█ _ حسين مؤنس 2008 حصريا كتاب دستور أمة الإسلام دراسة أصول الحكم وطبيعته وغايته عند المسلمين 2024 المسلمين: زمن أصبحت فيه الأفكار والنظريات وصراعاتها كالبحر وأمواجه المتلاطمة قد نتساءل فيما بيننا عن رأى وحكمه عالم السياسة والحكم وإلى أى جانب ينهب الإمام والرعية المطيعة ام الحاكم القائم بامور الرعية الذي إن لم يوفها حقها يعد اهلا لها ما هو دستوره؟ هذا السؤال طالما طرح وأجابته كثير من الدراسات التى نجدها مجلدات ضخمة يعجز غير المتخصصين الباحثين التعامل معها وهذا الفارق كتابنا حيث يقدم الدكتور "حسين مؤنس" مبينا دستوره للأمة الأسلامية بأسلوب سهل معقد مطعما بمواقف تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وكذلك الآيات القرآنية واستباط منهجها فيقدم بكتابه رداسة تجمع بين المنهج والتاريخ والبعد التام الإنفصال الواقع المعاصر كتب الشرعية مجاناً PDF اونلاين باب أبواب العلم والفقه الدين وفي قيادة الأمة وتحقيق مصالحها الدينية الدنيوية جليل القدر عظيم النفع أفرده جماعة العلماء بالتصنيف القديم والحديث وانتشرت مباحثه أو مسائلة بطون التفسير وشروح الحديث الباب خطره ينتج الغلط وعدم الفهم له شر مستطير والخطأ التفريط كالخطأ الإفراط؛ إذ كلاهما يقود إلى نتائج مرذولة مقبولة وقد وضح ذلك شيخ ابن القيم فقال: 'وهذا موضع مزلة أقدام ومضلة أفهام وهو مقام ضنك ومعترك صعب فرط طائفة فعطلوا الحدود وضيعوا الحقوق وجرءوا أهل الفجور الفساد وجعلوا الشريعة قاصرة لا تقوم بمصالح العباد محتاجة غيرها وسدوا نفوسهم طرقًا صحيحة طرق معرفة الحق والتنفيذ وعطلوها وأفرطت أخرى قابلت هذه الطائفة فسوغت ينافي حكم ورسوله وكلتا الطائفتين أتيت تقصيرها بعث به رسوله وأنزل كتابه' وإدراكًا منَّا لأهمية وموقعه وحاجة الناس إليه فقد رأينا أن نجعل زاوية دورية المجلة؛ سائلين تعالى يتحقق المقصود منها وأن بالدور المراد الوجه يحب ربنا ويرضى وراء القصد ـ اللغة: لفظ 'السياسة' لغة العرب محمل بكثير الدلالات والإرشادات والمضامين فهي إصلاح واستصلاح بوسائل متعددة الإرشاد والتوجيه والتأديب والتهذيب والأمر والنهي تنطلق خلال قدرة تعتمد الولاية الرئاسة وما جاء معاجم اللغة يدل تقدم تاج العروس مادة سوس: 'سست سياسة' أمرتها ونهيتها والسياسة القيام الشيء بما يصلحه' لسان المادة نفسها: 'السوس: الرياسة وإذا رأسوه قيل سوسوه وأساسوه وسوس أمر بني فلان: أي كلف سياستهم وسُوِّس الرجل يسم فاعله: ملك أمرهم وساس الأمر سياسة: قام والسياسة: يصلحه والسياسة: فعل السائس يقال: يسوس الدواب إذا عليها وراضها والوالي رعتيه' والإصلاح ليس مجرد هدف غاية تسعى حركتها لتحقيقه بل نفسها وحقيقتها فقدته فقدت النص الشرعي: لم يرد لفظ ولا شيء مادته سبحانه وتعالى وإن الصلاح والإصلاح وغير المعاني التي اشتمل وإما السنة قوله وسلم: 'كادت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه ' وقوله 'تسوسهم الأنبياء'؛ أي: تتولى أمورهم كما يفعل الأمراء والولاة بالرعية' ويتبين استخدمت بمعناها اللغوي وهي تعني: القيام شأن قِبَل ولاتهم يصلحهم والإرشاد يحتاج وضع تنظيمات ترتيبات إدارية تؤدي تحقيق مصالح بجلب المنافع الأمور الملائمة ودفع المضار والشرور المنافية وهذا التعريف يبرز الجانب العملي للسياسة فالسياسة هنا إجراءات وأعمال وتصرفات للإصلاح وعلى فإن سياسة تتطلب القدرة القيادة الحكيمة تتمكن طريق إتقان التدبير وحسن التأتي لما يراد فعله تركه بدوره تامة تتطلبه والرئاسة خبرة وحنكة وقدرة استعمال واستغلال الإمكانات المتاحة الأمثل المطلوب وقد كلام لذلك فمن ذلك: قال جرير الطبري ـ رحمه بيان السبب أجله جعل عمر رضي عنه الخلافة الستة الذين اختارهم: 'لم يكن أحد المنزلة والهجرة والسابقة والعقل والعلم والمعرفة بالسياسة؛ للستة شورى بينهم' وقال حجر ـ: 'والذي يظهر سيرة أمرائه كان يؤمرهم البلاد أنه يراعي الأفضل فقط يضم مزيد المعرفة بالسياسة مع اجتناب يخالف الشرع منها' ومما ورد أيضًا شرح قول النبي 'يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم بكفر لنقضت الكعبة فجعلت بابين؛ يدخل وباب يخرجون' والذي ترجم البخاري صحيحه بقوله: ترك بعض الاختيار مخالفة يقصر فهم فيقعوا أشد منه' حجر: 'ويستفاد منه رعيته إصلاحهم ولو مفضولاً محرمًا' والسياسة مجالها رحب فسيح ليست مقصورة محجوزة شيء؛ هي 'القيام يحمله العموم والشمول فيعمل بنا كل صاحب ولاية تدبير ولايته وهذا الركن يتضمن الكتب تتحدث الموضوع شتى جوانبه
❞ ˝قوة الإسلام ترجع إلى أنّ أخلاقياته من حب وتآلف وأخوة وصدق هي أسس وقواعد سياسية كذلك، فالخط الأخلاقي هو خط سياسي في نفس الوقت، والسياسة في الإسلام هي الأخلاق، ولا يمكن أن تفلح أمة الإسلام سياسيًّا إذا لم تكن صالحة أخلاقيًّا˝ . ❝
❞ منذ بدأت العمل في كلية الأدب في جامعة القاهرة ساورتني فكرة عمل أطلس للتاريخ الإسلامي على مثال ما كنت أرى من الأطالس التاريخية التي يصدرونها في بلاد الغرب. وقويت الفكرة في نفسي عندما تأملت المحاولات الخرائطية الناجحة التي قام بها بعض المستشرقين من أمثل جي ليسترينج في كتابه المعروف أراضي الخلافة الإسلامية الشرقية. وعندما خاطبني أحد الناشرين بشأن عمل أطلس للتاريخ الإسلامي نشطت الفكرة في نفسي وتحركت همتي، لأنني ما كنت لأقدم على عمل أطلس شامل للتاريخ الإسلامي إلا إذا كان معي ناشر مستعد للنشر وتحمل تكاليفه، وبدأت من أواخر عام 1972 بالعمل، فذهبت إلى لندن وباريس وهامبورغ، واتصلت بمؤلفي الأطالس وناشريها، وأفدت أفكارا نافعة وعملية عن طريق إنشاء الأطالس التاريخية على أساس علمي سليم . ❝
❞ ولأننا فرديون أنانيون فقد استغلنا الأقوياء وسادونا وظلمونا ونهبونا، ولأنهم نهبونا فقد افتقرنا وتعودنا الفقر وعشنا به وعليه، ولم نعد نخجل منه، ولا عيب في أن يولد الإنسان فقيرًا ولكن العيب في أن يموت فقيرًا دون أن يصيبه مرض – مثلاً – يقعد به عن العمل، والله خلق الدنيا للعاملين، وبثَّ فيها الخيرات للمجتهدين، ومن عجب أن أهل الأديان الأخرى كلها عرفوا أن العمل الجيد المتقن هو طريق الخير والفلاح في هذه الدنيا، فدرسوا علوم الحياة التي أمرنا الله نحن المسلمين بدراستها فلم ندرسها، وخاضوا معارك الحياة غير هيابين
وانظر إلى الخريطة!، تر أن المسلمين لا يسودون إلا جزءًا ضئيلاً من هذه الأرض، لا نسبة إطلاقًا بينهم وبين الأنجلوسكسون – وهم الإنجليز والأمريكيون – أو الروس واليابانيين أو الألمان والفرنسيين، وهذا والله عار، لأن القرآن يقول إن العزة لله جميعًا ولرسوله وللمؤمنين، فأين العزة أيها المسلمون؟ . ❝
❞ وأنا عندما أقرأ تفاسير القدماء للقرآن الكريم أعجب بما بذلوا من الجهد في تفصيل شكليات العبادة، ولكنّي أتعجب من وقوفهم عند الظواهر وتركيزهم الكلام على الشكليات، وعبادات الإسلام قليلة، والقيام بها على وجهها يتطلّب منك خلوص النية والصدق مع نفسك ومع الله سبحانه وتعالى، وأنا منذ وعيت لم أقصّر في حق من حقوق الله سبحانه، ولا أذكر أن ذلك كلفني وقتًا يُذكر، لأنني لا أنسى أن الله سبحانه أمرنا أن نقضي صلاتنا وهي أمّ العبادات، ثم ننتشر في الأرض في طلب الرزق، ومن عجب بعد ذلك أن تجد الكثيرين من المسلمين يرجون من الله أن يرزقهم وهم قعود مكافأة لهم على الصلاة والصيام، وقد فاتهم أن العبادات شيء وطلب الرزق شيء آخر، حقا إن العبادات توجهك إلى طلب الرزق في الطريق المستقيم، ولكن الله سبحانه يرزق كل إنسان على قدر عمله، حتى لو كان كافرًا . ❝
❞ أنت عندما تشتري أي شيء له قيمة مثل الدراجة النارية، فأنت والبائع تذهبان معًا إلى مكتب الشهر العقاري لكي تسجلا تلك الصفقة الصغيرة، أما إذا أردت الزواج فأنت تستقدم الدولة كلها ممثّلة في شخص المأذون لكي يعقد لك عقد زواجك وأنت مرتاح في بيتك، وهذا في رأيي لا يليق، وقد آن أن نعطي عقد الزواج من المهابة والجلال ما هو جدير به، فلا بد أن يتم العقد في مكتب محترم تقيمه الدولة في كل حيّ للزواج وكل ما يتصل به من شئون، ولا بد أن يكون هذا المكتب مهيبًا محترمًا فيه كل وثائق زواج الحيّ، والمأذون ينبغي أن يتوقف عن السعي إلى البيوت حاملاً دفتره تحت إبطه حتى يقعد لهم زيجتهم ثم يعطونه ما فيه القسمة، وقد ابتذلت هذه الصورة وساء استعمالها حتى أصبح منظر المأذون وهو داخل بيت العرس منظرًا يخلو من الاحترام والمهابة، فهل هذا والله يليق بمقام هذا الميثاق الذي يصفه الله سبحانه بأنه موثق غليظ مثله في ذلك مثل موثق الإيمان . ❝