي للحضارة وأفكاره الجمالية الممثل موهبة والأغنى بالتلاوين لوعي المركزية والظاهرة الأساسية لتاريخ بورجوازية عصره: الانحطاط جورج لوكاش السير المذكرات مجاناً PDF اونلاين هى كتبها أصحابها أشخاص آخرون شخصيات رسمت وأسست قواعد هامة حياتنا تستوجب القراءة والتفكّر

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
عن كتاب نيتشه:
فريدريش فيلهيلم نيتشه (بالألمانية: Friedrich Nietzsche) ‏ (15 أكتوبر 1844 - 25 أغسطس 1900) فيلسوف ألماني، ناقد ثقافي، شاعر وملحن ولغوي وباحث في اللاتينية واليونانية. كان لعمله تأثير عميق على الفلسفة الغربية وتاريخ الفكر الحديث.

بدأ حياته المهنية في دراسة فقه اللغة الكلاسيكي، قبل أن يتحول إلى الفلسفة. بعمر الرابعة والعشرين أصبح أستاذ كرسي اللغة في جامعة بازل في 1869، حتى استقال في عام 1879 بسبب المشاكل الصحية التي ابتلي بها معظم حياته، وأكمل العقد التالي من عمره في تأليف أهم كتبه. في عام 1889، وفي سن الرابعة والأربعين، عانى من انهيار وفقدان لكامل قواه العقلية. عاش سنواته الأخيرة في رعاية والدته وشقيقته، حتى توفي عام 1900.

كان من أبرز الممهّدين لعلم النفس وكان عالم لغويات متميز. كتب نصوصاً وكتباً نقدية حول الدين والأخلاق والنفعية والفلسفة المعاصرة المادية والمثالية الألمانية. وكتب عن الرومانسية الألمانية والحداثة أيضاً، بلغة ألمانية بارعة. يُعدّ من بين الفلاسفة الأكثر شيوعاً وتداولاً بين القراء.

كثيراً ما تُفهم أعماله على أنها حامل أساسي لأفكار الرومانسية والعدمية ومعاداة السامية وحتى النازية، لكن بعض الدارسين يرفضون هذه المقولات بشدة ويقولون بأنه ضد هذه الاتجاهات كلها. يُعدّ نيتشه إلهاما للمدارس الوجودية وما بعد الحداثة في مجالي الفلسفة والأدب في أغلب الأحيان. روّج لأفكار اعتقد كثيرون أنها مع التيار اللاعقلاني. استخدمت بعض آرائه فيما بعد من قبل أيديولوجيي الفاشية والنازية. رفض نيتشه المثالية الأفلاطونية، والمسيحية والأديان والميتافيزيقيا بشكل عام. ودعا إلى تبني قيم أخلاقية جديدة، وانتقد الكانتية والهيغلية.

سعى نيتشه إلى تبيان أخطار القيم السائدة، عبر الكشف عن آليات عملها عبر التاريخ، كالأخلاق السائدة، والضمير. يعد نيتشه أول من درس الأخلاق دراسة تاريخية مفصلة. قدم نيتشه تصوراً مهماً عن تشكل الوعي والضمير، فضلاً عن إشكالية الموت. كان نيتشه رافضاً للتمييز العنصري ومعاداة السامية والأديان ولا سيما المسيحية، لكنه رفض أيضاً المساواة بشكلها الاشتراكي أو الليبرالي بصورة عامة.

فلسفته
أخلاق السادة وأخلاق العبيد
يحتل بحث نيتشه التاريخي في تطور النظم والأحكام الأخلاقية الحديثة مكانة مركزية في فلسفته، خاصة في كتابيه ما وراء الخير والشر وجينالوجيا الأخلاق. رأى نيتشه أنه قد حدث تحول أساسي في التاريخ البشري من التفكير في "الجيد والسيء" إلى التفكير في "الخير والشر". وكانت نتيجة هذا البحث أن نيتشه "رأى أن هناك أنواعا عدة من الأخلاق نشأت عن كون مصادر الأخلاق عديدة، وأن المعايير والقيم الأخلاقية يخلقها أناس مختلفون".

تم تحديد الشكل الأولي للأخلاق والقيم الأخلاقية من قبل المحاربين الأرستقراط وغيرهم من الطوائف الحاكمة في الحضارات القديمة. عكست تلك القيم الأرستقراطية (الجود والسوء) علاقات الطبقات العليا مع الطبقات الدنيا كالعبيد. يقدم نيتشه هذا النمط الأخلاقي الذي يسميه "أخلاق السادة" باعتباره النظام الأصلي للأخلاق، وهذا يحيل إلى هوميروس اليوناني. أن تكون "جيدا" يعني أن تكون سعيدا وأن تحظى بالأشياء التي تجلب السعادة: الثروة والقوة والصحة والسلطة وما إلى ذلك. وأن تكون "سيئا" يعني أن تكون مثل العبيد الذين يحكمهم الأرستقراطيون فهم: فقراء، ضعفاء، مرضى، مثيرون للشفقة؛ وهم موضع شفقة أو اشمئزاز لا كراهية.

تأتي أخلاق العبيد كرد فعل على "أخلاق السادة"، حيث تنبثق القيمة من التباين بين "الخير والشر": فالخير يكون مرادفا لحسن العلاقة مع الآخر والصدقة والتقوى وضبط النفس والذكاء والتقدم؛ أما الشر فيرادف الدنيوية والقسوة والأنانية والغنى والعدوانية. يرى نيتشه أخلاق العبيد متشائمة وجبانة، وأن قيمهم لا تهدف إلا للتخفيف على أنفسهم وعلى أولئك الذين يعانون الشيء نفسه. ويربط نيتشه بين أخلاق العبيد والتقاليد اليهودية والمسيحية، وأن أخلاق العبيد ولدت من حسد وحقد العبيد. ورأى نيتشه أن فكرة المساواة سمحت للعبيد بالتعايش مع وضعهم دون أن يكرهوا أنفسهم. ومن خلال إنكارهم للتفاوت الطبيعي بين الناس (في النجاح أو القوة أو الجمال أو الذكاء) اكتسب العبيد طريقة للهروب عن طريق توليد قيم جديدة ترفض ما يعتبر مصدرا للإحباط، للتغلب على شعورهم بالدونية تحت قيم "أخلاق السادة". فيرى العبد أن ضعفه مسألة اختيار، ويسمي ضعفه "وداعة". "الرجل الجيد" في نظام أخلاق السادة يتحول إلى "الرجل الشرير" في أخلاق العبيد، و"الرجل السيء" في أخلاق السادة يمثل "الخير" في أخلاق العبيد.

يرى نيتشه أن أخلاق العبيد هي مصدر العدمية التي شاعت في أوروبا. فأوروبا الحديثة والمسيحية هي في حالة من النفاق بسبب الخلاف بين أخلاق السادة وأخلاق العبيد، وهما قيمتان متناقضتان تحددان قيم معظم الأوروبيين. يدعو نيتشه الناس الاستثنائيين ألا يخجلوا من تفردهم في مواجهة افتراض أن الأخلاق للجميع، ويعتبرها ضارة لازدهار الناس الاستثنائيين. غير أنه ينبه على أن الأخلاق في حد ذاتها ليست سيئة؛ لكنها جيدة للجماهير، وينبغي أن تترك لهم. أما الناس الاستثنائيون من ناحية أخرى، فيجب عليهم أن يتبعوا "القانون الداخلي" الخاص بهم. وشعار نيتشه المفضل في هذا الجانب -مأخوذ من الشاعر اليوناني بندار- يقول: "كن ما أنت عليه".

الاعتقاد السائد هو أن نيتشه يفضل أخلاق السادة على أخلاق العبيد، لكن الباحث النيتشوي والتر كوفمان رفض هذا التفسير، وقال أن تحليلات نيتشه لم تورد هذين النوعين من الأخلاق إلا بالمعنى الوصفي والتاريخي فقط، ولم تكن تقصد أي نوع من القبول أو التمجيد. لكن من ناحية أخرى، يتضح من كتابات نيتشه أنه أراد الانتصار لأخلاق السادة، حيث ربطها "بخلاص مستقبل الجنس البشري والهيمنة غير المحدودة" ووصف أخلاق السادة بأنها "قيم عليا ونبيلة، تقول نعم للحياة وتضمن المستقبل"، وذكر أن وجود "طبقات ورتب بين الرجل والرجل " يعني أن هناك طبقات ورتب "بين الأخلاق والأخلاق". وقد شن نيتشه حربا فلسفية ضد أخلاق العبيد في المسيحية تحت شعار "إعادة تقييم لجميع القيم" من أجل تحقيق انتصار لأخلاق سادة جديدة أطلق عليها "فلسفة المستقبل" (العنوان الجانبي لكتاب ما وراء الخير والشر هو "مقدمة لفلسفة المستقبل").

نيتــشه والعــدمــية
العدمية هي الاعتقاد بأن الحياة ليس لها معنى، ورفض كل القيم الأخلاقية والدينية، ويُمكن اعتبار نيتـشه فيلسوف عدمي من حيث رفضه لكل القيم الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والدينية، ونقطة التقاء العدمية بالوجودية هي أن الحياة ليس لها معنى، لذا يُعتبر نيتشه الممهد لظهور الوجودية.

آمن نيتشه أنه لا يوجد مقياس مطلق لهذه القيم، وهذه القيم الموروثة لها تأثيرات سلبية علينا، ولهذا لا بد من التخلص منها تمامًا، خاصةً القيم الدينية. فبالنسبة لنيتشه أي اعتقاد بأن شيئًا ما صحيحٌ هو اعتقادٌ خاطئ، وهو يعتقد أن المشكلة الأكبر للقيم الدينية وقيم عصر التنوير هي ترويجها على أساس أنها مطلقة صالحة لكل مكان ولكل زمان، وعدم التعامل معها على أساس أنها وليدة للظروف التاريخية والفكرية حينئذٍ. وفي كتابه “إرادة القوة” يوضح أن “سؤال: لماذا ليس له إجابة”، ويؤكد أن إنهيار المعنى والهدف من الحياة هو أكبر القوى المدمرة للبشرية في التاريخ.

هكذا تكلم زردشت
دخل نيتشه عالم الفلسفة عبر الفيلولوجيا كعالم لغوي وشاعر (وهي دراسة الكتب التاريخية في إطارها التاريخي الصحيح من دون ترجمة) ومكّنته دراسته الجامعية من تحصيل ثقافة كونية شاملة. كان اهتمامه الأولي ومهنته هي الكتب الفلسفية اليونانية القديمة. وكان الرافد الأساسي لكل ما سيقدمه في التفكير الفلسفي هو الفكر الإغريقي القديم الذي كان بالنسبة إليه مقياس الأشياء والذي رأى من خلاله انحطاط عصره. لقد كان نيتشه أقرب إلى أن يكون أخلاقياً من أن يكون فيلسوفاً بالمعنى المعروف في عصره؛ إذ نظر للأخلاق وبحث فيها ولم ينظر للماهيات!

يُعدّ كتاب "هكذا تكلم زرادشت" أهم كتب نيتشه. كتب نيتشه بعده العديد من الكتب ولكنها كلها كانت تقريباً تعليقاً على هذا الكتاب الذي كان يعتبره أنجيله الشخصي ولكنه واجه صعوبات كبيرة في نشره ولم يلقى الكتاب ترحيباً كبيراً في أوساط الجامعات الألمانية المتمسكة بالمثالية الهغيلية. يبدأ الكتاب بقصة زرادشت " نسبة إلى الحكيم الإيراني القديم " الذي نزل من محرابه في الجبل بعد سنوات من التأمل ليدعو الناس إلى الإنسان الأعلى وهي الرؤية المستقبلية للإنسان المنحدر من الإنسان الحالي وهي رؤية أخلاقية وليست جسمانية حيث الإنسان الأعلى هو إنسان قوي التفكير والمبدأ والجسم..إنسان محارب، ذكي، والأهم شجاع ومخاطر. يلتقي زرادشت بعدها بعجوز يصلي ويدعو الله فيستغرب ويقول: "أيعقل أن هذا الرجل العجوز لم يعلم أن الله مات وأن جميع الإلهة ماتت؟!". يواجه زرادشت في البداية صعوبة في جذب الناس إلى دعوته حيث يتلهون عنه بمراقبة رجل يلعب على حبل عالٍ لكن الرجل يقع فيأخده زرادشت بين يديه ويخاطبه أنه يفضله عن الجميع ويحبه لأنه عاش حياته بخطر ورجولة.

وهكذا يتابع زرادشت رحلته ودعوته ليعبر عن أفكار نيتشه التي ربما رأى البعض أنها عنصرية. يعد نيتشه من أعمدة النزعة الفردية الأوروبية حيث أعطى أهمية كبيرة للفرد؛ واعتبر أن المجتمع موجود ليخدم وينتج أفراداً مميزين وأبطالاً وعباقرة، ولكنه ميّز بين الشعوب ولم يعطها الأحقية أو المقدرة نفسها حيث فضل الشعب الألماني على كل شعوب أوروبا واعتبر أن الثقافة الفرنسية هي أرقى وأفضل الثقافات بينما يتمتع الإيطاليون بالجمال والعنف والروس بالمقدرة والجبروت وأحط الشعوب الأوروبية برأيه هي الإنكليز حيث أثارت الديموقراطية الإنكليزية واتساع الحريات الشخصية والانفتاح الأخلاقي اشمئزازه، واعتبرها دلائل افتقار للبطولة.

مؤلفاته

نيتشه في عام 1864م. (20 عاماً)
بالترتيب التاريخي:

من حياتي 1858.
عن الموسيقى 1858
نابليون الثالث كرئيس 1862
القدر والتاريخ 1862
الإرادة الحرة والقدر 1862
هل يستطيع الحسود أن يكون سعيداً حقاً 1863
حياتي 1864
مولد التراجيديا 1872
مُناهض التعليم 1872
الفلسفة في العصر المأساوي الإغريقي 1873
ديفيد شتراوس مُعترفاً وكاتباً 1873
محاسن التاريخ ومساوئه 1874
شوبنهاور مربياً 1874
ريتشارد فاغنر في بايرويت 1875
إنسان مفرط في إنسانيته 1878
المسافر وظله 1879
الفجر 1881
العلم المرح 1882
هكذا تكلم زرادشت 1883-1885
ما وراء الخير والشر 1886
في جنيالوجيا الأخلاق 1887
هو ذا الإنسان 1888
قضية فاغنر 1888
أفول الأصنام 1888
المسيح الدجال 1888
نيتشه ضد فاغنر 1889
إرادة القوة (مجموعة ملاحظات قدمتها أخته، لا تعبر بالضرورة عن رأي نيتشه) 1901

قيل فيه
«أنت الكسب الوحيد الذي عادت به الحياة عليّ. وقد قرأتك من جديد وأقسم لك أمام الله إنك الوحيد الذي يعرف ماذا أريد.» ريتشارد فاغنر
«نيتشه هو فكر الجبل. فالأفق هائج عاصف؛ والسحب تتصارع كالجبابرة؛ وأديم السماء ينشق عن مزق كبير: فتترأرأ حقائق بعيدة، تحرقها نار الشمس البازغة... إن لفلسفته، التي تصورها في الأوكسجين والأوزون، خصائص تنفسية حقاً؛ فلها من الأجواء العليا نقاؤها، وبها تزيد القوة الحيوية.» ريمي دي غورمون
«كان نيتشه يغار من المسيح، يغار إلى حد الجنون... وكان يعود إلى نيتشه وحده أن يعيد اكتشاف مسيح حقيقي وأن يبعثه من جديد من كفنه... ولكن بدلاً من أن ينضوي نيتشه تحت لواء من يتفوق تعليمه على تعليمه اعتقد بأنه يكبر إذا ما جابهه.» أندريه جيد
«هذا هو نيتشه وإنسانه الأعلى، الذي هو قوة متكبرة يسوقها هذيانها المتعجرف إلى القول بعبودية الجنس البشري وهوانه. لصالح من؟ لصالح الإنسان الأعلى، الذي هو... مجنون بائس يصرخ ويستهل بين أيدي الممرضين.» أندريه سواريس
«أرجح الظن أن نيتشه لم يعرف صفة مرضه، لكنه كان مدركاً تماماً لما هو مدين له به... فمن خاصة هذا المرض أن يستحدث ثملاً تنداح فيه أمواج من السعادة والقدرة وتنتشي فيه قوى الحياة ذاتياً... وقبل أن يغرق ضحيته في الليل العقلي ويقتله يمحضه تجارب وهمية من القدرة واليسر والوحي والإشراق... ويقتاده إلى اعتبار نفسه أداة الإله ووعاء النعمة بل إلهاً متجسداً.» توماس مان
«من الممكن أن نجد لدى نيتشه بصدد كل حكم نقيضه. فلكأن له في الأشياء طراً رأيين. وقد أمكن لمعظم الأطراف أن تختبئ خلف سلطته: الملحدون والمؤمنون، المحافظون والثوريون، الاشتراكيون والفرديون، العلماء المنهجيون والحالمون، السياسيون واللاسياسيون، أحرار الفكر والمتعصبون.» كارل ياسبرز
«مع نيتشه تغدو العدمية نبوية. وفيه تصير لأول مرة واعية. وقد تفحصها وكأنها واقعة سريرية. وقد شخَّص في نفسه ولدى الآخرين عجزاً عن الاعتقاد وزوال الأساس الأول لكل إيمان، أي الاعتقاد بالحياة. وبدلاً من الشك المنهجي، مارس النفي المنهجي والتدمير النظامي لكل ما يحجب العدمية عن نفسها. "ومن يشاء أن يكون خالقاً، سواء أفي الخير أم في الشر، فعليه أولاً أن يكون هداماً وأن يحطم القيم".» ألبير كامو
«اعترض نيتشه على المسيحية لأنها هي السبب لما أسماه "أخلاق العبيد". وعنده أن المسيحية منحلة ومفعمة بالعناصر المفسدة العفنة... ومنكرة لقيمة الكبرياء والاختلاف والمسؤولية العظمى والنزعة الحيوانية الرائعة وغرائز الحرب وتأليه العاطفة والثأر والغضب والشهوانية والمغامرة والمعرفة، وكلها عناصر خير تقول عنها المسيحية إنها شر.» برتراند راسل
«نيتشه مؤسس اللاعقلانية في المرحلة الأمبريالية... وربما كان، في تحليله السيكولوجي للحضارة وأفكاره الجمالية والأخلاقية، الممثل الأكثر موهبة والأغنى بالتلاوين لوعي المشكلة المركزية والظاهرة الأساسية لتاريخ بورجوازية عصره: الانحطاط.» جورج لوكاش
الترتيب:

#5K

0 مشاهدة هذا اليوم

#41K

15 مشاهدة هذا الشهر

#38K

7K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 131.
المتجر أماكن الشراء
جيل دولوز ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث