█ _ محمد بن صالح العثيمين 2016 حصريا كتاب ❞ تفسير القرآن الكريم سورة غافر ❝ عن مؤسسة الشيخ الخيرية 2025 غافر: مكية إلا الآيات 56 و57 فهي مدنية السورة من المثاني آياتها 85 وترتيبها المصحف 40 الجزء الرابع والعشرين بدأت بحروف مقطعة وهي مجموعة سور "الحواميم" التي تبدأ Ra bracket png حم Aya 1 La نزلت بعد الزمر وتسمى المؤمن لذكر قصة مؤمن آل فرعون التسميَــة سميت "سورة غافر" لأن الله ذكر هذا الوصف الجليل الذي هو صفات الحسنى مطلع الكريمة ﴿غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ﴾[40:3] وكرر المغفرة دعوة الرجل ﴿وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار﴾[40:42] ما تتضمن السورة سورة مكيّة أكثر فيها دعاء فقد ابتدأت بذكر صفتين رحمة ومغفرته الذَّنبِ ثم أعقبت بدعوة الملائكة للمؤمنين ﴿الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ﴾ [40:7] وفيها عباده لدعائه وأعقب الدعاء بالاستجابة ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [40:60] بالدعاء له وهو يضمن لهم الإجابة فهو الذنب وقابل التوب والسورة تتحدث نماذج أناس دعوا والأهم أنهم فوّضوا أمرهم لله الداعي قد يواجه بالأذى ممن يدعوهم ولهذا يحتاج أن يفوض أمره يبذل كل ما بوسعه سبيل الدعوة ومن هذه النماذج نموذج موسى دعوته لفرعون الطاغية الجبّار وقومه وقد جابه حتى كاد يقتله فوّض فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ26وَقَالَ عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ27﴾ [40:26—27] وفي الموقف الصعب يظهر رجل يكتم إيمانه وهذه المرة الأولى يحدثنا مع تكررت كثيراً لكن وجود الجزئية القصة هنا يخدم هدف تماماً وهذا جادل بأساليب متعددة: باستخدام المنطق رَجُلٌ مُؤْمِنٌ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ﴾ [40:28] باستخدام العاطفة ﴿يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فَمَنْ يَنْصُرُنَا بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ﴾ [40:29] اللافت أنه نسب الملك أي لآل ﴿لكم الملك﴾[40:29] ولمّا تحدث العذاب شمل نفسه معهم ﴿فمن ينصرنا بأس الله﴾[40:29] إظهاراً للمودة وحب الخير لقومه الحبّ والخوف عليهم والحرص نجاتهم آَمَنَ يَا عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ30مِثْلَ دَأْبِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ بَعْدِهِمْ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ31﴾ [40:30—31] التاريخ ﴿وَلَقَدْ يُوسُفُ قَبْلُ فَمَا زِلْتُمْ شَكٍّ مِمَّا حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ مُرْتَابٌ﴾ [40:34] التذكير بتاريخ سبق وصنيعهم رسولهم للعبرة والاتعاظ ثم ذكّر بيوم القيامة وبلقاء لأنها أهم الأسباب ترقق القلب ﴿وَيَا يَوْمَ التَّنَادِ﴾ [40:32] كلمة ﴿التناد﴾ وصف يوم ليظهر لنا صورة كيف ينادي الناس بعضهم البعض الحشر العظيم الهائل وحرصه ﴿يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مِنَ عَاصِمٍ يُضْلِلِ لَهُ هَادٍ﴾ [40:33] عاد العقل لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي النَّارِ﴾ [40:41] للتفويض مرة ثانية جادلهم بكل الوسائل الممكنة فلمّا ﴿فَسَتَذْكُرُونَ أَقُولُ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [40:44] جاء الرد ﴿فَوَقَاهُ سَيِّئَاتِ مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ سُوءُ الْعَذَابِ﴾ [40:45] وكذلك الْحِسَابِ﴾ [40:27] الملخص هذه تعالج قضية الحق والباطل الإيمان والكفر والتكذيب وأخيراً العلو الأرض والتجبر بغير وبأس يأخد العالين والمتجبرين ثنايا القضية تلم بموقف المؤمنين المهتدين الطائعين ونصر إياهم واستغفار وما ينتظرهم الآخرة نعيم جو كله – كأنه جو معركة المعركة بين وبين والطغيان المتكبرين يأخدهم بالمار والتنكيل تنسم خلال الجو نسمات الرحمة والرضوان حين يجيء المؤمنين! ذلك يتمثل عرض مصارع الغابرين كما مشاهد –هذه وتلك تتناثر سياق وتتكرر بشكل ظاهر وتفرض صورها العنيفة المرهوبة المخيفة متناسقة مشتركة طبع بطابع العنف والشدة ولعله مما يتفق السمة افتتاح السورة: التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ إِلَهَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ﴾ [40:3] فكأنما هي مطارق منتظمة الجرس كذلك نجد البأس وبأسنا مكرر تتردد مي مواضع متفرقة وهناك غيرها ألفاظ الشدة والعنف بلفظها أو بمعناها كلها تبدو كأنها تقع البشري وتؤثر فيه بعنف تعرض ومصارع ترق أحياناُ فتتحول لمسات وإيقاعات تمس برفق وعي حملة العرش حوله يدعون ربهم ليتكرم الكونية والآيات الكامنة النفس البشرية وتضرب بعض الأمثال ترسم من الغابرين: ﴿كذبت قبلهم قوم نوح والأحزاب بعدهم﴾[40:5] ومن القيامة: ﴿وأنذرهم الآزفة إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين﴾[40:18] اللمسات الندية مشهد دعائهم الخاشع المنيب: ﴿الذين يحملون يسبحون بحمد ربهم﴾[40:7] الموحية أيات الأنفس الآفاق: ﴿هو خلقكم تراب نطفة علقة يخرجكم طفلا لتبلغوا أشدكم لتكونوا شيوخاً ومنكم يتوفى قبل﴾[40:67] ويجري موضوعاتها أربعة أشواط يبدأ الشوط الأول منها بافتتاح بالأحرف المقطعة: ﴿حم1تَنْزِيلُ الْكِتَابِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ2﴾ [40:1—2] تقرر الوجود مستسلم والكفار موقف الذلة والانكسار يقرون بذنبهم ويعترفون بربهم فلا ينفعهم الاعتراف ويبدأ الثاني بلفتة وتعرض وهامان وقارون والحوار الذين استكبروا خزنة جهنم وقي ظل المشهد يوجه رسوله ﷺ الصبر والثقة بوعد والتوجه ربه بالتسبيح والحمد والاستغفار فأما الثالث فيبدأ بتقرير يجادلون آيات حجه ولا برهان إنما يدفعهم لهذا كبر نفوسهم وهم أصغر وأضأل الكبر ويوجه أخرى بأن وعد حق سواء أبقاه يشهد يعدهم توفاه قبل يراه والشوط الأخير يتصل بالشوط فبعد توجيه الرسول للصبر والانتظار يذكر أرسل رسلاً قبله كثيرين: ﴿وما كان لرسول يأتي بآية بإذن الله﴾[40:78] ويصور ختام نهاية ويتفق وظلها وطابعها الأصيل التفاسير القرآنية مجاناً PDF اونلاين علم التفسير توضيح الشيء وبيان معناه اهتم به المسلمون لفهم هذا الركن خاص بكتب مجانيه للتحميل