📘 ❞ المحنة في واقع الحركة الإسلامية المعاصرة ❝ كتاب ــ يوسف القرضاوي اصدار 2008

تاريخ اليقظة الاسلامية وحركات التحرير - 📖 كتاب ❞ المحنة في واقع الحركة الإسلامية المعاصرة ❝ ــ يوسف القرضاوي 📖

█ _ يوسف القرضاوي 2008 حصريا كتاب ❞ المحنة واقع الحركة الإسلامية المعاصرة ❝ عن مكتبة وهبة 2024 المعاصرة: مقدمة الحمد لله العلي الكبير الذي {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا ٱلۡأَرۡضِۖ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (التغابن:1) والصلاة والسلام خاتم رسله البشير النذير والسراج المنير سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمد وعلى آله وصحبه ومَن اهتدى بسنته وقام بنشر دعوته وجاهد جهاده إلى يوم الدين أما بعد فهذه محاضرة ألقيتها أمريكا الشمالية إحدى مدنها وفي المؤتمر السنوي لرابطة الشباب المسلم العربي «ألمايا» كما يعبرون عنها اختصارًا وكنت منذ أواسط أو أوائل السبعينات من القرن العشرين حريصًا زيارة المسلمين وخصوصًا «اتِّحاد الطلبة المسلمين» يرمزون له (M S A) والذي أمست فروع كل أنحاء شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا أنشأ عدة مؤسسات كبيرة انبثقت عنه وأصبح لها وجودها المستقل وأثرها الحياة والمجتمع منها: جمعية الأطباء وجمعية العلماء والمهندسين علماء الاجتماع وهيئة الوقف الإسلامي وغيرها وكان اتحاد كاسمه يضم العرب وغير ممن يقيمون ويدرسون بها الباكستانيين والهنود والبنغاليين والماليزيين والأندوسيين وغيرهم أبناء آسيا وأفريقيا تجمعهم العقيدة والإخوة يجمعهم هم الدعوة الإسلام وجمع عليه وتصحيح أفهامهم وحمايتهم الضياع خضم هذا المجتمع إذا ترك الطالب وحده مع صحبة سوء بجوار الاتحاد فروعه وثماره: بعض الذين آثروا أن ينشئوا كيانًا صغيرًا الكيان وهو اتِّحاد المسلمين؛ لأن لسان مؤتمرات الاتِّحاد وندواته هو اللغة الإنجليزية وكثير هؤلاء قدموا بلدانهم جديدًا ولم يتقنوا فلا يستفيدون كثيرًا فأسس الكويتيون أول الأمر رابطة لهم سمّوها «رابطة الكويتي» ثم رأى هناك خليجيين كثيريين غير الكويت فاقترح تُسمَّى الخليجي واعترض عليهم آخرون بأن طلبة مسلمين عرب الخليج فالواجب يشمل جميعًا؛ ولذا أطلقوا هذه المؤسسة الجديدة اسم: العربي» يكون جزءًا الأم «اتحاد وكانت الرابطة تعقد مؤتمراتها الشتاء غالبًا وتدعو كبار والدعاة إليها وكلهم يتقنون العربية العجم وقد دُعيت مرات وألقيت جملة المحاضرات منها المحاضرة: «المحنة الإسلامية» و«المحنة» كلمة معروفة المحيط ولا تحتاج «تعريف فني» وهي تعني الامتحان والاختبار والابتلاء لأهل الإيمان ودعاة الحق بالأذى والشدائد أنفسهم وأهليهم وأبدانهم وأموالهم؛ ليختبر الله إيمانهم وصبرهم فهو يعاملهم معاملة المختبر أعلم بهم؛ ليجزيهم عملهم صدر منهم لا ما علمه قال تعالى: {وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ} (محمد:31) وقال {أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ وَيَعۡلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ} (آل عمران:142) ولقد اصطفي السلام خيرة خلقه وأمدهم بوحيه وعلَّمهم لم يكونوا يعلمون؛ ليبلغوا رسالته للناس مبشرين ومنذرين ومع يعصمهم الابتلاء بالمحن الأذى والعذاب صنوفًا وألوانًا قومهم ليصقل معادنهم ويبتلي صدورهم ويمحص قلوبهم؛ فما إلا أوذي أولي العزم لرسوله شأنهم: {فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ} (الأحقاف:35) تاريخ اليقظة الاسلامية وحركات التحرير مجاناً PDF اونلاين بلغت الحضارة ذروتها القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين مالبثت توقفت مسيرة العطاء ربما بسبب غربة السلطة العسكرية التي تعرض الوطن العصرين المملوكي والعثماني حين وقف الجهد المعرفي بمختلف الفنون والعلوم عند حدود الجمع والتعليق وكتابة الحواشي والمختصرات وتحولت المدارس والمراكز العلمية الأصلية تكايا وزوايا يرتادها الدراويش والمبروكون كانت عامرة بمجالس العلم والمناظرات نهل الغرب أسباب قوته وحضارته

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
المحنة في واقع الحركة الإسلامية المعاصرة
كتاب

المحنة في واقع الحركة الإسلامية المعاصرة

ــ يوسف القرضاوي

صدر 2008م عن مكتبة وهبة
المحنة في واقع الحركة الإسلامية المعاصرة
كتاب

المحنة في واقع الحركة الإسلامية المعاصرة

ــ يوسف القرضاوي

صدر 2008م عن مكتبة وهبة
مجاني للتحميل
عن كتاب المحنة في واقع الحركة الإسلامية المعاصرة:
مقدمة

الحمد لله العلي الكبير، الذي ﴿يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۖ لَهُ ٱلۡمُلۡكُ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ﴾ (التغابن:1)، والصلاة والسلام على خاتم رسله، البشير النذير، والسراج المنير، سيدنا وإمامنا وأسوتنا وحبيبنا ومعلمنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومَن اهتدى بسنته، وقام بنشر دعوته، وجاهد جهاده إلى يوم الدين.

أما بعد...

فهذه محاضرة ألقيتها في أمريكا الشمالية، في إحدى مدنها، وفي المؤتمر السنوي لرابطة الشباب المسلم العربي «ألمايا» كما يعبرون عنها اختصارًا.

وكنت منذ أواسط أو أوائل السبعينات من القرن العشرين حريصًا على زيارة المسلمين في أمريكا، وخصوصًا «اتِّحاد الطلبة المسلمين» الذي يرمزون له (M.S.A)، والذي أمست له فروع في كل أنحاء أمريكا، شرقًا وغربًا، وشمالًا وجنوبًا، والذي أنشأ عدة مؤسسات كبيرة انبثقت عنه، وأصبح لها وجودها المستقل، وأثرها في الحياة والمجتمع، منها: جمعية الأطباء المسلمين، وجمعية العلماء والمهندسين المسلمين، وجمعية علماء الاجتماع المسلمين، وهيئة الوقف الإسلامي، وغيرها.

وكان اتحاد الطلبة المسلمين كاسمه، يضم العرب وغير العرب ممن يقيمون في أمريكا، ويدرسون بها، من الباكستانيين والهنود والبنغاليين والماليزيين والأندوسيين، وغيرهم من أبناء آسيا وأفريقيا، تجمعهم العقيدة الإسلامية، والإخوة الإسلامية، كما يجمعهم هم الدعوة إلى الإسلام، وجمع المسلمين عليه، وتصحيح أفهامهم له، وحمايتهم من الضياع في خضم هذا المجتمع إذا ترك الطالب المسلم وحده، أو مع صحبة سوء.

وكان بجوار هذا الاتحاد أو من فروعه وثماره: بعض الطلبة المسلمين الذين آثروا أن ينشئوا كيانًا صغيرًا بجوار الكيان الكبير، وهو اتِّحاد الطلبة المسلمين؛ لأن لسان مؤتمرات الاتِّحاد وندواته هو اللغة الإنجليزية، وكثير من هؤلاء الشباب قدموا من بلدانهم جديدًا، ولم يتقنوا اللغة بعد، فلا يستفيدون كثيرًا من مؤتمرات الاتحاد.

فأسس الطلبة الكويتيون في أول الأمر رابطة لهم سمّوها «رابطة الشباب المسلم الكويتي»، ثم رأى الطلبة العرب أن هناك خليجيين كثيريين من غير الكويت، فاقترح أن تُسمَّى رابطة الشباب المسلم الخليجي، واعترض عليهم آخرون بأن هناك طلبة مسلمين عرب من غير الخليج، فالواجب أن يشمل هؤلاء جميعًا؛ ولذا أطلقوا على هذه المؤسسة الجديدة اسم: «رابطة الشباب المسلم العربي» على أن يكون جزءًا من الاتحاد الأم «اتحاد الطلبة المسلمين».

وكانت هذه الرابطة تعقد مؤتمراتها في الشتاء غالبًا، وتدعو كبار العلماء والدعاة إليها، وكلهم من العرب، أو ممن يتقنون العربية من العجم، وقد دُعيت إليها مرات عدة، وألقيت جملة من المحاضرات، منها هذه المحاضرة: «المحنة في واقع الحركة الإسلامية».

و«المحنة» كلمة معروفة في المحيط الإسلامي، ولا تحتاج إلى «تعريف فني» لها، وهي تعني الامتحان والاختبار والابتلاء لأهل الإيمان، ودعاة الحق بالأذى والشدائد، في أنفسهم وأهليهم وأبدانهم وأموالهم؛ ليختبر الله إيمانهم، وصبرهم، فهو يعاملهم معاملة المختبر، وهو أعلم بهم؛ ليجزيهم على عملهم الذي صدر منهم، لا على ما علمه منهم، كما قال تعالى: ﴿وَلَنَبۡلُوَنَّكُمۡ حَتَّىٰ نَعۡلَمَ ٱلۡمُجَٰهِدِينَ مِنكُمۡ وَٱلصَّٰبِرِينَ وَنَبۡلُوَاْ أَخۡبَارَكُمۡ﴾ (محمد:31)، وقال تعالى: ﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ وَيَعۡلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ (آل عمران:142).

ولقد اصطفي الله رسله عليه السلام من خيرة خلقه، وأمدهم بوحيه، وعلَّمهم ما لم يكونوا يعلمون؛ ليبلغوا رسالته للناس، مبشرين ومنذرين، ومع هذا لم يعصمهم من الابتلاء بالمحن والشدائد، ولا من الأذى والعذاب صنوفًا وألوانًا من قومهم، ليصقل معادنهم، ويبتلي ما في صدورهم، ويمحص ما في قلوبهم؛ فما منهم إلا أوذي، وخصوصًا أولي العزم منهم، الذين قال الله لرسوله في شأنهم: ﴿فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ﴾ (الأحقاف:35).
الترتيب:

#17K

0 مشاهدة هذا اليوم

#19K

38 مشاهدة هذا الشهر

#113K

553 إجمالي المشاهدات