█ "ليت بابي بالجميع يؤصد ويظل بك مؤصولًا " تمنيت الكثير من أجلك تمنيت لو ظللت معي طوال حياتي لا أعلم كم أحببتكُ؟ ولكن ما أعلمه إنني مُتعلقة بكَ كثيرًا؛ فليت مؤصولًا؛ فأنا حتى الآن أفعل ولا أُريد أن أخسرك؛ ولكن يكون هذا بخسارة كرامتي أُحبك حبي لك يمنحُكَ الحق جرحي دائمًا أتساءل: عن السبب الذي يجعلك تقوم بجرحي وخذلاني أمتلذذ بهذا أم ماذا؟ لا أجد جواب يريح قلبي وتفكيري غير إنك تعتقد أنني دُمية بين يديك تكون وقت تريد وتتركني أهذا هو الحب بنظركَ؟ تعتقد جرح هين؛ ليس كذلك نعم ولكنني لم أمنحك فعل تريد؛ سأجعلك تقول: ليت بكِ تندم كل لحظة قمت بخذلاني بها شيء گ إنجى محمد "بنت الأزهر " كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ كان يطرق الباب عدة مرات، فلا يقوى على الصبرِ لفرط حماسه، حتى خرجت إليه بعينيها الباكية ووجهها الشاحب وجسدها الهزيل المستسلم، حتى صاح ببهجةٍ تفيض من أجفانهِ يقول:
لقد وجدته يا منى! لقد عاد فقيدك!
نظرت له بعينين متورمتين أثر بكائها الدائم، وظهر بهما بصيصٌ من الأمل، وكأنه طوق النجاة بالنسبة لها، تعالت الصدمة تقاسيم وجهها، ازدادت ضربات قلبها، نضح العرق على جبينها، مشاعر مختلطة لا تقدر على تحديدها، تتساءل في نفسها أهذا حلمٌ أم عاد من جديد؟ ليضرب كفيه ببعضهما أمامها، لتستيقظ من شرودها الذي اعتراها، تغمض عيناها بقوةٍ، تخشى تصديقه كي لا يُكسر قلبها مرةً أخرة، تشعر بالدوار لتستند على الحائط الذي بجانبها وقلبها ينبض بشدةٍ لسماع أخباره؛ ليعنفها عقلها ويذكرها بأنه من خذلها، ليستحوذ عليها الحزن من جديد، تسيل الدموع على وجنتيها، تنظر هنا وهناك لتراه ولكن دون جدوىٰ، فهو لم يأتي بعد، ظهر الأسى على ملامحها الباهتة، التي وبالرغم من بُهتان وجهها مازالت جميلة كما كانت من قبل، استحوذ الانكسار على ملامحها مرةً أخرى بعد ظهور البسمة على شفتاها الصغيرة كالخيط الرفيع، تبدل حالها من الحزن إلى الفرح ثم بعد ثواني قليلةٍ عاد إليها وكأنه شبح يُطاردها، لتُسلط نظرها بعيونٍ باكيةٍ وقلبٍ ممزق إلى ذلك الطارق؛ لينقذها من حبل أفكارها، تحرك يديها بعشوائيةٍ، تريد التفوه بعباراتٍ ولكن تلجم لسانها، تخرج الكلمات بتلعثم، تمسح على وجهها بكفيها الصغير، ثم تحدق ببؤرتيها إلى ذلك الشخص الذي يقف أمامها مُنذ زمنٍ؛ لتنهمر في النحيب المستمر أمامه، تتعالى شهقاتها وأصوات تدمير قلبها، الذي حتمًا سمعه من حولها، لتظهر غيمة سوداء خلف جفونها وترتطم قدماها أرضًا، تاركةٌ كل ألمها خلف ظهرها، مستسلمةً لهواجسها التي تُذهب عقلها.
لـ/ إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝حزنٌ بداخل قلبي˝*
تتلاطم أفكاري متحدثةً مع قلبي عن السبب الذي يؤلمه، شعور يجتاحه فيتألم ويريد الفرار من كل شيءٍ حوله، ثغراتٌ تُمزق قلبي إلى أشلاءٍ صغيرة، حزن يستحوذ على عقلي ليرهق ما تبقى منه، ترقرقت عينايَ بالمياه التي تحجب الرؤية عنها؛ لتترك لها العنان فتخرج بغزارة وسيلان حتى تملأ وجنتي، مزيج بين الحزنِ والبهتان الذي ظهر على تقاسيم وجهي، شلالٌ يصب الماء على وجنتي التي تكسوها الحمرة أثر بكائي المستمر، وعيناي المحمرة التي تتغلب عليها عبراتي وتجعلها تؤلمني، وكأن بداخلها أملاح العالم بأكمله، ولكنها ليست سوى دموع متحجرة وذكريات مؤلمة، ألمٌ بداخل قلبي وكأنه ينشق بسكينٍ تكاد تفتك به وتخرجه من محله ليستكين العالم من حولي، فيستحوذ عليّٰ دوار يجعل الأرض تهتز بي، ترتطم قدمي وتترنح خطواتي المتعرجة فأسقط أرضًا غير مبالية لما يحدث حولي، ضباب أمام عيني، كل هذه الأشياء تجعلني أضطرب، أغمض مقلتاي لأستجمع قوتي من جديد، فيمر أمامي شريط الذكريات وكأن عقلي يتحالف مع الزمن ليدمر ما تبقى من روحي المُنهكة؛ فالإحساس بالحزن يدمر قلبي الهشَّ، دقات قلبي تتعالى، أنفاسي تلهث وترتفع وكأنني أركض مُنذ زمنٍ طويل، أضم جفوني بحزنٍ وخوفٍ من القادم، مشاعر مُبعثرة، طاقة نافذة، دموع تروي عقلي لتمحي الأفكار السلبية التي بداخله، شعور يراودني وكأنه يريد الانقضاض بي وإزهاق روحي، يجعل قلبي يتقافز بخنقةٍ، يريد الصراخ طويلًا ليسترد جزءًا من طاقته، ولكن دون جدوىٰ، فذلك الشعور يتربص بي مُذ زمنٍ لينفرد بي ويقتلني، تتزايد ضربات قلبي من الأسى الذي أشعر به، فمٌ صامت، قلبٌ باكي، عينٌ دامعة، مشاعر مضطربة، أشياء مُرهقة، مزيج بين البكاء والضحك الهستيري، فمن يرى ذلك النقيض يقسم أن الجنون أصابني، ولكن ليس سوى حزنٍ اعترى قلبي فأصابه بالشرودةِ.
لـ/ إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝هدوءٌ ولكنه عاصف˝*
تتناثر عباراتي بداخل عقلي المضطرب لتستحوذ عليه الذكريات فترهقه، في يومٍ مليءٍ بأشعة الشمس الهادئة التي تتساقط على أمواج البحر الزرقاء؛ لتعطي قلبي الهشَّ أملًا من جديد، كنتُ أسير على ذلك الشاطئ الخلاب بمفردي ولا يسير معي سوى ظلي، تترنح قدماي وتخطو خطوة تلو الأخرى؛ حتى وصلتُ عند صخرةٍ كبيرة تتميز باللون الرمادي، حينها وقفت قليلًا واستندت عليها وأنا أستنشق الهواء العليل، أتذكر تلك الذكريات التي تُلاحقني دون مللٍ، وكأن هذا الهدوء الذي يُميز المكان يتبعه عاصفة بداخلي، أغمض عيناي لتختفي تلك الصور المتقطعة داخل فكري، ولكن دون جدوىٰ، فقد صارت نقطة سوداء تتحالف على تدميري، عندما أغلق عينايَ من جديد؛ أرى كل شيءٍ أمامي وكأنه يحدث الآن، ظللت هكذا بضع دقائق وتتسابق عبراتي على وجنتي كالشلالِ الذي يزدهر بمياه لا يتوقف، حتى سُلطت مقلتاي على تلك الزهور بلونها الزاهي؛ فعند رؤيتها وجدت البسمة تُزين شفتاي وكأن الجمال خُلق في تناسقِ ألوانها، ورغم كل هذا السلام والابتسامة التي رُسمت على وجهي الذي ظهر تقاسيمه من أثر بكائي، فروحي مُهشمة ومُحطمة كُليًا، وأصبح الهدوء الذي يستحوذ على المكان بأكمله يقابله عاصفةٌ تنهش وتمزق قلبي إلى أشلاءٍ صغيرة، أتساءل عن سبب هروبي إلى ذلك المكان، فبالرغم من روعته إلا أن قلبي يثور بشدةٍ، أتناسى كل هذا وأُسلط نظري مرةً أخرى على تلك الورود الزهرية حتى رأيتُ أحجارًا مُرصعة بجانبها وكأنها حُبيبات من اللؤلؤ فتعطيها رونقًا جذابًا يجعلها تجذب انتباه من يراها، لأعود بحدقتي مجددًا إلى تلك السماء الصافية التي يندمج لونها مع لون البحر فتظهر وكأنها لوحةٌ فنية رُسمت بواسطة فنان عظيم، ولكن هذا من خلق الله عز وجل، فما أعظم هذا الجمال! ومن جديد تنتقل قدمي لأسير مرةً أخرى في الاتجاه المضاد؛ لألملم شتات روحي المتبقية من ذلك المكان الماكر الذي يظهر به عكس ما يحمله، يتضح وكأنه يعطي السلام لغيره وبالأصل يجعلهم في حروبٍ، سرتُ خطوات عديدة حتى وجدت ضالتي وشُفيت نفسي من جديد.
لــ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝