█ _ محمود درويش 1964 حصريا ديوان أوراق الزيتون عن دار العودة 2023 الزيتون: صدر (أوراق الزيتون) من شعر العام 1964م وهو التفعيلة سوى قصيدتين هما: (ولاء) التي جاءت بحر البسيط المخبون (الموت الغابة) الكامل الأحذِّ المضمر ونعلم أنه الستينيات كان قد انتشر بين الشعراء وجمهور الادب والشعر وفتن به الناس لسهولته لا سيما أن تجربة مضى عليها آنذاك عشرون عاما فقد كانت أول قصيد ة تفعيلة الشعر العربي نظم العلامة عبد الله الطيب وهي (الكأس تحطمت) نظمها لندن عام 1946م ثم انتشرت عند الذين جاءوا بعد هذا التاريخ نظم الشاعر دريش ديوانه الأول نظام ولكنه أحكم الأمر إحكاما جيدا حتى القارئ ليظن هذه القصائد الديوان مقفاة وجارية بحور الخليل بن أحمد لأن قيد عنده بما يشبه قيود المقفَّى أعني بذلك قرّب القوافي أو ما يسميه العروضيون حرف الروي العربى مجاناً PDF اونلاين وله تعريفات عدة وتختلف تبعا لزمانها وقديما عرّف بـ (منظوم القول غلب عليه؛ لشرفه بالوزن والقافية وإن كل علم شعراً) (ابن منظور: لسان العرب) أيضا (هو: النظم الموزون وحده تركّب تركباً متعاضداً وكان مقفى موزوناً مقصوداً ذلك فما خلا القيود بعضها فلا يسمى (شعراً) ولا يُسمَّى قائله (شاعراً) ولهذا ورد الكتاب السنة فليس بشعر لعدم القصد والتقفية وكذلك يجري ألسنة غير قصد؛ لأنه مأخوذ (شعرت) إذا فطنت وعلمت وسمي شاعراً؛ لفطنته وعلمه فإذا لم يقصده فكأنه يشعر به" وعلى فإن يشترط فيه أربعة أركان المعنى والوزن والقصد)(الفيومي) وقال الجرجاني (إن علمٌ علوم العرب يشترك الطبعُ والرّواية والذكاء)
❞ كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما
و كنت أؤلف فقرة حب..
لعينيك.. غنيتها!
أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا
كما انتظر الصيف طائر
و نمت.. كنوم المهاجر
فعين تنام لتصحو عين.. طويلا
و تبكي على أختها ،
حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر
و نعلم أن العناق، و أن القبل
طعام ليالي الغزل
و أن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ
على الدرب يوما جديداً !
صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف
معا نصنع الخبر و الأغنيات
لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير
يسير بنا ؟
و من أين لملم أقدامنا ؟
فحسبي، و حسبك أنا نسير...
معا، للأبد
لماذا نفتش عن أغنيات البكاء
بديوان شعر قديم ؟
و نسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟
أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء
و حب الفقير الرغيف !
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة
وجدنا غريبين يوما
و نبقى رفيقين دوما . ❝
❞ يا دامي العينين والكفين
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
ولا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تجف
ستملأ الوادي سنابل . ❝
❞ الليل - يا أمّاه - ذئب جائع سفاح
يطارد الغريب أينما مضى ..
ماذا جنينا نحن يا أماه ؟
حتى نموت مرتين
فمرة نموت في الحياة
و مرة نموت عند الموت . ❝
❞ إنّا نحبّ الورد ،
لكنّا نحبّ القمح أكثر
و نحبّ عطر الورد ،
لكن السنابل منه أطهر
فاحموا سنابلكم من الأعصار
بالصدر المسمّر
هاتوا السياج من الصدور ...
من الصدور ؛ فكيف يكسر ؟؟
إقبض على عنق السنابل
مثلما عانقت خنجر!
الأرض ، و الفلاح ، و الإصرار ،
قل لي : كيف تقهر...
هذي الأقانيم الثلاثة ،
كيف تقهر . ❝
❞ يا صديقي! لن يصب النيل في الفولغا
ولا الكونغو، ولا الأردن، في نهر الفرات!
كل نهر، وله نبع... ومجرى... وحياة!
يا صديقي!... أرضنا ليست بعاقر
كل أرض، ولها ميلادها
كل فجر، وله موعد ثائر . ❝
❞ يحكون في بلادنا
يحكون في شجن
عن صاحبي الذي مضى
و عاد في كفن
ما قال حين زغردت خطاه خلف الباب
لأمه : الوداع !
ما قال للأحباب .. للأصحاب :
موعدنا غداً !
و لم يضع رسالة كعادة المسافرين
تقول إني عائد و تسكت الظنون
و لم يخط كلمة ..
تضيء ليل أمه التي ..
تخاطب السماء و الأشياء ،
تقول : يا وسادة السرير !
يا حقيبة الثياب !
يا ليل ! يا نجوم ! يا إله ! يا سحاب !
أما رأيتم شارداً عيناه نجمتان ؟
يداه سلتان من ريحان
و صدره وسادة النجوم و القمر
و شعره أرجوحة للريح و الزهر !
أما رأيتم شارداً
مسافراً .. لا يحسن السفر !
راح بلا زوادة ، من يطعم الفتى ،
إن جاع في طريقه ؟
من يرحم الغريب ؟
قلبي عليه من غوائل الدروب !
قلبي عليك يا فتى .. يا ولداه !
قولوا لها ، يا ليل ! يا نجوم !
يا دروب ! يا سحاب !
قولوا لها : لن تحملي الجواب ،
فالجرح فوق الدمع ، فوق الحزن و العذاب !
لن تحملي .. لن تصبري كثيراً
لأنه ..
لأنه مات ، و لم يزل صغيراً . ❝
❞ أنا أبكي
أنا أمضي قبل ميعادي ... مبكر
عمرنا أضيق منا ،
عمرنا أصغر... أصغر
هل صحيح ، يثمر الموت حياة
هل سأثمر
في يد الجائع خبزا ، في فم الأطفال سكّر ؟
أنا أبكي . ❝