█ "كيف كنت ؟ وماذا أصبحت " كنت طفلة صغيرة بريئة لا تدرى شيء عن الحياة أعلم المصاعب هولاء البشر أثق كثيرًا بالآخرين؛ حتى حدث لى الكثير من الخذلان فى هذا الوقت فقط شخص آخر يريد الحديث مع أحد ؛فقط التجنب والبعد باهته أُبالى قط علمت أن الصعاب تحتاج إلى التماسك والقوة إعتمادك نفسك غيرك تعلمت يخونون الثقة تمر وأنت سعيد وحزين الحزن يستمر ؛والسعادة تدوم وهأنا الآن وأتمنى لو لم أكن هذه الحقيقه السوداء عرفت لماذا كانت تنصحنى أمى؟ #گ إنجى_محمد "بنت الازهر " كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *˝الخيانة˝*
قمر مضيء ليس هنالك شيءٌ ظاهرٌ سواه، سكون يستحوذ على المكان بأكمله، تترنح خطواتها للخلف قليلًا، فترتطم قدمها اليسرى بتلك المنضدة الهزيلة؛ لتسقط أرضًا وتصدر الأصوات العالية التي تدل على تهشمها كليًا، فيمثل قلبها الممزق بداخلها إلى أشلاءٍ صغيرة، تركض وعيناها تسيل كالشلالِ على وجنتيها غير مصدقة ما حدث، تركض وسط الطرقات المعتمة لا يضيئها سوى مصابيح السيارات، لتقف أحدهما مُعلنةً اصطدامها بجسدها الهشَّ، تستسلم لتلك الغيمة التي تظهر أمام مقلتاها، فيغشى عليها مُستسلمةً لأفكارها، لتتذكر ما رأته منذ قليل، إذا بحبيبها يُعانق رفيقتها، لترى كل شيءٍ أمامها باللون الأسود، تُريد نسيان ذلك المشهد من مُخيلتها، وبالرغم من ذلك فيُلاحقها في سباتها العميق الذي دام سنينًا؛ تفتح جفونها مرارًا وتكرارًا حتى تستطيع التعود على ذلك الضوء الذي اجتاح بندقيتها، لتستيقظ من غيبوبتها بعد مرور بضع سنين، لحظة تلو الأخرى تريد استيعاب حالتها، لتدلف ممرضة جميلة إلى الغرفة بابتسامةٍ مشرقة قائلة بتوجس خوفًا على حالتها الصحية: ما اسمك؟ اعتقادًا أنها فقدت ذاكرتها.
لتنظر لها الفتاة بلا مبالاةٍ متحدثةً باسمها ثم قالت: كم من الوقت الذي استغرقته في نومي هنا؟ ألم يسأل عليَّ أحد؟
وقبل تفوه الممرضة بأي حرفٍ، يفتح الباب على مصراعيه؛ ليدلف إلى الغرفة ذلك الخائن وهو يتصرف بحنقةٍ وكأنه لم يكن السبب في حالتها؛ ليردف بسرعةٍ: وأخيرًا، استيقظتِ يا حبيبتي، مرت سنواتٌ عديدةٌ ولم أستطع العيش بدونك، لتنظر له بحسرةٍ عن ذلك الحب الذي أعطته له وهو لا يستحقه، ثم رمقته بحدقتاها وتفوهت بجملةٍ واحدة: لمَ فعلت بي هذا؟
ليصب العرق من وجهه بغزارةٍ، ثم لجم لسانه وتلعثم في حديثه ليحدثها بتوتر قائلًا مستجمعًا شتات نفسه: أ ن ا، ماذا فعلت أنا؟
وحين صدور ذلك السؤال من فمه، تلألأت العبرات في عينيها، مكررةً سؤالها عدة مرات، ينظر لها دون إجابة يحاول معرفة ما يدور في عقلها؛ ليقطع شروده شهقاتها المرتفعة، دموعٌ متحجرة طيلة الخمس سنوات، لتنهار باكيةً وتصرخ بهستيريا متفوهة من بين نحيبها: تسأل ماذا فعلت؟ ألم تخونني مع رفيقتي؟ ألم تستهن بي وتواعدها بالزواج؟ ألم تكن تلك السنوات التي تجمعنا كافية للتخلص مني؟ سؤال تلو الآخر تتفوه به بحرقةٍ، فهذا حبيبها رغم كل شيءٍ؛ لتجفف دموعها، ثم تعنفه على فعلته وتطلب منه أن يطلقها وحينما اعترض على ذلك القرار، فهو لا يريد تركها ويصرخ بها ويقول: لقد اقترفت خطئًا لا يغفر، ولكنني لم أفتعله منذ ذلك اليوم، قلقي عليكِ كان أكبر بكثير، لتعود إلى صراخها مجددًا مردفةً: اصمت، لا أتحمل حديثك، اغرب عن وجهي لا أُريد رؤيتك مجددًا، يحاول تهدئتها ولكن دون جدوىٰ، ليخرج مُسرعًا من تلك الغرفة التي خرت بها قواها، لتتثاقل قدمها، تستند على سريرها لتجلس عليه تاركةً العنان لنحيبها ودموعها، ثم بعد قليل تُحدث نفسها، وتعنف قلبها على حبها له، لتقرر بعد ذلك أن تقتلعه كالشجرة من حياتها، وكأنه صفحة فارغةً لم تكتب بها كلمات الحب سابقًا، تعمل على إسعاد نفسها ونسيان حبيبها الخائن، فرغم كل ذلك وتحبه، أهذا القلب مجنون أم ماذا؟ نعم فالقلب مجنون بحبه وذكرياته التي لا تفارقه، ولكنه فعلته شنيعة في حقها لا تستطيع نسيانها وعودتها له كما كانت من قبل.
لـ/ إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝أحببته فآذاني˝*
في ليلة من ليالي الشتاء القارس، كُنت أسير مع وحدتي والكثير من الخيبات المؤلمة، وأتذكر ذلك العشق الذي دام طويلًا ليرهقني، ثغرة خلف ثغرة حتى حدث الكثير وتهشم قلبي كُليًا، في يومٍ يملؤه الدجن الذي يبث الخوف في قلب من يراه، ظهر شخصًا من العدم؛ ليحتوي قلبي المُنهك الذي دمره العالم، شخصٌ يسود طبعه الحنان، رقيق القلب كالعصفور، يريد فعل كل شيءٍ من أجلي، يعمل جاهدًا كي يُسعدني، كان يُشعرني وكأنني ملكة متوجة على قلبه، يُحدثني ليلًا ونهارًا، يتساير معي دائمًا، يجلس بالساعات ونقص تفاصيل ما حدث أثناء يومنا، يُحاوطني دائمًا بالاهتمام، حتى افتعلنا الكثير من الذكريات الجميلة، التي كانت تجلعني أرفرف كالعصفور الطليق في السماء، ولكن في غضونٍ أيامٍ قليلة، أيقظني على ألمٍ شق قلبي ومزقه إلى أشلاءٍ صغيرة، حينما وقعت في حبه آذاني وكسر قلبي الهشَّ الضعيف الذي كان يقوى بوجوده، كان مصدر القوة التي أعيش من أجلها، ولكنه أصبح مصدر تألمي ووجعي الذي يجعلني أتمنى الموت في الليل، فقد تحول الحب لعشقٍ مُميت يدمرني ببطء، وعندما أستلقي على سريري وأضع رأسي على مخدتي، أبكي وكأن عينايَ كالشلالِ لا يتوقف أبدًا، أشعر وكأن كل شيءٍ يتحالف على إزهاق روحي وسيلان دموعي على وجنتي الهزيلة أثر حزني، كان يُحدثني عن حبه لي دائمًا، ونسي ما الذي يفعله المُحب ليكون سببًا في تدميري وفقدان ثقتي في الجميع! فسحقًا له ولمن يجعلني أشعر بالسوء؛ فمنذ خذلانه لي وأنا أعيش لنفسي فقط، دون حب، دون مشاعر، دون أي شيء، حتى لا أتاذى ثانيةً.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ *˝عذاب الهدوء˝*
بُعَيْد شروق الشمس الذي يستحوذ على سطح الأرض بأكمله، يتطاير الهواء من حولي مُعلنًا ألمًا جديدًا، وكأن كل شيءٍ يتحالف على شتات روحي وتألمها، في ليلةٍ من ليالي الصيف التي يسودها القيظ المُهلك، وبالرغم من ذلك فالرياح تكاد تقتلع الجدران، حين بزوغ الشمس بلونها الذي يتراوح ما بين الأصفر والبرتقالي وسط السماء المُلبدة التي تمتزج ألوانها مع لون البحر الصافي، أمواجٌ تضطرب مع بعضها، وكأنها تتصارع على الوصولِ، قلبٌ يجهش ويبكي خنقةً وكأن هناك من يمزقه في وسط الهدوء، أسيرُ جسدًا بلا روحِ، مزيجٌ بين الهدوءِ الذي يستحوذ على المكانِ والانقلاب الذي يعتريني، صراعٌ دام طويلًا بين عقلي وقلبي وكأن الهدوء صار مُعذبي، أغمض عيناي لأحصل على قسطٍ من الراحة؛ كي أستكمل طريقي خالية من القهرِ، بعيدةٌ عن تلك الذكريات التي تنهش في روحي وتمزقها إلى قطعٍ لا تُرى بالعين المجردة، أتذكر تلك الحادثة التي تركت أثرًا بداخلي، أخطو خطوة تلو الأخرى شاردةَ الذهن، منفصلةٌ عن العالم بأكمله، حتى توقفت وسط البحر بين الأمواج والصخور الرمادية العالية، أشعر بالحطام ولكنني لم أستسلم لقدمي المترددةِ في السير، حتى كادت تحدفني أرضًا، نظرت إلى تلك الصخور لأذهب بفكري إلى أيام الماضي، حينما كُنت ألجأ إليها وأحدثها عن تلك النوائب التي تحدث معي، أرى الانشقاق فيها وكأنها تواسيني عندما أرى خيالها في المياه التي تتجانس ألوانها مع أشعة الشمس، فتعطيها رونقًا جذابًا، لأرتقي بنظري مرةً أخرة إلى السماء التي تُعلن عن عاصفةٍ حتمًا ستدمر كل شيءٍ حولي، أنظر هنا وهناك لأجد ما أحتمي به من عقلي، حتى وصل بي الأمر إلى التحامل على قدمي؛ لأسير من جديدٍ نحو مستقبلٍ مجهول، وأحظى بالهدوء النفسي وأتناسى ما يرهقني؛ لأعيش في سلامٍ تام غير مُباليةٍ لأحد.
لـ/ إنجي محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝