أنا آنسة فى الستين .. عشت حياتى الطويلة المريرة... 💬 أقوال مصطفى محمود 📖 كتاب 55 مشكلة حب

- 📖 من ❞ كتاب 55 مشكلة حب ❝ مصطفى محمود 📖

█ أنا آنسة فى الستين عشت حياتى الطويلة المريرة كالكوبرى الممدود عبر ثلاثة أجيال لم أعرف الحب لا الزواج فى العاشرة كنت أحمل أخى الطفل أغنى له الثلاثين كان قد كبر تزوج فحملت أطفاله الآن أطفال الأطفال تزوجوا بدأت أستقبل صدرى الهضيم الضامر أبناءهم لأعبر بهم السنين الباقية من أنت تعرف معنى أن تعيش الشاطئ تقضى الحرمان ستين عاماً أنت عطشان يمكن هذا لأنك تجربه فأنت رجل و صباى كانوا يقولون إن الرجال خُلِقوا للشارع المدرسة النساء خُلِقنَ للمطابخ و أبى المتوسط الحال يحلم بتريبة أولاده الجامعة ثمن الحلم بعد ماتت أمى أظل البيت أبرحه أطبخ أغسل أمسح البلاط لأوفر خادمة طاهية غسالة أعاون تحقيق حلمه الكبير كنت الثمن الذى دفعه جيلنا لحمه دمه لتدخلوا تتعلموا تقولوا للعالم نحن سعيدة بهذه التضحية أماً عذراء لأجيال تربوا لكنى الأن تغيرَت حولى الدنيا أحس أنى غريبة عالم غريب ملئ بالثرثرة الغرور الإلحاد الثورة بناتى صبيانى الذين ربيتهم منحتهم شبابى عمرى كتاب 55 مشكلة حب مجاناً PDF اونلاين 2024 الكتاب عبارة عن رسائل مختارة اعترافات ومشكلات قراء "الدكتور " منها المضحك ومنها المبكي نسمع الكثير "الحب الزمن الجميل" أي فترة الخمسينيات الستينيات وهي الفترة التي كُتب فيها إلا أننا نلمس جمال ذلك كما صوّروه فقد طغى العصر صراع الطبقات وتحكم المال بالإنسان وانعدام الثقة والتحلل والانفتاح وتدني الأخلاق كلها تجمعت لنسج أكاذيب حول حيث مفهوم مشوشاً لدى الكثيرين الزمان خالياً القيم الإنسانية والمنطقية

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ أنا آنسة فى الستين .. عشت حياتى الطويلة المريرة كالكوبرى الممدود عبر ثلاثة أجيال .. لم أعرف الحب .. و لا الزواج .



فى العاشرة كنت أحمل أخى الطفل و أغنى له .. و فى الثلاثين كان الطفل قد كبر و تزوج .. فحملت أطفاله .. و الآن و قد كبر أطفال الأطفال .. و تزوجوا .. و بدأت أستقبل على صدرى الهضيم الضامر .. أبناءهم لأعبر بهم السنين الباقية من حياتى .



أنت لا تعرف معنى أن تعيش على الشاطئ .. و تقضى فى الحرمان ستين عاماً .. و أنت عطشان .. لا يمكن أن تعرف هذا لأنك لم تجربه .. فأنت رجل .

و فى صباى كانوا يقولون إن الرجال خُلِقوا للشارع و المدرسة , و النساء خُلِقنَ للمطابخ .



و كان أبى المتوسط الحال يحلم بتريبة أولاده فى الجامعة .. و كان ثمن هذا الحلم بعد أن ماتت أمى أن أظل فى البيت لا أبرحه ..أطبخ و أغسل و أمسح البلاط .. لأوفر ثمن خادمة و طاهية و غسالة و أعاون أبى على تحقيق حلمه الكبير .



كنت الثمن الذى دفعه جيلنا من لحمه و دمه .. لتدخلوا الجامعة و تتعلموا .. و تقولوا للعالم .. نحن الرجال .



و قد كنت سعيدة بهذه التضحية .



كنت أماً عذراء لأجيال ثلاثة تربوا على صدرى .



لكنى الأن و قد تغيرَت من حولى الدنيا .. أحس أنى غريبة فى عالم غريب .. عالم ملئ بالثرثرة و الغرور و الحب و الإلحاد و الثورة .



بناتى و صبيانى الذين ربيتهم و منحتهم شبابى و عمرى .. ينظرون إلىَّ كأنهم ينظرون إلى تحفة أو أنتيكة .. و يسخرون منى لأنى لا أفهم الوجودية و السياسة و الحب .. و يضحكون علىّ .



لقد انتهت دولتى .. و مطبخى الصغير إحتله الطاهى .. و لم يبقى لى سوى البكاء فى صمت إلى جوار النافذة .



كنت أطمع فى شئ واحد .. هو التقدير .. و لكن حتى هذا لم أحصل عليه .

كم أنا تَعِسَة .. ❝