📘 ❞ أبوبكر الصديق ❝ كتاب ــ محمد رضا اصدار 2009

عصر الخلافة الإسلامية - 📖 ❞ كتاب أبوبكر الصديق ❝ ــ محمد رضا 📖

█ _ محمد رضا 2009 حصريا كتاب أبوبكر الصديق عن كتب عربية للنشر الإلكتروني 2024 الصديق: أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ (50 ق هـ 13هـ 573م 634م) هو أولُ الخُلفاء الراشدين وأحد العشرة المُبشرين بالجنَّة وهو وزيرُ الرسول مُحمد وصاحبهُ ورفيقهُ عند هجرته إلى المدينة المنورة يَعدُّه أهل السنة والجماعة خيرَ الناس بعد الأنبياء والرسل وأكثرَ الصَّحابة إيمانًا وزهدًا وأحبَّ النبي زوجته عائشة عادة ما يُلحَق اسمُ بكرٍ بلقب لقبٌ لقَّبه إياه لكثرةِ تصديقه ولد بكر الصدِّيق مكة سنة عام الفيل بسنتين وستة أشهر وكان من أغنياء قُريش الجاهليَّة فلما دعاه الإسلام أسلمَ دون تردد فكان أول أسلم مِن الرجال الأحرار ثم هاجر مُرافقًا للنبي وشَهِد غزوة بدر والمشاهد كلها مع ولما مرض مرضه الذي مات فيه أمر أبا أن يَؤمَّ الصلاة توفي يوم الإثنين 12 ربيع الأول 11هـ وبويع بالخِلافة اليوم نفسه فبدأ بإدارة شؤون الدولة الإسلامية تعيين الولاة والقضاء وتسيير الجيوش وارتدت كثير القبائل العربية فأخذ يقاتلها ويُرسل لمحاربتها حتى أخضع الجزيرة بأكملها تحت الحُكم الإسلامي انتهت حروب الرِّدة بدأ بتوجيه لفتح العراق وبلاد الشَّام ففتح مُعظم وجزءًا كبيرًا أرض 22 جمادى الآخرة عمره ثلاثاً وستين فخلفه بعده عمر الخطَّاب كان إسلام وليد رحلة طويلة البحث الدين يراه الحق والذي ينسجم برأيه الفطرة السليمة ويلبي رغباتها فقد كان بحكم عمله التجاري الأسفار قطع الفيافي والصحاري والمدن والقرى وتنقل شمالها جنوبها ومن شرقها غربها واتصل اتصالاً وثيقاً بأصحاب الديانات المختلفة وبخاصة النصرانية وقد حدث ذلك فقال: كنت جالساً بفناء الكعبة زيد عمرو نفيل قاعداً فمر أمية الصلت «كيف أصبحت يا باغي الخير؟» قال: «بخير» «وهل وجدت؟» «لا» فقال: كل دين القيامة إلا ما مضى الحنيفية بورُ أما إن هذا يُنتظر منا أو منكم يقول بكر: ولم أكن سمعت قبل بنبي ويُبعث فخرجت أريد ورقة نوفل النظر السماء همهمة الصدر فاستوقفته قصصت عليه الحديث «نعم ابن أخي إنا أهلُ الكتب والعلوم ألا أوسط العرب نسباً ولي علم بالنسب وقومك نسباً» قلت: «يا عم وما النبي؟» «يقول قيل له إلا أنه لا يظلم ولا يظالم» بُعث رسول صلى وسلم آمنت به وصدقته وقد يَعرف محمداً معرفة عميقة الجاهلية وكانت الصلة بينهما قوية ذكر إسحاق وغيره صاحب البعثة يعلم صدقه وأمانته وحسن سجيته وكرم أخلاقه يمنعه الكذب قال إسحاق: «ثم لقي «أحق تقول قريش محمد؟ تركك آلهتنا وتسفيهك عقولنا وتكفيرك آبائنا؟» فقال وسلم: «بلى إني ونبيه بعثني لأبلغ رسالته وأدعوك بالحق فوالله إنه للحق أدعوك وحده شريك تعبد غيره والموالاة طاعته» وقرأ القرآن فلم يقر ينكر فأسلم وكفر بالأصنام وخلع الأنداد وأقر بحق ورجع مؤمن مصدق» روي «ما دعوت أحداً كانت عنده كبوة وتردد ونظر عكم عنه حين ذكرته فيه» كما «إن إليكم فقلتم كذبت وقال صدق وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟» مرتين فكان وبذلك إبراهيم النخعي وحسان ثابت وابن عباس وأسماء بنت ومحمد سيرين المشهور جمهور وروى الإمام أحمد ماجه مسعود «أول أظهر سبعة: وأبو وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد فأما فمنعه بعمه وأما منعه بقومه سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم الشمس» جمع حنيفة بين الأقوال ذِكر بأن النساء خديجة خويلد الموالي حارثة الغلمان علي طالب ويُقال فعن أرقم الصديق» وعندما سُرَّ النبيُّ محمدٌ سروراً كبيراً السيدة أنها قالت: «خرج يريد صديقاً فلقيه القاسم فقدت مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها» «إني الله» فرغ كلامه فانطلق الأخشبين أحد أكثر منه بإسلام بكر» الدعوة الإسلام بعد يدعو مَن وثق قومه ممن يغشاه ويجلس إليه يديه: الزبير العوام وعثمان عفان وطلحة عبيد وسعد وقاص وعبد الرحمن عوف فانطلقوا ومعهم فعرض عليهم وأنبأهم فآمنوا جاء بعثمان مظعون وأبي عبيدة الجراح سلمة الأسد والأرقم الأرقم فأسلموا دعا أسرته وعائلته فأسلمت بناته أسماء وعائشة وابنه وزوجته أم رومان وخادمه عامر فهيرة ولما اجتمع أصحاب وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً ألحَّ الظهور قليل» يزل يلح ظهر وتفرق المسلمون نواحي المسجد كل رجل عشيرته وقام خطيباً والرسول جالس أولَ خطيب وثار وعلى المسلمين فضربوه ضرباً شديداً ووُطئ وضُرب ودنا عتبة ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويحرفهما لوجهه ونزا بطن يُعرف وجهُه أنفه وجاءت بنو تيم يتعادون فأجْلَت المشركين وحملت ثوب أدخلوه منزله يشُكُّون موته رجعت فدخلوا وقالوا: والله لئن لنقتلن فرجعوا قحافة (والد بكر) وبنو يكلمون أجاب فتكلم آخر النهار فعل وسلم؟» فمسوا بألسنتهم وعذلوه وقالوا لأمه الخير: «انظري تطعميه شيئاً تسقيه إياه» خلت ألحت وجعل يقول: فقالت: «والله بصاحبك» «اذهبي جميل الخطاب فاسأليها عنه» جاءت (وكانت تخفي إٍسلامها) يسألك أعرف وإن تحبين أذهب معك ابنك؟» «نعم» فمضت معها وجدت صريعاً دنفاً فدنت وأعلنت بالصياح وقالت: قوماً نالوا منك لأهلُ فسق إنني لأرجو ينتقم لك منهم» «فما «هذه أمك تسمع» «فلا شيء عليك منها» «سالمٌ صالحٌ» «أين هو؟» «في دار الأرقم» «فإن لله أذوق طعاماً أشرب شراباً آتي وسلم» فأمهلتا إذا هدأت الرِّجل وسكن خرجتا يتكئ عليهما أدخلتاه فأكب الرسولُ فقبله وأكب ورق رقةً شديدةً «بأبي وأمي ليس بي بأس نال الفاسق وجهي وهذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها وادع لها عسى يستنقذها بك النار» فدعا ودعاها مساعدة المستضعفين تضاعف أذى للرسول وأصحابه انتشار الدعوة وخاصة معاملة المستضعفين تعرض بلال رباح لعذاب عظيم يكن ظهرٌ يسنده عشيرةٌ تحميه سيوفٌ تذود فعندما سيده خلف بأنه راح يهدده تارة ويغريه أخرى فأبى يترك فحنق وقرر يعذبه عذاباً فأخرجه شمس الظهيرة الصحراء منع الطعام والشراب يوماً وليلة ألقاه ظهره فوق الرمال المحرقة الملتهبة غلمانه فحملوا صخرة عظيمة وضعوها صدر مقيد اليدين له: «لا تزال هكذا تموتَ تكفرَ بمحمد وتعبدَ اللات والعزى» وأجاب بلال: «أحدٌ أحدٌ» وبقي مدة يعذب بلالاً بتلك الطريقة البشعة عندما بذلك قصد موقع التعذيب وفاوض «ألا تتقي المسكين؟ متى؟» «أنت أفسدته فأنقذه مما ترى» «أفعل عندي غلام أسود أجلد وأقوى دينك أعطيكه به» «قد قبلت» «هو لك» فأعطاه غلامه وأخذه فأعتقه وفي رواية أخرى: اشتراه بسبع أواق بأربعين أوقية ذهباً واستمر شراء العبيد والإماء والمملوكين والمسلمات وعتقهم ومنهم: وأم عبيس (أو عميس) وزنيرة أصيب بصرها أعتقها فقالت قريش: بصرَها «كذبوا وبيت تضر والعزى تنفعان» فرد أعتق النهدية وبنتها وابتاع جارية بني مؤمل مسلمة فأعتقها أيضا عصر الخلافة مجاناً PDF اونلاين هي نظام الحكم الشريعة يقوم استخلاف قائد مسلم ليحكمها بالشريعة وسميت بالخلافة لأن الخليفة قائدهم يخلف لتولي قيادة والدولة وعليه فإن غاية تطبيق أحكام وتنفيذها وحمل العالم بالدعوة والجهاد بينما أغلب فرق الشيعة كالإمامية والإسماعيلية موضوع أوسع الحكومة فالخلافة عندهم إمامة والخليفة إمام وهي امتداد للنبوة وكلام وفعله وإقراره حجة ويجب الأخذ حيث اتفق علماؤهم يساوي العصمة والإطلاع حقائق الأمور يتنزل الوحي وإنما يتلقى فالخليفة بتعيينه حاكماً الأمة وعند يشترط يكون يطبق الآن منذ سقوط السلطان العثماني 1924م

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
أبوبكر الصديق
كتاب

أبوبكر الصديق

ــ محمد رضا

صدر 2009م عن كتب عربية للنشر الإلكتروني
أبوبكر الصديق
كتاب

أبوبكر الصديق

ــ محمد رضا

صدر 2009م عن كتب عربية للنشر الإلكتروني
عن كتاب أبوبكر الصديق:
أبو بَكر الصّدِّيق عبد الله بن أبي قُحافة التَّيمي القُرَشيّ (50 ق هـ - 13هـ / 573م - 634م) هو أولُ الخُلفاء الراشدين، وأحد العشرة المُبشرين بالجنَّة، وهو وزيرُ الرسول مُحمد وصاحبهُ، ورفيقهُ عند هجرته إلى المدينة المنورة. يَعدُّه أهل السنة والجماعة خيرَ الناس بعد الأنبياء والرسل، وأكثرَ الصَّحابة إيمانًا وزهدًا، وأحبَّ الناس إلى النبي مُحمد بعد زوجته عائشة. عادة ما يُلحَق اسمُ أبي بكرٍ بلقب الصّدِّيق، وهو لقبٌ لقَّبه إياه النبي مُحمد لكثرةِ تصديقه إياه.

ولد أبو بكر الصدِّيق في مكة سنة 573م بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر، وكان من أغنياء قُريش في الجاهليَّة، فلما دعاه النبي مُحمد إلى الإسلام أسلمَ دون تردد، فكان أول من أسلم مِن الرجال الأحرار. ثم هاجر أبو بكر مُرافقًا للنبي مُحمد من مكة إلى المدينة، وشَهِد غزوة بدر والمشاهد كلها مع النبي مُحمد، ولما مرض النبي مرضه الذي مات فيه أمر أبا بكر أن يَؤمَّ الناس في الصلاة. توفي النبي مُحمد يوم الإثنين 12 ربيع الأول سنة 11هـ، وبويع أبو بكر بالخِلافة في اليوم نفسه، فبدأ بإدارة شؤون الدولة الإسلامية من تعيين الولاة والقضاء وتسيير الجيوش، وارتدت كثير من القبائل العربية عن الإسلام، فأخذ يقاتلها ويُرسل الجيوش لمحاربتها حتى أخضع الجزيرة العربية بأكملها تحت الحُكم الإسلامي، ولما انتهت حروب الرِّدة، بدأ أبو بكر بتوجيه الجيوش الإسلامية لفتح العراق وبلاد الشَّام، ففتح مُعظم العراق وجزءًا كبيرًا من أرض الشَّام. توفي أبو بكر يوم الإثنين 22 جمادى الآخرة سنة 13هـ، وكان عمره ثلاثاً وستين سنة، فخلفه من بعده عمر بن الخطَّاب.

كان إسلام أبي بكر وليد رحلة طويلة في البحث عن الدين الذي يراه الحق، والذي ينسجم برأيه مع الفطرة السليمة ويلبي رغباتها، فقد كان بحكم عمله التجاري كثير الأسفار، قطع الفيافي والصحاري، والمدن والقرى في الجزيرة العربية، وتنقل من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، واتصل اتصالاً وثيقاً بأصحاب الديانات المختلفة وبخاصة النصرانية، وقد حدث أبو بكر عن ذلك فقال: كنت جالساً بفناء الكعبة، وكان زيد بن عمرو بن نفيل قاعداً، فمر أمية بن أبي الصلت، فقال: «كيف أصبحت يا باغي الخير؟»، قال: «بخير»، قال: «وهل وجدت؟»، قال: «لا»، فقال:


كل دين يوم القيامة إلا ما مضى في الحنيفية بورُ

أما إن هذا النبي الذي يُنتظر منا أو منكم، يقول أبو بكر: ولم أكن سمعت قبل ذلك بنبي يُنتظر ويُبعث، فخرجت أريد ورقة بن نوفل، وكان كثير النظر إلى السماء كثير همهمة الصدر، فاستوقفته، ثم قصصت عليه الحديث، فقال: «نعم يا ابن أخي، إنا أهلُ الكتب والعلوم، ألا إن هذا النبي الذي يُنتظر من أوسط العرب نسباً -ولي علم بالنسب- وقومك أوسط العرب نسباً»، قلت: «يا عم، وما يقول النبي؟»، قال: «يقول ما قيل له، إلا أنه لا يظلم ولا يظلم ولا يظالم»، فلما بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم آمنت به وصدقته.

وقد كان أبو بكر يَعرف النبي محمداً معرفة عميقة في الجاهلية، وكانت الصلة بينهما قوية، وقد ذكر ابن إسحاق وغيره أنه كان صاحب النبي محمد قبل البعثة، وكان يعلم من صدقه وأمانته وحسن سجيته وكرم أخلاقه ما يمنعه من الكذب على الناس. قال ابن إسحاق: «ثم إن أبا بكر الصدِّيق لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أحق ما تقول قريش يا محمد؟ مِن تركك آلهتنا، وتسفيهك عقولنا، وتكفيرك آبائنا؟»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلى، إني رسول الله ونبيه، بعثني لأبلغ رسالته وأدعوك إلى الله بالحق، فوالله إنه للحق، أدعوك يا أبا بكر إلى الله وحده لا شريك له، ولا تعبد غيره، والموالاة على طاعته»، وقرأ عليه القرآن، فلم يقر ولم ينكر، فأسلم وكفر بالأصنام، وخلع الأنداد وأقر بحق الإسلام، ورجع أبو بكر وهو مؤمن مصدق». وقد روي عن النبي محمد أنه قال: «ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنده كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر ما عكم عنه حين ذكرته، ولا تردد فيه». كما روي عن النبي أنه قال: «إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت، وقال أبو بكر صدق، وواساني بنفسه وماله، فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟» مرتين.

فكان أبو بكر أول من أسلم من الرجال الأحرار، وبذلك قال إبراهيم النخعي وحسان بن ثابت وابن عباس وأسماء بنت أبي بكر ومحمد بن سيرين، وهو المشهور عن جمهور أهل السنة. وروى الإمام أحمد ومحمد بن ماجه عن ابن مسعود أنه قال: «أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر منعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس». وقد جمع الإمام أبو حنيفة بين الأقوال المختلفة في ذِكر أول من أسلم بأن أول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر، ومن النساء خديجة بنت خويلد، ومن الموالي زيد بن حارثة، ومن الغلمان علي بن أبي طالب. ويُقال أن أبا بكر أول من صلى مع النبي محمد، فعن زيد بن أرقم أنه قال: «أول من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق».

وعندما أسلم أبو بكر سُرَّ النبيُّ محمدٌ سروراً كبيراً، فعن السيدة عائشة أنها قالت: «خرج أبو بكر يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان له صديقاً في الجاهلية، فلقيه فقال: «يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها»، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني رسول الله أدعوك إلى الله»، فلما فرغ كلامه أسلم أبو بكر، فانطلق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بين الأخشبين أحد أكثر سروراً منه بإسلام أبي بكر».

الدعوة إلى الإسلام
بعد إسلام أبي بكر، بدأ يدعو إلى الإسلام مَن وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه، فأسلم على يديه: الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، فانطلقوا إلى النبي محمد ومعهم أبو بكر، فعرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن وأنبأهم بحق الإسلام فآمنوا، ثم جاء بعثمان بن مظعون، وأبي عبيدة بن الجراح، وأبي سلمة بن عبد الأسد، والأرقم بن أبي الأرقم فأسلموا، كما دعا أبو بكر أسرته وعائلته، فأسلمت بناته أسماء وعائشة، وابنه عبد الله، وزوجته أم رومان، وخادمه عامر بن فهيرة.

ولما اجتمع أصحاب النبي محمد، وكانوا ثمانية وثلاثين رجلاً، ألحَّ أبو بكر على النبي في الظهور، فقال: «يا أبا بكر إنا قليل»، فلم يزل أبو بكر يلح حتى ظهر الرسول، وتفرق المسلمون في نواحي المسجد كل رجل في عشيرته، وقام أبو بكر في الناس خطيباً والرسول جالس، فكان أولَ خطيب دعا إلى الإسلام، وثار المشركون على أبي بكر وعلى المسلمين، فضربوه في نواحي المسجد ضرباً شديداً، ووُطئ أبو بكر وضُرب ضرباً شديداً، ودنا منه عتبة بن ربيعة فجعل يضربه بنعلين مخصوفتين ويحرفهما لوجهه، ونزا على بطن أبي بكر، حتى ما يُعرف وجهُه من أنفه، وجاءت بنو تيم يتعادون، فأجْلَت المشركين عن أبي بكر، وحملت بنو تيم أبا بكر في ثوب حتى أدخلوه منزله، ولا يشُكُّون في موته، ثم رجعت بنو تيم فدخلوا المسجد وقالوا: والله لئن مات أبو بكر لنقتلن عتبة بن ربيعة، فرجعوا إلى أبي بكر، فجعل أبو قحافة (والد أبي بكر) وبنو تيم يكلمون أبا بكر حتى أجاب، فتكلم آخر النهار فقال: «ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟»، فمسوا منه بألسنتهم وعذلوه، وقالوا لأمه أم الخير: «انظري أن تطعميه شيئاً أو تسقيه إياه»، فلما خلت به ألحت عليه، وجعل يقول: «ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟»، فقالت: «والله ما لي علم بصاحبك»، فقال: «اذهبي إلى أم جميل بنت الخطاب فاسأليها عنه»، فخرجت حتى جاءت أم جميل (وكانت تخفي إٍسلامها)، فقالت: «إن أبا بكر يسألك عن محمد بن عبد الله»، فقالت: «ما أعرف أبا بكر ولا محمد بن عبد الله، وإن كنت تحبين أن أذهب معك إلى ابنك؟»، قالت: «نعم»، فمضت معها حتى وجدت أبا بكر صريعاً دنفاً، فدنت أم جميل، وأعلنت بالصياح وقالت: «والله إن قوماً نالوا منك لأهلُ فسق وكفر، إنني لأرجو أن ينتقم الله لك منهم»، قال: «فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟» قالت: «هذه أمك تسمع»، قال: «فلا شيء عليك منها»، قالت: «سالمٌ صالحٌ»، قال: «أين هو؟»، قالت: «في دار الأرقم»، قال: «فإن لله علي أن لا أذوق طعاماً ولا أشرب شراباً أو آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم»، فأمهلتا حتى إذا هدأت الرِّجل وسكن الناس خرجتا به يتكئ عليهما، حتى أدخلتاه على الرسول محمد، فأكب عليه الرسولُ فقبله، وأكب عليه المسلمون، ورق له الرسولُ محمدٌ رقةً شديدةً، فقال أبو بكر: «بأبي وأمي يا رسول الله، ليس بي بأس إلا ما نال الفاسق من وجهي، وهذه أمي برة بولدها وأنت مبارك فادعها إلى الله، وادع الله لها عسى الله أن يستنقذها بك من النار»، فدعا لها النبي محمد ودعاها إلى الله فأسلمت.

مساعدة المسلمين المستضعفين
تضاعف أذى المشركين للرسول محمد وأصحابه مع انتشار الدعوة الإسلامية في مكة، وخاصة في معاملة المستضعفين من المسلمين، وقد تعرض بلال بن رباح لعذاب عظيم، ولم يكن له ظهرٌ يسنده، ولا عشيرةٌ تحميه، ولا سيوفٌ تذود عنه.

فعندما علم سيده أمية بن خلف بأنه أسلم، راح يهدده تارة ويغريه تارة أخرى، فأبى بلال أن يترك الإسلام، فحنق عليه أمية بن خلف وقرر أن يعذبه عذاباً شديداً، فأخرجه إلى شمس الظهيرة في الصحراء بعد أن منع عنه الطعام والشراب يوماً وليلة، ثم ألقاه على ظهره فوق الرمال المحرقة الملتهبة، ثم أمر غلمانه فحملوا صخرة عظيمة وضعوها فوق صدر بلال وهو مقيد اليدين، ثم قال له: «لا تزال هكذا حتى تموتَ أو تكفرَ بمحمد وتعبدَ اللات والعزى»، وأجاب بلال: «أحدٌ أحدٌ»، وبقي أمية بن خلف مدة وهو يعذب بلالاً بتلك الطريقة البشعة،

عندما علم أبو بكر بذلك قصد موقع التعذيب، وفاوض أمية بن خلف وقال له: «ألا تتقي الله في هذا المسكين؟ حتى متى؟» قال: «أنت أفسدته فأنقذه مما ترى»، فقال أبو بكر: «أفعل، عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك، أعطيكه به»، قال: «قد قبلت»، فقال: «هو لك»، فأعطاه أبو بكر غلامه ذلك وأخذه فأعتقه، وفي رواية أخرى: اشتراه بسبع أواق أو بأربعين أوقية ذهباً.

واستمر أبو بكر بعد ذلك في شراء العبيد والإماء والمملوكين من المسلمين والمسلمات وعتقهم، ومنهم: عامر بن فهيرة، وأم عبيس (أو أم عميس)، وزنيرة، وقد أصيب بصرها حين أعتقها فقالت قريش: «ما أذهب بصرَها إلا اللات والعزى»، فقالت: «كذبوا، وبيت الله ما تضر اللات والعزى وما تنفعان»، فرد الله بصرها، كما أعتق النهدية وبنتها، وابتاع جارية بني مؤمل وكانت مسلمة فأعتقها أيضا.
الترتيب:

#116

1 مشاهدة هذا اليوم

#15K

37 مشاهدة هذا الشهر

#27K

9K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 231.
المتجر أماكن الشراء
محمد رضا ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
كتب عربية للنشر الإلكتروني 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث