📘 ❞ ابن القرية والكتاب.. ملامح سيرة ومسيرة ج3 ❝ كتاب ــ يوسف القرضاوي اصدار 2005

التراجم والأعلام - 📖 كتاب ❞ ابن القرية والكتاب.. ملامح سيرة ومسيرة ج3 ❝ ــ يوسف القرضاوي 📖

█ _ يوسف القرضاوي 2005 حصريا كتاب ❞ ابن القرية والكتاب ملامح سيرة ومسيرة ج3 ❝ عن دار الشروق 2025 ج3: هذا هو الجزء الثالث من مذكرات «ابن والكتاب» وملامح سيرته ومسيرته التي أسأل الله تعالى أن يجعل فيها دروسًا وعبرًا لمن قرأها موصيًا قارئي: يقتبس مما يراه خير وأن يتجنب ما يلحظه عثرات ويلتمس لصاحهبا المعذرة ويدعو له بالمغفرة وأود أنبه هنا كان جهد وعطاء يجده القارئ هذه السيرة فالفضل ذلك يرجع إلى واهبه سبحانه ولا أقول إلا قال سليمان عليه السلام حين أحضر إليه عرش بلقيس اليمن وهو فلسطين قبل يرتد طرفه: {قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ كَفَرَ فَإِنَّ غَنِيّٞ كَرِيمٞ} [النمل: 40] وما قصور أو تقصير خطل الرأي والتفسير شرود السلوك والعمل فمرده نفسي قالت امرأة العزيز: {وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِيٓۚ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيٓۚ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} [يوسف: 53] يسعني وسع أبانا آدم وأمَّنا حواء حينما قالا: {رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ} [الأعراف: 23] وتشمل المذكرات سنة (1965م) (1978م) وقد وقعت أحداث مهمة المستوى الشخصي وأحداث جسام مستوى الأمة فعلى الشخصي: رزقت أبنائي الذكور الثلاثة: محمدًا وعبد الرحمن وأسامة ودخلت بناتي كما دخل بعد المدرسة وظهر تفوق الجميع الصغر بحمد وحصلت الدكتوراه الأزهر كنت أيست منها وانتقلت المعهد الديني جامعة قطر وبدأت أخرج عزلتي لأنطلق آفاق العالم قارات الدنيا مدعوًّا الجامعات والجمعيات والمؤسسات ومشاركًا الندوات والمؤتمرات وعلى الأمة: حدثت نكبة حزيران «يونيو» (1967م) واحتلت إسرائيل بين القنطرة والقنيطرة وحدث انقلاب النميري السودان ومحاولة إحراق المسجد الأقصى وقامت ثورة القذافي (1969م) وحدثت مأساة أيلول الأسود ومات جمال عبد الناصر وتولى السادات الحكم (1970م) وقضى مراكز القوى (1971م) ووقعت حرب العاشر رمضان (1393هـ) (6 أكتوبر 1973م) انتصر جيش مصر وعبر القناة واجتاز خط برليف وإن لم يكتمل النصر بما عرف بقصة «الثغرة» وما أعقبها واغتيل الملك فيصل بن العزيز وزار (1977م) ووقّع اتفاقية كامب ديفيد وبدأت الصحوة الإسلامية الانطلاق والظهور وخصوصًا الشباب والفتيات مسيرة البنوك وبدأ الكتاب الإسلامي يكتسح سوق الكتب كبرى تلك المرحلة سيجدها مواضعها عند حديثنا عنها إن شاء وقد رتبت حياتي نظام «الحوليات» الذي اتبعه مؤرخونا الإسلاميون الكبار مثل: الطبري وابن الأثير كثير وغيرهم قد اخترت يكون ترتيبها وفق «السنوات الدراسية» لسهولتها عليَّ وتمايزها عندي بوضوح عرضت عدد الإخوة والأصدقاء أهل الفكر والعلم ليبدوا ملاحظاتهم عليها ويشيروا يرونه فالمؤمن مرآة أخيه وليس هناك أحد أكبر يُنصح أصغر يَنصح ولكن أصدقائي هؤلاء اختلفوا شأن البشر عادة الأمور الاجتهادية فمنهم: «المستشار: طارق البشري والأستاذ فهمي هويدي» رأى أنني قسم تحولت كاتب مؤرخ حديثي وعن الهضيبي سيد قطب ونحوها ورأوا الأولى تُحذف الفقرات الطوال لتوضع مكان آخر تختصر اختصارًا شديدًا ومن رأيًا «د أحمد العسال ود العظيم الديب محمد سليم العوا وآخرين» تبقى التعليقات طالت الأشخاص والأحداث ذات الأهمية باعتبارها تُمثل رؤية شخص عايش الوقائع وانفعل بها وكان لها وقعها وأثرها حياته وعلى مسيرته فهو شاهد عصره ينتظر الناس شهادته تعالى: {وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ} [المعارج: 33] وقال: {وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِ} [الطلاق: 2] {وَلَا تَكۡتُمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ} [البقرة: 283] وليس المقصود المذكرات: مجرد الأحداث الشخصية والعائلية الروتينية فهذه لا تهم كثيرًا؛ أهمتهم فإن أهم تفاعل صاحب مع ووقائعه وأحداثه الكبرى ورأيه فلعل ذكرى قلب وعبرة عقل أردت أجس نبض جمهور القراء فسألت عددًا منهم رأيه الخلاف فكان أكثر (90%) إبقاء نشر والكاتب إنما يكتب لقرائه كل شيء ومع اجتهدت أوفق الرأيين فحذفت بعض أشياء اعتبره الأصدقاء تاريخًا بسيرة رأيتها غير ضرورية وأبقيت الأشياء الأساسية تمس جوهر رؤيتي للمواقف والأشخاص والأفكار ورجّح لي هذا: نشرت صحيفة «الوطن» (1424هـ) «آفاق عربية» وفي موقع إسلامي أون لاين نت أغضبَ بعضُ كتبته الناصر: الناصريين والقوميين وعلقوا وأطالوا التعليق كما أغضب قطب: الإسلاميين! أفضى قدم ذاك: إرضاء إغضابه بيان الحقيقة أراها وفاءً أخذه العلم يبينوا الحق للناس يكتموه وقديمًا قالوا: رضا غاية تدرك وقال الشاعر: ومن يُرضي نفس وبين هوى النفوس مدى بعيد؟ ولهذا يعد مجديًا: أحذف الشهادة نشره وإذاعته نطاق واسع وحسبي أني قلت كلمتي مبتغيًا وجه وبيان «وإنما لكل امرئ نوى» قانون ملزم لكتابة بحيث يلام خرج وإنما يختلف باختلاف وموقفه وظروفه والحقيقة أقلد أحدًا فيما كتبت بل تركت قلمي ليخط سجيتي دون تكلف افتعال فذلك فضل {قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ} [يونس: 58] ذلك؛ فقد صنعت ولكل مجتهد نصيب ومن روائع ديننا: أنه يحرم المجتهد المخطئ الأجر لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَا} 286] الأمر ليس فيه صواب وخطأ مألون وغير مألوف التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم يتناول سير حياة الأعلام عبر العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد الذين تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة ويهتم بذكر حياتهم ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم عهد الرسول صلى وسلم بزمن يسير حيث حرص العلماء حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع الإسلام الحديث النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص يتعلق بالحديث أولا ثم الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: رسول يأذن لحديثه ينظر فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي بسبب حال نقلة النبوية وذلك لما ينبني المعرفة قبول والتعبد لله رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة أهمية الرواة صريحة وواضحة بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من حدث عنه سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم منه الأحاديث والآثار روى وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال الحاضرين عنده؟ هي الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب تفرّدته به باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
ابن القرية والكتاب.. ملامح سيرة ومسيرة ج3
كتاب

ابن القرية والكتاب.. ملامح سيرة ومسيرة ج3

ــ يوسف القرضاوي

صدر 2005م عن دار الشروق
ابن القرية والكتاب.. ملامح سيرة ومسيرة ج3
كتاب

ابن القرية والكتاب.. ملامح سيرة ومسيرة ج3

ــ يوسف القرضاوي

صدر 2005م عن دار الشروق
مجاني للتحميل
حول
قراءة أونلاين 📱 PDF تحميل مجاناً
يوسف القرضاوي ✍️ المؤلف
دار الشروق 🏛 الناشر
مناقشات ومراجعات
QR Code
عن كتاب ابن القرية والكتاب.. ملامح سيرة ومسيرة ج3:
هذا هو الجزء الثالث من مذكرات «ابن القرية والكتاب» وملامح سيرته ومسيرته، التي أسأل الله تعالى أن يجعل فيها دروسًا وعبرًا، لمن قرأها، موصيًا قارئي: أن يقتبس مما يراه فيها من خير، وأن يتجنب ما يلحظه من عثرات، ويلتمس لصاحهبا المعذرة، ويدعو له بالمغفرة.

وأود أن أنبه هنا على أن ما كان من جهد وعطاء يجده القارئ في هذه السيرة، فالفضل في ذلك يرجع إلى واهبه سبحانه، ولا أقول إلا ما قال سليمان عليه السلام حين أحضر إليه عرش بلقيس من اليمن - وهو في فلسطين - قبل أن يرتد إليه طرفه: ﴿قَالَ هَٰذَا مِن فَضۡلِ رَبِّي لِيَبۡلُوَنِيٓ ءَأَشۡكُرُ أَمۡ أَكۡفُرُۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ﴾ [النمل: 40].

وما كان في هذه السيرة من قصور أو تقصير، أو خطل في الرأي والتفسير، أو شرود في السلوك والعمل، فمرده إلى نفسي، ولا أقول إلا ما قالت امرأة العزيز: ﴿وَمَآ أُبَرِّئُ نَفۡسِيٓۚ إِنَّ ٱلنَّفۡسَ لَأَمَّارَةُۢ بِٱلسُّوٓءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّيٓۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [يوسف: 53] ، ولا يسعني إلا ما وسع أبانا آدم وأمَّنا حواء حينما قالا: ﴿رَبَّنَا ظَلَمۡنَآ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23].

وتشمل هذه المذكرات من سنة (1965م)، إلى سنة (1978م) ، وقد وقعت فيها أحداث مهمة على المستوى الشخصي، وأحداث جسام على مستوى الأمة. فعلى المستوى الشخصي: رزقت أبنائي الذكور الثلاثة: محمدًا، وعبد الرحمن، وأسامة، ودخلت بناتي - كما دخل أبنائي بعد - المدرسة، وظهر تفوق الجميع من الصغر، بحمد الله.

وحصلت على الدكتوراه من الأزهر بعد أن كنت أيست منها، وانتقلت من المعهد الديني إلى جامعة قطر، وبدأت أخرج من عزلتي في قطر، لأنطلق إلى آفاق العالم في قارات الدنيا، مدعوًّا من الجامعات والجمعيات والمؤسسات، ومشاركًا في الندوات والمؤتمرات.

وعلى مستوى الأمة: حدثت نكبة حزيران «يونيو» (1967م)، واحتلت إسرائيل ما بين القنطرة والقنيطرة، وحدث انقلاب النميري في السودان، ومحاولة إحراق المسجد الأقصى، وقامت ثورة القذافي (1969م)، وحدثت مأساة أيلول الأسود، ومات جمال عبد الناصر، وتولى السادات الحكم (1970م)، وقضى على مراكز القوى (1971م)، ووقعت حرب العاشر من رمضان (1393هـ)، (6 أكتوبر 1973م)، التي انتصر فيها جيش مصر على إسرائيل، وعبر القناة، واجتاز خط برليف، وإن لم يكتمل له النصر، بما عرف بقصة «الثغرة» وما أعقبها من أحداث. واغتيل الملك فيصل بن عبد العزيز، وزار السادات إسرائيل في سنة (1977م)، ووقّع اتفاقية كامب ديفيد (1978م).

وبدأت الصحوة الإسلامية في الانطلاق والظهور، وخصوصًا بين الشباب والفتيات، وبدأت مسيرة البنوك الإسلامية، وبدأ الكتاب الإسلامي يكتسح سوق الكتب. أحداث كبرى وقعت في تلك المرحلة، سيجدها القارئ في مواضعها عند حديثنا عنها إن شاء الله.

وقد رتبت هذه المرحلة من حياتي على نظام «الحوليات» الذي اتبعه مؤرخونا الإسلاميون الكبار، مثل: الطبري، وابن الأثير، وابن كثير، وغيرهم، وإن كنت قد اخترت أن يكون ترتيبها وفق «السنوات الدراسية» لسهولتها عليَّ، وتمايزها عندي بوضوح.

وقد عرضت هذا الجزء من المذكرات «ابن القرية والكتاب» على عدد من الإخوة والأصدقاء من أهل الفكر والعلم، ليبدوا ملاحظاتهم عليها، ويشيروا عليَّ بما يرونه، فالمؤمن مرآة أخيه، وليس هناك أحد أكبر من أن يُنصح، ولا أحد أصغر من أن يَنصح، ولكن أصدقائي هؤلاء اختلفوا عليَّ كما هو شأن البشر عادة في الأمور الاجتهادية، فمنهم: «المستشار: طارق البشري، والأستاذ فهمي هويدي» من رأى أنني في قسم منها تحولت من كاتب مذكرات إلى مؤرخ، كما في حديثي عن نكبة (1967م)، وعن عبد الناصر، وعن الهضيبي، وعن سيد قطب، ونحوها، ورأوا أن الأولى أن تُحذف هذه الفقرات الطوال من المذكرات، لتوضع في مكان آخر، في كتاب آخر، أو تختصر اختصارًا شديدًا.

ومن أصدقائي من رأى رأيًا آخر «د. أحمد العسال، ود. عبد العظيم الديب، ود. محمد سليم العوا، وآخرين»، وهو أن تبقى هذه التعليقات - وإن طالت - على الأشخاص والأحداث ذات الأهمية، باعتبارها تُمثل رؤية شخص عايش هذه الوقائع، وانفعل بها، وكان لها وقعها وأثرها على حياته وعلى مسيرته، فهو شاهد على عصره، ينتظر الناس شهادته كما قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُم بِشَهَٰدَٰتِهِمۡ قَآئِمُونَ﴾ [المعارج: 33]، وقال: ﴿وَأَقِيمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ لِلَّهِ﴾ [الطلاق: 2]، وقال: ﴿وَلَا تَكۡتُمُواْ ٱلشَّهَٰدَةَ﴾ [البقرة: 283].

وليس المقصود من هذه المذكرات: مجرد الأحداث الشخصية والعائلية الروتينية، فهذه قد لا تهم الناس كثيرًا؛ وإن أهمتهم، فإن أهم منها تفاعل صاحب السيرة مع عصره ووقائعه وأحداثه الكبرى، ورأيه فيها، فلعل في ذلك ذكرى لمن كان له قلب، وعبرة لمن كان له عقل.

وقد أردت أن أجس نبض جمهور القراء، فسألت عددًا منهم عن رأيه في هذا الخلاف، فكان أكثر من (90%) مع إبقاء ما نشر على ما هو عليه. والكاتب إنما يكتب لقرائه قبل كل شيء. ومع هذا، قد اجتهدت أن أوفق بين الرأيين، فحذفت بعض أشياء مما اعتبره الأصدقاء تاريخًا وليس بسيرة، وقد رأيتها غير ضرورية، وأبقيت الأشياء الأساسية التي لا تمس جوهر رؤيتي للمواقف والأشخاص والأفكار.

ورجّح لي هذا: أن هذه المذكرات قد نشرت في صحيفة «الوطن» في قطر قبل ذلك في رمضان (1424هـ)، كما نشرت في مصر في صحيفة «آفاق عربية»، وفي موقع إسلامي أون لاين نت. وقد أغضبَ بعضُ ما كتبته عن عبد الناصر: بعض الناصريين والقوميين، وعلقوا على ذلك وأطالوا التعليق.

كما أغضب بعض ما كتبته عن سيد قطب: بعض الإسلاميين! وقد أفضى الجميع إلى ما قدم، وما أردت بما كتبته عن هذا أو ذاك: إرضاء أحد ولا إغضابه. إنما أردت بيان الحقيقة كما أراها، وفاءً بما أخذه الله على أهل العلم أن يبينوا الحق للناس ولا يكتموه، وقديمًا قالوا: رضا الناس غاية لا تدرك،
وقال الشاعر:

ومن في الناس يُرضي كل نفس وبين هوى النفوس مدى بعيد؟

ولهذا لم يعد مجديًا: أن أحذف هذه الشهادة، أو هذا التعليق، بعد نشره وإذاعته، على نطاق واسع، وحسبي أني قلت كلمتي مبتغيًا بها وجه الله، وبيان الحقيقة «وإنما لكل امرئ ما نوى» ، وليس هناك من قانون ملزم لكتابة المذكرات، بحيث يلام من خرج عليه، وإنما ذلك يختلف باختلاف كل كاتب وموقفه وظروفه.

والحقيقة أني لم أقلد أحدًا فيما كتبت، بل تركت قلمي ليخط ما خط على سجيتي دون تكلف ولا افتعال، فإن كان في ذلك خير فذلك فضل الله عليَّ ﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ﴾ [يونس: 58]، وإن كان غير ذلك؛ فقد اجتهدت فيما صنعت، ولكل مجتهد نصيب، ومن روائع ديننا: أنه لا يحرم المجتهد المخطئ من الأجر، ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَا﴾ [البقرة: 286]، على أن الأمر ليس فيه صواب وخطأ، ولكن مألون وغير مألوف.
الترتيب:

#10K

0 مشاهدة هذا اليوم

#26K

8 مشاهدة هذا الشهر

#115K

601 إجمالي المشاهدات