📘 ❞ عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع ❝ كتاب ــ أنور الجندي

التراجم والأعلام - 📖 كتاب ❞ عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع ❝ ــ أنور الجندي 📖

█ _ أنور الجندي 0 حصريا كتاب ❞ عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع ❝ 2024 والاجتماع: خليل حسن (و 12 شوال 1293 هـ 31 أكتوبر 1876 13 شعبان 1347 25 يناير 1929) مجاهد مصري أحد الإصلاح والعمل الوطني وأحد مناصري الخلافة العثمانية ولد الإسكندرية وتعلم بالأزهر وتخرج دار العلوم واستكمل تعليمه بريطانيا وعمل أستاذا جامعة أكسفورد هاجر إلى تركيا وبعد أن سقطت الدولة عاد القاهرة ليعمل التعليم عبد جاويش قدم المحكمة الجنائية إذ رأت سلطات الاحتلال أنه يحرض كراهية الحكومة والعيب حق ذات ولي الأمر عندما كتب مقدمة وطنيتي للشيخ علي الغاياتي الذي حكم عليه هو الآخر بالسجن وعلى محمد فريد تقريظا لنفس الكتاب أسس جمعية المواساة الإسلامية التي لا زالت تقوم بالأنشطة الخيرية الآن من أقواله: الإسلام صالح لكل زمان ومكان برز كأحد مدرسة الصحافة الوطنية وحاملي لوائها فقد تسلم رئاسة تحرير صحيفة "اللواء" خلفا للزعيم مصطفى كامل وواصل رفع لواء الحركة بعده وأصدر العديد المجلات وظل يصدع بالحق عرضه للمحاكمات والسجن ومع ذلك كان هذا الوقت مربيا جليلا ومصلحا اجتماعيا حمل عاتقه مهمة إصلاح وكتب نظريات الحديثة النشأة والتكوين ولد بن 1876م لأب أصل تونسي وأم تركي والده النصف الثاني القرن التاسع عشر واتخذ فيها متجرا للواردات الليبية وحاول الأب محاولات شتى لترغيب ولده العمل معه بالتجارة ولكنه فضل العلم التجارة التحق بالكتاب فحفظ الله وهو الرابعة عشرة ثم بدأ يطلب بجامع إبراهيم باشا بالإسكندرية وكان فيه ككل مساجد مصر الكبرى يجري نسق إتمامه دراسته الابتدائية انتقل للقاهرة ليجاور الأزهر الشريف السادسة وحين سمع بأن أنشأها مبارك ناظر المعارف عهد الخديوي إسماعيل – تجري اختبارا لطلاب ليطلبوا نهج أكثر مواكبة لمتغيرات العصر سارع لدخول الاختبار ونجح مع ستة طالبا بدار عام 1315هـ 1897م بعيد تخرجه عين مدرسا للغة العربية بمدرسة الزراعة لكن عمله لم يطل فما لبث وقع الاختيار ليكون مبعوث وزارة بروردو لندن زميله عاطف بركات وكيل يقع إلا أفضل الخريجين علما وخلقا وفي أعدت لتخريج رجال تلقى علوم الآداب والتربية ولهذا فهو يعد واحدا الأزهريين القلائل الذين طلبوا أوروبا أتقن اللغة الأجنبية أعانته الاتصال بالأدب الغربي وتذوق آثاره والتعرف مناهجه واتجاهاته ما أثرى فكره كثير المجالات رائد الحديثة عاد 1319هـ 1901م فعين مفتشا بوزارة فجعل همه الأول حرفة كانت تسير طريقة التلقين وتحفيظ الدروس واستظهارها هذه المرحلة كتابيه الشهيرين "غنية المؤدبين" و"مرشد المترجم" ويشير التأليف المبكر نضوج فكر استمده خبرته العملية المجالين أتقنهما فالكتاب كتبه أصول والثاني قواعد الترجمة وهذان الفرعان كانا الجوانب أهمية الحاسمة تاريخ هدف كتابه كتابة مرجع لمدرسي فن وبهذا التربوي أسبق عالجوا أمراض بما وضع هنا أساليب حديثة هي الاستنتاج بالمحاورة فكان فتحا جديدا بابه وأغراضه وطبع 1321هـ 1903م أما "مرشد ألفه لخريجي مدرستي المعلمين العليا والوسطى وهم يقصر عليهم تعليم وقد سد بهذا فراغا ملحوظا تدريس عرض فكرته عن المؤتمر السنوي للحزب 1328هـ 1910م حيث بالحديث البعثات العلمية ورياض الأطفال ليلية أسماها "الإعدادية الليلية" ليتعلم الأزهريون الفرنسية كما عقد ومعاونوه مؤتمرا كبيرا مدينة المنصورة 1329هـ 1911م وألقى خطبة والتعليم اختارته مرة أخرى لكرسي بجامعة ويدل تقدير علم وفضله توج مسيرته باختيار كامبردج بلندن له ليصير بناء توصية المستشرق الكبير مرجليوث تعرف أثناء ولم تقتصر محاولاته وحدها بل سعى لإنشاء الجامعة بالمدينة المنورة ووضع أساسها 1332هـ 1914م أعاد كلية صلاح الدين بالقدس وتولى إدارتها مدرسة الوطنية تمتع بموهبة أدبية ومهارة صحفية منذ نعومة أظافره يكتب اللواء حين الميلاد السياسي يكن أرض ارتبط بالحركة يوم قابله الزعيم مؤتمر المستشرقين 1323هـ 1905م تونس تحت الفرنسي لفت أنظار قام بالرد الألماني "دلفروسي" ادعى كلمته القرآن الكريم أول عربي بالعامية لعرب قبل فرد الشيخ ردا قويا قائما بتاريخ وتاريخ بدا تمكنه اللغات وغيرته لغة قومه ودينهم فعرض يعرفه بالزعيم رحلة عمل فوافق وسافر الفور وقابله اللقاء حياة وحينما توفي يجد أكفأ ليخلف الراحل فبدأ بذلك مرحلة جديدة حياته صدرها بمقال عنوان "دنشواي السودان" قدم أثرها للمحاكمة 1326هـ 1908م وحكم لكنه نال البراءة الاستئناف أعيد العام التالي لنشره مقالا ذكرى دنشواي بحبسه ثلاثة أشهر غير الشعب قدر فقدم وساما بعد الإفراج عنه أما المحاكمة الأكثر شهرة التاريخ فكانت محاكمته بسبب اشتراكه لديوان "وطنيتي" للشاعر وسجن وبعدها بعامين أبعد فأصدر عدة مجلات تزعم حملة تبرعات لتهريب السلاح والقادة الأتراك ليبيا لمقاومة الغزو الإيطالي صحافة المنفى في إصدار مجلة الهداية توقفت ودفعه لذلك الأسباب أهمها رآه انصراف المسلمين دينهم وتقليدهم الأعمى للغرب فسعى لرد الشبهات ودحض الأكاذيب تروج حول للدفاع وحرص بيان دين الفطرة؛ لذا بتفسير أعداد المجلة وشاركت الجدال الدائر المرأة وحجابها فشن حربا شعواء دعاة التبرج والسفور اهتمت باللغة والأدب وإنشاء نادي أولت اهتماما بأحوال فتحدثت مسلمي بلغاريا وروسيا والبوسنة والهرسك وغيرها بلاد العالم واهتمت بإحياء التراث الإسلامي لكنها نهائيا جريدة حررها 1917 كما أصدر أيضا مجلتي "الهلال العثماني" و"الحق يعلو" وتنقل بين ألمانيا وتركيا والشام فيما عامي 1333 1336هـ 1915م 1918م فأنشأ تصدح بالوطنية "العالم الإسلامي" إستانبول ومجلة Die islamische Welt’ بالألمانية اشترك بعض الحزب Egypt بسويسرا وشارك الدفاع الأمم المهضومة الحقوق استكهولم مجلة المراسلات المصرية منشورة 1922 Abdul Aziz Schawich عاد لتركيا 1341هـ 1922م باستدعاء أتاتورك عينه رئيسا للجنة الشئون التأليفية بأنقرة اختلف إجراءات إلغاء فعاد لمصر بعنوان "تجديد العهد" فسمحت بالإقامة عينته مراقبا عاما للتعليم الأولي العمومية اعترافا بمكانته التربوية الإصلاح الاجتماعي تأثر بأستاذه عبده حريصا حضور دروسه التفسير فسلك أستاذه الكتابة فكتب الشهير "الإسلام الفطرة" متبعا الإمام البحث الديني واستشهد كثيرا بآرائه ويكشف مرامي يتم بها العقيدة استخرج أهداف أسرار واستوحى اسم قول طلبته الإنجليز تدريسه بلندن: "يخيل إلي يا شيخ ينافي لتأصيل المفاهيم وبيان أثر الجنس البشري نفدت طبعته الأولى قامت جريدة "المؤيد" بنشره كاملا نفس السنة طبعه وترجم الإنجليزية مجال الاجتماعي دعا ترابط رؤوس الأموال الصغيرة مصرف وطني محاربة الخمر "أذى ومضاره" وارتفع صوته بضرورة العناية بالمرأة وتعليمها وإصلاح أحوالها ورفع شأنها وعارض زواج المصريين الأجنبيات وتحت "وجوب مراعاة أحوال الزمان والمكان تطبيق أحكام الشريعة الغراء" ألقى خطبته بمؤتمر عقدته بمصر الجديدة شارك إنشاء الشبان بالقاهرة وانتخب وكيلا لها كانت سنوات الأخيرة حافلة بشتى الأعمال تنسى له؛ رعى أسرتي والكاتب أمين الرافعي يترك قلمه يتخل الجهر حتى وافته المنية 1347هـ الموافق 1929م كتب ودراسات عنه عبد جاويش: سلسلة أعلام العرب الدار القومية للطباعة والنشر د ت كتبه الإسلام الفطرة الحرية 1968 أقواله إن لله رجالاً تخلد حياتهم إذا ماتوا يزيدون ظهوراً قبروا للنار أناساً يموتون هم أحياء يقبرون ظلمات أعمالهم الأرض يعيشون التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين يتناول سير الأعلام الناس عبر العصور المختلفة دقيق يبحث الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والعلماء والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع اهتم المسلمون بعلم بدأت عندهم الرسول صلى وسلم بزمن يسير حرص العلماء حماية وصيانة المصدر مصادر التشريع الحديث النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص يتعلق أولا ومن الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه قال: «جاء بشير العدوي ابن عباس يحدث ويقول: قال رسول يأذن لحديثه ولا ينظر إليه فقال: مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا سمعنا رجلا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي حال نقلة النبوية وذلك لما ينبني المعرفة قبول والتعبد تعالى أو رد تلك والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر أهل فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: ميلاد طلبه للعلم وممن سِنِيِّ الشيوخ عنهم (من منهم حدث سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) وما مدة ملازمته لكلّ شيوخه وكيف ذاك وكم منه الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ الأوهام والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق كثيرة متعلّقة الباب منها تفرّدته به الأمة باقي وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع
كتاب

عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع

ــ أنور الجندي

عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع
كتاب

عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع

ــ أنور الجندي

عن كتاب عبد العزيز جاويش من رواد التربية والصحافة والاجتماع:
عبد العزيز خليل حسن جاويش (و. 12 شوال 1293 هـ / 31 أكتوبر 1876 - 13 شعبان 1347 هـ/25 يناير 1929)، مجاهد مصري، أحد رواد الإصلاح والعمل الوطني وأحد مناصري الخلافة العثمانية، ولد في الإسكندرية، وتعلم بالأزهر، وتخرج في دار العلوم، واستكمل تعليمه في بريطانيا، وعمل أستاذا في جامعة أكسفورد. هاجر إلى تركيا، وبعد أن سقطت الدولة العثمانية عاد إلى القاهرة ليعمل في التعليم.

عبد العزيز خليل حسن جاويش
قدم عبد العزيز جاويش إلى المحكمة الجنائية إذ رأت سلطات الاحتلال أنه يحرض على كراهية الحكومة والعيب في حق ذات ولي الأمر عندما كتب مقدمة كتاب وطنيتي للشيخ علي الغاياتي الذي حكم عليه هو الآخر بالسجن وعلى محمد فريد الذي كتب تقريظا لنفس الكتاب. أسس جمعية المواساة الإسلامية التي لا زالت تقوم بالأنشطة الخيرية إلى الآن.

من أقواله: الإسلام صالح لكل زمان ومكان

برز عبد العزيز جاويش كأحد رواد مدرسة الصحافة الوطنية وحاملي لوائها، فقد تسلم رئاسة تحرير صحيفة "اللواء" خلفا للزعيم مصطفى كامل وواصل رفع لواء الحركة الوطنية من بعده، وأصدر العديد من المجلات الوطنية، وظل يصدع بالحق الذي عرضه للمحاكمات والسجن. ومع ذلك كان في هذا الوقت مربيا جليلا ومصلحا اجتماعيا حمل على عاتقه مهمة إصلاح التعليم وكتب في نظريات التربية الحديثة.

النشأة والتكوين
ولد عبد العزيز بن خليل جاويش في الإسكندرية 12 شوال 1293 هـ / 31 أكتوبر 1876م، لأب من أصل تونسي وأم من أصل تركي، فقد هاجر والده في النصف الثاني من القرن التاسع عشر إلى الإسكندرية واتخذ فيها متجرا للواردات الليبية، وحاول الأب محاولات شتى لترغيب ولده في العمل معه بالتجارة، ولكنه فضل العلم على التجارة.

التحق جاويش بالكتاب فحفظ كتاب الله وهو في الرابعة عشرة ثم بدأ يطلب العلم بجامع إبراهيم باشا بالإسكندرية، وكان التعليم فيه - ككل مساجد مصر الكبرى - يجري على نسق التعليم في القاهرة، وبعد إتمامه دراسته الابتدائية انتقل للقاهرة ليجاور في الأزهر الشريف وهو في السادسة عشرة، وحين سمع بأن مدرسة دار العلوم - التي أنشأها علي مبارك ناظر المعارف في عهد الخديوي إسماعيل – تجري اختبارا لطلاب الأزهر ليطلبوا العلم على نهج أكثر مواكبة لمتغيرات العصر سارع لدخول الاختبار ونجح فيه مع ستة عشر طالبا واستكمل دراسته بدار العلوم وتخرج فيها عام 1315هـ/1897م.

بعيد تخرجه عين مدرسا للغة العربية بمدرسة الزراعة، لكن عمله لم يطل، فما لبث أن وقع عليه الاختيار ليكون مبعوث وزارة المعارف إلى جامعة بروردو في لندن مع زميله عاطف بركات وكيل وزارة المعارف، وكان هذا الاختيار لا يقع إلا على أفضل الخريجين علما وخلقا، وفي بروردو - التي أعدت لتخريج رجال التربية - تلقى جاويش علوم الآداب والتربية، ولهذا فهو يعد واحدا من الأزهريين القلائل الذين طلبوا العلم في أوروبا. أتقن جاويش اللغة الأجنبية التي أعانته على الاتصال بالأدب الغربي وتذوق آثاره والتعرف على مناهجه واتجاهاته، وهو ما أثرى فكره في كثير من المجالات.

رائد التربية الحديثة
عاد جاويش إلى مصر عام 1319هـ/1901م فعين مفتشا بوزارة المعارف فجعل همه الأول إصلاح حرفة التعليم التي كانت تسير على طريقة التلقين وتحفيظ الدروس واستظهارها، وأصدر في هذه المرحلة كتابيه الشهيرين "غنية المؤدبين" و"مرشد المترجم". ويشير هذا التأليف المبكر إلى نضوج فكر جاويش الذي استمده من خبرته العملية في المجالين الذين أتقنهما من دراسته في لندن، فالكتاب الأول كتبه في أصول التربية الحديثة، والثاني في قواعد الترجمة إلى العربية، وهذان الفرعان كانا من أكثر الجوانب أهمية في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ مصر.

هدف جاويش من كتابه "غنية المؤدبين" إلى كتابة مرجع لمدرسي فن التربية، وبهذا الكتاب التربوي كان جاويش أسبق من عالجوا أمراض حرفة التعليم بما وضع هنا من أساليب حديثة هي أساليب طريقة الاستنتاج بالمحاورة، فكان كتابه هذا فتحا جديدا في بابه وأغراضه، وطبع عام 1321هـ/1903م. أما كتاب "مرشد المترجم" فقد ألفه لخريجي مدرستي المعلمين العليا والوسطى، وهم الذين يقصر عليهم تعليم الترجمة، وقد سد جاويش بهذا الكتاب فراغا كان ملحوظا في تدريس الترجمة.

عرض جاويش فكرته عن إصلاح التعليم في المؤتمر السنوي للحزب الوطني 1328هـ/1910م حيث بدأ بالحديث عن البعثات العلمية ورياض الأطفال، ثم أسس مدرسة ليلية أسماها "الإعدادية الليلية" ليتعلم فيها الأزهريون اللغة الفرنسية، كما عقد هو ومعاونوه مؤتمرا كبيرا في مدينة المنصورة عام 1329هـ/1911م وألقى خطبة جامعة في إصلاح التربية والتعليم. ثم ما لبث أن اختارته وزارة المعارف مرة أخرى لكرسي تدريس اللغة العربية بجامعة أكسفورد، ويدل هذا الاختيار على تقدير علم جاويش وفضله.

توج جاويش مسيرته العلمية باختيار جامعة كامبردج بلندن له ليصير أستاذا للغة العربية بناء على توصية من المستشرق الكبير مرجليوث الذي تعرف عليه أثناء دراسته في لندن. ولم تقتصر محاولاته على إصلاح التعليم في مصر وحدها بل سعى لإنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ووضع أساسها عام 1332هـ/1914م، كما أعاد إصلاح كلية صلاح الدين بالقدس الشريف وتولى إدارتها.

مدرسة الصحافة الوطنية
تمتع جاويش بموهبة أدبية ومهارة صحفية منذ نعومة أظافره، حيث بدأ يكتب في اللواء حين كان طالبا بدار العلوم، لكن الميلاد السياسي له لم يكن على أرض مصر، فقد ارتبط جاويش بالحركة الوطنية يوم أن قابله الزعيم محمد فريد في مؤتمر المستشرقين الذي عقد عام 1323هـ/1905م في تونس التي كانت تحت الاحتلال الفرنسي، وقد لفت جاويش أنظار محمد فريد حين قام بالرد على المستشرق الألماني "دلفروسي" الذي ادعى في كلمته أن القرآن الكريم كان أول كتاب عربي وضع بالعامية لعرب ما قبل الإسلام، فرد عليه الشيخ ردا قويا قائما على العلم بتاريخ اللغة وتاريخ الدين، كما بدا تمكنه من اللغات الأجنبية وغيرته على لغة قومه ودينهم، فعرض عليه محمد فريد أن يعرفه بالزعيم مصطفى كامل الذي كان في رحلة عمل بلندن فوافق جاويش وسافر على الفور وقابله، وكان هذا اللقاء فتحا جديدا في حياة عبد العزيز جاويش، وحينما توفي الزعيم مصطفى كامل لم يجد محمد فريد أكفأ من جاويش ليخلف الزعيم الراحل في رئاسة تحرير "اللواء" فبدأ بذلك مرحلة جديدة من حياته صدرها بمقال تحت عنوان "دنشواي أخرى في السودان" قدم على أثرها للمحاكمة عام 1326هـ/1908م وحكم عليه لكنه نال البراءة في الاستئناف. أعيد للمحاكمة في العام التالي لنشره مقالا عن ذكرى دنشواي وحكم بحبسه ثلاثة أشهر، غير أن الشعب قدر له هذه الوطنية فقدم له وساما بعد الإفراج عنه.

أما المحاكمة الأكثر شهرة في التاريخ فكانت محاكمته عام 1328هـ/1910م بسبب اشتراكه مع محمد فريد في كتابة مقدمة لديوان "وطنيتي" للشاعر علي الغاياتي، وسجن ثلاثة أشهر، وبعدها بعامين أبعد إلى تركيا فأصدر عدة مجلات، كما تزعم حملة تبرعات لتهريب السلاح والقادة الأتراك إلى ليبيا لمقاومة الغزو الإيطالي.

صحافة المنفى
في تركيا أعاد جاويش إصدار مجلة الهداية التي كانت توقفت في مصر، ودفعه لذلك العديد من الأسباب من أهمها ما رآه من انصراف المسلمين عن دينهم وتقليدهم الأعمى للغرب فسعى لرد الشبهات ودحض الأكاذيب التي تروج حول الإسلام، كما سعى للدفاع عن اللغة العربية وحرص على بيان أن الإسلام دين الفطرة؛ لذا قام بتفسير القرآن الكريم في أعداد المجلة. وشاركت المجلة في الجدال الدائر حول المرأة وحجابها فشن حربا شعواء على دعاة التبرج والسفور، كما اهتمت المجلة باللغة العربية والأدب وإنشاء نادي دار العلوم للغة العربية، كما أولت اهتماما كبيرا بأحوال المسلمين فتحدثت عن مسلمي بلغاريا وروسيا والبوسنة والهرسك وغيرها من بلاد العالم، واهتمت بإحياء التراث الإسلامي. لكنها توقفت نهائيا عام 1332هـ/1914م.

جريدة العالم الإسلامي حررها عبد العزيز جاويش عام 1917
كما أصدر جاويش أيضا في تركيا مجلتي "الهلال العثماني" و"الحق يعلو"، وتنقل جاويش ما بين ألمانيا وتركيا والشام فيما بين عامي 1333- 1336هـ/1915م- 1918م فأنشأ مجلات أخرى تصدح بالوطنية، فقد أصدر مجلة "العالم الإسلامي" في إستانبول، ومجلة Die islamische Welt’ بالألمانية، كما اشترك مع بعض رجال الحزب الوطني في إصدار مجلة Egypt بسويسرا، وشارك في مؤتمر الدفاع عن الأمم المهضومة الحقوق في استكهولم.

مجلة المراسلات المصرية منشورة عام 1922 حررها عبد العزيز جاويش Abdul-Aziz Schawich
عاد جاويش لتركيا مرة أخرى عام 1341هـ/1922م باستدعاء من أتاتورك حيث عينه رئيسا للجنة الشئون التأليفية الإسلامية بأنقرة، إلا أنه ما لبث أن اختلف معه بسبب إجراءات إلغاء الخلافة فعاد لمصر وكتب مقالا بعنوان "تجديد العهد" فسمحت له الحكومة المصرية بالإقامة في مصر، كما عينته الحكومة مراقبا عاما للتعليم الأولي بوزارة المعارف العمومية اعترافا بمكانته التربوية.

الإصلاح الاجتماعي
تأثر جاويش بأستاذه محمد عبده، إذ كان حريصا على حضور دروسه في التفسير، فسلك طريقة أستاذه في الكتابة فكتب كتابه الشهير "الإسلام دين الفطرة" عام 1323هـ/1905م في لندن، متبعا فيه طريقة الإمام في البحث الديني، واستشهد كثيرا بآرائه. ويكشف الكتاب عن مرامي الدين الإسلامي التي يتم بها إصلاح العقيدة، وقد استخرج أهداف الإصلاح من أسرار هذا الدين. واستوحى جاويش اسم الكتاب من قول أحد طلبته الإنجليز أثناء تدريسه بلندن: "يخيل إلي يا شيخ أن هذا الدين لا ينافي الفطرة".. فسعى لتأصيل المفاهيم حول الإسلام وبيان أثر القرآن في تحرير الجنس البشري. حين نفدت طبعته الأولى قامت جريدة "المؤيد" بنشره كاملا في نفس السنة، ثم أعيد طبعه أكثر من مرة، وترجم إلى اللغة الإنجليزية.

أما في مجال الإصلاح الاجتماعي فقد دعا جاويش إلى ترابط رؤوس الأموال الصغيرة وإنشاء مصرف وطني، وكتب في محاربة الخمر كتابه "أذى الخمر ومضاره"، وارتفع صوته بضرورة العناية بالمرأة وتعليمها وإصلاح أحوالها ورفع شأنها، وعارض زواج المصريين من الأجنبيات.

وتحت عنوان "وجوب مراعاة أحوال الزمان والمكان في تطبيق أحكام الشريعة الغراء" ألقى جاويش خطبته الجامعة بمؤتمر الإصلاح العام الذي عقدته الحكومة المصرية بمصر الجديدة، كما شارك في إنشاء جمعية الشبان المسلمين بالقاهرة وانتخب وكيلا لها.

كانت سنوات حياته الأخيرة حافلة بشتى الأعمال التي لا تنسى له؛ فقد رعى أسرتي الزعيم الراحل محمد فريد والكاتب أمين الرافعي، ولم يترك قلمه ولم يتخل عن الجهر بالحق حتى وافته المنية في 13 من شعبان 1347هـ الموافق 25 يناير 1929م.

كتب ودراسات عنه
عبد العزيز جاويش: من رواد التربية والصحافة والاجتماع، أنور الجندي، سلسلة أعلام العرب، الدار القومية للطباعة والنشر، مصر، د.ت.
كتبه
الإسلام دين الفطرة و الحرية 1968
أقواله
إن لله رجالاً تخلد حياتهم إذا ماتوا ، و يزيدون ظهوراً إذا قبروا ، كما أن للنار أناساً يموتون و هم أحياء ، و يقبرون في ظلمات أعمالهم و هم على الأرض يعيشون
الترتيب:

#6K

1 مشاهدة هذا اليوم

#60K

7 مشاهدة هذا الشهر

#41K

6K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 232.
المتجر أماكن الشراء
أنور الجندي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية