█ «جسدي ينزف» تلك الجروح التي تترك أثرًا جسدي تلك الدماء تكسوه كل من حولي يؤلمني أقوم بجرح نفسي بيدي كثرة آلمي لا أعلم ماذا أفعل؟ لتتوقف هذه ولكن ما أعلمه أن أجزاء تنزف حزنًا ووجعنًا قلبي ينزف روحي متهالكة أعيش ديجور تام كيف أتخلص هذا؟ فقط يدور يجعلني أبكي دمًا جروح جسدي؛ فجروح تؤلمني أكثر أستطيع الهروب هذا اتألم صمتٍ أجد السبب الذي غير مبالية لما يحدث شيء قط دائمًا أتساءل: عن أُمزق إلى أشلاءٍ صغيرة إنني أُدمر ولا التخلص ذلك المرض رغم أنه مؤلم جدًا؛ أشعر به گ إنجي محمد "بنت الأزهر " كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *˝عذاب الهدوء˝*
بُعَيْد شروق الشمس الذي يستحوذ على سطح الأرض بأكمله، يتطاير الهواء من حولي مُعلنًا ألمًا جديدًا، وكأن كل شيءٍ يتحالف على شتات روحي وتألمها، في ليلةٍ من ليالي الصيف التي يسودها القيظ المُهلك، وبالرغم من ذلك فالرياح تكاد تقتلع الجدران، حين بزوغ الشمس بلونها الذي يتراوح ما بين الأصفر والبرتقالي وسط السماء المُلبدة التي تمتزج ألوانها مع لون البحر الصافي، أمواجٌ تضطرب مع بعضها، وكأنها تتصارع على الوصولِ، قلبٌ يجهش ويبكي خنقةً وكأن هناك من يمزقه في وسط الهدوء، أسيرُ جسدًا بلا روحِ، مزيجٌ بين الهدوءِ الذي يستحوذ على المكانِ والانقلاب الذي يعتريني، صراعٌ دام طويلًا بين عقلي وقلبي وكأن الهدوء صار مُعذبي، أغمض عيناي لأحصل على قسطٍ من الراحة؛ كي أستكمل طريقي خالية من القهرِ، بعيدةٌ عن تلك الذكريات التي تنهش في روحي وتمزقها إلى قطعٍ لا تُرى بالعين المجردة، أتذكر تلك الحادثة التي تركت أثرًا بداخلي، أخطو خطوة تلو الأخرى شاردةَ الذهن، منفصلةٌ عن العالم بأكمله، حتى توقفت وسط البحر بين الأمواج والصخور الرمادية العالية، أشعر بالحطام ولكنني لم أستسلم لقدمي المترددةِ في السير، حتى كادت تحدفني أرضًا، نظرت إلى تلك الصخور لأذهب بفكري إلى أيام الماضي، حينما كُنت ألجأ إليها وأحدثها عن تلك النوائب التي تحدث معي، أرى الانشقاق فيها وكأنها تواسيني عندما أرى خيالها في المياه التي تتجانس ألوانها مع أشعة الشمس، فتعطيها رونقًا جذابًا، لأرتقي بنظري مرةً أخرة إلى السماء التي تُعلن عن عاصفةٍ حتمًا ستدمر كل شيءٍ حولي، أنظر هنا وهناك لأجد ما أحتمي به من عقلي، حتى وصل بي الأمر إلى التحامل على قدمي؛ لأسير من جديدٍ نحو مستقبلٍ مجهول، وأحظى بالهدوء النفسي وأتناسى ما يرهقني؛ لأعيش في سلامٍ تام غير مُباليةٍ لأحد.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ كان يطرق الباب عدة مرات، فلا يقوى على الصبرِ لفرط حماسه، حتى خرجت إليه بعينيها الباكية ووجهها الشاحب وجسدها الهزيل المستسلم، حتى صاح ببهجةٍ تفيض من أجفانهِ يقول:
لقد وجدته يا منى! لقد عاد فقيدك!
نظرت له بعينين متورمتين أثر بكائها الدائم، وظهر بهما بصيصٌ من الأمل، وكأنه طوق النجاة بالنسبة لها، تعالت الصدمة تقاسيم وجهها، ازدادت ضربات قلبها، نضح العرق على جبينها، مشاعر مختلطة لا تقدر على تحديدها، تتساءل في نفسها أهذا حلمٌ أم عاد من جديد؟ ليضرب كفيه ببعضهما أمامها، لتستيقظ من شرودها الذي اعتراها، تغمض عيناها بقوةٍ، تخشى تصديقه كي لا يُكسر قلبها مرةً أخرة، تشعر بالدوار لتستند على الحائط الذي بجانبها وقلبها ينبض بشدةٍ لسماع أخباره؛ ليعنفها عقلها ويذكرها بأنه من خذلها، ليستحوذ عليها الحزن من جديد، تسيل الدموع على وجنتيها، تنظر هنا وهناك لتراه ولكن دون جدوىٰ، فهو لم يأتي بعد، ظهر الأسى على ملامحها الباهتة، التي وبالرغم من بُهتان وجهها مازالت جميلة كما كانت من قبل، استحوذ الانكسار على ملامحها مرةً أخرى بعد ظهور البسمة على شفتاها الصغيرة كالخيط الرفيع، تبدل حالها من الحزن إلى الفرح ثم بعد ثواني قليلةٍ عاد إليها وكأنه شبح يُطاردها، لتُسلط نظرها بعيونٍ باكيةٍ وقلبٍ ممزق إلى ذلك الطارق؛ لينقذها من حبل أفكارها، تحرك يديها بعشوائيةٍ، تريد التفوه بعباراتٍ ولكن تلجم لسانها، تخرج الكلمات بتلعثم، تمسح على وجهها بكفيها الصغير، ثم تحدق ببؤرتيها إلى ذلك الشخص الذي يقف أمامها مُنذ زمنٍ؛ لتنهمر في النحيب المستمر أمامه، تتعالى شهقاتها وأصوات تدمير قلبها، الذي حتمًا سمعه من حولها، لتظهر غيمة سوداء خلف جفونها وترتطم قدماها أرضًا، تاركةٌ كل ألمها خلف ظهرها، مستسلمةً لهواجسها التي تُذهب عقلها.
لـ/ إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝حزنٌ بداخل قلبي˝*
تتلاطم أفكاري متحدثةً مع قلبي عن السبب الذي يؤلمه، شعور يجتاحه فيتألم ويريد الفرار من كل شيءٍ حوله، ثغراتٌ تُمزق قلبي إلى أشلاءٍ صغيرة، حزن يستحوذ على عقلي ليرهق ما تبقى منه، ترقرقت عينايَ بالمياه التي تحجب الرؤية عنها؛ لتترك لها العنان فتخرج بغزارة وسيلان حتى تملأ وجنتي، مزيج بين الحزنِ والبهتان الذي ظهر على تقاسيم وجهي، شلالٌ يصب الماء على وجنتي التي تكسوها الحمرة أثر بكائي المستمر، وعيناي المحمرة التي تتغلب عليها عبراتي وتجعلها تؤلمني، وكأن بداخلها أملاح العالم بأكمله، ولكنها ليست سوى دموع متحجرة وذكريات مؤلمة، ألمٌ بداخل قلبي وكأنه ينشق بسكينٍ تكاد تفتك به وتخرجه من محله ليستكين العالم من حولي، فيستحوذ عليّٰ دوار يجعل الأرض تهتز بي، ترتطم قدمي وتترنح خطواتي المتعرجة فأسقط أرضًا غير مبالية لما يحدث حولي، ضباب أمام عيني، كل هذه الأشياء تجعلني أضطرب، أغمض مقلتاي لأستجمع قوتي من جديد، فيمر أمامي شريط الذكريات وكأن عقلي يتحالف مع الزمن ليدمر ما تبقى من روحي المُنهكة؛ فالإحساس بالحزن يدمر قلبي الهشَّ، دقات قلبي تتعالى، أنفاسي تلهث وترتفع وكأنني أركض مُنذ زمنٍ طويل، أضم جفوني بحزنٍ وخوفٍ من القادم، مشاعر مُبعثرة، طاقة نافذة، دموع تروي عقلي لتمحي الأفكار السلبية التي بداخله، شعور يراودني وكأنه يريد الانقضاض بي وإزهاق روحي، يجعل قلبي يتقافز بخنقةٍ، يريد الصراخ طويلًا ليسترد جزءًا من طاقته، ولكن دون جدوىٰ، فذلك الشعور يتربص بي مُذ زمنٍ لينفرد بي ويقتلني، تتزايد ضربات قلبي من الأسى الذي أشعر به، فمٌ صامت، قلبٌ باكي، عينٌ دامعة، مشاعر مضطربة، أشياء مُرهقة، مزيج بين البكاء والضحك الهستيري، فمن يرى ذلك النقيض يقسم أن الجنون أصابني، ولكن ليس سوى حزنٍ اعترى قلبي فأصابه بالشرودةِ.
لـ/ إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝