█ يشكل هذه الإهداء البسيط مفتاحاً للنص ويشي بأن مغامرة التلصص ستبدأ من هنا رحم الحركة والسكون حيث تتحول حافة نافذة بشقة «آديل» وبالمصادفة إلى «برج للمراقبة» تستند البطلة النافذة لاستنشاق نسمات الهواء ليلة عيد ميلاد صديقتها وتضطر للمبيت عندها لكنها تفاجأ بمشهد لزمرة الرجال يتراوح عددهم ما بين 8 أو 10 يقودهم رجل طويل القامة يبدو كأنه زعيمهم بعد منتصف الليل وبإشارة منه يصطفون هدوء كجنود حراسة رصيف مبنى عتيق مهمل مغلق منذ سنوات كان مقراً لبنك الإسكندرية يقع مواجهة المراقبة ثم يتسللون داخل المبنى أن يفك أقفال بابه السميكة ومع غبشة الفجر يخرجون ويتفرقون شوارع وسط البلد ويلحق بهم يغلق الأقفال كتاب فراشي مجاناً PDF اونلاين 2024 يلعب دوراً مهماً تنويع مسارات السرد رواية «في فراشي» لحتى يكاد يكون أحد أبطالها فالذات الساردة تتكئ عليه كعتبة وتتخذه معولاً للكشف والتأمل مفارقات عالمها المغوي واللعب مع المكان والنبش ذاكرته وتضاريسه يبدأ فعل الرواية شقة الأرملة الفرنسية صديقة التي تقطن إحدى البنايات العريقة بشارع شريف بوسط القاهرة وهو الشارع نفسه الذي تهديه الكاتبة قائلة: «إلى شارع (المدابغ سابقاً) دراويشه ومريديه الصعاليك والفقراء والحالمين زحامه النهاري وهدأته الليلية نوره لا ينطفئ وعتمتهِ المسكونة بالأسرار السحر الساكن فيه»
❞ ـــــــــــــــــــــــ
((في الأيام التالية كنتُ أنزل ساعة أو ساعتين مبكرًا وبالمثل في نهاية اليوم، كل يوم كشفٌ جديدٌ، ربما صرتُ رحَّالة أو مستكشِفة، ولِمَ أرحل وأستكشف في عوالم أخرى وتلك التي هنا لم أكن أعرف عنها أي شيء؟ بل لم أكن ألحظ وجودَها الحقيقي. كنتُ أضحك، في كل يومٍ وكل رحلة سير قصيرة طويلة في جوف الزمن، كيف يحاوطني الجمال من كل ناحية وأمضي مغمضة العينين؟ كان إثمًا أردتُ التكفير عنه بهذا السعي اليومي، مع الوقتُ أصبح يوميًّا، زادت دورات تدريباتي، اتَّسعت لتتمطى في الأسبوع كله، كنتُ أترك الجمعة محبة وحياء، فلخالي الحبيب نصيبٌ في روحي الجديدة وعالمي المولود حديثًا.)) . ❝
❞ ((الصمت كاد يخنقني أكثر من قلة الهواء، لم يكن خوفاً ذلك الشعور القائم الذي خايل روحي طيلة الطريق، كان ضجراً أفضى إلى صدمة أو ما يشابهها، أوخز الصمت الطويل بكلمات شكر متناثرة من حين لحين، فيرد بإيماءات صغيرة، لم تكن الحلقةَ الكبرى في المغامرة العجيبة، ولكنها الأشد سخفاً حتى اللحظة، لماذا وافقت على مرافقته لي، لماذا عرض هو، لم يكن وضعي خطيراً، ولم يبدو مطلقاً أنه من تلك النوعية من الرجال، النوعية التي سمعت عنها أكثر من غيرها، أكان مغناطيس الكشف هو من ألصقني به، ليعود هو بي لبيتي بدلاً من أن أتبعه، أم هو جذب من نوع آخر، ترى ماذا قال هو عني؟)) . ❝
❞ ((عاد رشيد ولم يعُد، لم يكن هو، ظلَّ عالقًا في الرحلة المنفتحة على الخواء، لم يحتج إلى وقتٍ كبيرٍ حتى يستغنى عنها، أو بالمعنى الأصوب يعيش فيها، الرحلة الصحراوية التي بدَّلت قوام حياته، باتت تقيم داخله، لا يهم المكان، كان يلتقيهم بالقاهرة في أماكن متفرقة، يعيشون ذات الطقس لإفراغ أرواحهم من العالم، البعض كان يعرف كيف يضبط إيقاعه ليتوازن في عالمين معًا، عالم الناس وعالمه، أو حتى عالم هذه المجموعة الصغرى، والبعض لم يكن يعوزه العالم بالكامل، أما رشيد فلم تكن لديه نية، مجرد نوبة ضجرٍ، كبيرة كانت لكنها لم يبدُ عليها أنها ستوصله إلى ما وصل إليه، كم مرة أغلظ لها اليمين أنه سيعود إليها وإلى ˝ليل˝ وحدهما، أنه اكتفى من ذلك وأوحشته أسرته وحياته التي كانت، لم يعُد يذكر، في الأخير منحها عذرها وحريتها معًا، لم يكن حاقدًا أبدًا عندما بدأت حياة أخرى مع رجلٍ غيره.)) . ❝