█ استدعى الابن أباه حتى يشتري له كتب العام الجديد واتفق سرًّا مع صاحب المكتبة أن يزيد كُتباً ليست مقررة عليه يذيق مرارة اختياره للعلم خرج الأب البسيط مُسافراً من ريف مصر إلى القاهرة مدينة الأزهر مُلبياً طلب ابنه وهو لا يعلم الملائكة جهزت دفاتر صالحات مازالت باقية الآن وما إن أتى وجد نفسه متورطاً شراء كُتب ضخمة كالصخور يعجز عن حملها ليسأل مُتعجباً: أمقررٌ عليك هذا؟ فيُقر الذي ظن خطته قد نجحت أسرها ودفع ثمن الكُتب التي باع لأجلها بعض أملاكه زاد إحساناً ليقضي ليلته يُغلف تلك المزخرفة الفجر صلى ثم توجه لمحطة القطار عائداً وقبل يتحرك بدقائق وبينما يودع قال كلمات جعلها الله سبباً تكوين وجدان عالِم: يا محمد إني أعلم مُقررة ولكني اشتريتها وغلفتها عسى تنفعك فتُصبح عالماً!! غادر لكن كلماته ظلت اهتزت أعماق أمام ذلك الإحسان استحيت أمرته مكرًا فعاهدها يُحقق رجاء أبيه عاد غرفته مُشمراً بعد غادرها كارهاً رجل بسيط لم تتصدر صورته مجلة فوربس ولم يُذكر اسمه كتاب رجل أولئك الذين إذا غابوا يُفتقدوا وإذا لكنود مجاناً PDF اونلاين 2024 ألا أيها الشاكر اعلم شكر طريق الأجر الكبير فماذا أنت خاسر؟! الصلاة والسلام: (للطاعم مثل ما للصائم الصابر) وشكرك سبيل مرضاة عنك تريد وراء ذلك؟! قال رسول صلى وسلم: (إن ليرضى العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة عليها)[3] عباد حياة المؤمن بين صبر وشكر: ضراء يصبر عندها فيربح بها أجراً ويُرفع قدرا وشكر سراء يحمد ربه ويعرف حق فيها صهيب رضي عنه قال: (عجبا لأمر أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن أصابته فكان خيراً وإن له)[4] فماذا فات المؤمنَ هنائه وصبر بلائه؟! إن الشكر عبادة العبادات يتقرب ومما يدل أهمية هذه العبادة وعظيم ثوابها: أوقف الجزاء كثير الأعمال الصالحة المشيئة فقال الإغناء: ﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 28] وقال المغفرة: لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً [النساء: 48] التوبة: وَيَتُوبُ عَلَى مَن وَاللّهُ 15] يقدم لنا الكاتب منسية وهي (عبادة الشكر) جاء الكتاب: أخبرت أحدهم مرة أنك سعيد بل سعيدٌ جدًّا فقط لأنك تسمع لسببٍ آخر؟ هل حدّثت نفسَك قبل مواجهًا الهَمّ يُطاردك مُذكِّرًا إيّاها بأنك تمتلك مُقلتين وجهك مُلك الأرض كلها يُعادلهما؟ أكثر نصف سكان الكوكب عادية حياتك هي لهم تحديات وتحدياتك مُسلّمات يعيشونها كل يوم توافهك أحلام وأحلامهم عشتها مللتها فهلّا حمدت!!
❞ ولكي تستعيد صفاء حياتك وتضيف شيئاً من الطمأنينة لها عليك بترك بعض الأمور .. عليك بقول (لا) للأشياء والأشخاص فتفرِّغ بعض الوقت لنفسك .. لادخار طاقتك .. للتفكر.
ليس من الحكمة أبدًا أن تحاول إنجاز عشرات الأمور في يومك، وتُلبي جميع الدعوات، فتظل تلهث هنا وهناك فيُصيبك شيء من عدم الرضا في نهاية كل يوم، أنت طاقة.. وإن لم تستغل طاقتك في القليل المهم فستُهدر تلقائيًّا في الكثير الفارغ !!
تَمَهل . ❝
❞ ومن هؤلاء الفالحين.. موظف بسيط تقي
جلس على مكتب رث لهيئة عامة
في مكان غلب عليه ضجة الصياح
ظهر من الرجل ابتسامته فقط حيث غطى زحام الناس باقيه
أقرانه يصرخون ويبطشون ويتلكعون
لكنه كان هادئاً رغم اضطراب كل شيء حوله
متبسماً في وجه كل من قصده
صابراً مع كبار السن
مُنجزاً
من أتاه عابساً ودعه ضاحكاً
هذا الرجل على بساطته حوى في بشاشته وثباته مئات الكتب التي عجز عن تطبيقها ذاك الذي خنقت الربطة عنقه فتكلح وجهه وتقطب جبينه حتى أتعس كل من يلقاه، مُتنكراً في النجاح وراء لافتة وُضعت على مكتبه نُقش عليها (مدير) وهو لا يُحسن إدارة نفسه!
قد أفلح! . ❝