📘 ❞ هكذا صام النبى محمد من زاد الميعاد لابن القيم ❝ كتاب ــ محمد ابن قيم الجوزية

الادب الاسلامي - 📖 كتاب ❞ هكذا صام النبى محمد من زاد الميعاد لابن القيم ❝ ــ محمد ابن قيم الجوزية 📖

█ _ محمد ابن قيم الجوزية 0 حصريا كتاب ❞ هكذا صام النبى من زاد الميعاد لابن القيم ❝ عن دار الوطن 2024 القيم: المؤلف النبي صلى الله عليه وسلم رمضان المعاد والمؤلف لـ 101 كتب أخرى أَبُو عَبْدِ شَمْسُ الدَّينَ مُحَمَّدُ بْنْ أَبِي بَكرِ أَيُّوبَ بْنِ سَعْدِ حرَيزْ الزُّرْعِيَّ (691هـ 751هـ 1292م 1350م) المعروف باسم "ابْنِ قَيَّمِ الجُوزِيَّةِ" أو القَيَّمِ" هُوَ فقيه ومحدّث ومفسَر وعالم مسلم مجتهد وواحد أبرز أئمّة المذهب الحنبلي النصف الأول القرن الثامن الهجري نشأ حنبليّ المذهب؛ فقد كان والده "أبو بكر بن أيوب الزرعي" قيّماً "المدرسة الحنبلية" (1) وعندما شبَّ واتّصل بشيخه تيميّة حصل تحوّل بحياته العلمية فأصبح لا يلتزم آرائه وفتاويه بما جاء إلا اقتناع وموافقة الدليل الكتاب والسنة ثم آراء الصحابة وآثار السلف ولهذا يعتبره العلماء أحد المجتهدين وُلد سنة 691 هـ المُوافِقة لسنة فنشأ مدينة دمشق واتجه لطلب العلم سن مبكرة فأخذ عدد كبير الشيوخ مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية وقد تيمية شيوخه حيث التقى به 712هـ 1313م فلازمه حتى وفاته 728هـ 1328م عنه علماً جمّاً واتسع مذهبُه ونصرَه وهذّبَ كتبه كانت مدة ملازمته له سبعة عشر عاماً تقريباً تولى الإمامة الجوزية" والتدريس الصدرية" 743هـ سُجن مع شهر شعبان 726هـ 1326م بسبب إنكاره لشدّ الرحال لزيارة القبور وأوذي هذا ضُرب بالدرة وشُهِّر حمار وأفرج يوم 20 ذو الحجة وكان ذلك بعد وفاة بمدة ويذكر المؤرخون أنه قد جرت مشاكل القضاة ربيع 746هـ فتواه بجواز إجراء السباق بين الخيل بغير مُحَلِّل وكذلك حصلت بمسألة أن الطلاق الثلاث بكلمة واحدة يقع طلقة وتوفي 13 رجب وعمره ستون ودُفن بمقبرة الباب الصغير بدمشق سار نهج شيخه العقيدة كما خاصة الفقه وأصوله ومصطلح الحديث وغير المسائل واشتهر بمؤلفاته والتفسير والتزكية والنحو بالإضافة إلى القصائد الشعرية كان تأثير عصره فيشير أخْذ الكثيرين العلمَ يديه برز أثره جانب أماكن متفرقة العالم الإسلامي وقت لاحق فكانت حركة عبد الوهاب التي ظهرت الثاني امتداداً لدعوة يعتني اعتناء كاملًا بكتبه وكتب الحال بالنسبة لمحمد رشيد رضا وفي شبه القارة الهندية أثر كتبهما أيضاً عديد طلبة ونُشرت أيدي هناك بداياته هو: «أَبُو مَكيّ زِينْ الدِيّنْ » نسبة زرع (وهي تسمى اليوم إزرع) الدَّمَشْقِيَّ الْحَنْبَلِيَّ وقَد «التاج المكلّل» لصديق خان القنوجي نسبته «الدرعي» أبو زيد خطأ ولعله تطبيع وجاء «البداية والنهاية» كثير الدمشقي «الذرعي» أيضًا اشتهر شمس الدين بلقب ويُختصر فيقال وتتفق التراجم سبب شهرته بهذا الاسم هو «أبا الزرعي» قيمًا «المدرسة الجوزية»(1) الواقعة بمدينة مدةً الزمن فاشتهر «قيم الجوزية» واشتهرت بعده ذريته درج المترجمون وفيهم تلامذته «ابن ومنهم والصفدي وابن والذهبي واختصار اسمه بقول فهو شائع والأكثر اشتهارًا مشهوراً عند بعض المتأخرين كابن حجر العسقلاني وجلال السيوطي عائلة "آل القيم" عائلة علمية فوالده سعد الذي نفسه معلمي ابنه وشيوخه أخذ منه علم الفرائض وأخوه الفرج زين الرحمن أبي ولد 693هـ أي أصغر بنحو سنتين الآخر عالماً تفرّد بالرواية "الشهاب العابر" ومن عائلته أخيه "عماد الفداء إسماعيل الرحمن" اقتنى أكثر مكتبة عمه 799هـ أبنائه الذين تُرجم لهم "شرف وجمال الله" وخطيباً درَّس المدرسة الصدرية عقب توفي شاباً 756هـ ثلاث وثلاثون وابنه "برهان إبراهيم" أفتى ودرَّس بالمدرسة عارفاً بالنحو وله شرح لألفية مالك سماه "إرشاد السالك حل ألفيّة مالك" وكانت 767هـ تتفق 691هـ حدّد ولادته بالتحديد «صلاح الصفدي» كتابه «الوافي بالوفيات» فبين 7 صفر الموافق ليوم 28 يناير تابعه «الداودي» و«جلال السيوطي» و«ابن تغري بردي» لم تصرّح جُلُّ المراجع بمحلّ ولادة هي إزرع أم «عبد مصطفى المراغي» صرح بذلك «الفتح المبين طبقات الأصوليين» فذكر المترجمين يذكرون ترجمة «الزرعي الأصل الدمشقي» وأن معنى اصطلاحهم التعبير يريدون محل الولادة الانتقال للمُترجم أنّ أجداده مثلاً هذه البلدة صار الأخرى شرع طلب وعلى وجه التحديد السابعة عمره يذكر المؤرّخون سمع منهم «أبو أيوب» وأخذ الدائم» وعن «أحمد الحليم تيمية» والفرائض والأصلَين: (أصول وأصول الفقه) وعلم الكلام لازمه منذ قدوم تكون ودراسته وذكر صلاح الصفدي جملة الكتب قرأها فقال: «قرأ قطعةً المحرر لجدّه المجد» وقرأ المحصول الأحكام للسيف الآمدي قطعة الأربعين والمحصل كثيراً تصانيفه» وسمع «الشهاب العابر أحمد النابلسي» سنٍ جدّ السادسة الشيرازي» لم نسبه فيذكر بعضُهم المقصود «المسند إبراهيم آخرون «كمال وسمع «المجد الحراني» "مختصر القاسم الخرقي" وكتاب "المقنع" قدامة الأصول "الروضة" «إسماعيل يوسف مكتوم القيسي» و«أيوب نعمة الكحال» و«البهاء عساكر» و«الحاكم سليمان تقي حمزة المقدسي» «شرف و«علاء الكندي الوداع» «عيسى شرف المطعِّم» و«فاطمة بنت الشيخ محمود جوهر البطائحي» العربية «مجد التونسي» و«بدر جماعة» «محمد الفتح البعلبكي» فقرأ «الملخص» لأبي البقاء و«الجرجانية» و«ألفية مالك» وأكثر «الكافية الشافية» وبعض «التسهيل» و«محمد شهوان» و«شمس الذهبي» و«صفي الهندي» الأصلين والتوحيد) «الأربعين» و«المحصل» و«أبي المعالي علي الزملكاني» مفلح» يراجعه مسائله واختياراته و«جمال المزي» يعتمده وينقل ورجاله معبراً بلفظ «شيخنا» عثمان الخليلي» «عز العزيز سيرته يذكر إمامته "بالمدرسة فيقول عنه: «هو إمام قيمها» ويفيد سرده لوقائع 736هـ خطابةَ جوامع فيقول: «وفي سلخ أقيمت الجمعة بالجامع أنشأه نجم خليخان تجاه باب كيسان القبلة وخطب فيه الإمام العلّامة بدران أول خطب لا تذكر تاريخ تولّي التدريسَ تلميذه ذكر تولّيه حياة «وأخذ خلقٌ كثيرٌ مات فانتفعوا الفضلاء يعظمونه ويتتلمذون الهادي وغيره» يذكر المؤرخين درس تدريسه بها حوادث الخميس بالصدرية صاحبنا العلامة الزرعي الحافظ السخاوي انتفع الأئمة ودرس بأماكن ولكنه يفصل واضح ثقافته وتكوين مذهبه واعتنى بالوقت التقيا فحددوه وهي السنة رجع فيها مصر فلازم مجلسه ذاك العام ونصره وهذب يقول ذلك: «وهو هذّب كُتب ونشر علمه ينتصر أغلب أقواله ويقول حديثه «ولد إحدى وتسعين وستمائة واشتغل بالعلم وبرع علوم متعدّدة سيما والأصلين ولما عاد الديار المصرية اثنتي عشرة وسبعمائة ما سلف الاشتغال فصار فريداً بابه فنون كثيرة » ذكر منظومته الشافية الانتصار للفرقة الناجية» والتي «بنونية القيم» يقوله الأشاعرة وغيرهم الصفات والتأويلات عقد فصلًا يتبع أقوالهم مثل قولهم مستَدِلّاً بهذه الأبيات تاب يد «ذكر رحمه تعالى النونية التأويلات النفاة الطامات وبيَّن ضررهم ومناهضتهم لنصوص فصلاً أعلن وَقَعَ تلك المهالك أتاح الإله أزال الأوهام بيده طريق الحقّ والسَّلامة وهو شيخ الإسلام قال «سيد حسين العفاني» بمثل قول المقابل «صالح الشامي» القضية هنا إطار الاجتهاد تصحيح المسار ومثل يعد ذنباً والانتقال إليه يسمى توبة معلّقاً كلام قائلًا: «ولم أرَ الموضوع أشار بحسب اطّلاعي المتواضع والتوبة بمعناها الخاص الذنب المتعارف ذنب ووضعُها عنواناً لهذا الأمر يتناسب مكانة تقديري الكبير للشيخ وإنَّ كل إنسان مهما شأنه عرضةٌ للوقوع وليس بعدها ذكرٌ للتوبة وإنما تغير يعدُّ ذنبًا والأبيات الحقيقة تسجيل لفضل إيضاح مسائل والدعوة التزام بعدها» نونيته: وقد «توضيح المقاصد الكافية نونية «لأحمد عيسى» بعدما استعرض السابقة: «ثمَّ بيَّن جرب ذَلِك وأنه وَقع فِي تِلْكَ الشباك والمصائد حَتَّى لَهُ الْمولى بفضله أوضح الشّبَه وأزاح عَنهُ الشكوك وَهُوَ » وقد اتصاله بابن لمذهبه وتمسكه المضايقات؛ حبس وأنكر الفقهاء انتصر لرأي معه حبسه الأخير اعتقل أهين وطيف جمل مضروبًا ولم يفرج يقول زيد: «وكما احتفى وعلومه حال حياته وأخلص محبته وولائه خليفته الراشد فتلقف راية التجديد وثبت جادة التوحيد: بنشر وبرد الخلف مذهب السلف؛ فاتسعت دائرة السلفية وانتشر روادها ناحية وصقع حفاوته (شيخ الإسلام) دون ثنايا جملًا مواقفه وسؤالاته وأسئلة غيره وطائفة أحواله ومرائيه مما لو استل مؤلفات لظهر مجلدة لطيفة ترفل بعزيز الفوائد ولطائف والله أعلم » أنكر شد الرحل قبر (الخليل) فأوذي وسجن الذهبي: «وقد حُبِس مُدَّة وأُوذِيَ لإنْكارِه شدّ الرّحل قَبْر الخَلِيل السجنة نفسها سُجن 16 وذلك المنع قبور الأنبياء الأحداث التالية لحبس منتصف أمر قاضي الشافعي بحبس جماعة أصحابه سجن الحكم وعزر دواب ونودي عليهم أطلقوا سوى فإنه القلعة وسكتت فكان نفس السبب أجله فسُجن بجانبه منفردًا ويذكر المقريزي ملابسات بتوسع قبل يحبس الاثنين سادس يعني ومعه أخوه بقلعة وضُرِب قَيِّم وشُهِّرَ وسبب تكلم بالقدس مسألة الشفاعة والتوسل بالأنبياء مجرد القصد للقبر الشريف قصد المسجد النبوي فأنكر المقادسة الزيارة وكتبوا جلال القزويني وغيره قضاة وقع تَيْمِيَّة بالثلاث: واحد فقام فقهاء فلما وصلت الْمَقَادِسَة القَيِّم كتبوا وصاحبه السلطان فعرف الحريري الحنفية بديار فشَنَّع تشنيعاً فاحشاً بحبسه وضُرِبَ ظل محبوسًا محبسه بالقلعة القعدة الثلاثاء رأى جواز وصنف مصنفًا «بيان الاستدلال بطلان اشتراط محلل والنضال» وأفاض «الفروسية» ونصر رأي وخالف الأربعة اشترطوا المحلل السبكي جرى الفتوى أمور «وجرت محن منها: طلبه المسابقة وآل عما يُفتي » وحكى الحادثة يفيد يفتي برأي صَنَّف لنصرة فاعتقدوا قوله 746هـ: «ووقع سببه صنف ذهب الترك ولا يعزوه فاعتقد اعتقد مخالف للأئمة فحصل إنكار وطلبه القاضي ويحصل وانفصل أظهر الموافقة للجمهور شكك رجوعه فتواه: «وقضية الرجوع نظر فلا بد تثبيت وأرجو يمنَّ عليَّ يدل نفياً إثباتاً الآخرين الحاضر بدليل المسألة «إعلام الموقعين رب العالمين» رأيه أفتى بأن "الطلاق واحدة" وهذا اختيار كثير: متصديًا للإفتاء اختارها وجرت بسببها فُصُولٌ يطول بسطها يبين ومما يؤكد سببت حكاه الصلح تم جمادى الآخرة 750هـ موت بعام «حصل وبين يدي الأمير سيف فضل ملك العرب بستان نقم إكثاره الفتيا » تتفق ليلة أذان العشاء وقد مترجمون تاريخًا مختلفًا حاجي خليفة كشف الظنون أسامي والفنون "أمثال القرآن" فقيده 754هـ سائر المواضع قيده أخطأ السفاريني اثنتان وستون الصواب هجرية صُلي التالي صلاة الظهر "الجامع الأموي" "بجامع جراح" وازدحم الناس تشييع جنازته حافلة شهدها والأعيان والصالحون الخاصة والعامة وتزاحم حمل نعشه وكمل العمر ودفن والدته وحُكى موته بمدَّة رأى المنام سأله منزلته منزلة فقال إنه أنزل فوق فلان اسم وقال وأنت كدت تلحق ولكن أنت طبقة خزيمة الادب الاسلامي مجاناً PDF اونلاين الأدب والأدب لقد فتح للأدب العربي أفقاً جديداً أتاه معانٍ جديدة مَهَرَ اللغة بألفاظ الأثر الأكبر للقرآن ويلحق بالقرآن ورد قولٍ قاله حكاية فعل فعله؛ أضيف أخبارًا نُقِلت

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
هكذا صام النبى محمد من زاد الميعاد لابن القيم
كتاب

هكذا صام النبى محمد من زاد الميعاد لابن القيم

ــ مُحَمَّدْ اِبْنْ قَيِّمْ اَلْجَوْزِيَّة

عن دار الوطن
هكذا صام النبى محمد من زاد الميعاد لابن القيم
كتاب

هكذا صام النبى محمد من زاد الميعاد لابن القيم

ــ مُحَمَّدْ اِبْنْ قَيِّمْ اَلْجَوْزِيَّة

عن دار الوطن
حول
محمد ابن قيم الجوزية ✍️ المؤلف
المتجر أماكن الشراء
دار الوطن 🏛 الناشر
مناقشات ومراجعات
QR Code
عن كتاب هكذا صام النبى محمد من زاد الميعاد لابن القيم:
المؤلف كتاب هكذا صام النبي صلى الله عليه وسلم رمضان من زاد المعاد لابن القيم والمؤلف لـ 101 كتب أخرى.
أَبُو عَبْدِ الله شَمْسُ الدَّينَ مُحَمَّدُ بْنْ أَبِي بَكرِ بْنْ أَيُّوبَ بْنِ سَعْدِ بْنِ حرَيزْ الزُّرْعِيَّ (691هـ - 751هـ/1292م - 1350م) المعروف باسم "ابْنِ قَيَّمِ الجُوزِيَّةِ" أو "ابْنِ القَيَّمِ". هُوَ فقيه ومحدّث ومفسَر وعالم مسلم مجتهد وواحد من أبرز أئمّة المذهب الحنبلي في النصف الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن القيم حنبليّ المذهب؛ فقد كان والده "أبو بكر بن أيوب الزرعي" قيّماً على "المدرسة الجوزية الحنبلية"،(1) وعندما شبَّ واتّصل بشيخه ابن تيميّة حصل تحوّل بحياته العلمية، فأصبح لا يلتزم في آرائه وفتاويه بما جاء في المذهب الحنبلي إلا عن اقتناع وموافقة الدليل من الكتاب والسنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف، ولهذا يعتبره العلماء أحد المجتهدين.

وُلد ابن القيم سنة 691 هـ المُوافِقة لسنة 1292م، فنشأ في مدينة دمشق، واتجه لطلب العلم في سن مبكرة، فأخذ عن عدد كبير من الشيوخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية، وقد كان ابن تيمية أحد أبرز شيوخه، حيث التقى به في سنة 712هـ/1313م، فلازمه حتى وفاته في سنة 728هـ/1328م، فأخذ عنه علماً جمّاً واتسع مذهبُه ونصرَه وهذّبَ كتبه، وقد كانت مدة ملازمته له سبعة عشر عاماً تقريباً. وقد تولى ابن قيم الجوزية الإمامة في "المدرسة الجوزية"، والتدريس في "المدرسة الصدرية" في سنة 743هـ.

سُجن ابن القيم مع ابن تيمية في شهر شعبان سنة 726هـ/1326م بسبب إنكاره لشدّ الرحال لزيارة القبور، وأوذي بسبب هذا، فقد ضُرب بالدرة وشُهِّر به على حمار. وأفرج عنه في يوم 20 ذو الحجة سنة 728هـ وكان ذلك بعد وفاة ابن تيمية بمدة. ويذكر المؤرخون أنه قد جرت له مشاكل مع القضاة منها في شهر ربيع الأول سنة 746هـ بسبب فتواه بجواز إجراء السباق بين الخيل بغير مُحَلِّل. وكذلك حصلت له مشاكل مع القضاة بسبب فتواه بمسألة أن الطلاق الثلاث بكلمة واحدة يقع طلقة واحدة. وتوفي في 13 رجب سنة 751هـ وعمره ستون سنة، ودُفن بمقبرة الباب الصغير بدمشق.

سار ابن القيم على نهج شيخه ابن تيمية في العقيدة، كما كان له آراء خاصة في الفقه وأصوله ومصطلح الحديث وغير ذلك من المسائل. واشتهر بمؤلفاته في العقيدة والفقه والتفسير والتزكية والنحو بالإضافة إلى القصائد الشعرية.

كان لابن قيم الجوزية تأثير كبير في عصره، فيشير المؤرخون إلى أخْذ الكثيرين العلمَ على يديه. وكذلك برز أثره إلى جانب شيخه ابن تيمية في أماكن متفرقة من العالم الإسلامي في وقت لاحق، فكانت حركة محمد بن عبد الوهاب التي ظهرت في القرن الثاني عشر الهجري امتداداً لدعوة ابن تيمية، وكان محمد بن عبد الوهاب يعتني اعتناء كاملًا بكتبه وكتب ابن القيم، وكذلك الحال بالنسبة لمحمد رشيد رضا. وفي شبه القارة الهندية برز أثر كتبهما أيضاً في عديد من طلبة العلم ونُشرت كتبهما على أيدي العلماء هناك.

بداياته
هو: «أَبُو عَبْدِ الله شَمْسُ الدَّينَ مُحَمَّدُ بْنْ أَبِي بَكرِ بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سَعْدِ بْنِ حرَيزْ بْنِ مَكيّ زِينْ الدِيّنْ. » الزُّرْعِيَّ نسبة إلى مدينة زرع (وهي تسمى اليوم إزرع) ثم الدَّمَشْقِيَّ الْحَنْبَلِيَّ. وقَد جاء في كتاب «التاج المكلّل» لصديق خان القنوجي نسبته «الدرعي»، ويذكر بكر بن عبد الله أبو زيد أن هذا خطأ ولعله تطبيع، وجاء في كتاب «البداية والنهاية» لابن كثير الدمشقي نسبة والده «الذرعي»، ويذكر أبو زيد أيضًا أن هذا خطأ ولعله تطبيع.

اشتهر شمس الدين محمد بلقب ابن قيم الجوزية ويُختصر فيقال ابن القيم، وتتفق كتب التراجم أن سبب شهرته بهذا الاسم هو أن والده «أبا بكر بن أيوب الزرعي» كان قيمًا على «المدرسة الجوزية»(1) الواقعة بمدينة دمشق مدةً من الزمن، فاشتهر بعد ذلك بلقب «قيم الجوزية» واشتهرت من بعده ذريته بهذا الاسم. وقد درج المترجمون له وفيهم تلامذته على هذا الاسم «ابن قيم الجوزية». ومنهم ابن رجب الحنبلي والصفدي وابن كثير والذهبي. واختصار اسمه بقول ابن القيم فهو شائع والأكثر اشتهارًا اليوم. وقد كان مشهوراً عند بعض العلماء المتأخرين كابن حجر العسقلاني وجلال الدين السيوطي.

عائلة "آل القيم" عائلة علمية، فوالده هو "أبو بكر بن أيوب بن سعد الزرعي" الذي كان قيّماً على «المدرسة الجوزية» بدمشق، وقد كان هو نفسه أحد معلمي ابنه وشيوخه، فقد أخذ منه ابنه ابن القيم علم الفرائض. وأخوه هو "أبو الفرج زين الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن أيوب الزرعي" ولد سنة 693هـ أي أنه أصغر من ابن القيم بنحو سنتين، وقد كان هو الآخر عالماً، وقد كان ابن رجب أحد تلامذته، وقد تفرّد بالرواية عن شيخه "الشهاب العابر". ومن عائلته أيضًا ابن أخيه "عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن زين الدين عبد الرحمن" الذي اقتنى أكثر مكتبة عمه ابن القيم، وتوفي سنة 799هـ. ومن أبنائه الذين تُرجم لهم، ابنه "شرف الدين، وجمال الدين عبد الله" وقد كان عالماً وخطيباً، وقد درَّس في المدرسة الصدرية عقب وفاة والده، توفي شاباً في سنة 756هـ وعمره ثلاث وثلاثون سنة. وابنه "برهان الدين إبراهيم"، وقد أفتى ودرَّس بالمدرسة الصدرية، وقد كان عارفاً بالنحو وله شرح لألفية ابن مالك سماه "إرشاد السالك إلى حل ألفيّة ابن مالك". وكانت وفاته سنة 767هـ.

تتفق كتب التراجم على أن ابن القيم ولد في سنة 691هـ/1292م، وقد حدّد يوم ولادته بالتحديد «صلاح الدين الصفدي» في كتابه «الوافي بالوفيات» فبين أن ولادته في يوم 7 صفر سنة 691هـ الموافق ليوم 28 يناير 1292م. وقد تابعه على ذلك «الداودي»، و«جلال الدين السيوطي»، و«ابن تغري بردي».

لم تصرّح جُلُّ المراجع بمحلّ ولادة ابن القيم هل هي في مدينة إزرع أم في مدينة دمشق، إلا أن «عبد الله بن مصطفى المراغي» صرح بذلك في كتابه «الفتح المبين في طبقات الأصوليين»، فذكر أنه ولد في مدينة دمشق. ويذكر بكر بن عبد الله أبو زيد أن المترجمين يذكرون في ترجمة ابن القيم وفي ترجمة والده «الزرعي الأصل ثم الدمشقي» وأن معنى هذا اصطلاحهم في هذا التعبير قد يريدون به محل الولادة ثم محل الانتقال للمُترجم له، وقد يريدون أنّ والده أو أجداده مثلاً من هذه البلدة ثم صار الانتقال إلى الأخرى.

شرع ابن القيم في طلب العلم في سن مبكرة وعلى وجه التحديد في السابعة من عمره كما يذكر المؤرّخون. سمع من عدد كبير من الشيوخ، منهم والده «أبو بكر بن أيوب» فأخذ عنه الفرائض، وأخذ عن «ابن عبد الدائم»، وعن «أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية» أخذ التفسير والحديث والفقه والفرائض والأصلَين: (أصول الدين وأصول الفقه)، وعلم الكلام، وقد لازمه منذ قدوم ابن تيمية إلى مدينة دمشق سنة 712هـ/1313م حتى توفي سنة 728هـ/1328م، وعلى هذا تكون مدة ملازمته ودراسته على ابن تيمية سبعة عشر عاماً تقريباً، وذكر صلاح الدين الصفدي جملة من الكتب التي قرأها ابن القيم على ابن تيمية فقال: «قرأ عليه قطعةً من المحرر لجدّه المجد» وقرأ عليه من المحصول، ومن كتاب الأحكام للسيف الآمدي، وقرأ عليه قطعة من الأربعين والمحصل، وقرأ عليه كثيراً من تصانيفه».

وسمع من «الشهاب العابر أحمد بن عبد الرحمن النابلسي» في سنٍ جدّ مبكرة، في السادسة أو السابعة من عمره. وعن «ابن الشيرازي» الذي لم يذكر المترجمون نسبه، فيذكر بعضُهم أن المقصود هو «المسند زيد الدين إبراهيم بن عبد الرحمن ابن الشيرازي»، ويذكر آخرون أن المقصود هو «كمال الدين أحمد بن محمد بن الشيرازي». وسمع من «المجد الحراني» وأخذ عنه الفقه وقرأ عليه "مختصر أبي القاسم الخرقي" وكتاب "المقنع" لابن قدامة وأخذ عنه الأصول وقرأ عليه أكثر "الروضة" لابن قدامة. وسمع من «إسماعيل أبي الفداء بن يوسف بن مكتوم القيسي»، و«أيوب زين الدين بن نعمة الكحال»، و«البهاء بن عساكر»، و«الحاكم سليمان تقي الدين بن حمزة بن قدامة المقدسي»، وأخذ الفقه عن «شرف الدين بن تيمية»، و«علاء الدين الكندي الوداع»، وسمع من «عيسى شرف الدين بن عبد الرحمن المطعِّم»، و«فاطمة أم محمد بنت الشيخ إبراهيم بن محمود بن جوهر البطائحي»، وقرأ العربية على «مجد الدين التونسي»، و«بدر الدين بن جماعة»، وأخذ العربية والفقه عن «محمد شمس الدين بن أبي الفتح البعلبكي»، فقرأ عليه «الملخص» لأبي البقاء و«الجرجانية» و«ألفية ابن مالك» وأكثر «الكافية الشافية» وبعض «التسهيل»، و«محمد بن شهوان»، و«شمس الدين الذهبي»، و«صفي الدين الهندي» فأخذ عنه الأصلين (أصول الفقه والتوحيد)، وقرأ عليه في أكثر «الأربعين» و«المحصل»، و«أبي المعالي محمد بن علي الزملكاني»، و«ابن مفلح» وكان ابن القيم يراجعه في كثير من مسائله واختياراته، و«جمال الدين المزي» وكان ابن القيم يعتمده وينقل عنه في كثير من كتبه خاصة في الحديث ورجاله معبراً عنه بلفظ «شيخنا»، وسمع من «محمد بن عثمان الخليلي»، ومن «عز الدين عبد العزيز ابن جماعة».

سيرته
يذكر المترجمون لابن القيم إمامته "بالمدرسة الجوزية"، فيقول ابن كثير عنه: «هو إمام الجوزية وابن قيمها». ويفيد ابن كثير أيضاً في سرده لوقائع سنة 736هـ خطابةَ ابن القيم في أحد جوامع دمشق فيقول: «وفي سلخ رجب أقيمت الجمعة بالجامع الذي أنشأه نجم الدين ابن خليخان تجاه باب كيسان من القبلة وخطب فيه الشيخ الإمام العلّامة شمس الدين ابن قيم الجوزية». ويذكر ابن بدران أن ابن القيم أول من خطب به.

لا تذكر كتب التراجم تاريخ تولّي ابن القيم التدريسَ بالتحديد، إلا أن تلميذه ابن رجب ذكر أن تولّيه التدريسَ كان منذ حياة شيخه ابن تيمية فيقول: «وأخذ عنه العلمَ خلقٌ كثيرٌ من حياة شيخه إلى أن مات، فانتفعوا به وكان الفضلاء يعظمونه ويتتلمذون عليه كابن عبد الهادي وغيره».

يذكر عدد من المؤرخين ومنهم تلامذته ابن كثير، وابن رجب والذهبي أن ابن القيم درس "بالمدرسة الصدرية"، ويفيد ابن كثير عن تاريخ تدريسه بها في حوادث سنة 743هـ فيقول: «وفي يوم الخميس درس بالصدرية صاحبنا الإمام العلامة محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي إمام الجوزية». ويفيد الحافظ السخاوي أن ابن القيم انتفع به الأئمة ودرس بأماكن، ولكنه لم يفصل.

كان لابن تيمية تأثير كبير على ابن القيم، وله أثر واضح في ثقافته وتكوين مذهبه، واعتنى المؤرّخون بالوقت الذي التقيا به، فحددوه في سنة 712هـ/1313م، وهي السنة التي رجع فيها ابن تيمية من مصر إلى دمشق، فلازم ابن القيم مجلسه من ذاك العام حتى وفاته في سنة 728هـ/1328م، فأخذ عنه علماً جمّاً واتسع مذهبه ونصره، وهذب كتبه، وقد كانت مدة ملازمته له سبعة عشر عاماً تقريباً. يقول ابن حجر العسقلاني في ذلك: «وهو الذي هذّب كتبه - أي كُتب ابن تيمية - ونشر علمه، وكان ينتصر له في أغلب أقواله.» ويقول ابن كثير في حديثه عن ابن القيم: «ولد في سنة إحدى وتسعين وستمائة وسمع الحديث واشتغل بالعلم، وبرع في علوم متعدّدة، لا سيما علم التفسير والحديث والأصلين، ولما عاد الشيخ تقي الدين ابن تيمية من الديار المصرية في سنة اثنتي عشرة وسبعمائة لازمه إلى أن مات الشيخ فأخذ عنه علماً جمّاً، مع ما سلف له من الاشتغال، فصار فريداً في بابه في فنون كثيرة..»

ذكر ابن القيم في منظومته «الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية» والتي تسمى «بنونية ابن القيم»، ما يقوله الأشاعرة وغيرهم في الصفات والتأويلات، ثم عقد فصلًا ذكر فيه أنه هو أيضاً كان يتبع أقوالهم ويقول مثل قولهم، ويذكر بكر بن عبد الله أبو زيد مستَدِلّاً بهذه الأبيات، أن ابن القيم تاب على يد ابن تيمية، فيقول: «ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى في النونية بعض ما يقوله الأشاعرة وغيرهم في الصفات من التأويلات، وبعض ما في كتب النفاة من الطامات، وبيَّن ضررهم على الدين ومناهضتهم لنصوص الكتب والسنة. ثم عقد فصلاً أعلن فيه أنه قد وَقَعَ في بعض تلك المهالك، حتى أتاح له الإله من أزال عنه تلك الأوهام، وأخذ بيده إلى طريق الحقّ والسَّلامة، وهو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.» وقد قال «سيد حسين العفاني» أيضاً بمثل قول بكر بن عبد الله أبي زيد. وفي المقابل يذكر آخرون مثل «صالح بن أحمد الشامي» أن القضية هنا هي تكون إطار الاجتهاد أو تصحيح المسار ومثل هذا لا يعد ذنباً، والانتقال إليه لا يسمى توبة، فيقول معلّقاً على كلام بكر أبي زيد قائلًا: «ولم أرَ من المترجمين لابن القيم من ذكر هذا الموضوع أو أشار إليه، بحسب اطّلاعي المتواضع. والتوبة - بمعناها الخاص - تكون بعد الذنب المتعارف عليه أنه ذنب، ووضعُها عنواناً لهذا الأمر لا يتناسب مع مكانة ابن القيم - مع تقديري الكبير للشيخ بكر- وإنَّ كل إنسان مهما كان شأنه عرضةٌ للوقوع في الذنب. وليس في هذه الأبيات وكذلك الأبيات بعدها ذكرٌ للتوبة. وإنما القضية هنا تكون في إطار تغير الاجتهاد أو تصحيح المسار، ومثل هذا لا يعدُّ ذنبًا، والانتقال إليه لا يسمى توبة والأبيات في الحقيقة هي تسجيل لفضل شيخ الإسلام على ابن القيم في إيضاح بعض مسائل العقيدة، والدعوة إلى التزام الكتاب والسنة، كما في الأبيات التي بعدها» فيقول ابن القيم في نونيته:

وقد جاء في كتاب «توضيح المقاصد شرح الكافية الشافية نونية ابن القيم» «لأحمد بن إبراهيم بن عيسى» الذي شرح فيه نونية ابن القيم بعدما استعرض الأبيات السابقة: «ثمَّ بيَّن أنه قد جرب ذَلِك، وأنه وَقع فِي بعض تِلْكَ الشباك والمصائد، حَتَّى أتاح لَهُ الْمولى بفضله، من أوضح لَهُ تِلْكَ الشّبَه وأزاح عَنهُ تِلْكَ الشكوك، وَهُوَ شيخ الإسلام.»

وقد حصل لابن القيم بسبب اتصاله بابن تيمية، ونصره لمذهبه وتمسكه به، كثير من المضايقات؛ فقد حبس، وأنكر عليه بعض الفقهاء في عدد من المسائل التي انتصر فيها لرأي ابن تيمية. فقد حبس معه في حبسه الأخير الذي توفي فيه، ويذكر ابن حجر أنه اعتقل بعد أن أهين وطيف به على جمل مضروبًا بالدرة، ولم يفرج عنه إلا بعد وفاة ابن تيمية.

يقول بكر بن عبد الله أبو زيد: «وكما احتفى بشيخه وعلومه حال حياته وأخلص في محبته وولائه فقد كان خليفته الراشد بعد وفاته، فتلقف راية التجديد وثبت على جادة التوحيد: بنشر العلم، وبرد الخلف إلى مذهب السلف؛ فاتسعت به دائرة المدرسة السلفية، وانتشر روادها في كل ناحية وصقع. وكان من حفاوته بشيخه (شيخ الإسلام) أن دون في ثنايا كتبه جملًا من مواقفه، وسؤالاته له، وأسئلة غيره له، وطائفة من أحواله ومرائيه واختياراته. مما لو استل من مؤلفات ابن القيم لظهر في مجلدة لطيفة ترفل بعزيز الفوائد ولطائف العلم. والله أعلم. »

أنكر ابن القيم شد الرحل لزيارة قبر النبي إبراهيم (الخليل)، فأوذي بسبب هذا وسجن يقول الذهبي: «وقد حُبِس مُدَّة وأُوذِيَ لإنْكارِه شدّ الرّحل إلى قَبْر الخَلِيل.» ويذكر بعض المؤرخين أن هذه السجنة هي نفسها التي سُجن فيها مع شيخه ابن تيمية، فقد اعتقل ابن تيمية في يوم 16 شعبان سنة 726هـ، وذلك بسبب ما أفتى به من المنع من شد الرحل إلى قبور الأنبياء، ويذكر ابن كثير الأحداث التالية لحبس ابن تيمية، أنه في منتصف شهر شعبان أمر قاضي القضاة الشافعي بحبس جماعة من أصحابه في سجن الحكم، وعزر جماعة منهم على دواب ونودي عليهم، ثم أطلقوا، سوى ابن القيم فإنه حبس في القلعة وسكتت القضية. فكان سبب سجن ابن القيم هو نفس السبب الذي سجن من أجله ابن تيمية، فسُجن بجانبه في القلعة، ولكنه كان منفردًا عنه.

ويذكر تقي الدين المقريزي ملابسات هذه الواقعة بتوسع وأن ابن القيم ضُرب قبل أن يحبس فيقول: «وفي يوم الاثنين سادس شعبان - يعني سنة 726هـ - حُبِس تقي الدين أحمد بن تيمية، ومعه أخوه زين الدين عبد الرحمن بقلعة دمشق. وضُرِب شمس الدين محمد بن أبي بكر بن قَيِّم الجوزية، وشُهِّرَ به على حمار بدمشق. وسبب ذلك: أن ابن قَيِّم الجوزية تكلم بالقدس في مسألة الشفاعة والتوسل بالأنبياء، وأنكر مجرد القصد للقبر الشريف دون قصد المسجد النبوي، فأنكر المقادسة عليه مسألة الزيارة، وكتبوا فيه إلى قاضي القضاة جلال الدين القزويني وغيره من قضاة دمشق. وكان قد وقع من ابن تَيْمِيَّة كلام في مسألة الطلاق بالثلاث: أنه لا يقع بلفظ واحد، فقام عليه فقهاء دمشق، فلما وصلت كتب الْمَقَادِسَة في ابن القَيِّم، كتبوا في ابن تَيْمِيَّة وصاحبه ابن القَيِّم إلى السلطان، فعرف شمس الدين الحريري - قاضي القضاة الحنفية بديار مصر- بذلك، فشَنَّع على ابن تَيْمِيَّة تشنيعاً فاحشاً، حتى كتب بحبسه، وضُرِبَ ابن القَيِّم.» وقد ظل ابن القيم محبوسًا، ولم يفرج عنه إلا بعد وفاة ابن تيمية، وذلك أن ابن تيمية توفي في محبسه بالقلعة في 20 ذو القعدة سنة 728هـ، وأفرج عن ابن القيم في يوم الثلاثاء 20 ذو الحجة.

رأى ابن القيم جواز إجراء السباق بين الخيل بغير مُحَلِّل، وصنف في ذلك مصنفًا اسمه «بيان الاستدلال على بطلان اشتراط محلل السباق والنضال»، وأفاض فيها في كتابه «الفروسية»، ونصر فيها رأي شيخه ابن تيمية، وخالف قول الأئمة الأربعة حيث اشترطوا المحلل في السباق. فأنكر عليه السبكي ذلك، ويذكر ابن حجر العسقلاني أنه جرى له بسبب بهذه الفتوى أمور مع السبكي وغيره وأنه قد رجع عن هذه الفتوى، فقال: «وجرت له محن مع القضاة، منها: في ربيع الأول - يعني سنة 746هـ - طلبه السبكي بسبب فتواه بجواز المسابقة بغير مُحَلِّل، فأنكر عليه وآل الأمر إلى أنه رجع عما كان يُفتي به من ذلك.»

وحكى ابن كثير هذه الحادثة، وذكر ما يفيد أن ابن القيم كان يفتي في ذلك برأي شيخه ابن تيمية، وأنه صَنَّف مصنفًا لنصرة رأي ابن تيمية، ثم صار يفتي به دون نسبته إلى ابن تيمية فاعتقدوا أنه قوله، فيقول ابن كثير في حوادث سنة 746هـ: «ووقع كلام في اشتراط المحلل في المسابقة، وكان سببه أن الشيخ شمس الدين بن قيم الجوزية صنف فيه مصنفًا من قبل ذلك، ونصر فيه ما ذهب إليه الشيخ تقي الدين بن تيمية في ذلك، ثم صار يفتي فيه جماعة من الترك ولا يعزوه إلى الشيخ تقي الدين بن تيمية، فاعتقد من اعتقد أنه قوله، وهو مخالف للأئمة الأربعة، فحصل عليه إنكار في ذلك، وطلبه القاضي الشافعي، ويحصل كلام في ذلك، وانفصل الحال على أن أظهر الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية الموافقة للجمهور.»

وقد شكك بكر بن عبد الله أبو زيد في رجوعه عن فتواه: «وقضية الرجوع محل نظر، فلا بد من تثبيت ذلك، وأرجو من الله تعالى أن يمنَّ عليَّ بما يدل على ذلك، نفياً أو إثباتاً.» ويذكر بعض المؤرخين الآخرين في الزمن الحاضر ذلك أيضًا، بدليل أنه ذكر المسألة في كتابه «إعلام الموقعين عن رب العالمين» ولم يذكر أنه رجع عن رأيه.

أفتى ابن القيم بأن "الطلاق الثلاث بكلمة واحدة يقع طلقة واحدة"، وهذا هو اختيار شيخه ابن تيمية، فحصل له بسبب ذلك مشاكل مع القضاة، يقول ابن كثير: «وقد كان متصديًا للإفتاء بمسألة الطلاق التي اختارها الشيخ تقي الدين بن تيمية، وجرت بسببها فُصُولٌ يطول بسطها مع قاضي القضاة تقي الدين السبكي وغيره.» ولم يبين ابن كثير ما وقع له بسبب ذلك، ومما يؤكد أن فتواه في مسألة الطلاق قد سببت له مشاكل مع القضاة ما حكاه ابن كثير من الصلح الذي تم بين السبكي وابن القيم في 16 جمادى الآخرة 750هـ قبل موت ابن القيم بعام واحد، يقول ابن كثير: «حصل الصلح بين قاضي القضاة تقي الدين السبكي، وبين الشيخ شمس الدين بن قَيِّم الجوزية، على يدي الأمير سيف الدين بن فضل ملك العرب، في بستان قاضي القضاة، وكان قد نقم عليه إكثاره من الفتيا بمسألة الطلاق.»

تتفق كتب التراجم أن ابن القيم توفي في ليلة الخميس 13 رجب سنة 751هـ في وقت أذان العشاء، وقد كان عمره عند وفاته ستون سنة. وقد ذكر ذلك من المترجمين ابن رجب، وابن كثير، وابن حجر العسقلاني.

وقد ذكر مترجمون آخرون تاريخًا مختلفًا. مثل حاجي خليفة في كتابه كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون عند ذكر كتاب ابن القيم "أمثال القرآن" فقيده في سنة 754هـ. وفي سائر المواضع من الكتاب قيده سنة 751هـ. ويذكر بكر أبو زيد أنه أخطأ في هذا. وذكر السفاريني أن عمره اثنتان وستون سنة، ويذكر بكر بن عبد الله أبو زيد أن الصواب هو ستون سنة هجرية.

صُلي عليه في اليوم التالي بعد صلاة الظهر في "الجامع الأموي" ثم "بجامع جراح"، وازدحم الناس على تشييع جنازته، يقول ابن كثير: «وقد كانت جنازته حافلة رحمه الله تعالى شهدها القضاة والأعيان والصالحون من الخاصة والعامة. وتزاحم الناس على حمل نعشه، وكمل من العمر ستون سنة رحمه الله.» ودفن بدمشق بمقبرة الباب الصغير عند والدته.

وحُكى عنه قبل موته بمدَّة أنه رأى شيخه ابن تيمية في المنام وأنه سأله عن منزلته - أي منزلة ابن تيمية -، فقال إنه أنزل فوق فلان - وذكر اسم أحد العلماء -، وقال له وأنت كدت تلحق به ولكن أنت في طبقة ابن خزيمة.
الترتيب:

#3K

0 مشاهدة هذا اليوم

#10K

33 مشاهدة هذا الشهر

#93K

1K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 13.