█ كانت الضحايا حولي كل مكان فتحت امرأة عينيها حين سمعتني أطلب من سامي أن ينتبه قالت: مريم؟! إلي أين؟ "تعالي هنا " وأفسحت لنا مكانا جانبها يكفي لقتيلين عرفتها صوتها: روز؟! قالت: "لطخوا ملابسكم ووجوهكم بالدم بالتراب بالدخان لن ينجو هذه المذبحة أحد غير القتلي أمثالنا! " رفضت ورأيتها تعود وتلتصق بأقرب ضحية لها وهي تلقي بيدها اليمني الجسد الذي فارقته الحياة كأنها تحميه موت اّخر كان جسد أخيها والدها لا أعرف لاشيء يمحو الملامح كالدم عندما يغطيها إنني أراهم الان أمامي أكثر مما أراكم كتاب ظلال المفاتيح مجاناً PDF اونلاين 2024 رواية عابرة لأزمنة كثيرة وتحولات كبرى شهدتها فلسطين وعاشتها شخصيات هذا العمل امتدادات الحدود القصوى لفكرة الوجود والشتات والتّماهي مع وطن سُلب بالقوة وهي كذلك عن المسافة بين إنسانية صاحب الحق وغطرسة سالب يتجسد خلال مواجهة استثنائية فلسطينية وضابط صهيوني
❞ لكن كل الأشياء كانت تبتعد، وهي تبتعد: الأرض تبتعد، السماء التي تعرفها، الأشجار، البئر، المدرسة، المضافة، وروحها تبتعد أيضا، تفارقها! . ❝
❞ قبل أن تعود إلي بيتها، شاخت مريم، ازداد عمرها مائة سنة، راقبها أبو جاسر مقبلة، ولولا أنه يعرف الثوب الذي خرجت ترتديه في الصباح، لما عرفها أبدا.
ذهبت أمًلا، وعادت مأساة! . ❝
❞ تحسست جسد سامي، دفعته ليصحو، ليحيا من جديد، لم يصح، حتى رجاء الأم لا يكفي لكي يستيقظ ابنها المقتول.
وسرت إلى أبي، تحسست جسده، رجوته أن يحيا: حتى رجاء الابنة لا يكفي لكي يستقيظ أبوها المقتول.
واعتمت الدنيا، سمعت صوت أقدام تتجه نحوي، خفت، التفت ورائي، لم يكن صعبا علي أن أعرف خطوات من كانت تلك الخطوات.
اقتربت أكثر:
-روز؟
- اه يا مريم، روز، اللي ظل من روز! ورأت ابني علي الأرض فقالت لي:
-ليش ما رضيتوا تموتوا معي! . ❝