█ _ محمد الغزالى السقا 2005 حصريا كتاب الفساد السياسي المجتمعات العربية والإسلامية أزمة الشورى عن دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع 2024 الشورى: إن السياسى مرض قديم فى تاريخ البشرية عامة والشعوب خاصة ولقد سبقتنا أوروبا إلى تقليم أظافر حكامها ووضعت دساتير دقيقة لضبط مسالك حكامهم حتى صار الحكم عندهم خدمة يختار لها الأكفأ ويراقب الحاكم من خلال أجهزة يقظة ويطرد بلا كرامة بدا منه ما يريب أما الدول فإن بقى أغلب ربوعه الآن وما يثير الدهشة هو الاختلاف الكبير بين تعاليم الإسلام وأحوال المسلمين يستعرض الشيخ كتابه (الفساد والإسلامية) أحوال الشعوب الإسلامية يفرضه الحكام مسئوليات تجاه وكيف تكون الصحيحة؟ يكون ظل كتب السياسة الشرعية مجاناً PDF اونلاين باب أبواب العلم والفقه الدين وفي قيادة الأمة وتحقيق مصالحها الدينية الدنيوية جليل القدر عظيم النفع أفرده جماعة العلماء بالتصنيف القديم والحديث وانتشرت كثير مباحثه أو مسائلة بطون التفسير والتاريخ وشروح الحديث وهذا الباب خطره ينتج الغلط فيه وعدم الفهم له شر مستطير والخطأ التفريط كالخطأ الإفراط؛ إذ كلاهما يقود نتائج مرذولة غير مقبولة وقد وضح ذلك شيخ ابن القيم فقال: 'وهذا موضع مزلة أقدام ومضلة أفهام وهو مقام ضنك ومعترك صعب فرط طائفة فعطلوا الحدود وضيعوا الحقوق وجرءوا أهل الفجور وجعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد محتاجة غيرها وسدوا نفوسهم طرقًا صحيحة طرق معرفة الحق والتنفيذ وعطلوها وأفرطت أخرى قابلت هذه الطائفة فسوغت ينافي حكم الله ورسوله وكلتا الطائفتين أتيت تقصيرها بعث به رسوله وأنزل كتابه' وإدراكًا منَّا لأهمية هذا وموقعه وحاجة الناس إليه فقد رأينا أن نجعل زاوية دورية المجلة؛ سائلين تعالى يتحقق المقصود منها وأن بالدور المراد الوجه الذي يحب ربنا ويرضى وراء القصد ـ اللغة: لفظ 'السياسة' لغة العرب محمل بكثير الدلالات والإرشادات والمضامين فهي إصلاح واستصلاح بوسائل متعددة الإرشاد والتوجيه والتأديب والتهذيب والأمر والنهي تنطلق قدرة تعتمد الولاية الرئاسة جاء معاجم اللغة يدل تقدم تاج العروس مادة سوس: 'سست الرعية سياسة' أمرتها ونهيتها والسياسة القيام الشيء بما يصلحه' لسان المادة نفسها: 'السوس: الرياسة وإذا رأسوه قيل سوسوه وأساسوه وسوس أمر بني فلان: أي كلف سياستهم وسُوِّس الرجل لم يسم فاعله: ملك أمرهم وساس الأمر سياسة: قام والسياسة: يصلحه والسياسة: فعل السائس يقال: يسوس الدواب إذا عليها وراضها والوالي رعتيه' والإصلاح ليس مجرد هدف غاية تسعى حركتها لتحقيقه بل نفسها وحقيقتها فقدته فقدت النص الشرعي: لم يرد لفظ ولا شيء مادته سبحانه وتعالى وإن الصلاح والإصلاح والحكم وغير المعاني التي اشتمل وإما السنة قوله صلى عليه وسلم: 'كادت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه ' وقوله 'تسوسهم الأنبياء'؛ أي: تتولى أمورهم كما يفعل الأمراء والولاة بالرعية' ويتبين استخدمت بمعناها اللغوي وهي تعني: القيام شأن قِبَل ولاتهم يصلحهم والإرشاد يحتاج وضع تنظيمات ترتيبات إدارية تؤدي تحقيق مصالح بجلب المنافع الأمور الملائمة ودفع المضار والشرور المنافية وهذا التعريف يبرز الجانب العملي للسياسة فالسياسة هنا إجراءات وأعمال وتصرفات للإصلاح وعلى سياسة تتطلب القدرة القيادة الحكيمة تتمكن طريق إتقان التدبير وحسن التأتي لما يراد فعله تركه بدوره تامة تتطلبه والرئاسة خبرة وحنكة وقدرة استعمال واستغلال الإمكانات المتاحة الأمثل المطلوب وقد كلام لذلك فمن ذلك: قال جرير الطبري ـ رحمه بيان السبب أجله جعل عمر رضي عنه الخلافة الستة الذين اختارهم: 'لم يكن أحد المنزلة والهجرة والسابقة والعقل والعلم والمعرفة بالسياسة؛ للستة شورى بينهم' وقال حجر ـ: 'والذي يظهر سيرة أمرائه كان يؤمرهم البلاد أنه يراعي الأفضل فقط يضم مزيد المعرفة بالسياسة مع اجتناب يخالف الشرع منها' ومما ورد أيضًا شرح قول النبي 'يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم بكفر لنقضت الكعبة فجعلت بابين؛ يدخل وباب يخرجون' والذي ترجم البخاري صحيحه بقوله: ترك بعض الاختيار مخالفة يقصر فهم فيقعوا أشد منه' حجر: 'ويستفاد الإمام رعيته إصلاحهم ولو مفضولاً محرمًا' والسياسة فيما مجالها رحب فسيح ليست مقصورة محجوزة شيء؛ هي 'القيام يحمله العموم والشمول فيعمل بنا كل صاحب ولاية تدبير ولايته وهذا الركن يتضمن الكتب تتحدث الموضوع شتى جوانبه
❞ إن التربية الراشدة الناضجة هى الضمان الأول لكل نهضة , والبيت هو المدرسة الأولى لتلك التربية .. وعندما تكون المرأة صفر العقل والقلب , لا ثقافة في المدرسة .. ولا عبادة في مسجد .. فمن أين تحقق التربية المنشودة ؟!
إنه لا مجتمع يصلح عندما تكون المرأة حيواناً يحسن تقديم الأكل والمتعة .. وحسب ! . ❝
❞ إن الفساد السياسى مرض قديم فى فى تاريخ البشرية عامة والشعوب العربية خاصة، ولقد سبقتنا أوروبا إلى إلى تقليم أظافر حكامها، ووضعت دساتير دقيقة لضبط مسالك حكامهم، حتى صار الحكم عندهم خدمة عامة يختار لها الأكفأ، ويراقب الحاكم من خلال أجهزة يقظة ويطرد بلا كرامة إن بدا منه ما يريب، أما فى الدول العربية والإسلامية فإن الفساد السياسى بقى فى أغلب ربوعه حتى الآن، وما يثير الدهشة هو الاختلاف الكبير بين تعاليم الإسلام وأحوال المسلمين ....
يستعرض الشيخ محمد الغزالى فى كتابه (الفساد السياسى فى المجتمعات العربية والإسلامية) أحوال الشعوب الإسلامية، وما يفرضه الإسلام على الحكام من مسئوليات تجاه الشعوب، وكيف تكون الشورى الإسلامية الصحيحة؟ وكيف يكون الحكم فى ظل تعاليم الإسلام . ❝
❞ وقد تأملت في أحوال ناس يعملون في الحقل الإسلامي , ويتحمسون لنصرة دينهم .. ولكنهم يحملون في دمائهم جراثيم الفوضى القديمة , والجهالة المدمرة .. فأدركت أن هؤلاء يتحركون في مواضعهم , وأنهم يوم يستطيعون نقل أقدامهم فسيتجهون إلى الوراء لا إلى الأمام , وسيضيفون إلى هزائمنا الشائنة هزائم قد تكون أنكى وأخزى . ❝
❞ * الفطرة الانسانية *
سمعت جدالا بين أناس يتحدثون عن حكم لمس المرأة ولمس إحدى السوءتين والأقوال المتضاربة في هذه القضية !!! فقلت لهم:
هذه أحكام تقرر في خفوت، ويذكر الخلاف فيها بكثير من التجاوز وأمرها لا يستحق هذا الحماس و لا ذلك العناد ، فنظروا إلىّ مستنكرين !!!
فقلت لكبيرهم : أتعرف شيئا عن السوءة الكبرى في الإسلام وجاء الرد بسرعة، أي سوءة ؟!!
قلت:ضياع الإسلام فى الأندلس وذهاب ريحه وانتهاء دولته ومحو حضارته !!!
هل درستم أسباب ذلك و أخذتم الحيطة حتى لا تتكرر المأساة ؟!
إننى أدهش عندما يجيئنى متقعر يسألنى :
هل يقضى المأموم الركعة إذا لم يقرأ الفاتحة ولكنه أدرك الإمام راكعا ؟!!
لقد قلت لهذا السائل:الجمهور على أنه لا يقضي !!!
فقال بسماجة : لا، يجب أن يقضي و السنة الصحيحة توجب ذلك !!
قلت له: ما دام يؤثر الرأي الآخر فليقض الركعة !!!
فأراد أن ينشئ معركة علمية في هذه القضية ،
فقلت له بصبر نافد
إن تعلقكم بهذه الخلافات لا مساغ له !!!
أريد أن أسألك : التناصر بين المسلمين واجب ، فكيف ينصر المسلم فى إفريقية أخاه في آسيا ، هل فكرتم في ذلك واكتشفتم وسيلة مادية أو أدبية ؟!
إن الحكومات تعالج شؤونا عادية وعبادية خطيرة، فهل فكرتم فى طريقة لنصحها، وعرض وجوه الرأي عليها،
وإلزامها بالحق إن هي رفضته وتأمين معارضيها إذا فكر مستبد فى إيذائهم.
إن تخلف المسلمين شائن في دنيا الناس فهل فكرتم في أسلوب يكشف عنهم هذا العار ؟!
حتى إذا تقدموا صناعيا وحضاريا أمكنهم أن يدفعوا عن عقائدهم ، ويحموا مساجدهم من نظم تريد إغلاقها، ومنع اسم الله أن يذكر فيها ؟!!
فقال لى المتفقه المغفل: هذه سياسة وأنا أكلمك في الفقه !!!
قلت:أنا أكلمك في الفقه، وأنت وأمثالك صرعى سياسات محقورة شغلت الجماهير بالخلافات الصغيرة حتى يمضى الفجار في طريقهم دون عقبات..
إن الاستبداد السياسى استطاع على تراخى الأيام أن يحذف أبوابا مهمة من قسم المعاملات في فقهنا الضخم !!!
أو أن يجعل حقائقها ضامرة مهزولة لأن الكلام فيها مرهوب النتائج..
ومن ثم طال الحديث في أمور هينة وكثرت فيها التفريعات والأخيلة البعيدة على حين صمت الفقه في الأمور الجلل.وتم البت في قضايا المسلمين العظمى بين جماعات من الفتاك يذكرون أنفسهم وأتباعهم كثيرا ولا يذكرون الله إلا قليلا..
وقد وقعت فواجع في بيئات الحكم يندى لها الجبين وأهيل عليها التراب دون تعليق ، ففى اليمن قتل أمير ـ أو تآمر على قتل تسعة من إخوته حتى تخلص إمامة المسلمين للأخ القاتل وحده !!!
ومطلوب من الفقه الإسلامى أن يشغل بمكان وضع اليدين فى الصلاة! أو برفعهما قبل الركوع !!!
وهي أحكام تتساوى فيها وجهات النظر، ولا يأثم مسلم يجنح فيها إلى السلب أو الإيجاب..
نعم مطلوب منه إفاضة الكلام فى هذه القضايا وتكوين عصابات من الرعاع تشغل المصلين بهذه الأحكام، وتثير بينهم الفتن!!
أما سياسة الحكم والمال فعلاقة الفقه بها مقطوعة وحسب نفر من العلماء المعاصرين أن يرددوا فيها أقوالا سقيمة،
قررها الجبناء الهاربون أو المفكرون القاصرون.
كانت النتيجة المريرة أن حكم المسلمين رجال لا يؤمَنون على شيء، ولا تحركهم إلا غرائز طفولية من جنون العظمة والاستئثار بالسلطة..
ولم تكن القوة المعادية للإسلام غافلة!ومتى غفلت ؟!
إنها بين الحين والحين تنفذ من هذه الثغرة في مجتمعنا لتهلك الحرث والنسل ،و هي تفعل ذلك بأيدينا نحن لا بيد زيد أو عمرو !!!
ومن أعصار طويلة وهذه الفوضى الفكرية تسود العالم الإسلامى وتعوج بخطاه عن بر هدف شريف فإذا قضايا كبيرة تموت مكانها لا يكترث بها أحد ، وإذا أمور توافه يهيج لها الخاصة والعامة !!!
ومضت سنة الله فى أمتنا كما مضت في كل مجتمع مختل، فتدحرجنا من مكان الصدارة إلى ذنب القافلة الإنسانية، وأسأنا إلى ديننا بقدر ما أسأنا إلى أنفسنا !!!
وجاءت ساعات الصحو والمحاسبة وتأنيب الضمير! وبدأنا نغضب لما أصابنا ونأسف لما ضاع منا، فكيف العملّ؟!
البعض يريد السير في ذات الطريق الذى انتهى به إلى الذل.البعض يرفض بكبر غريب أن يعرف لماذا تقدم غيرنا ••
البعض يعجز عن فهم الفطرة الإنسانية ويظن الدين حربا عليها!
•••الغزالى عليه رحمة الله•••
•••كتاب الفساد السياسي في المجتمعات العربية
و الإسلامية••• . ❝
❞ إن الفساد السياسى مرض قديم فى فى تاريخ البشرية عامة والشعوب العربية خاصة، ولقد سبقتنا أوروبا إلى إلى تقليم أظافر حكامها، ووضعت دساتير دقيقة لضبط مسالك حكامهم، حتى صار الحكم عندهم خدمة عامة يختار لها الأكفأ، ويراقب الحاكم من خلال أجهزة يقظة ويطرد بلا كرامة إن بدا منه ما يريب، أما فى الدول العربية والإسلامية فإن الفساد السياسى بقى فى أغلب ربوعه حتى الآن، وما يثير الدهشة هو الاختلاف الكبير بين تعاليم الإسلام وأحوال المسلمين . ❝