📘 ❞ أخلاق العرب بين الجاهلية والإسلام: دراسة مقارنة على ضوء الإسلام ❝ كتاب ــ محمد الناصر اصدار 1992

فكر وثقافة - 📖 كتاب ❞ أخلاق العرب بين الجاهلية والإسلام: دراسة مقارنة على ضوء الإسلام ❝ ــ محمد الناصر 📖

█ _ محمد الناصر 1992 حصريا كتاب ❞ أخلاق العرب بين الجاهلية والإسلام: دراسة مقارنة ضوء الإسلام ❝ عن دار الرسالة 2024 الإسلام: للعادات والتقاليد عند أثر عظيم تنظيم حياتهم الاجتماعية ولها سطوة لا يستطيع الفرد أن يتخلى عنها وقد تقوم مقام الدين أو القانون لقد جاء وفي بعض المزايا الحميدة التي يمكن إنكارها ولكن طابع الشر والظلم والفساد التصورات والمعتقدات كان يطغى ذلك الخير فيهم ويغمره وكانوا بحاجة شديدة إلى نور الوحي فبعث الله رسوله الكريم وأمره يبشر وينذر ويتحمل سبيل ضروبا من المجادلة والتعب والأذى ولعلنا نبعد الصواب إذا قلنا: إن تلك المحاسن والمناقب هي بقايا دين إبراهيم الخليل وولده إسماعيل عليهما السلام بقيت بشكل بآخر وهذا ما نجده قوله صلى عليه وسلم : «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» والواقع القيم الرفيعة والخلال انتشرت انتشارا واسعا عجت بها أشعارهم وسارت فيها أخبارهم وكان هذه الخلال اجتمعوا عليها كادوا منها تحلى الكثير منهم ومن أهم ثلاث: الكرم والشجاعة والغيرة وأما فمنها: العفة والترفع الدنايا ومنها الصدق والوفاء حفظ السر جليس السوء الحلم والرزانة وغير القوم ساد بينهم الوضيعة والأخلاق الذميمة فكما الأوفياء الصادقون الغدارون والكذابون وكما وحفظة العهود؛ الخونة واللصوص والبخلاء وسوف أستعرض بإذنه تعالى كما صورها الشعر الجاهلي موضحا نماذج تتسع لها صفحات المجلة الأخلاق السامية والذميمة ثم مدى التغيير التعديل التقويم الذي به مما ينسجم مع هديه ومعتقداته وأختم حديثي موقفنا ومدى تطبيق مجتمعاتنا المعاصرة لهذه بعد تجليتها والإسلام 1 الكرم: بواعث العصر الجاهلي: تميز بإكرام الضيف وتاهوا بهذه المكرمة وافتخروا الأمم ولم تكن خصلة عندهم تفوق بعثتها حياة الصحراء القاسية وما إجداب وإمحال حيث «كان يعيشون بادية شحيحة بالزاد وحياتهم ترحال وتجوال وكل واحد معرض لأن ينفذ زاده فهو يقري ضيفه اليوم لأنه سيضطر يضيف غيره يوم فليس البادية ملجأ يلجأ إليه غير الخيام المضروبة هنا وهناك ملاجئ تعتبر قوارب النجاة والعرف الضيافة ثلاثة أيام وثلاث ليال فإذا انتهت المدة سقط حق إلا جدد المضيف وزاد عليها» على كانوا يكرمون لكلفهم بحسن الأحدوثة وطيب الثناء ولأنهم ذوو أريحية تسعد نفوسهم بمساعدة المحتاج وإطعام الجائع المال وسيلة غاية كسب المحامد هامة وسائل السيادة يقول حاتم الطائى: يقولون لي أهلكت مالك فاقتصد كنت لولا تقولون سيدا والعربي ينكر البخل مزر بأخلاق الرجال وواضع عوالي الصفات فالشاعر عمرو بن الأهتم يدعو زوجته تدع لومه لبذله يشفق الحسب رفع بناءه والكرام يتقون الذم ببذل القرى يتطرق ضيف طرقه ليلا وكيف رحب ويصف لنا اللقاء: ذريني فإن يا أم هيثم لصالح شروق وحطي هواي فإنني الزاكي الرفيع شفيق ومستنبح الهدوء دعوته حل نجم الشتاء خفوق فقتلت له: أهلا وسهلا ومرحبا فهذا صبوح راهن وصديق كريم يتقي بالقرى وللخير الصالحين طريق لعمرك ضاقت بلاد بأهلها تضيق صورة رائعة صور العربي يستقبل بالترحاب والطعام وهو والقالة؛ بالإطعام والقرى أصبح كثير طبعا وسجية إذ ملك عليهم حتى الطائي يخاطب ويوصيها صنعت له الطعام تطلب ضيفا ليشاركه فيه يريد يأكل وحده مخافة يتحدث الناس عنه بالبخل موته يقول: أيا ابنة عبد وابنة ويا ذي البردين والفرس الورد الزاد فالتمسي أكيلا فإني لست آكله وحدي أخا طارقا جار بيت أخاف مذمات الأحاديث بعدي وإني لعبد مادام ثاويا شيمة العبد مظاهر وصدق تطبيقهم لهذا الخلق بالغ الحفاوة بالضيف والتعهد وتفننوا إكرامه وتلمس الأسباب تدخل نفسه السرور بسط الوجه ومضاحكته والترحيب ساعة قدومه يأنس وينزل مطمئن الأهتم: وضاحكته قبل عرفاني اسمه ليأنس إني للكسير رفيق بل يقدمون أشهى يملكون إيناسهم قالوا: " اتمام الضيافة: الطلاقة أول وهلة وإطالة الحديث المؤاكلة ولن يتلهى ولا بالزوجة والولد عروة الورد: فراشي فراش والبيت بيته يلهني غزال مقنع أحادثه وتعلم نفسي أنه سوف يهجع خير لصاحب الطريق يختصون أنفسهم دونه بمال بظهر بماء وعرف الأجواد بكرمهم أجواد أزواد الركب وهم قريش وإنما قيل لهم لأنهم سافروا لم يتزود معهم أحد يسم بذلك هؤلاء الثلاثة وهم: مسافر أبي بني شمس وأبو أمية المغيرة مخزوم وزمعة الأسود المطلب ومن صدق تعميم الدعوة ليحضره كل حاجة شؤونهم تدعو العجب والإكبار حبهم لكلابهم بسبب يجلبه نباحها الأضياف وضلال المسافرين كرمهم العجيبة هداية الضيوف بالنار يوقدونها لإنضاج للاستدفاء المرتفعات لتكون أبين وأوضح لغلامه ليلة باردة الريح: أوقد الليل ليل قر والريح غلام ريح صر جلبت فأنت حر والكرم: فأقر هذا وشجع البذل والسخاء وحث إكرام جعل إخلاص النية لرب العالمين يرتفع بمنزلة العمل الدنيوي البحت فيجعله عبادة متقبلة قال تعالى: [إنما نطعمكم لوجه نريد منكم جزاء شكورا] [الإنسان: 9] فكر وثقافة مجاناً PDF اونلاين الثقافة تعني صقل النفس والمنطق والفطانة المثقف يقوم بتعلم أمور جديدة هو حال القلم عندما يتم بريه هذا القسم يشمل العديدة الكتب المتميزة الفكر والثقافة تتعدّد المعاني ترمي إليها اللغة العربية فهي ترجِع أصلها الفعل الثلاثي ثقُفَ يعني الذكاء والفطنة وسرعة التعلم والحذق والتهذيب وتسوية الشيء وإقامة اعوجاجه والعلم والفنون والتعليم والمعارف

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
أخلاق العرب بين الجاهلية والإسلام: دراسة مقارنة على ضوء الإسلام
كتاب

أخلاق العرب بين الجاهلية والإسلام: دراسة مقارنة على ضوء الإسلام

ــ محمد الناصر

صدر 1992م عن دار الرسالة
أخلاق العرب بين الجاهلية والإسلام: دراسة مقارنة على ضوء الإسلام
كتاب

أخلاق العرب بين الجاهلية والإسلام: دراسة مقارنة على ضوء الإسلام

ــ محمد الناصر

صدر 1992م عن دار الرسالة
عن كتاب أخلاق العرب بين الجاهلية والإسلام: دراسة مقارنة على ضوء الإسلام:
للعادات والتقاليد عند العرب، أثر عظيم في تنظيم حياتهم الاجتماعية، ولها سطوة لا يستطيع الفرد أن يتخلى عنها، وقد تقوم مقام الدين أو القانون. لقد جاء الإسلام وفي العرب بعض المزايا الحميدة، التي لا يمكن إنكارها، ولكن طابع الشر والظلم والفساد في التصورات والمعتقدات كان يطغى على ذلك الخير فيهم ويغمره، وكانوا بحاجة شديدة إلى نور الوحي، فبعث الله فيهم رسوله الكريم، وأمره أن يبشر وينذر، ويتحمل في سبيل ذلك ضروبا من المجادلة والتعب والأذى. ولعلنا لا نبعد عن الصواب إذا قلنا: إن تلك المحاسن والمناقب هي من بقايا دين إبراهيم الخليل وولده إسماعيل -عليهما السلام-، بقيت بين العرب بشكل أو بآخر ، وهذا ما نجده في قوله - صلى الله عليه وسلم-: «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق» .

والواقع أن القيم الرفيعة والخلال الحميدة، انتشرت بين العرب في الجاهلية انتشارا واسعا، عجت بها أشعارهم، وسارت فيها أخبارهم، وكان من هذه الخلال ما اجتمعوا عليها أو كادوا، وكان منها ما تحلى بها الكثير منهم. ومن أهم ما اجتمعوا عليه ثلاث: الكرم والشجاعة والغيرة. وأما التي تحلى بها الكثير منهم فمنها: العفة والترفع عن الدنايا، ومنها الصدق والوفاء، ومنها حفظ السر والترفع عن جليس السوء.. ومنها الحلم والرزانة وغير ذلك. على أن القوم ساد بينهم بعض القيم الوضيعة والأخلاق الذميمة، فكما كان منهم الأوفياء الصادقون، كان منهم الغدارون والكذابون، وكما كان منهم الأوفياء وحفظة العهود؛ كان منهم الخونة واللصوص والبخلاء .

وسوف أستعرض - بإذنه تعالى- هذه القيم كما صورها الشعر الجاهلي موضحا نماذج - تتسع لها صفحات المجلة - من الأخلاق السامية والذميمة. ثم أستعرض مدى التغيير أو التعديل، أو التقويم الذي جاء به الإسلام مما ينسجم مع هديه ومعتقداته، وأختم حديثي عن موقفنا من هذه الأخلاق، ومدى تطبيق مجتمعاتنا المعاصرة لهذه القيم، بعد تجليتها في الجاهلية والإسلام.

1- الكرم: بواعث الكرم في العصر الجاهلي: لقد تميز العرب بإكرام الضيف، وتاهوا بهذه المكرمة، وافتخروا بها على الأمم، ولم تكن خصلة عندهم تفوق خصلة الكرم، وقد بعثتها فيهم حياة الصحراء القاسية، وما فيها من إجداب وإمحال، حيث «كان العرب يعيشون في بادية شحيحة بالزاد وحياتهم ترحال وتجوال، وكل واحد منهم معرض لأن ينفذ زاده، فهو يقري ضيفه اليوم لأنه سيضطر إلى أن يضيف عند غيره في يوم، فليس في البادية ملجأ يلجأ الفرد إليه غير الخيام المضروبة هنا وهناك، ملاجئ ملاجئ تعتبر قوارب النجاة.. والعرف أن الضيافة ثلاثة أيام، وثلاث ليال، فإذا انتهت المدة سقط حق الضيافة إلا إذا جدد المضيف وزاد عليها» .

على أن العرب كانوا يكرمون الضيف لكلفهم بحسن الأحدوثة وطيب الثناء، ولأنهم ذوو أريحية تسعد نفوسهم بمساعدة المحتاج وإطعام الجائع.. وكان المال وسيلة عندهم لا غاية، وسيلة إلى كسب المحامد. كان الكرم وسيلة هامة من وسائل السيادة.. يقول حاتم الطائى: يقولون لي أهلكت مالك فاقتصد ... وما كنت لولا ما تقولون سيدا والعربي ينكر البخل، لأنه مزر بأخلاق الرجال، وواضع من عوالي الصفات.. فالشاعر عمرو بن الأهتم يدعو زوجته لأن تدع لومه لبذله المال، فهو يشفق على الحسب الذي رفع بناءه، والكرام يتقون الذم ببذل القرى، ثم يتطرق إلى ضيف طرقه ليلا وكيف رحب به، ويصف لنا ذلك اللقاء: ذريني فإن البخل يا أم هيثم ... لصالح أخلاق الرجال شروق ذريني وحطي في هواي فإنني ... على الحسب الزاكي الرفيع شفيق ومستنبح بعد الهدوء دعوته ... وقد حل من نجم الشتاء خفوق فقتلت له: أهلا وسهلا ومرحبا ...

فهذا صبوح راهن وصديق وكل كريم يتقي الذم بالقرى ... وللخير بين الصالحين طريق لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق صورة رائعة من صور الكرم عند العربي، يستقبل ضيفه بالترحاب والطعام، وهو يتقي الذم والقالة؛ بالإطعام والقرى. لقد أصبح الكرم عند كثير من العرب طبعا وسجية، إذ ملك عليهم نفوسهم حتى أن حاتم الطائي يخاطب زوجته ويوصيها إذا صنعت له الطعام، أن تطلب له ضيفا ليشاركه فيه، فهو لا يريد أن يأكل وحده مخافة أن يتحدث الناس عنه بالبخل بعد موته. فهو يقول: أيا ابنة عبد الله وابنة مالك ... ويا ابنة ذي البردين والفرس الورد إذا ما صنعت الزاد فالتمسي له ... أكيلا فإني لست آكله وحدي أخا طارقا أو جار بيت فإنني ...

أخاف مذمات الأحاديث من بعدي وإني لعبد الضيف مادام ثاويا ... وما في إلا تلك من شيمة العبد مظاهر الكرم عند العرب وصدق تطبيقهم لهذا الخلق : بالغ العرب في الحفاوة بالضيف والتعهد له، وتفننوا في إكرامه، وتلمس الأسباب التي تدخل على نفسه السرور، ومن ذلك بسط الوجه له ومضاحكته والترحيب به ساعة قدومه حتى يأنس وينزل وهو مطمئن. يقول عمرو بن الأهتم: وضاحكته من قبل عرفاني اسمه ... ليأنس، إني للكسير رفيق بل كانوا يقدمون له أشهى ما يملكون، مع إيناسهم له. قالوا: " اتمام الضيافة: الطلاقة عند أول وهلة، وإطالة الحديث عند المؤاكلة ".

ولن يتلهى العربي عن ضيفه حتى ولا بالزوجة والولد. يقول عروة بن الورد: فراشي فراش الضيف والبيت بيته ... ولم يلهني عنه غزال مقنع أحادثه إن الحديث من القرى ... وتعلم نفسي أنه سوف يهجع وكانوا خير رفيق لصاحب الطريق، لا يختصون أنفسهم دونه بمال أو بظهر أو بماء. وعرف بعض الأجواد بكرمهم، ومن أجواد العرب أزواد الركب وهم ثلاثة من قريش، وإنما قيل لهم أزواد الركب، لأنهم كانوا إذا سافروا لم يتزود معهم أحد، ولم يسم بذلك غير هؤلاء الثلاثة، وهم: مسافر بن أبي عمرو من بني عبد شمس، وأبو أمية المغيرة من بني مخزوم، وزمعة بن الأسود بن المطلب .

ومن صدق تطبيقهم لهذا الخلق تعميم الدعوة إلى الطعام ليحضره كل من له إليه حاجة، ومن شؤونهم التي تدعو إلى العجب والإكبار حبهم لكلابهم بسبب ما كان يجلبه نباحها من الأضياف وضلال الطريق من المسافرين. ومن مظاهر كرمهم العجيبة هداية الضيوف ليلا بالنار التي يوقدونها لإنضاج الطعام، أو للاستدفاء، وكانوا يوقدونها على المرتفعات لتكون أبين وأوضح. يقول حاتم الطائي لغلامه في ليلة باردة الريح: أوقد فإن الليل ليل قر ... والريح يا غلام ريح صر إن جلبت ضيفا فأنت حر الإسلام والكرم: جاء الإسلام فأقر هذا الخلق الكريم، وشجع على البذل والسخاء، وحث على إكرام الضيف، إلا أنه جعل إخلاص النية لرب العالمين يرتفع بمنزلة العمل الدنيوي البحت فيجعله عبادة متقبلة. قال تعالى: [إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا] [الإنسان: 9] .



الترتيب:

#6K

0 مشاهدة هذا اليوم

#18K

8 مشاهدة هذا الشهر

#111K

509 إجمالي المشاهدات
المتجر أماكن الشراء
محمد الناصر ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار الرسالة 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية