[اقتباسات] 📘 ❞ التذكرة بأسباب المغفرة ❝ كتاب ــ عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله

كتب الخطب المنبرية والدروس الإسلامية - 📖 اقتباسات ❞ كتاب التذكرة بأسباب المغفرة ❝ ــ عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله 📖

█ _ عبد الله بن جار إبراهيم الجار 0 حصريا كتاب التذكرة بأسباب المغفرة 2024 المغفرة: 1 أعظمُ ما تُنال به مغفرة تعالى التقربُ إليه بالإيمان والاستسلام التام له والعمل الصالح وفق شرعَ ومن قام لله وتقرّب بصالح العمل فهو موعود من بالمغفرة والرضوان بقول (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) أصدق قيلاً ! قال (وَبَشِّرِ أَنَّ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) والجنَّة دارٌ لا يدخلها ولا يُبَشَّر بها إلا وغفر , ونظائر هذه الآية الدالة حميد مآل المؤمنين الذين صلحت أعمالهم وخلُص إيمانهم كثيرة جداً القرآن وهذا السببُ متضمِّنٌ كلَّ يلي أسبابِ 2 أهمِّ موجبات وأجمعِها هو طلبُ بالاستغفار وفي ذلك يقول (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ويقول (وَاسْتَغْفِرِ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) والقرآن دلَّ أنّ استغفر تائباً وعازماً ترك الإصرار المعصية فسيتجيب دعائه ويغفر قال (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ يَجِدِ وهذا وعدٌ يتخلف يتبدل أوفى بعهده ؟ وليس حرجٍ كون الإنسانِ يذنبُ ويستغفر لكنَّ الحرجَ الحرج تركه لهذه العبادة الجليلة الموجبة لرضوان ولذلك وصف ربنا سبحانه المتقين أُعِـدَّتْ لهم الجنةُ أكثر موضع بكثرة استغفارهم وأثنى عليهم بأنهم يستغفرون إذا غفلوا وعصوا فيتطهرون باستغفارهم مما لحقهم أدران المعاصي قوله (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) وقوله (أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ) وبيَّن أنه يغفر جزاء وتوبتهم (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ رَبِّهِمْ) 3 أسباب المغفرة: أ – وجل القلب ذكر ب ازدياد الإيمان بسماع جـ التوكل د إقام الصلاة هـ الإنفاق سبيل فهذه الصفات الخمس اتصف مجتمعةً كان مؤمناً حقاً كما نصَّ كتابه بقوله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ ذُكِرَ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ هُمُ حَقًّا دَرَجَاتٌ عِنْدَ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) مع أنَّ لمن ببعضها كالإنفاق فقد اللهُ فيه (إِنْ تُقْرِضُوا قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ) 4 تقوى بفعل مأموراته واجتناب محارمه ومحظوراته (يَا أَيُّهَا إِنْ تَتَّقُوا يَجْعَلْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) وقال يَتَّقِ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرً) 5 الإسلامُ بعد الكفرِ (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا يَنْتَهُوا يُغْفَرْ قَدْ سَلَفَ) فكلُّ دانَ بدين الإسلامِ فإنَّ منه قبل إسلامه مسند الإمام أحمدَ رسول (إنَّ الإسلامَ يجُبُّ قبله الذنوبِ) الحديثِ أنَّهُ أتى النبيَّ رجلٌ فقال: أرأيت عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئا وهو لم حاجة داجة أتاها فهل لذلك توبة ؟ قال: : أسلمت قال: أما أنا فأشهد أن إله وأنك قال تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن لك خيرات كلهن وغدراتي وفجراتي ! قال نعم قال: أكبر فما زال يكبر حتى توارى رواه الطبراني والبزار وصححه الألباني رحم الجميع 6 كذلك الاستقامة الضلالة والتوبة العصيان, فالتوبة تجُب قبلها التَّوْبَةُ اللَّهِ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ يَتُوبُونَ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ وَكَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا) فمن تاب عليه مهما أسرف وشطَّ والتائبُ مغفورٌ بدلالة السابقة وغيرها آيات كقول تُوبُوا إِلَى تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ وَيُدْخِلَكُمْ (عسى) حيثما جاءت فهي متحققة الوقوع بخلاف (لعلَّ) بل أدلَّ كرم وحلمه بعباده تائبَهم قبِل توبتَه جعلَ معاصيه وفجراته السابقةَ حسناتٍ ترتفع درجاتُه وتكثر حسناتُه كلما تذكر مضى ندم واسترجع واستغفر حسرةً ماضيه وغفلته فينقلب الذنب السابقُ طاعةً بهذا الاعتبار (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا يُبَدِّلُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ رَحِيمًا) 7 حرصُ المسلمِ يقترف كبيرةً كبائر التي جاء الوعيد أو رسوله منهما مرتكبها القول بانقسام إلى صغائرَ وكبائرَ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ تُنْهَوْنَ نُكَفِّرْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا) وصغائر يسلمُ أحدٌ بلغ والطاعة لأنَّ اجتمع الصغائر والكبائر بالكلية معصومٌ,ولا عصمة لأحدٍ السنَّة النبوية يدل اجتهد مجانبة الوقيعة يتجاوز عن صغائرها الصحيح « الصلوات والجمعة الجمعة ورمضان رمضان مكفرات لما بينهن اجتنبت الكبائر » امرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها كانت كفارة يأت كبيرة وذلك الدهر كله » 8 العفوُ عند المقدرة والتمكنِ مصالح عباد قصة الإفك حلف الصديق ألا ينفع مِسْطَح أثاثة بنافعة بعدما عائشة أشاعه المنافقون فأنزل (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ يَغْفِرَ عفا عنه يسَّر ولذلك أدرك الصديقُ هذا السبب فأرجع نفقته مسطح مجيباً تعالى: بلى والله إنا نحب يا تغفر لنا 9 السبقُ الطاعات عموماً فإن يحب التنافس السبق مرضاته (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)ولا يكون بالتسابق الطاعة ,ودليل مؤمني بني إسرائيلَ لمَّـا هددهم فرعونُ بالتقتيل والتمثيل بهم حكى عنهم أنهم قالوا ( إِنَّا نَطْمَعُ رَبُّنَا خَطَايَانَا كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) فبنوا طمعهم سبقهم وكونهم أولَ 10 الاعترافُ بالذنب والتذلل وصدق الضراعة فإنّ موسى ُ حينَ قتل الرجلَ ندمَ قتله وتضرَّع معترفاً بذنبه فقال عنه(قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي لِي فَغَفَرَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) 11 السدادُ مع بأن المسلمُ وعدلاً يشهد بما علم يفتي يجهله يرمي أحداً بزور يأتي منكر الأقوال اتقى وعمل بذلك وعده اتَّقُوا وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا *يُصْلِحْ أَعْمَالَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) يدور الكتاب الجليل حول موضوع (التوبة والمغفرة) وكيفية تحصيلهما الدنيا والآخــــرة الرسالة بيان بعض وهى مستفادة كلام وكلام المحققين اهل العلم والذكرى تنفع فيغفر برحمته ذنوب المسلمين كتب الخطب المنبرية والدروس الإسلامية مجاناً PDF اونلاين ظهور الدعوة حدثاً عظيمًا وتحولاً بارزًا وضخما تاريخ الإنسانية حيث بعث محمدًا صلى وسلم حين فترة الرسل وبعد الناس جاهلية جهلاء وضلالة عمياء أسِنَت الحياة وفسدت ضلَّ طريق رب العالمين وصراطَه المستقيم ولقد النبي برسالته وقد أُمِر بإعلانها وتبليغها فلم يسعْه القيام أمره ربه: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94] ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ أُنْزِلَ إِلَيْكَ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67] فقام البشير النذير يدعو فطرق مسامعَ البشرية صوتُ الداعي الجديد وأقبل ينظرون الأمر فكان منهم شرح صدره للإسلام نور ربه ومنهم أعرض واستكبر ونأى بجانبه وولى وأدبر واتبع هواه وحارب دعوة فصار للدعوة مناوئون لها ممالئون فأنصارها يدعون إليها ويذودون عنها وأعداؤها يحاربونها ويصدون طريقها ومنذ الحين أهَلَّ الخَطابة زمان جديد إيذاناً بارتقائها وعلوِّ شأنها اعتمدت الجديدة نشرها والدفاع مبادئها ضد خصومها وكذلك صنع المناوئون ثم إن الإسلام بالإضافة اعتماده نشر قد جعلها ضمن الشعائر التعبدية ففرض خطبة كل يوم جمعة تصح بدونها هناك الخطبَ المشروعة الحج الاستسقاء الخسوف والكسوف الزواج والجهاد الشريعة تحث دائما بالمعروف والنهي المنكر وإسداء النصح للآخرين ارتقت ظل وبلغت الغاية الكمال مظهرًا وجوهرًا أداءً ومضمونًا وكان عوامل ارتقائها وسموها؛ استمدادها الكريم وسنة الرسول وتأثّر الخطباء ببلاغة وفصاحة والحديث النبوي الشريف

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
التذكرة بأسباب المغفرة
كتاب

التذكرة بأسباب المغفرة

ــ عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله

التذكرة بأسباب المغفرة
كتاب

التذكرة بأسباب المغفرة

ــ عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله

عن كتاب التذكرة بأسباب المغفرة:
1-أعظمُ ما تُنال به مغفرة الله تعالى التقربُ إليه بالإيمان به والاستسلام التام له والعمل الصالح على وفق ما شرعَ ومن قام لله بالإيمان وتقرّب إليه بصالح العمل فهو موعود من الله بالمغفرة والرضوان بقول الله تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) ومن أصدق من الله قيلاً.!

قال تعالى (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) والجنَّة دارٌ لا يدخلها ولا يُبَشَّر بها إلا من وغفر له , ونظائر هذه الآية الدالة على حميد مآل المؤمنين الذين صلحت أعمالهم وخلُص إيمانهم كثيرة جداً في القرآن.
وهذا السببُ متضمِّنٌ كلَّ ما يلي من أسبابِ المغفرة في القرآن.

2- ومن أهمِّ موجبات المغفرة وأجمعِها هو طلبُ المغفرة من الله بالاستغفار وفي ذلك يقول تعالى (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) ويقول تعالى (وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) والقرآن دلَّ على أنّ من استغفر الله تائباً وعازماً على ترك الإصرار على المعصية فسيتجيب الله دعائه ويغفر له قال الله تعالى (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا) وهذا وعدٌ من الله لا يتخلف ولا يتبدل ومن أوفى بعهده من الله .؟

وليس من حرجٍ في كون الإنسانِ يذنبُ ويستغفر لكنَّ الحرجَ كلَّ الحرج في تركه لهذه العبادة الجليلة الموجبة لرضوان الله تعالى .
ولذلك وصف ربنا سبحانه المتقين الذين أُعِـدَّتْ لهم الجنةُ في أكثر من موضع في القرآن بكثرة استغفارهم وأثنى عليهم بأنهم يستغفرون الله إذا غفلوا وعصوا فيتطهرون باستغفارهم مما لحقهم من أدران المعاصي ومن ذلك قوله تعالى (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) وقوله (أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ) وبيَّن الله أنه يغفر لهم جزاء استغفارهم وتوبتهم إليه قال الله تعالى (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ).

3-ومن أسباب المغفرة:
أ – وجل القلب من ذكر الله تعالى . ب- ازدياد الإيمان بسماع القرآن.

جـ- التوكل على الله. د- إقام الصلاة هـ- الإنفاق في سبيل الله.

فهذه الصفات الخمس من اتصف بها مجتمعةً كان مؤمناً حقاً كما نصَّ الله على ذلك في كتابه بقوله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).

مع أنَّ القرآن نصَّ على مغفرة الله لمن اتصف ببعضها كالإنفاق في سبيل الله فقد قال اللهُ فيه (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ)

4-ومن أسباب المغفرة في القرآن تقوى الله بفعل مأموراته واجتناب محارمه ومحظوراته , قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) وقال سبحانه (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرً) .

5-ومن أسباب المغفرة في القرآن الإسلامُ بعد الكفرِ قال الله تعالى (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ) فكلُّ من دانَ بدين الإسلامِ فإنَّ الله يغفر له ما كان منه قبل إسلامه وفي مسند الإمام أحمدَ أنَّ رسول الله قال (إنَّ الإسلامَ يجُبُّ ما كان قبله من الذنوبِ) وفي الحديثِ أنَّهُ أتى النبيَّ رجلٌ فقال:
أرأيت من عمل الذنوب كلها ولم يترك منها شيئا وهو في ذلك لم يترك حاجة ولا داجة إلا أتاها فهل لذلك من توبة.؟
قال: : فهل أسلمت
قال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله.
قال : تفعل الخيرات وتترك السيئات فيجعلهن الله لك خيرات كلهن.
قال وغدراتي وفجراتي.!
قال : نعم
قال: الله أكبر فما زال يكبر حتى توارى .رواه الطبراني والبزار وصححه الألباني رحم الله الجميع

6-ومن أسباب المغفرة في القرآن كذلك الاستقامة بعد الضلالة والتوبة بعد العصيان, فالتوبة كذلك تجُب ما كان قبلها قال تعالى (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) فمن تاب لله تاب الله عليه مهما أسرف وشطَّ , والتائبُ على الله مغفورٌ له بدلالة الآية السابقة وغيرها من آيات القرآن كقول الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) و (عسى) حيثما جاءت في القرآن فهي متحققة الوقوع بخلاف (لعلَّ).

بل لا أدلَّ على كرم الله وحلمه بعباده من أنَّ تائبَهم إذا قبِل اللهُ توبتَه جعلَ معاصيه وفجراته السابقةَ حسناتٍ ترتفع بها درجاتُه وتكثر بها حسناتُه ذلك أنه كلما تذكر ما مضى ندم واسترجع واستغفر الله حسرةً منه على ماضيه وغفلته، فينقلب الذنب السابقُ طاعةً لله تعالى بهذا الاعتبار , قال الله تعالى (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)

7-ومن أسباب المغفرة في القرآن حرصُ المسلمِ على أن لا يقترف كبيرةً من كبائر الذنوب التي جاء الوعيد من الله أو رسوله أو منهما في مرتكبها على القول بانقسام الذنوب إلى صغائرَ وكبائرَ , قال الله تعالى (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا) وصغائر الذنوب لا يسلمُ منها أحدٌ مهما بلغ من الإيمان والطاعة لله لأنَّ من اجتمع له ترك الصغائر والكبائر بالكلية فهو معصومٌ,ولا عصمة لأحدٍ بعد رسول الله , وفي السنَّة النبوية جاء ما يدل على أن من اجتهد في مجانبة الوقيعة في كبائر الذنوب أن الله يتجاوز له عن صغائرها كما في الصحيح أنه قال « الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر » وقال في الصحيح كذلك « ما من امرىء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يأت كبيرة وذلك الدهر كله »

8-ومن أسباب المغفرة في القرآن العفوُ عند المقدرة والتمكنِ من مصالح عباد الله كما جاء في قصة الإفك لما حلف الصديق ألا ينفع مِسْطَح بن أثاثة بنافعة بعدما قال في عائشة ما قال مما أشاعه المنافقون فأنزل الله تعالى قوله (وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فمن عفا عن عباد الله عفا الله عنه ومن يسَّر عليهم يسَّر الله عليه , ولذلك أدرك الصديقُ هذا السبب فأرجع نفقته على مسطح وهو يقول مجيباً لله تعالى: بلى، والله إنا نحب يا ربنا أن تغفر لنا.

9-ومن أسباب المغفرة في القرآن السبقُ إلى الطاعات عموماً , فإن الله يحب التنافس في السبق على مرضاته كما قال (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)ولا يكون التنافس فيه إلا بالتسابق في الطاعة ,ودليل هذا السبب أنَّ مؤمني بني إسرائيلَ لمَّـا هددهم فرعونُ بالتقتيل والتمثيل بهم حكى الله عنهم أنهم قالوا له ( إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ) فبنوا طمعهم في مغفرة الله تعالى لهم على سبقهم إلى الإيمان وكونهم أولَ المؤمنين.

10-ومن أسباب المغفرة في القرآن الاعترافُ بالذنب والتذلل لله وصدق الضراعة له فإنّ موسى ُ حينَ قتل الرجلَ ندمَ على قتله وتضرَّع إلى الله معترفاً بذنبه فقال الله عنه(قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)

11-ومن أسباب المغفرة في القرآن السدادُ في القول مع تقوى الله وذلك بأن لا يقول المسلمُ إلا حقاً وعدلاً ولا يشهد بما لا علم له به ولا يفتي بما يجهله ولا يرمي أحداً بزور ولا يأتي شيئا من منكر الأقوال عموماً فمن اتقى الله وعمل بذلك فقد وعده الله بالمغفرة بقوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ)...

يدور هذا الكتاب الجليل حول موضوع (التوبة والمغفرة) وكيفية تحصيلهما في الدنيا والآخــــرة..

في هذه الرسالة بيان بعض أسباب المغفرة وهى مستفادة من كلام الله وكلام رسوله وكلام المحققين من اهل العلم والذكرى تنفع المؤمنين فيغفر الله برحمته ذنوب المسلمين
الترتيب:

#2K

2 مشاهدة هذا اليوم

#22K

26 مشاهدة هذا الشهر

#31K

8K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 28.
المتجر أماكن الشراء
عبد الله بن جار الله بن إبراهيم الجار الله ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث