█ _ طارق بوسفة 2023 حصريا كتاب ❞ الاضطهاد الديني الفكر المسيحي ❝ عن مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث 2024 المسيحي: لم تكُن مُشكلةُ الحرِّيّة الدِّينيّة تاريخ الفِكر الإنسانيّ مسألةً خاصّةً بِدِينٍ مُعيّنٍ من الأديان أو بحضارة الحضارات بل هي مسألةٌ ضاربةٌ القدمِ نلاحظُ أنّها كانت تتّسِمُ بسجلات فِكريّة مُختلفةٍ حتّى قبل ظُهور التّاريخ الميلاديّ وإذا ما انتقلنا إلى الأديانِ التّوحيديّة فإنّنا سنجدُ المُقاربة نفسها تقريبًا فالحرِّيّة قضيّةٌ طُرِحَت العهدين القديم والجديد مثل طُرِحت بعدها الإسلام قرآنا وسُنّةً والمتأمِّل الشّرائع والتّعاليم الّتي سنّها الفُقهاء وعُلماء اللاّهوت السّابقة يُلاحظُ أنّ كلّ فكر دينيّ منها يدَّعي أنّه يملك الحقيقة الدينيّة المطلقة لا جدال فيها ويعتبرُ المُختلف عنه العقيدة بناءً هذه القاعدة يمكن أن يكون إلاّ كائنًا هرطوقيًّا تائها الضّلالِ مجرّد كافرٍ مبتدع مرتدٍّ يمثلُ خطرًا سائر الجسد الاجتماعيّ خُصوصا إذا كان متواجدًا بين المؤمنين وعندئذٍ وربما لهذا السبب بالذّات تصبحُ ملاحقتهُ أمرًا اضطراريّاً ليس متعلقا بالضمير فحسب باسم الضرّورة الاجتماعيّة قلبًا وقالبًا ولقد اخترنا نقِف هذا البحث عند الجذور التاريخيّة لقصّة الاضطهادِ الدِّيني المسيحيّة منذ فترة حكم قسطنطين الأوّل وُصولا الفترة الزمنيّة التي نشأت محاكمِ التفتيش المقدّسة القرُون الوسطى رغبة ًمنّا اكتشاف الدوافعِ الأساسيّة وراء المسيحيّ جهةٍ وإيمانا منّا المسألة لازالت حاجةٍ العديد الدِّراسات تنظرُ زوايا فكريّة مختلفةٍ؛ فما مِن قارئ قرأ إلاَّ وسمِع بمحاكم التّفتيش وعن جعلِ التّعذيب بالنّار مُمارسةً قانونيّة يُنكّل بها مُخالف وخارجٍ تعاليم الكَنسيّ وأيّا يكن الأمر شيء فإنّ بحثنا يرومُ الوقوف الأسباب الحقيقيّة لمُلاحقة المرتدين والهراطقة والملاحدة خلال الاعتماد منهجٍ تحليلي نقديّ حاولنا فيه تقسيم عملنا أربعة عناصر: عنصر أولّ ارتأينا رصد العقائدي التوحيدية وعنصر ثان وقفنا عنده بصفةٍ موجزة جُملة المفاهيم تتنزلُّ صلب المسألةِ ثالث حدّدنا أهمّ مصادر التشريع المتعلِّقة بالاضطهادِ والدِّيني رابع تطرقنا مراحل اضطهاد الأباطرة للملاحدة والمبتدعة والمرتدِّين القرون الأولى ليكون العنصر الخامس والأخير جوهرًا وفيه أبرز محطات وهي محاكم المُقدّسة التاريخ الفكري مجاناً PDF اونلاين يشير البشري كتابةً ولا تناول دون معرفة النساء والرجال الذين طرحوا الأفكار وناقشوها وكتبوا عنها واهتموا بغير ذلك السبل وثمة صلة وثيقة وتاريخ الفلسفة ويتمثل الأساس الذي يقوم عليه تتطور بمعزل الأفراد يطرحونها ويستخدمونها وأنه يلزم المرء دراسة كتصورات مجردة ولكن حيث الثقافة والسياقات الحياتية والتاريخية أفرزتها يهدف فهم أفكار الماضي طريق استيعابها سياقها ومصطلح "سياق" العبارة السابقة مبهم: فيمكن سياقًا سياسيًا ثقافيًا فكريًا اجتماعيًا قراءة أي نص إطار سياقه الزمني (على سبيل المثال المساهمة أحد التقاليد الفروع المعرفية أثناء امتداده مدار الزمن) اللحظة الفكرية المعاصرة جدل متعلق بمكان وزمان محددين) وهاتان العمليتان المتعلقتان بوضع سياق للنص مثال نموذجي لما يفعله المؤرخون المتخصصون الحصر وهؤلاء بوجه عام يسعون لوضع والنصوص المتعلقة بالماضي سياقات متعددة ومن الأهمية إدراك يقتصر المفكرين فهو يتناول كما تعبر النصوص ومن ثم يختلف الصور الأخرى الثقافي تتعامل أيضًا مع الأدلة المرئية وغيرها صور غير اللفظية فأي أثر مكتوب يعود موضوعًا للتاريخ ويُعَد مفهوم المفكر حديثًا نسبيًا وهو شخص معني الناحية المهنية بالأفكار الجانب الآخر فإن خطَّ بقلمه ورقة لاستكشاف أفكاره الأمثلة الشهيرة لمفكر تقليدي كارلو غينسبورغ للطحان الإيطالي مينوتشيو عاش القرن السادس عشر عمله الفذ الجبن والديدان (The Cheese and the Worms) على الرغم قد تطور فرعي المعرفة الأوروبية Kulturgeschichte (التاريخ الثقافي) وGeistesgeschichte الروحاني) الدراسة التاريخية للأفكار ترتبط بالتقاليد الغربية وإنما كذلك والتي تشمل تقاليد الشرق الأقصى والشرق الأدنى وأفريقيا ويدعو نحو متزايد لتاريخ فكري عالمي يظهر المتماثلات والعلاقات المتبادلة لجميع المجتمعات البشرية التوجهات المهمة الكتب والقراءة جذب الانتباه للجوانب المادية بكيفية تصميم وإنتاجها وتوزيعها وقراءتها