📘 ❞ ابن تيمية المفترى عليه ❝ كتاب ــ سليم الهلالي اصدار 1985

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب ابن تيمية المفترى عليه ❝ ــ سليم الهلالي 📖

█ _ سليم الهلالي 1985 حصريا كتاب ابن تيمية المفترى عليه عن المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع 2024 عليه: تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم السلام النميري الحراني (661 هـ 728هـ 1263م 1328م) المشهور باسم هو فقيه ومحدث ومفسر وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني القرن السابع والثلث الأول الثامن الهجري نشأ حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله أبيه وجده كما كان الأئمة المجتهدين فقد يفتي العديد المسائل خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقًا للدليل الكتاب والسُنة ثم آراء الصحابة وآثار السلف وُلد سنة 661 المُوافقة لسنة مدينة حران للفقيه و"ست النعم بنت الرحمن الحرانية" ونشأ نشأته الأولى بعد بلوغه سن السابعة هاجرت عائلته منها إلى دمشق بسبب إغارة التتار عليها وكان ذلك 667 وحال وصول الأسرة هناك بدأ والده بالتدريس الجامع الأموي وفي "دار الحديث السكرية" أثناء نشأة اتجه لطلب العلم ويذكر المؤرخون أنه أخذ أزيد مائتي شيخ مختلف العلوم التفسير والحديث والفقه والعربية وقد شرع التأليف والتدريس عشرة وفاة 682 بفترة مكانه التدريس بالإضافة لديه درس لتفسير القرآن الكريم ودرس "بالمدرسة الحنبلية" واجه السجن والاعتقال عدة مرات كانت أولها 693 1294م أن اعتقله نائب السلطنة لمدة قليلة بتهمة تحريض العامة وسبب قام النصارى الذي بلغه عنه شتم النبي محمد 705 1306م سُجن القاهرة مع أخويه "شرف الله" و"زين الرحمن" مدة ثمانية عشر شهراً 707 1307م مسألة العرش ومسألة الكلام النزول وسجن أيضاً أيام شهر شوال 1308م شكوى الصوفية لأنه تكلم القائلين بوحدة الوجود وهم عربي وابن سبعين والقونوي والحلاج وتم الترسيم(2) 709 1309م أشهر الإسكندرية وخرج منه عودة السلطان الناصر قلاوون للحكم 720 1320م "مسألة الحلف بالطلاق" نحو ستة 726 1326م حتى وفاته 728 1328م "زيارة القبور وشد الرحال لها" وبالإضافة تعرض للمضايقات الفقهاء المتكلمين والحكام عقيدته التي صرح بها الفتوى الحموية 698 1299م والعقيدة الواسطية أثبت فيهما الصفات السمعية جاءت والسنة مثل اليد والوجه والعين والنزول والاستواء والفوقية نفي الكيفية عنها عاصر غزوات المغول الشام له دور التصدي لهم ومن التقى 699 بالسُلطان التتاري "محمود غازان" قدومه وأخذ وثيقة أمان أجلت دخول فترة الزمن ومنها 700 1300م حين أشيع قصد عمل حث ودفع قتالهم وتوجهه السُلطان مصر وحثه الآخر المجيء لقتالهم إلا رجعوا العام 702 1303م اشترك "معركة شقحب" انتهت بانتصار المماليك فيها القتال وتوجه للمرة الثانية يستحثه فاستجاب الوقت حكم قتال حيث أنهم يظهرون الإسلام فأفتى بوجوب وأنهم الطائفة الممتنعة شريعة شرائع 704 1305م لقتال "كسروان" و"بلاد الجرد" الإسماعيلية والباطنية والحاكمية والنصيرية ذكر رسالة للسُلطان سبب تعاونهم جيوش الصليبيين والتتار ظهر أثر أماكن مختلفة العالم الإسلامي ظهر الجزيرة العربية حركة الوهاب وظهر أثره والشام رشيد رضا الأبحاث ينشرها "مجلة المنار" تأثيره المغرب العربي الربع العشرين عند الحميد باديس جمعية الجزائريين وانتقل مراكش أيدي الطلبة المغاربة الذين درسوا الأزهر وهناك يقول أقدم حينما تأييد السلطانين الله وسليمان لحركة وأنه موجة ثانية أوائل يد كل القاضي العلوي وعلال الفاسي شبه القارة الهندية وصلت آراؤه مبكراً قدوم بعض تلاميذه إليها منهم "عبد العزيز الأردبيلي" و"علم سليمان الملتاني" واختفى الحادي ظهرت "الأسرة الدهلوية" ولي الدهلوي وابنه وإسماعيل الغني كانوا كلهم متأثرين بابن المتأثرين به النواب صديق حسن خان القنوجي البخاري ونذير حسين وعبد المباركفوري وشمس الحق العظيم آبادي شبلي حبيب النعماني وأبو آزاد ويبرز استدلال السلفية الجهادية بكتب وفتاوى مواقف يظهر تأثر رموز هذا التيار فرج وأسامة لادن مصعب الزرقاوي بدايةً لا بد التنبيه وصفَ بـ”شيخ الإسلام” وصفٌ قديم عدد كبير كبار ألّف الإمام ناصر الشافعي (ت 842هـ) كتاباً حول أحقية بلقب سماه: “الرد الوافر زعم سمى كافر” جمع فيه شهادة أكثر 80 إماما وعالما لابن باستحقاقه لقب منهم: العلامة قاضي قضاة الصفي الحنفي الذهبي سيد الناس السبكي السيوطي دقيق العيد حجر وغيرهم كثير لقد عالماً شجاعاً يصدع بكلمة ويواجه خصومه بالحجة والبرهان بينما يواجهه بالكذب والبهتان وتأليب السلطة سجن لعجز مواجهة حمله ونشره ودافع وما يزال منهج خصوم للطعن بأكثر 800 عام! فمن هذه الافتراءات القديمة ما حكاه تلميذه حوادث عام 702هـ كتابه “البداية والنهاية”: “وفي جمادى وقع بيد كتابٌ مزور الشيخ تقي والقاضي شمس الحريري وجماعة الأمراء والخواص بباب يناصحون التتر ويكاتبونهم ويريدون تولية قبجق وأن كمال الزملكاني يعلمهم بأحوال الأمير جمال آقوش الأفرم وكذلك العطار فلما وقف عرف مفتعل ففحص واضعه فإذا فقير مجاورا بالبيت جانب محراب الصحابة” وما الكذب والتزوير والاستعداء للسلطنة نهج المعروفين بالشر والفضول عصرنا! يروج رسائل وسائط التواصل الاجتماعي كون بكفر وقتل تصرفات تستحق التكفير والقتل وللأسف يصدق الافتراء حملة الشهادات ويأخذون ترديدها بدون تثبت أو تحقق بدلاً استنكار صدورها فضلاً الإسلام! ومن البحث محرك “جوجل” وجدت حبش 428 فتوى تكفير النسق! وطبعاً تغوص التثبت دقة تجد غير صحيح فابن وغيره يكفّرون أفعال بسيطة بل هم يتجاوزون الفعل الظاهر عادة القدماء الاستطراد للحديث والحكم قضية تماماً وهي عُلّم وفُهّم يقوم خطأ شرعاً يجوز فعله لكنه يصرّ ادّعاء شرعية ونسبته للشرع وبذلك ينتقل جاهل مرتكب لخطأ مرحلة التشريع بالباطل وهذا منازعة لحق عز وجل بالحكم والملك والأمر والألوهية كفر بالإجماع ولكن المفترين عمداً يقصون بداية ويلصقونه بجوار خاتمة وهما موضوعان مختلفان!! ومما يؤكد بطلان يكفّر ويقتل أنصار ومتّبعي اليوم بالملايين أنحاء ومع وجود لمثل ثقافة الملايين ممن تتبع اجتهادات ونهل كتبه وعلومه!! وقد الكثير الباحثين والمختصين دعوى جماعات العنف والغلو بانتسابهم وكشفوا تباين طرح هؤلاء الغلاة والمتطرفين فكر ومنهج د هاني نسيرة رسالته للدكتوراه والتي طبعها مركز دراسات الوحدة مؤخرا بعنوان “متاهة الحاكمية: أخطاء الجهاديين فهم تيمية” وقبل أسبوعين نوقشت كلية الشريعة بالجامعة الأردنية ماجستير متميزة إعداد غالب الساقي بعنوان: “الفكر التكفيري المعاصر دراسة نقدية مقارنة بيّن التناقض الكبير بين أهم منظري (أبو المقدسي فضل إمام) وبين الحاكمية والتكفير والولاء والبراء وكي نعرف حجم المهزلة يُدخلنا بكذبهم وافترائهم تعالوا نطالع كيف ينظر العقلاء والمنصفون ممّن ليسوا صف لدوره وعبقريته ودوره المركزي خدمة البشرية والعالم فالمفكر الإيراني مصطفى طباطبائي “المفكرون المسلمون المنطق اليوناني” عنه: “إن القراء الكرام إذا فصل نقد لمنطق أرسطو سيلاحظون جميع ستيوارت مل ذكرها قبله بخمسة قرون” أما المفكر العراقي علي الوردي فيقول “منطق خلدون”: “وصل القمة” ويقول إقبال: أول بتفنيد الأرسطيّ تفنيدا منظما “نقد المنطق” أجل رأينا الفلسطيني المسيحي وائل حلاق يحتفي بفكر “ابن ضد المنطقيين اليونانيين” والذي لم يترجم للعربية ونقد وهدم منطق فتح الباب لتقدم أوروبا خمسة قرون زمن واعتماد المنهج التجريبي ولذلك تأسف الدكتور سامي النشار والشيخ الرزاق عدم مواصلة جهود المجال وكيف فقدوا الريادة “مناهج البحث”: “ترك بما تراثا علميا يقدر وقام بمحاولة لها شبيها تاريخ العصور الوسطى بحيث الأستاذ الرازق: إن الدراسات المنطقية لو سارت منذ عهد نهجه النقد بدل الشرح والتعمق؛ لكنا بلغنا الرقي مبلغا عظيما التراث المنطقي التيمي” ومن أراد معرفة حقيقة فأنصحه بمطالعة عائض الدوسري “هكذا تحدث وكتاب عمر فروخ المجتهد أحكام وحاجات المجتمع” فمتى يكفّ المفترون افترائهم وينشغلون ينفعهم وينفع أمتهم وينتفعون انتفعت ومفكروها عبقريته؟! التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم يتناول سير حياة الأعلام عبر المختلفة يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم الرسول صلى وسلم بزمن يسير حرص حماية وصيانة المصدر مصادر النبوي حرصوا صيانته والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية والتابعين وباقي خصوصا والناس روى صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: قال رسول يأذن لحديثه ولا إليه فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا مرة سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول نأخذ » واستمر العمل القاعدة ضرورة الرجال ناقلي حال نقلة النبوية وذلك ينبني المعرفة قبول والتعبد لله تعالى رد تلك والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ الشيوخ عنهم (من حدث سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) ملازمته لكلّ شيوخه ذاك وكم الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال الحاضرين عنده؟ هي الأوهام والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة تفرّدته الأمة باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض أبواب منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
ابن تيمية المفترى عليه
كتاب

ابن تيمية المفترى عليه

ــ سليم الهلالي

صدر 1985م عن المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع
ابن تيمية المفترى عليه
كتاب

ابن تيمية المفترى عليه

ــ سليم الهلالي

صدر 1985م عن المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع
عن كتاب ابن تيمية المفترى عليه:

تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام النميري الحراني (661 هـ - 728هـ/1263م - 1328م) المشهور باسم ابن تيمية. هو فقيه ومحدث ومفسر وعالم مسلم مجتهد من علماء أهل السنة والجماعة. وهو أحد أبرز العلماء المسلمين خلال النصف الثاني من القرن السابع والثلث الأول من القرن الثامن الهجري. نشأ ابن تيمية حنبلي المذهب فأخذ الفقه الحنبلي وأصوله عن أبيه وجده، كما كان من الأئمة المجتهدين في المذهب، فقد كان يفتي في العديد من المسائل على خلاف معتمد الحنابلة لما يراه موافقًا للدليل من الكتاب والسُنة ثم على آراء الصحابة وآثار السلف.

وُلد ابن تيمية سنة 661 هـ المُوافقة لسنة 1263م في مدينة حران للفقيه الحنبلي عبد الحليم ابن تيمية و"ست النعم بنت عبد الرحمن الحرانية"، ونشأ نشأته الأولى في مدينة حران. بعد بلوغه سن السابعة، هاجرت عائلته منها إلى مدينة دمشق بسبب إغارة التتار عليها وكان ذلك في سنة 667 هـ. وحال وصول الأسرة إلى هناك بدأ والده عبد الحليم ابن تيمية بالتدريس في الجامع الأموي وفي "دار الحديث السكرية". أثناء نشأة ابن تيمية في دمشق اتجه لطلب العلم، ويذكر المؤرخون أنه أخذ العلم من أزيد من مائتي شيخ في مختلف العلوم منها التفسير والحديث والفقه والعربية. وقد شرع في التأليف والتدريس في سن السابعة عشرة. بعد وفاة والده سنة 682 هـ بفترة، أخذ مكانه في التدريس في "دار الحديث السكرية"، بالإضافة أنه كان لديه درس لتفسير القرآن الكريم في الجامع الأموي ودرس "بالمدرسة الحنبلية" في دمشق.

واجه ابن تيمية السجن والاعتقال عدة مرات، كانت أولها سنة 693 هـ/1294م بعد أن اعتقله نائب السلطنة في دمشق لمدة قليلة بتهمة تحريض العامة، وسبب ذلك أن ابن تيمية قام على أحد النصارى الذي بلغه عنه أنه شتم النبي محمد. وفي سنة 705 هـ/1306م سُجن في القاهرة مع أخويه "شرف الدين عبد الله" و"زين الدين عبد الرحمن" مدة ثمانية عشر شهراً إلى سنة 707 هـ/1307م، بسبب مسألة العرش ومسألة الكلام ومسألة النزول. وسجن أيضاً لمدة أيام في شهر شوال سنة 707 هـ/1308م بسبب شكوى من الصوفية، لأنه تكلم في القائلين بوحدة الوجود وهم ابن عربي وابن سبعين والقونوي والحلاج. وتم الترسيم(2) عليه في سنة 709 هـ/1309م مدة ثمانية أشهر في مدينة الإسكندرية، وخرج منه بعد عودة السلطان الناصر محمد بن قلاوون للحكم. وفي سنة 720 هـ/1320م سُجن بسبب "مسألة الحلف بالطلاق" نحو ستة أشهر. وسجن في سنة 726 هـ/1326م حتى وفاته سنة 728 هـ/1328م، بسبب مسألة "زيارة القبور وشد الرحال لها". وبالإضافة إلى ذلك، فقد تعرض للمضايقات من الفقهاء المتكلمين والحكام بسبب عقيدته التي صرح بها في الفتوى الحموية في سنة 698 هـ/1299م والعقيدة الواسطية في سنة 705 هـ/1306م التي أثبت فيهما الصفات السمعية التي جاءت في الكتاب والسنة مثل اليد والوجه والعين والنزول والاستواء والفوقية، مع نفي الكيفية عنها.

عاصر ابن تيمية غزوات المغول على الشام، وقد كان له دور في التصدي لهم، ومن ذلك أنه التقى 699 هـ/1299م بالسُلطان التتاري "محمود غازان" بعد قدومه إلى الشام، وأخذ منه وثيقة أمان أجلت دخول التتار إلى دمشق فترة من الزمن. ومنها في سنة 700 هـ/1300م حين أشيع في دمشق قصد التتار الشام، عمل ابن تيمية على حث ودفع المسلمين في دمشق على قتالهم، وتوجهه أيضاً إلى السُلطان في مصر وحثه هو الآخر على المجيء لقتالهم. إلا أن التتار رجعوا في ذلك العام. وفي سنة 702 هـ/1303م اشترك ابن تيمية في "معركة شقحب" التي انتهت بانتصار المماليك على التتار، وقد عمل فيها على حث المسلمين على القتال، وتوجه إلى السُلطان للمرة الثانية يستحثه على القتال فاستجاب له السلطان. وقد أشيع في ذلك الوقت حكم قتال التتار حيث أنهم يظهرون الإسلام، فأفتى ابن تيمية بوجوب قتالهم، وأنهم من الطائفة الممتنعة عن شريعة من شرائع الإسلام. وخرج ابن تيمية أيضاً مع نائب السلطنة في دمشق في سنة 699 هـ/1299م وفي سنة 704 هـ/1305م وفي سنة 705 هـ/1305م لقتال أهل "كسروان" و"بلاد الجرد" من الإسماعيلية والباطنية والحاكمية والنصيرية، وقد ذكر في رسالة للسُلطان أن سبب ذلك هو تعاونهم مع جيوش الصليبيين والتتار.

ظهر أثر ابن تيمية في أماكن مختلفة من العالم الإسلامي، فقد ظهر في الجزيرة العربية في حركة محمد بن عبد الوهاب، وظهر أثره في مصر والشام في محمد رشيد رضا من خلال الأبحاث التي كان ينشرها في "مجلة المنار"، وظهر تأثيره في المغرب العربي في الربع الثاني من القرن العشرين عند عبد الحميد بن باديس وفي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وانتقل تأثيره إلى مراكش على أيدي الطلبة المغاربة الذين درسوا في الأزهر. وهناك من يقول أن تأثيره في مراكش أقدم حينما ظهر تأييد السلطانين محمد بن عبد الله وسليمان بن محمد لحركة محمد بن عبد الوهاب، وأنه ظهر في موجة ثانية في أوائل القرن العشرين على يد كل من القاضي محمد بن العربي العلوي وعلال الفاسي. وفي شبه القارة الهندية فقد وصلت آراؤه إلى هناك مبكراً في القرن الثامن الهجري بعد قدوم بعض تلاميذه إليها، منهم "عبد العزيز الأردبيلي" و"علم الدين سليمان بن أحمد الملتاني" واختفى أثره فيها إلى القرن الحادي عشر الهجري، حتى ظهرت "الأسرة الدهلوية" ومنها ولي الله الدهلوي وابنه عبد العزيز الدهلوي وإسماعيل بن عبد الغني الدهلوي الذين كانوا كلهم متأثرين بابن تيمية. ومن المتأثرين به النواب صديق حسن خان القنوجي البخاري ونذير حسين الدهلوي وعبد الرحمن المباركفوري وشمس الحق العظيم آبادي، بالإضافة إلى شبلي بن حبيب الله النعماني وأبو الكلام آزاد. ويبرز استدلال السلفية الجهادية بكتب وفتاوى ابن تيمية في عدة مواقف، كما يظهر تأثر رموز هذا التيار به مثل محمد عبد السلام فرج وأسامة بن لادن وأبو مصعب الزرقاوي.

بدايةً لا بد من التنبيه إلى أن وصفَ ابن تيمية بـ”شيخ الإسلام” وصفٌ قديم من عدد كبير من كبار العلماء، وقد ألّف الإمام ابن ناصر الدين الشافعي (ت 842هـ) كتاباً حول أحقية ابن تيمية بلقب شيخ الإسلام سماه: “الرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر”، جمع فيه شهادة أكثر من 80 إماما وعالما لابن تيمية باستحقاقه لقب شيخ الإسلام منهم: العلامة قاضي قضاة مصر والشام، محمد بن الصفي الحنفي، الإمام الذهبي الشافعي، الإمام ابن سيد الناس، الإمام السبكي، العلامة السيوطي، العلامة ابن دقيق العيد، الإمام ابن حجر، وغيرهم كثير.

لقد كان ابن تيمية عالماً شجاعاً يصدع بكلمة الحق ويواجه خصومه بالحجة والبرهان، بينما يواجهه خصومه بالكذب والبهتان وتأليب السلطة عليه حتى سجن مرات عدة، لعجز خصومه عن مواجهة الحق الذي حمله ونشره ودافع عنه، وما يزال هذا هو منهج خصوم شيخ الإسلام للطعن فيه بعد وفاته بأكثر من 800 عام!

فمن هذه الافتراءات القديمة عليه ما حكاه تلميذه الإمام ابن كثير في حوادث عام 702هـ، في كتابه “البداية والنهاية”: “وفي جمادى الأولى وقع بيد نائب السلطنة كتابٌ مزور، فيه أن الشيخ تقي الدين ابن تيمية، والقاضي شمس الدين بن الحريري، وجماعة من الأمراء والخواص الذين بباب السلطنة، يناصحون التتر ويكاتبونهم، ويريدون تولية قبجق على الشام، وأن الشيخ كمال الدين بن الزملكاني يعلمهم بأحوال الأمير جمال الدين آقوش الأفرم، وكذلك كمال الدين بن العطار، فلما وقف عليه نائب السلطنة عرف أن هذا مفتعل، ففحص عن واضعه، فإذا هو فقير كان مجاورا بالبيت الذي كان إلى جانب محراب الصحابة”.

وما يزال الكذب والتزوير والاستعداء للسلطنة هو نهج خصوم ابن تيمية من المعروفين بالشر والفضول في عصرنا! ومن ذلك ما يروج في رسائل وسائط التواصل الاجتماعي من كون ابن تيمية شيخ الإسلام يفتي بكفر وقتل المسلمين بسبب تصرفات لا تستحق التكفير والقتل، وللأسف أن يصدق هذا الافتراء بعض حملة الشهادات ويأخذون في ترديدها بدون أن تثبت أو تحقق بدلاً من استنكار صدورها عن فقيه فضلاً عن شيخ الإسلام!

ومن خلال البحث في محرك “جوجل”، وجدت أن محمد حبش زعم أن ابن تيمية له 428 فتوى تكفير وقتل على هذا النسق! وطبعاً حين تغوص في التثبت من دقة هذا الكلام تجد أن هذا غير صحيح، فابن تيمية وغيره من الفقهاء لا يكفّرون على أفعال بسيطة، بل هم يتجاوزون هذا الفعل الظاهر على عادة القدماء في الاستطراد للحديث والحكم على قضية مختلفة تماماً وهي حكم من عُلّم وفُهّم أن ما يقوم به خطأ شرعاً لا يجوز فعله، لكنه يصرّ على ادّعاء شرعية هذا الفعل ونسبته للشرع، وبذلك ينتقل من جاهل مرتكب لخطأ إلى مرحلة التشريع بالباطل في الدين، وهذا منازعة لحق الله عز وجل بالحكم والملك والأمر والألوهية، وهذا كفر بالإجماع، ولكن المفترين عمداً يقصون بداية الكلام ويلصقونه بجوار خاتمة الكلام، وهما موضوعان مختلفان!!

ومما يؤكد بطلان هذا الافتراء والبهتان على ابن تيمية، أنه يكفّر ويقتل على أفعال لا تستحق ذلك، أن أنصار ومتّبعي ابن تيمية في العالم اليوم بالملايين وفي مختلف أنحاء العالم، ومع ذلك لا وجود لمثل هذا التكفير والقتل في ثقافة هذه الملايين ممن تتبع اجتهادات ابن تيمية ونهل من كتبه وعلومه!!

وقد أثبت الكثير من الباحثين والمختصين أيضاً بطلان دعوى جماعات العنف والغلو بانتسابهم لابن تيمية وكشفوا عن تباين طرح هؤلاء الغلاة والمتطرفين مع فكر ومنهج ابن تيمية، ومن هؤلاء د. هاني نسيرة في رسالته للدكتوراه، والتي طبعها مركز دراسات الوحدة العربية، مؤخرا، بعنوان “متاهة الحاكمية: أخطاء الجهاديين في فهم ابن تيمية”، وقبل أسبوعين نوقشت في كلية الشريعة بالجامعة الأردنية رسالة ماجستير متميزة من إعداد الشيخ غالب الساقي بعنوان: “الفكر التكفيري المعاصر دراسة نقدية مقارنة مع فكر ابن تيمية”، بيّن فيها التناقض الكبير بين فكر أهم منظري التكفير (أبو محمد المقدسي، د. فضل إمام) وبين فكر ابن تيمية في الحاكمية والتكفير والولاء والبراء.

وكي نعرف حجم المهزلة التي يُدخلنا إليها خصوم ابن تيمية بكذبهم وافترائهم، تعالوا نطالع كيف ينظر العقلاء والمنصفون ممّن ليسوا في صف ابن تيمية لدوره وعبقريته ودوره المركزي في خدمة البشرية والعالم، فالمفكر الإيراني مصطفى طباطبائي في كتابه “المفكرون المسلمون في مواجهة المنطق اليوناني”، يقول عنه: “إن القراء الكرام إذا رجعوا إلى فصل نقد ابن تيمية لمنطق أرسطو في هذا الكتاب سيلاحظون في نقد ابن تيمية عن المنطق جميع آراء ستيوارت مل التي ذكرها قبله بخمسة قرون”، أما المفكر العراقي علي الوردي، فيقول في كتابه “منطق ابن خلدون”: “وصل نقد المنطق على يد ابن تيمية إلى القمة”، ويقول محمد إقبال: كان ابن تيمية أول من قام بتفنيد المنطق الأرسطيّ تفنيدا منظما في كتابه “نقد المنطق”، من أجل ذلك رأينا المفكر الفلسطيني المسيحي وائل حلاق يحتفي بفكر ابن تيمية في كتابه “ابن تيمية ضد المنطقيين اليونانيين” والذي لم يترجم للعربية بعد، ونقد وهدم منطق أرسطو هو الذي فتح الباب لتقدم أوروبا بعد خمسة قرون من زمن ابن تيمية واعتماد المنهج التجريبي.

ولذلك تأسف الدكتور سامي النشار والشيخ مصطفى عبد الرزاق، على عدم مواصلة جهود ابن تيمية في هذا المجال وكيف أن المسلمين فقدوا الريادة بسبب ذلك، فيقول النشار في كتابه “مناهج البحث”: “ترك ابن تيمية بما كتبه عن المنطق تراثا علميا لا يقدر، وقام بمحاولة لا تجد لها شبيها في تاريخ العصور الوسطى، بحيث يقول الأستاذ مصطفى عبد الرازق: إن الدراسات المنطقية لو سارت منذ عهد ابن تيمية على نهجه في النقد بدل الشرح والتعمق؛ لكنا بلغنا بها من الرقي مبلغا عظيما، هذا هو التراث المنطقي التيمي”.

ومن أراد معرفة حقيقة فكر ومنهج شيخ الإسلام، فأنصحه بمطالعة كتاب د. عائض الدوسري “هكذا تحدث ابن تيمية”، وكتاب الأستاذ عمر فروخ “ابن تيمية المجتهد بين أحكام الفقهاء وحاجات المجتمع”.

فمتى يكفّ المفترون عن افترائهم على شيخ الإسلام ابن تيمية وينشغلون بما ينفعهم وينفع أمتهم، وينتفعون من ابن تيمية كما انتفعت أوروبا ومفكروها من عبقريته؟!
الترتيب:

#3K

0 مشاهدة هذا اليوم

#17K

22 مشاهدة هذا الشهر

#16K

13K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 112.
المتجر أماكن الشراء
سليم الهلالي ✍️ المؤلف
🎙️ المراجعات الصوتية و الآداء الصوتي
مناقشات ومراجعات
المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع 🏛 الناشر
QR Code

أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث