📘 ❞ الوضوء من لمس المرأة ❝ كتاب

عن كتاب الوضوء من لمس المرأة:
الوضوء من لمس المرأة

مسألة: الوضوء من لمس المرأة
إعداد ودراسة
عوني أحمد محمد مصاروة
المحاضر في أكاديمية القاسمي

المقدّمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن الفقه الإسلامي له منزلة عظيمة لا تضاهيه منزلة، لا سيما أن فيه بيان لمختلف شؤون حياة المسلم وإجابة عن تساؤلاته والتي يتقرب فيها إلى الله عزّ وجلّ، ولا شك أن علم الفقه المقارن من أجل علوم الفقه الإسلامي، لما فيه من بيان وتوضيح لسمة من سمات هذه الشريعة الغراء بأجلى صورها، وهو اختلاف أقوال العلماء والفقهاء في المسألة الواحدة، وتعدد آرائهم واجتهاداتهم.
ولنعلم يقينا أن اختلاف الفقهاء في مسألة ما، لم يكن أمرا مرادا بعينه أو غاية مقصودة لذاتها، أو تعصبا أعمى وحظا للنفس والهوى، بل ان كل فقيه أيقن أن الحق فيما وصل إليه فهمه واستنباطه من الأدلة التي وصلت إليه، لذلك نرى عظمة هؤلاء الأعلام بأنه لم يكن الواحد منهم يتردد في الرجوع عن رأيه إذا تبيّن له أن الحق خلافه، وما أعظم القاعدة التي وضعها الإمام سيدنا الشافعي رحمه الله عندما قال" إذا صح الحديث فهو مذهبي واضربوا بقولي عرض الحائط ".
لهذا كلّه، وبتوفيق الله أولا، كان لي وقفة مع مسألة " نقض الوضوء بلمس المرأة "، فقد عشت مع هذه المسألة وتمتعت بالتّعرف على أقوال العلماء والفقهاء فيها، واطّلعت على مناقشاتهم وأدلتهم، فحاولت أن أبيّن من خلال عرضها مواضع الإتفاق الإختلاف فيما يخص جوانب هذه المسألة، ثم تعرضت لأقوال العلماء فيها، وأدلة كل فريق منهم، ثم ناقشت هذه الأدلة وفق الضوابط المعمول فيها في بيان قوّة الأدلة أو ضعفها وما ورد في هذا الدليل أو ذاك من توجيهات، ثم خلصت إلى الترجيح في المسألة، ولا أدعي أن ما رجحته صوابا لا يحتمل الخطأ، وإنما كان ترجيحي يعتمد على ما ظهر لي من قوّة الدليل وما يتوافق مع روح الشريعة الغراء ومقاصدها وقواعدها العامة في حياة العباد، لا سيما وأن المسألة المطروحة، تمس حياة الإنسان المسلم في كل لحظة من لحظاتها، وهي مما عمت به البلوى، فكان لازما أن أبيّن وجه الحق والصواب فيها، وأرجو من الله العظيم أن أكون قد وفقت في ذلك.