█ «أُصيبت كريمتايَ بالجُواد اشتياقًا» إلى من أنارَ الضِّحّ حياتي وجوده إلى حبيبي الذي أُصيبت اشتياقًا له لا أحتمل تلك المسافات التي تُفرقنا استقر البَثّ والحزن أعماق قلبي أجد يعوضني وجودك البشر يرمونني بالمراجِمِ ولكن يستطيعون فعل ذلك؛ فأنت الحبيب تحميني أنت السند كل شيء بالنسبة لي أراك دائمًا أمامي؛ حتى نور الوَضَح أعلم لماذا مُخيلتي؟ فعندما يُحلق الطيرُ أبابيلَ أتخيلك تُحلق معهم داخل أتخيل طيفك جبلٍ باذخ تنظر إليَّ وترسل الطمأنينة والآمان وإنك لَمِلسانٌ تجعلني أتناسى خوفي عند تحدثك أخشى الحديث عنك مع أحدٍ؛ فلا أشَرَّ ما أسَرَّ أشتاق لتلك الكريمتان البندقيتان اللتان تُزين وجهك إليك أيها غير مقتنعة أنكَ مجرد وهم يظهر مُخيلتي وفي يوم الأيام ستختفي گ إنجي محمد "بنت الأزهر " كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *˝أحببته فآذاني˝*
في ليلة من ليالي الشتاء القارس، كُنت أسير مع وحدتي والكثير من الخيبات المؤلمة، وأتذكر ذلك العشق الذي دام طويلًا ليرهقني، ثغرة خلف ثغرة حتى حدث الكثير وتهشم قلبي كُليًا، في يومٍ يملؤه الدجن الذي يبث الخوف في قلب من يراه، ظهر شخصًا من العدم؛ ليحتوي قلبي المُنهك الذي دمره العالم، شخصٌ يسود طبعه الحنان، رقيق القلب كالعصفور، يريد فعل كل شيءٍ من أجلي، يعمل جاهدًا كي يُسعدني، كان يُشعرني وكأنني ملكة متوجة على قلبه، يُحدثني ليلًا ونهارًا، يتساير معي دائمًا، يجلس بالساعات ونقص تفاصيل ما حدث أثناء يومنا، يُحاوطني دائمًا بالاهتمام، حتى افتعلنا الكثير من الذكريات الجميلة، التي كانت تجلعني أرفرف كالعصفور الطليق في السماء، ولكن في غضونٍ أيامٍ قليلة، أيقظني على ألمٍ شق قلبي ومزقه إلى أشلاءٍ صغيرة، حينما وقعت في حبه آذاني وكسر قلبي الهشَّ الضعيف الذي كان يقوى بوجوده، كان مصدر القوة التي أعيش من أجلها، ولكنه أصبح مصدر تألمي ووجعي الذي يجعلني أتمنى الموت في الليل، فقد تحول الحب لعشقٍ مُميت يدمرني ببطء، وعندما أستلقي على سريري وأضع رأسي على مخدتي، أبكي وكأن عينايَ كالشلالِ لا يتوقف أبدًا، أشعر وكأن كل شيءٍ يتحالف على إزهاق روحي وسيلان دموعي على وجنتي الهزيلة أثر حزني، كان يُحدثني عن حبه لي دائمًا، ونسي ما الذي يفعله المُحب ليكون سببًا في تدميري وفقدان ثقتي في الجميع! فسحقًا له ولمن يجعلني أشعر بالسوء؛ فمنذ خذلانه لي وأنا أعيش لنفسي فقط، دون حب، دون مشاعر، دون أي شيء، حتى لا أتاذى ثانيةً.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝عذاب الهدوء˝*
بُعَيْد شروق الشمس الذي يستحوذ على سطح الأرض بأكمله، يتطاير الهواء من حولي مُعلنًا ألمًا جديدًا، وكأن كل شيءٍ يتحالف على شتات روحي وتألمها، في ليلةٍ من ليالي الصيف التي يسودها القيظ المُهلك، وبالرغم من ذلك فالرياح تكاد تقتلع الجدران، حين بزوغ الشمس بلونها الذي يتراوح ما بين الأصفر والبرتقالي وسط السماء المُلبدة التي تمتزج ألوانها مع لون البحر الصافي، أمواجٌ تضطرب مع بعضها، وكأنها تتصارع على الوصولِ، قلبٌ يجهش ويبكي خنقةً وكأن هناك من يمزقه في وسط الهدوء، أسيرُ جسدًا بلا روحِ، مزيجٌ بين الهدوءِ الذي يستحوذ على المكانِ والانقلاب الذي يعتريني، صراعٌ دام طويلًا بين عقلي وقلبي وكأن الهدوء صار مُعذبي، أغمض عيناي لأحصل على قسطٍ من الراحة؛ كي أستكمل طريقي خالية من القهرِ، بعيدةٌ عن تلك الذكريات التي تنهش في روحي وتمزقها إلى قطعٍ لا تُرى بالعين المجردة، أتذكر تلك الحادثة التي تركت أثرًا بداخلي، أخطو خطوة تلو الأخرى شاردةَ الذهن، منفصلةٌ عن العالم بأكمله، حتى توقفت وسط البحر بين الأمواج والصخور الرمادية العالية، أشعر بالحطام ولكنني لم أستسلم لقدمي المترددةِ في السير، حتى كادت تحدفني أرضًا، نظرت إلى تلك الصخور لأذهب بفكري إلى أيام الماضي، حينما كُنت ألجأ إليها وأحدثها عن تلك النوائب التي تحدث معي، أرى الانشقاق فيها وكأنها تواسيني عندما أرى خيالها في المياه التي تتجانس ألوانها مع أشعة الشمس، فتعطيها رونقًا جذابًا، لأرتقي بنظري مرةً أخرة إلى السماء التي تُعلن عن عاصفةٍ حتمًا ستدمر كل شيءٍ حولي، أنظر هنا وهناك لأجد ما أحتمي به من عقلي، حتى وصل بي الأمر إلى التحامل على قدمي؛ لأسير من جديدٍ نحو مستقبلٍ مجهول، وأحظى بالهدوء النفسي وأتناسى ما يرهقني؛ لأعيش في سلامٍ تام غير مُباليةٍ لأحد.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ كان يطرق الباب عدة مرات، فلا يقوى على الصبرِ لفرط حماسه، حتى خرجت إليه بعينيها الباكية ووجهها الشاحب وجسدها الهزيل المستسلم، حتى صاح ببهجةٍ تفيض من أجفانهِ يقول:
لقد وجدته يا منى! لقد عاد فقيدك!
نظرت له بعينين متورمتين أثر بكائها الدائم، وظهر بهما بصيصٌ من الأمل، وكأنه طوق النجاة بالنسبة لها، تعالت الصدمة تقاسيم وجهها، ازدادت ضربات قلبها، نضح العرق على جبينها، مشاعر مختلطة لا تقدر على تحديدها، تتساءل في نفسها أهذا حلمٌ أم عاد من جديد؟ ليضرب كفيه ببعضهما أمامها، لتستيقظ من شرودها الذي اعتراها، تغمض عيناها بقوةٍ، تخشى تصديقه كي لا يُكسر قلبها مرةً أخرة، تشعر بالدوار لتستند على الحائط الذي بجانبها وقلبها ينبض بشدةٍ لسماع أخباره؛ ليعنفها عقلها ويذكرها بأنه من خذلها، ليستحوذ عليها الحزن من جديد، تسيل الدموع على وجنتيها، تنظر هنا وهناك لتراه ولكن دون جدوىٰ، فهو لم يأتي بعد، ظهر الأسى على ملامحها الباهتة، التي وبالرغم من بُهتان وجهها مازالت جميلة كما كانت من قبل، استحوذ الانكسار على ملامحها مرةً أخرى بعد ظهور البسمة على شفتاها الصغيرة كالخيط الرفيع، تبدل حالها من الحزن إلى الفرح ثم بعد ثواني قليلةٍ عاد إليها وكأنه شبح يُطاردها، لتُسلط نظرها بعيونٍ باكيةٍ وقلبٍ ممزق إلى ذلك الطارق؛ لينقذها من حبل أفكارها، تحرك يديها بعشوائيةٍ، تريد التفوه بعباراتٍ ولكن تلجم لسانها، تخرج الكلمات بتلعثم، تمسح على وجهها بكفيها الصغير، ثم تحدق ببؤرتيها إلى ذلك الشخص الذي يقف أمامها مُنذ زمنٍ؛ لتنهمر في النحيب المستمر أمامه، تتعالى شهقاتها وأصوات تدمير قلبها، الذي حتمًا سمعه من حولها، لتظهر غيمة سوداء خلف جفونها وترتطم قدماها أرضًا، تاركةٌ كل ألمها خلف ظهرها، مستسلمةً لهواجسها التي تُذهب عقلها.
لـ/ إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝