█ دائماً هناك إصبعٌ سادسة إن لم تكن قلماً فسجارة سيجارةٌ تسعي لإنجاب فكرة أو قلمٌ يُدوّن شهادةَ ميلادها كتاب الرسائل المفقودة للمدعو آدم حلزون مجاناً PDF اونلاين 2024 حين غادر السيد رجب المقهى متوجهاً إلى مقرِّ عمله كان قد نبت له تحت بنطاله الأسود ذيلٌ قصيرٌ أما ما تبقى من أعضاء جسده فظلَّت كما هي أبعد تكون عن ذلك الوصف المرتجل للنادل الأحمق يوم عملٍ شاق قضاه بين أكوام الملفات متردداً مكتبه ومرآة الحمام يتأمل عينيه الجميلتين وهما تبرزان شيئاً فشيئاً محجريهما وتتحولان آخر النهار لخرزتين ناتئتين كان تحوله لسحلية أمراً لا مناص منه ففي اللحظة التي أخذ يُقلِّب فيها كفيه اللزجتين أمام باب منزله كل شيءٍ واضحاً للعيان ولا مجال لإنكاره صباح اليوم التالي بينما النادل الثرثار يوزع كعادته نعوته الخرقاء الزبائن بكلّ صفاقة طريقه للتغيب العمل للمرة الأولى حياته متقوقعاً سريره يحاول العاشرة اصطياد ذبابةٍ حذرة
❞ العُزلة والفقد سِمتان دائمتان في أعمالك؛ لكن حضورهما هنا مختلف، فبينما كان البطل يحبس دموعه، ويتأمل الأشياء التي لن يرى أصحابها مرة أخرى، كنت أذرف الدمع بالنيابة عنه.
لقد كِدت أُجزم أنّ سبب تماسكه هو انهياري أنا! . ❝
❞ ˝ما بالك اليوم؟ تبدو كسحلية حزينة!˝
قالها نادل المقهى، ليس لأن السيد رجب كان فعلاً يبدو شبيهاً بسحليه، لا، بطبيعة الحال، فالسيد رجب أبعد مايكون عن هذا الوصف الذى خرج من فم النادل الأخرق، فقط لأنه الوصف الذي طرأ لذهنه في تلك اللحظة، وهو كثرثارٍ عتيد، لم يستطع أن يكبح جماح لسانه المِهذار الذي لا يمكن السيطرة عليه، ولا سيما في حضرة صباحٍ جميلٍ كهذا.
نسي النادل بعد دقائق تلك السحلية، التي تركها تحتسي فنجان القهوة، وتفكر، هل أبدو كسحلية فعلاً؟! . ❝
❞ حين تصل بسفينتك لبر الأمان، وتنتصر على العاصفة، انظر حولك. وستكون ممتنًا لتلك العاصفة، التي خلصتك من فئران حياتك المختبئة، دون أن تشعر . ❝