من سورة الجاثية في الجزء الخامس والعشرون ، صفحة 499 : حم تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ
بسم الله الرحمن الرحيم حم١ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم٢ إن في السموات والأرض لآيات للمؤمنين٣ وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون٤ واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون٥ تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون٦ ويل لكل أفاك أثيم٧ يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم٨ وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين٩ من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم١٠ هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم١١ الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون١٢ وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون١٣
قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزي قوما بما كانوا يكسبون١٤ من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها ثم إلى ربكم ترجعون١٥ ولقد آتينا بني إسرائيل الكتاب والحكم والنبوة ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين١٦ وآتيناهم بينات من الأمر فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون١٧ ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون١٨ إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين١٩ هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون٢٠ أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون٢١ وخلق الله السموات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون٢٢
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون٢٣ وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون٢٤ وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين٢٥ قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون٢٦ ولله ملك السموات والأرض ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون٢٧ وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون٢٨ هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون٢٩ فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته ذلك هو الفوز المبين٣٠ وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين٣١ وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين٣٢
وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون٣٣ وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين٣٤ ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون٣٥ فلله الحمد رب السموات ورب الأرض رب العالمين٣٦ وله الكبرياء في السموات والأرض وهو العزيز الحكيم٣٧